بعد الأسرة عن الدين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119705 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-02-2023, 04:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي بعد الأسرة عن الدين

بعد الأسرة عن الدين
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
فتاة نشأتْ في أسرة بعيدة عن الدين؛ فأمُّها لا تُصلِّي، وأبوها يسيء معاملتها ويضربها لأتفه الأسباب، فماذا تفعل؟

التفاصيل:
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عامًا، ملتزمة والحمد لله، ولكني نشأتُ في أسرة بعيدة تمامًا عن الدين؛ فأُمِّي لا تُصلِّي وتُدخِّن، وقد أرسلناها للعمرة؛ لعلَّها تتوب؛ لكن لم يتغيَّر شيءٌ، وأبي مريض نفسيًّا؛ يضربني أنا وأخواتي، وتدور في خياله أشياء لا ترضي الله، وعندما نفتح سجل الكمبيوتر نغلقه من خجلنا، وعندما كان يُرافقني في أحد الأيام وأنا في طريقي إلى المدرسة أخبرتُه أن أختي قالت إنها لا تريد أن تُصلِّي؛ لأن أُمِّي لا تصلي، وهو يعلم ذلك فلم ينبس ببنت شفة، وعندما عُدْتُ فُوجئتُ بأنَّ أُمِّي تسألني أمام أخواتي: أنا لا أُصلِّي؟ فعلمتُ أن أبي قد نقل إليها حديثي، لا أذكر أن والدَيَّ عاملاني جيدًا؛ فأُمِّي كانت تضربني أمام الناس وتُضحكهم عليَّ، وقد قاطعني والدي؛ لأنه علم أن لديَّ حساب فيسبوك، فهو يمنعني من كل شيء رغم أنه لم يجد على حسابي أي شيء يُغضِب الله؛ ولكنه قام بكسر هاتفي، وقد قام بضربي؛ لأن لديَّ حسابًا دينيًّا، وكأنه لا يريد أن يكون لأحدٍ منا عملٌ صالحٌ، أو أن نكون أحسن منه، دعوتُ اللهَ كثيرًا أن يُخفِّف عني؛ لكن الله لم يستجب لي، فهل أنا عاصية؛ لذلك لا يستجيب لي الله؟ وأختي الكبيرة تزوَّجَتْ؛ لكي ترتاح من ظُلْم والدي، وأبي كان يأخذ جزءًا من راتب أختي الأخرى رغمًا عنها رغم أنه لم يكن يُعطيها مصروفًا للجامعة، ووضْعُنا المادي ممتاز، وأُمِّي تُجبرني أن أشتري لها الدخان رغمًا عني، وإن لم أشتَرِ لها الدخان تغضب عليَّ، فأنا أشتريه لها؛ لكي أتَّقي شرَّها، تعبتُ كثيرًا، بدأتُ أُكثِرُ من العبادة والدُّعاء؛ لعلَّ ذلك يُخفِّف من همومي، فماذا عساي أن أفعل؟



الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعند قراءتي لمشكلتك وجدتُها فيما يبدو لي من الابتلاء الذي يُبتلى به بعضُ المؤمنين بسبب محبَّة الله سبحانه لهم، ولرفع درجاتهم، وتكفير خطاياهم؛ ولذا مما يُعينك على حُسْن الصبر والتحمُّل، ومن ثمَّ العلاج لمشكلتك الآتي:
أولًا: تذكَّري أن ما أصابَكِ من والديك قضاءٌ وقدرٌ، كتبَه الله عليكِ قبل خَلْق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة؛ لقوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: "حتى وضْعُك يدَك على خدِّكَ، فهي بقَدَر الله".

وقال سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]؛ قال علقمة رحمه الله في هذه الآية: "هو الرجل تُصيبُه المصيبة، فيعلم أنها من الله، فيصبر ويحتسب".

ثانيًا: اعلَمي أن ما يُصيب المؤمن من المصائب، فيه حِكَمٌ يعلمها الله سبحانه؛ منها:
رفع الدرجات في الجنة، وتكفير الخطايا، ومنها أنها دلالة على محبَّة الله للمُبتلَى، وقد يكون منها أن الله يصرفَ بها فتنًا كثيرةً وخطيرةً لا يعلمُها المبتلَى، ولو علِمَ بها لاستبدلَ بحزنه الفرح والشكر لله، تأمَّلي كثيرًا قولَه سبحانه: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، اقرئيها كثيرًا وتأمَّليها؛ لتعلمي يقينًا حِكَمَ الله العظيمة.

ثالثًا: تذكَّري أن الإيمان بالقَدَر ركنٌ من أركان الإيمان، والصبر واجبٌ، والرِّضا مُستحَبٌّ.

رابعًا: أُوصيكِ بكثرة الدعاء؛ فهو سلاح عظيم نَضعف عنه أحيانًا، أو نُقلِّل منه بسبب ضَعف إيماننا.

خامسًا: استمرِّي في الإحسان لوالديك؛ فإن حقَّهما عظيمٌ حتى لو كانوا كُفَّارًا؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]، وادعي الله كثيرًا أن يُصبِّركِ، وأن يجعل ما أصابَكِ رِفعةً لكِ، وتكفيرًا لخطاياكِ، وادْعي لوالديكِ بالهداية وحُسْن الأخلاق؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].

سادسًا: اعلَمي رحمك الله أن ما يُصيب المؤمن تارةً يكون ابتلاءً لا علاقة له بالمعاصي؛ بل محبة من الله للمؤمن، ولرفع درجاته عند الله سبحانه، كما كان يحصُل من الابتلاءات للأنبياء، وهم أفضَلُ الخَلْق؛ بل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد غفَرَ الله له ما تقدَّم من ذَنْبه وما تأخَّر، وتارة يكون بسبب ظُلْمٍ أو مَعاصٍ، أيًّا كان السبب.

سابعًا: وصيَّتي لك هي وصية الله للمؤمنين بالإكثار من الاستغفار؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12]، فانظُري كيف جعل الله الاستغفار سببًا للرزق وتفريج الكرب.

ثامنًا: أُوصيك أيضًا بكثرة الاسترجاع، فهو بلسَمٌ عظيمٌ، وسببٌ قويٌّ لتفريج الكرب؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 -157].

تأمَّلي الحديث الذي في صحيح الإمام مسلم، قالت أمُّ سلمة رضي الله عنها: سمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ تُصيبُه مصيبةٌ، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجِرني في مُصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها، إلَّا آجره الله تعالى في مُصيبته، وأخلَفَ لهُ خيرًا منها))، قالت: فلما توفِّي أبو سلمة، قلتُ: مَنْ خيرٌ من أبي سلمة؟ قلتُ: ما أمرني به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخلَفَ اللهُ لي خيرًا منه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.

تاسعًا: ومما يُسلِّيكِ أن تتذكَّري أمرين مُهمَّينِ جدًّا:
الأول: أن هذه المصيبة أهون من غيرها؛ حيث لم تكن في دينكِ، ولم تُذهِبْ دينَكِ أو عقلَكِ، فبقاؤك على الاستقامة مع حال الوالدين غير المرضية كرامة لك ونعمة من الله سبحانه.

الثاني: أنك عندما تتذكَّرين مصائبَ غيركِ، تهونُ عليكِ مُصيبتُكِ.

عاشرًا: أما دعاء والديك عليكِ، فأرجو ألَّا يُستجابَ لسبب واحد؛ وهو أنه بغير حقٍّ، ليس بسبب ظُلْمٍ ولا عقوق.

حادي عشر: وعلى أقارب والديكِ مسؤولية مُناصحتهما وتخويفهما بعاقبة تركهما للصلاة، فلا يجوز لهم السكوت عنهما وهم يرونهما يعملان المنكرات، وعليهم تذكيرهما بعواقب الظُّلْم، وتذكيرهما بالموت والجنة والنار، وبفضيلة التوبة، أو يُطلَب من خطيب الجامع أن يخطب عن هذه الأمور.

حفظكِ الله، وفرَّجَ كُربتك، وجعَلَها رِفعةً لكِ وتمحيصًا، وهَدَى اللهُ والدَيكِ، وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمدٍ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]