كيف أتعامل مع من يؤذيني؟

[ابوالوليد المسلم]

كيف أتعامل مع من يؤذيني؟
أ. فيصل العشاري


السؤال:

♦ الملخص:
طالب يخاف الدخولَ في مشاجراتٍ مع زملائه بسبب ضربه مِن قِبَل أحد الطلاب، ويسأل: لماذا تأتيني أفكار بأني سأُضْرَب؟ وما طرُق التعامل مع مَن يريد إيذائي؟ وكيف أستطيع تغيير نَمَط تفكيري؟

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 17 عامًا، ضايقني طالب في المدرسة وحصلتْ بيننا مشاجرة وأتى بأخيه وضرَبني، ثم أتتني بعد ذلك أفكار بأنه سوف يُضايقني مرة أخرى، ومن ثم سيأتي بأخيه ليضربني مرة ثانية!

كثيرًا ما أناقش الفكرة مع نفسي وأُحللها، كالآتي: لو أنه ضايقني فسوف أضربه، لكنه سيُحضر أخاه، لكن أقول: لا مشكلة، سوف أتعامل مع أخيه وأضربه أيضًا! لكن أبدأ في الخوف مِن مواجهة الشابَّيْن، وأبدأ في وَضْع حلول وخطط للتخلُّص مِن المشكلة، وللتعامل معها بطريقة مناسبةٍ، وأعيد التفكير في الموقف، وأضع حلًّا، لكن بعد فترةٍ أقول: لا، لن أنجح، ولن تصلح الفكرة! ثم أبدأ بالبحث في الإنترنت عن كيفية التعامُل مع هذه النوعية مِن المشكلات، وأستمع إلى القرآن الكريم والخُطَب الدينيَّة للتخلُّص مِن القلق والمخاوف، وهكذا أظل أجد حلًّا ثم أتراجع وأجد حلًّا ثم أتراجع.

تعبتُ من كثرة التفكير، وفقدتُ الثقة بنفسي، وأهدرتُ وقتًا كبيرًا، وتأثرتْ دراستي وتحصيلي العلمي.

وأسئلتي:
1- لماذا تأتيني أفكار بأني سأُضْرَب؟
2- ما طرُق التعامل مع مَن يريد إيذائي؟
3- كيف أستطيع تغيير نَمَط تفكيري؟


الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
عمرك ١٧ سنة، وفِي الغالب أنت في الصف الثاني الثانوي، ووجود أصدقاء سيئين ومشاغبين معك بالمدرسة أمرٌ مألوف.

وقد أحسنتَ في لجوئك إلى الآيات القرآنية، وسماع المحاضرات الدينية؛ حيث تقوم بزيادة الثقة بالنفس والدافعية لديك، لكنها ما تلبث أن تخفَّ وتعود الأمور إلى ما كانتْ عليه مِن السوء؛ لماذا؟
هذا هو تساؤلك الرئيسي.

وجوابه: أنَّ ما تقوم به مِن سماع الآيات والمحاضرات هو نوع مِن التحفيز الذاتي، وهو مهم في حدِّ ذاته؛ لكنه غير كافٍ، والذي ينقصك هو الناحية المعرفية لكيفية التصرف، وهذا هو سؤالك الثاني.

وجوابه كالتالي:
♦ اسلك الطرُق القانونية للحُصول على حقك، والدفاع عن نفسك؛ فالأصلُ أن الجهة الأكاديمية التي تدرس فيها أو جهة العمل التي تعمل بها - لو كنت تعمل - لها لائحة قانونية تُنظم العلاقة بين المنتسبين إليها طلابًا وموظفين، ومِن هذه العلاقات موضوع التنازُع والخصومات؛ حيث يُمكنك اللجوء إلى إدارة المدرسة، وتقديم شكوى على هذا الطالب وأخيه.

♦ لا تكتمْ هذا الموضوع، وحاولْ أن تُخبرَ أحدَ المُقَرَّبين أو أحد أفراد الأسرة ممن تثق بعقله وقدرته على الوقوف معك، فسوف تشعُر بالمسانَدة المادية والمعنوية، وربما يتواصَل مع والد هذا الطالب ليقوم هو بدَوْرِه بإقناع ولده، أو حتى تهديده بعدم التعرُّض لك.

الموضوعُ يبدو سهلًا إلا أنه أثَّر على نفسيتك، فعليك بالسعي لاستعادة الثقة بنفسك، وعدم التفكير مجددًا بشأن هذا الشخص الذي لا يزال تهديدُه مجرد احتمال.

نسأل الله تعالى أن يشرحَ صدرك، وأن يُيَسِّر أمرَك

والله الموفق