|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ساءت حالتي النفسية بعد الطلاق أ. شروق الجبوري السؤال: ♦ الملخص: فتاة جامعية كانتْ متفوقة جدًّا في دراستها، تزوَّجَتْ ثم طُلِّقَتْ بعد فترة قصيرة، لكنها تأثرتْ بعد الطلاق، وتأثرتْ دراستها، وكانت النتيجة أنها رَسَبَتْ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طالبة جامعية، في السنة الجامعية الأولى كنتُ مجتهدةً للغاية، وكان مِن المستحيل أن أغيبَ عن المحاضرات، تزوجتُ وكنتُ مقتنعةً بالزواج؛ لأني كنتُ أعرف زوجي وأتكلَّم معه، لكن بعد الزواج صُدِمْتُ فيه؛ إذ كل كلمةٍ قالها لي قبل الزواج كانتْ كَذِبًا، وكل الوُعود التي وعدها لي كانتْ كذبًا! أصبحتُ كل يوم أبكي، ثم طلبتُ الطلاق وطُلقت! رجعتُ للجامعة وكلي حماس، لكن للأسف لم أجد استيعابي الأول موجودًا، فلم أعُدْ أفهم شيئًا، وتفكيري دائمًا مشتتٌ وسرحانة! وبعد أن كنتُ لا أفوِّت دقيقةً مِن المحاضرة، صرتُ ألعب بالهاتف، ولا أستفيد شيئًا! الآن أنام أكثر مِن 12 ساعة يوميًّا، حتى أثَّرَ ذلك على مستواي، ورسبتُ في كلِّ المواد، حتى الناس مِن حولي كرهتُهم، وأتضايق مِن تجمُّعات الأهل. فقدتُ كل هواياتي، حتى الصلاة تركتُها، وساءتْ أخلاقي، وكثيرًا ما أفكر في الانتحار، لكن مستحيل أن أُقدم على تحقيق هذه الفكرة. الجواب: ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نرحبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. إنَّ أسلوب عرضك للمشكلة بافتتاحها بالتنويه عن تفوُّقك الدراسي سابقًا، ثم إتباعها بمشكلة زواجك - يُشير إلى أنك تستشعرين أنَّ سبب تراجعك دراسيًّا وسرحانك عن الدرس مرتبط بآثار تجربتك الزوجية. فرغم أنكِ قد حاولتِ العودة للجامعة بحماسٍ، ورغبة في إعادة ما كنتِ عليه مِن تفوقٍ وتميُّزٍ عن زميلاتكِ، كان يُشبع حاجة تقدير الذات آنذاك لديكِ، فإنَّ الآثار السلبية النفسية التي تَرَكَتْها تجربةُ الزواج في نفسك لم يتم التعامُل معها بحكمةٍ للحدِّ منها أو تلاشيها، بل يبدو أنك تعاملتِ معها (بتجاهلها) فقط. وهذه معضلةٌ يقع فيها كثيرون في مواجهتهم التجارب المؤلمة؛ إذ سرعان ما يتخذون قرارًا بطَيِّ صفحة الماضي، دون نقدٍ ومراجعةٍ لها وتشخيصِ أسبابها، ثم العزم على عدم تَكرار الأخطاء التي تسببتْ فيها، ثم اتخاذ القرار بطَيِّها وأَخْذ العبرة منها فقط. وهذا ما لم أَسْتَشِفَّه مِن استقرائي لرسالتك؛ إذ أجد أنك تُلقين اللوم كله على زواجك السابق، وترين أنَّ السبب الرئيسي للمشكلة يَكمُن في كونه لم يكنْ نفس الشخص الذي (عرفتِه) قبل الزواج. والأجدى في مثل هذه المواقف أن تُقيِّمي (طريقة) معرفتك به قبلَ الزواج، وكيف بنيتِ قناعتك وثقتك بشخصه، ثم رد فعلكِ تجاه ما لم يعجبك مِن سلوكياته أو أقواله... وما إلى ذلك. أنا لا أُوجه اللوم لكِ، بل ما أطلبه منكِ هو مُواجَهة نفسك بتقييم تلك التجربة، ونقدك لنفسك بموضوعيةٍ وحياديةٍ تُمكِّنك مِن تحديد أخطائك أنت شخصيًّا، ثم اتخاذ القرار بعدم تَكرارها وتغيير السلبيات التي تكتشفينها في طبعك أو فكرك. وإياكِ - يا بنتي - مِن توبيخ وجلد ذاتك؛ فإنَّ ذلك لن يزيدَ مشكلتك إلا سوءًا، بل اعمدي على اتخاذ قرار التغيير، والنظر إلى ذلك الماضي باعتباره مواقفَ أكسبَتْك خبرةً ونضجًا تتفوقين فيهما عن أقرانك، فإنَّ نجاحك في ذلك سيُريح فكرك الذي ما زال يجترُّ تلك الذكريات المؤلمة بشكل مباشر أو غير مباشر، وسيكون مُهيِّئًا للتركيز والإقبال على المذاكَرة بشغفٍ كما كنتِ سابقًا، كما أنه سيُبعدك عن الضيق مِن التعامُل المباشر مع الآخرين بسبب مشاعر الإحباط لديك وخوفك وقلقك مِن فَتْح الموضوعات الخاصة بتلك التجربة. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يفتحَ لك أبواب الخير والعلم، ويوفقك لما يحبُّ وينفع بك، وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |