|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف تبني نفسك؟ د. علي أحمد الشيخي للشباب (5) كيف تبني نفسك؟ [1] لكل بناء أساسات، ومتى ما كانت أساسات البناء قويةً، عاش ذلك البناء طويلًا وأمِن ساكنوه، والإنسان مثل البناء تمامًا؛ يحتاج إلى اهتمام بأساساته، حتى يستطيع شق طريقه في الحياة؛ ليحقق أعلى طموحاته، ويساهم في عمارة هذه الأرض، واعلم أن كل إنسان ناجحٍ في هذه الحياة، كان بالأمس طفلًا باكيًا، وكل بناء شامخٍ كان يومًا ما أرضًا جرداء؛ فليس المهم من أنت اليوم، بل المهم من ستكون غدًا، ولكي يستطيع الشباب بناء أنفسهم جيدًا، يتطلب منهم الشروع مبكرًا في وضع أساسات جيدة لمهاراتهم وقدراتهم، والعمل على صقلها وتطويرها. ومن الأساسات التي أُوصي بالاهتمام بها: 1- العلاقة مع الله: اجتهد أيها الشاب في علاقتك مع رب العباد، وراقِبْه سبحانه في السر والعلن، وحافِظْ على الصلاة في جماعة؛ فإنها مكفرة للذنوب؛ لحديث: ((أرأيتم لو أنَّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟))، قالوا: "لا يبقى من درنه شيء"، قال: ((فذلك مَثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا))[2]، واجعل لك نصيبًا من قيام الليل ((نِعْمَ الرجل عبدالله، لو كان يصلي من الليل))[3]. واجعل لك نصيبًا من صيام النافلة؛ ليباعد الله به وجهك عن النار، وقد جاء في النسائي: ((لا يصوم عبد يومًا في سبيل الله إِلَّا باعَد الله تعالى بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفًا))[4]، والصوم أيضًا حصن ووِجاءٌ للشاب غير المتزوج ((.. ومَن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وِجاء))[5]. وعليك بالمحافظة على الأذكار؛ ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، والزم الدعاء واجعله كالهواء في كل حين، لا كالدواء الذي نستخدمه عند حاجتنا للشفاء، وزد رصيدك في أداء بقية الشعائر الدينية. واعلم أن الشاب الذي ينشأ في عبادة الله يظله الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعةٌ يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلَّا ظله..)) وذكر منهم: ((وشاب نشأ في عبادة الله...))[6]، واحذر أن تسخر حياتك من أجل المال والشهرة، بل اجعلهما مطية لك إلى طاعتك لرب العباد. 2- الاجتهاد في الدراسة: اجتهد في دراستك، وابتعد عن الكُسالى والمثبطين، وتحلَّ بحلية طالب العلم كما أوردها العلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد، وحَوِّل المعارف التي تعلمتها إلى مهارات، واعمل على تطبيقها في تعاملاتك في الحياة، واعلم أنه لا توجد طريقة تدافع بها عن نفسك في هذا العالم سوى أن تتعمق في معرفة عالمك لتزداد قوة، يقول أينشتاين: "المعرفة في حد ذاتها ليست مهمة، أمَّا ما نصنعه بالمعرفة وكيف نستفيد منها، فهذا هو المهم"، واعمل على تنظيم وقتك بكفاءة، ولا تيئس عند الفشل؛ فما هي إلَّا خطوات على طريقك للنجاح؛ فمخترع الكهرباء "أديسون" لم ينجح في اختراع الكهرباء إلا بعد 999 محاولة فاشلة، وتأكد أن النجاح = 1% إلهام + 99% اجتهاد، وإياك والكِبْرَ والغرور؛ فهو عدو للعلم، فالغرور = 1 ÷ المعرفة، بمعنى أنه كلما زاد مقام المعرفة قلت قيمة الغرور، والعكس صحيح. 3- اختيار التخصص المناسب لميولك وقدراتك: اذهب للتخصص المناسب لميولك وقدراتك، واستشر معلميك ومرشدك الطلابي، واستعن في تحديد قدراتك ببعض المقاييس كاختبار هولاند، واختبار تحديد تخصصك الجامعي لناصر الخزيمي، واختبار mbti، وغيرها من المقاييس المتاحة على الشبكة، واحذر من البناء على تجارِب الآخرين؛ فكثير من الناس يتحولون إلى مستشارين وخاصة لخريجي الثانوية العامة، وتأكد أن تجاربهم هي بمثابة الحُفَر التي سوف تعترض طريقك في اختيار التخصص المناسب، ولا تَنْسَقْ وراء نظرة المجتمع لبعض التخصصات كالطب والهندسة والمحاماة؛ فقد يكون تخصصك في قسم نظري أفضل بكثير مما لو ذهبت لأحد التخصصات العلمية التي لا تتناسب مع ميولك ورغبتك، وعليك أن تفرِّق بين الحقائق والآراء، وهذا يشبه حال اثنين من الأصحاب: أحدهما اشترى سيارة (تويوتا شاص)، وآخر اشترى سيارة صغيرة (كامري) مثلًا، فاتفقا أولًا أن يذهبا في رحلة للصحراء لـ(التطعيس)، فهنا لا شك أن صاحب الشاص سيكون أكثر متعة وسيصل لوجهته دون عناء، بينما لو اتفقا أن يذهبا من الرياض إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، فهنا سينعكس الوضع وسيكون صاحب السيارة الكامري أكثر راحة وسيصل لوجهته قبل صاحبه بوقت طويل.. فاختر الوسيلة المناسبة لوجهتك دون تأثير الآخرين، وهذا يشبه تمامًا من يذهب لتخصص لا يتناسب مع قدراته، وتَمَثَّل أيضًا بحال الفراشة والنحلة؛ فالفراشة كثيرة الحركة لكنها تنهي جلسة عملها دون رحيق، بينما النحلة تكون أقل منها حركة لكنها تنهي عملها بشَهْدٍ فيه شفاء للناس، وما أكثر الفراشات في الجامعة! حيث ينتقل الطالب من قسم إلى قسم، أو يستمر في قسم واحد لكنه يقضي فيه ما يقرب من ثمان سنوات، وقد تزيد أحيانًا. 4- ضع لك أهدافًا واقعية قابلة للتحقق: فالأهداف هي التي تساعدنا على تحقيق الأحلام، والشخص الذي لا يملك أهدافًا في الحياة هو كمن يمشي في طريق لا نهاية له، أو يريد الدخول على موقع لا عنوان له، وكالذي لا يعرف إلى أين يتجه، حيث سيصل إلى المجهول، والعبقري هو من يصيب هدفًا لا يراه الناس، ومن أكبر الأخطاء أن نراهن على أهداف صغيرة تقل كثيرًا عن إمكاناتنا وما ينتظره منا المجتمع، وتحتاج الأهداف منا إلى تركيز ومثابرة، والأهداف التي لا تُترجَم إلى خطط وأفعال هي مجرد أمانٍ وأحلام، وليس العاجز هو من لا يملك قدمًا وساقًا؛ وإنَّما العاجز من لا أهداف له، واعلم أنه لا يوجد هدف دون عائق، وتبقى الفروقات بين الناس أمام أهدافهم بين صامد ومكافح أو منهار أمام أصغر العقبات، يقول جون ماسون براون: "السعادة الحقيقية هي أن نفني أنفسنا من أجل تحقيق غاية عظيمة في الحياة". 5- فن التعامل مع الناس: التودد إلى الناس نصف العقل، ويتطلب من الإنسان أن يتعلم مهارات الحوار والإقناع والإيجابية والتعاون، ولدى الغرب معاهدُ خاصة تدرس المهارات الاجتماعية، كطريقة التحدث المثلى، وكيف يكسب ثقة الآخرين، وكيف يكون لبقًا في حديثه، وغيرها من المهارات، وفي الإسلام منهج واضح للتعامل مع الغير، ولكن للأسف لا يطبق المسلمون منها إلا القليل، وحسن الخلق من الدين؛ فالدين المعاملة، وفي الحديث: ((أنا زعيمٌ ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك المِراء وإن كان مُحِقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمَن حسُن خلُقه))[7]، وجِماع حُسن الخلق في أمرين: بذل الخير، وكف الشر. واحرص على الانطباع الأول؛ لأن العلاقة المستقبلية سوف تُبنى عليه بدرجة كبيرة. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |