|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شخصيتي ضعيفة جدا أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: شاب ضعيف الشخصية خجول، فاقد الثقة بنفسه، مما سبَّب له آلامًا نفسية، وهو يريد تطوير نفسه، وأن يكونَ شجاعًا، ويسأل: كيف أتخلَّص مِن الألم النفسي؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب عمري 35 عامًا، أعاني من عدة مشكلات، مثل الخجل والخوف والكسل، بنيتي ضعيفة، وشخصيتي ضعيفة جدًّا. ربما ترون أنني مبالغ في كلامي، لكن سأعرض عليكم آخر موقف حدَث لي، وهو بالنسبة لي: "القشة التي قصمتْ ظَهْرَ البعير"! كرامتي هُدرت، وما زلتُ مَجروحًا، ولا أستطيع تخيُّل ردة فعلي على هذا الموقف المشين؛ "قابلتُ شخصًا يَعرف أني خجول فسبَّني، وكانت في يدي علبة عصير فرميتها عليه، فقام هذا الشخص بضربي على وجهي وشتمني، لكن لم أفعلْ له شيئًا إلا الصمت، وكان السبب الرئيس خجلي وضعف شخصيتي. للأسف أنا نشأتُ في أسرةٍ تربيتُها كانتْ خاطئةً؛ فقدتُ الثقة في نفسي، وكان أبي ضعيفُ الشخصية، وأمي متسلِّطة، وأنا قليل الخبرة في حياتي، أتعرَّض للسخرية من زملائي في المدرسة والجامعة، ولا يوجد عندي هدف أو طموح. علاقتي بأبي وأمي متوترة، وأنا كثير الغضب عليهما، ودائم الاعتذار لهما، لكني سئمتُ من كثرة الأخطاء والاعتذارات! يعتقد الناس مِن حولي أنني شخص طيبٌ، لكنني مِن داخلي ضعيفٌ جدًّا، زرتُ طبيبًا نفسيًّا فأعطاني دواء أتعاطاه للحفاظ على ثقتي بنفسي. أخبروني كيف أتخلص مِن الألم النفسي؟ فليس لديَّ روح الانتقام. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. هناك قصة عالمية مشهورة اسمها:لامبرت.. الأسد الخجول: (lambert.. The sheepish lion) تحكي واقعَ شبلٍ صغيرٍ تربَّى في قطيع مِن الخراف، وأخَذَ يُقلِّد هذه الخراف، وكان يتعرَّض لنَطحاتها رغم كِبَر جسمه، ولا يعرف كيف يُدافع عن نفسه، وذات يوم جاء الذئبُ وطارَد أمَّه النعجة التي ربَّتْه، وكاد يأكلها أمام عينيه، وحينها سرَتْ في جسمه روح الأسدية، وزَأَرَ زأرة أطارتْ لب الذئب! ربما تستفيد مِن هذه القصة في إسقاطها على واقعك، فأنتَ عشتَ مناخًا أسريًّا ربَّاك على الخنوع، ولم يُعلِّمك الشجاعة الكافية، رغم أنك شجاعٌ في أصلك، وأسد في طبيعة تكوينك، وما حصل معك مِن موقفٍ لا يعني أنك ستستمر على طبيعتك (الخجول)، بل يمكن أن تقرِّر أن تعودَ إلى وضعك الطبيعي في أي وقت تشاء، بل يمكنك إصدار هذ القرار مع نفسك الآن! حسنًا نحن واثقون أنك الآن قد اتخذتَ هذا القرار الشجاع لتعودَ لوضعك الطبيعي، والآن دعنا نستعرض ماذا يُمكن أن تفعلَ: ♦ الشجاعة ليستْ هي ضرب الناس، ولا تعني بالضرورة: الانتقام الشخصي اليدوي، فهذا النوعُ مِن التصرفات في واقع الأمر يدُلُّ على ضعف نفسيٍّ لدى صاحبه؛ لذلك نجد أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم وضَع معيارًا محددًا للشجاعة عندما قال: ((ليس الشديدُ بالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))؛ رواه البخاري. ♦ لك كاملُ الحق في أن تدافع عن نفسك، وأن تضرب مَن ضربك، بشرط ألا تزيد على مقدار أذاه، والعفوُ هو الأفضل، ولكن لا بد أن يكونَ العفوُ عن قدرةٍ؛ حتى لا يُفسَّرَ على أنه خوَرٌ وعجز. ♦ لا تستعدِ الآخرين إن كنتَ تقدِّر في نفسك أنك ستخسر المعركة، فأحيانًا يكون الانسحاب بهدوءٍ مِن محيط المعركة هو الخيار الأنسب. ♦ تذكَّرْ أن الناس مِن حولك ليسوا أعداءً لك، وأن العداوات طارئة، والأصلُ هو السلامُ والوئامُ بين الناس، فعامِلْهُم على هذا الأساس. ♦ ثِقْ بنفسك وبقدراتك، فأنتَ لستَ عاجزًا ولا ضعيفًا، ولا تنظُرْ إلى بنيتك، وتظن أنَّ الضعف مِن قِبَلها، فالقوةُ النفسيةُ هي الفيصلُ هنا، فكم مِن ضعيف البنية غلب شخصًا ضخم الجثة بسبب قوة قلبه وحُسن تصرفه. ♦ اجعلْ هذه الحادثة من الماضي، واحذفها، ولا تقفْ معها كثيرًا، ولا تَلُمْ نفسك، فاللومُ لا يَزيدك إلا اكتئابًا وحسرةً، ويقعدك عن طلب الكمال ومعالي الأمور. ♦ تصرُّفك مع والديك تصرُّف محمود، ولعل الله حفظك بسبب طاعتك لوالديك، نعم قد تصدُر منك تصرفات غير مقبولة تجاه الوالدين، لكنَّ سرعة اعتذارك لهما واسترضائك لهما تمسح ذلك كله، فنرجو أن تستمرَّ على علاقتك الطيبة بهما، فهما بابُك إلى الجنة. ♦ رتِّبْ جدولك اليومي، وراجِعْ قائمة أهدافك، وانطلقْ في سبيلك، وستجد أن هذه المشكلات ستختفي تدريجيًّا، ولن تشعرَ بوُجُودها بإذن الله. نسأل الله تعالى أنْ يشرحَ صدرك، وأن يُيَسِّر أمرك والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |