|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بين يدي (المجموعة النفيسة) للأستاذ عبدالكريم الدبان د. عبدالحكيم الأنيس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعدُ: فيُسعدني ويشرِّفني أنْ أكتب هذه الكلمات بين يدي هذه (المجموعة النفيسة) وقد طال انتظارُها، وكان المأمول أنْ تصدر قبل عقدٍ من الزمن بل أكثر، ولكن عرضتْ عوارض، وحالتْ حوائل، والأمورُ مرهونة بمواعيدها... ♦ ♦ ♦ اطلعتُ على هذه المجموعة قبل أكثر من ثلاثين سنة، خصَّني بذلك شيخُنا المؤلِّفُ العلامة الجليل الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدَّبَان التكريتي - رحمه الله - مِنْ بين مُحبيه وزائريه وذويه، مع اثنين آخرين من أصدقائه أحدُهما العالم الوزير أحمد عبد الستار الجواري، وقد قال هذا فيها أبياتًا. ومذ اطلعتُ عليها ورأيتُ غزارةَ فوائدها وأنا أقول: ليتَها تُطبَعُ ويَعمُّ نفعُها، فما مِنْ فائدة فيها علمية أو أدبية أو تاريخية إلا وهي فائدةٌ يتجمَّلُ الإنسانُ بمعرفتها، وحفظِها، وإيرادِها في مواضعها، والاستشهادِ بها في خطبةٍ أو درسٍ أو محاضرةٍ. والحمدُ لله أنْ وفَّق لذلكَ الآن. ♦ ♦ ♦ تضمُّ هذه المجموعة ألفَ مادة، من الطُّرف والنوادر، والحوادث الغريبة، مع كثيرٍ من المقطوعات الشعرية، والأبيات المُفردة التي جرتْ مجرى الأمثال، أو كانتْ في خوالج إنسانية متنوعة، ممّا يصلحُ للاستشهاد في مواقف كثيرة، مع مسائل علمية ولغوية. وفيها ما لا يقلُّ عن الألف والخمسمائة بيت من الشعر، وما يزيدُ على ستمائة ترجمة. كما جاء في كلام الشيخ المؤلف. وهي حصيلةٌ مختارةٌ مِنْ فوائد مطالعات كثيرة في كتب العلوم والآداب والفنون المتنوعة. ♦ ♦ ♦ وقد لخّصَ الشيخُ فيها عمله فقال: ♦ كان جهدي بعد الجمع هو الاختيار. ♦ وضبط المفردات. ♦ وشرح ما يحتاج إلى شرح منه. ♦ وكتابة عنوان لكل مادة. ♦ وذكر البحور الشعرية للمقاطيع. ♦ وصياغة كثير من المواد بغير صيغتها الأصلية. ♦ مع تقديمٍ موجزٍ لبعضها. ♦ والتعليقِ على كثير منها. ♦ وكتابة تراجم موجزةٍ لأكثر مَنْ وردتْ أسماؤُهم في تلك المواد. والتزمَ أن تكونَ المواد قصيرة بحيث لا تزيد المادة الواحدة على صفحة، ولا تقل عن سطرين من الدفتر الذي كَتَبَ فيه. كما التزم أن يجعل رأس كل مئة أحد عشر بيتًا رائعة رائقة، وهي في رأس المئة الأولى اثنا عشر بيتًا، وكأن الشيخ أراد أن يتمها مئة. وكان الافتتاحُ والختامُ حكيمين ومؤثرين جدًا. وقد ألحقَ المجموعة بقائمةٍ للمواد، وأخرى للأشخاص المُترجَمين فقط وحسب ورودهم في المجموعة. و رجا أنْ يكون فيها "تسليةٌ للمهموم، وترويحٌ للمكدود، ومتعةٌ، وفائدةٌ لكل قارئ". إلى غير ذلك من الأهداف التي أشار إليها في (المقدمة) - سوى هذه الأهداف الأربعة -، وأرجو من القارئ أن يتمعن فيها قبلَ أنْ يقرأ ما وراءها. ♦ ♦ ♦ تجلّى في هذه المجموعة سعةُ قراءات الشيخ، وتنوعها، وغزارةُ علمه، وعمقُ فهمه، ورجاحةُ عقله، وحسنُ اختياره، ولطفُ أدائه. وظهرتْ مقاصدُه الجميلة، ومِنْ أهمها ربطُ العبد بمولاه، وتذكيرُه بالمصير... وقد نثرَ الشيخ فيها: في العناوين والمضامين توجيهاتٍ عالية صراحةً وإشارةً، وهي في كثيرٍ منها تجسِّد شخصية الشيخ في علمه، وأدبه، وعقله، وزهده... وقال السابق: قد عرَفناكَ باختيارِك إذ كا ♦♦♦ نَ دليلاً على اللبيبِ اختيارُه وقالوا: اختيارُ الرجل قطعةٌ مِنْ عقله. ويمكن أنْ يُستخرَج منها الكثيرُ من صفة الشيخ وسمته، والكثيرُ ممّا كان يدعو إليه، ويدلُّ عليه. وقد تجلَّت براعتُه فيها، وفي التراجم التي ذيَّلها بها، ونجدُ فيها جميعًا فوائد علمية دقيقة بأسلوبٍ مُوجَزٍ، وقد حرَص في التراجم على دفع الاشتباه بين النِّسَبِ المتشابهة، والربطِ بين المتشابهين، وضمَّنها آراء مهمة، والتمثيلُ على ذلك يطولُ، ولعلَّ القارئ يتابِعُ هذا بنفسه. والحقيقة أنَّ هذه المجموعة تأتي في مسار كتب الأدب الرفيعة المستوى كـ "عيون الأخبار"، و"بهجة المجالس"، و"محاضرات الأدباء"، و"ربيع الأبرار" وما شابهها، وليستْ "كناشًا" أو "كشكولاً"، وإنْ لم تُبوّبْ أو تُرتّبْ ترتيبًا معينًا، ففيها إلى جانب العلم تنظيمٌ واضحٌ، وجهدٌ كبيرٌ في الصياغة والتنقيح، وفيها بَعْدُ نقدٌ ولكنْ بلطفٍ، وتعليقاتٌ ذكيةٌ، ومشاهداتٌ واقعيةٌ، وأخبارٌ عصريةٌ، ونُكتٌ وطرفٌ ظهرتْ فيها دماثةُ نفسِ مؤلِّفها. وقد فَرَغَ مِنْ تبييضها سنة (١٣٨٠هـ)، وهو في الثانية والخمسين من عمره. وحين أقرأ فيها الآن تشدُّني إلى أيامٍ جميلةٍ كنتُ أسمعُ فيها من الشيخ بعضَ محتوياتها مِنْ حكاياتٍ لطيفةٍ، ونوادرَ طريفةٍ، وأشعارٍ ظريفةٍ في أول الدرس أو في آخره. ♦ ♦ ♦ يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |