تأكيد الهوية في سلوك الشباب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118536 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40134 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366795 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-09-2022, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي تأكيد الهوية في سلوك الشباب

تأكيد الهوية في سلوك الشباب


أ. د. محمد رفعت زنجير





الشباب هم عمدة الأوطان، ورجال الغد، والأمل الباسم على شفاه الآباء والأمهات، نشقى لأجلهم، ونفرح لفرحهم، ونحزن لحزنهم.

والشباب هم وسيلة التواصل الثقافي والاجتماعي بين ثقافة الآباء والأجداد، والناشئين من الذرية والأحفاد، قال رؤبة يمدح عدي بن حاتم الطائي: [1]
بأبهِ اقتدى عديٌّ في الكرمْ ومن يشابهْ أبهُ فما ظلمْ

ولكن بسبب هذا الامتزاج الحضاري في العالم اليوم، وسيطرة القوي على مقاليد الأمور، دب إلينا داء الأمم الأخرى، من الفساد النفسي والخلقي والسلوكي.

بعض شبابنا اليوم لا هم له إلا متابعة الموضة الحديثة.

وبعضهم يتبع الغرب اتباعاً أعمى في كل شيء، فمرة كانت موضة الخنافس دارجة حتى لم تعد تميز الشاب من الفتاة، وفي ذلك يقول أحد الشعراء من قصيدة طويلة:
لقد تخنفسَ حتى قلتُ في عجبٍ حيرتَ عقلي أأنثى أنتَ أم ذكرُ

واليوم جاءت موضة الحلاقة على الموسى، حتى صرت تعجب من كثرة الرؤوس الحليقة، وهذه الحلاقة كانت خاصة بمن يخرج من السجن كنوع من العقوبة، أو بمن يؤدي مناسك الحج والعمرة كنوع من القربى إلى الله.

وبعضهم يتشبه بالجنس الآخر في سلوكه ومظهره.

وبعضهم يتشبه بأبطال الفن والرياضة من أمثال المطرب جاكسون (هذا المطرب المتغطرس الذي صرح بأنه لو عرف أن العرب سيعجبون بغنائه لما غنى أصلاً، إنه مايكل جاكسون أصبح ينام في خيمة من الأوكسجين ليطيل عمر شبابه).[2]

وبعضهم يتسكعون على الأرصفة والشوارع، ويحفظون من الأغاني أكثر مما يحفظون من القرآن، ويعرفون من الأفلام أكثر مما يعرفون من السيرة.

إذا سألتهم عن الحسن البصري وسفيان الثوري وأبي حنيفة النعمان سكتوا، وكان سكوتهم عياً، وإذا سألتهم عن أبطال الرياضة والفن والغناء نطقوا، وكان نطقهم بلاغة!

إنه شباب لاه عابث، فقد القدوة، وفقد الهدف في الحياة، فهو يهدر الوقت ويضيع المال، ويبلي أحلى أيامه بلا طائل من وراء ذلك كله، ولله در أبي العتاهية حين قال:[3]
إن الشبابَ والفراغَ والجدة مفسدةٌ للمرءِ أيُّ مفسدةْ

إن ظاهرة تفلت بعض الشباب من الالتزام والأخلاق ظاهرة اجتماعية مرضية خطيرة، فالشباب هم عماد الأمة، وأملها الباسم، فإذا نخرتهم الشهوات، واستهلكتهم الأهواء والمخدرات، تحولوا إلى أداة مقلقة للأمن الاجتماعي، ومسببة للفساد في الأرض.

وهذه الانحرافات تأتينا اليوم من الغرب، فتجد من يروج لها في بلاد العرب والمسلمين، فكما انتقل لنا الغزو الفكري واللوثات الفنية ينتقل لنا أيضاً عدوى المجون والانحلال، وصار للانحلال أعلامه، وصحفه وكتابه وأقلامه، بل هو يغزو البيوت من خلال الفضائيات، حيث إن بعضها يبرع في تصوير الفساد وتزويقه، فيضل أبناء هذه الأمة باسم التقدم والفن والحب والضحك والفرفشة.

لقد نشأ جيل لا ينتمي لقضايا أمته، إذا حدثته عن أي مأساة من مآسي الأمة أعرض عنك، أو نظر إليك وكأنك رجل قادم من كوكب آخر تريد عمل المستحيل، سرعان ما يقول لك: إن هذا الواقع لن يتغير، فما عليك إلا أن تسايره، وأولى من الحديث عن الأوهام والمشكلات أن تمارس الواقع كما هو، لا تنظر للدنيا بنظارة سوداء، دع القلق وابدأ الحياة، حاول أن تفرح.. أن تلهو، دع الخلق للخالق، إلى غير ذلك من العبارات التي تسمعها من هؤلاء المتحررين من هموم أمتهم وقضاياها.

ترى كيف يرضى إنسان لنفسه أن يكون تابعا لغيره من أهل الفسق والضلال؟ وما قيمة الإنسان إذا لم تكن له شخصية مستقلة كريمة لا تذوب وراء الآخرين؟

إن الانحراف لم يكن ليحصل لو اهتم المربون بالتأكيد على الهوية واستقلال الذات والتحذير من التبعية، وإشعار الشاب العربي بصفات الرجولة والكرامة، وبعث الاعتزاز بأبطال أمته، والكشف عن زيف أولئك الفاسدين الذين يتبعهم بعض الشباب اتباعاً أعمى.

إنه لمما يدعو للعجب أن شباباً كان أجدادهم أبطالاً فاتحين يتركون سيرة أولئك الأبطال، ويتبعون بعض المنحرفين في الغرب ليتخذوا منهم قدوة.

لنبعث في شبابنا قيم العروبة والإسلام، لنجعلهم يقرؤون سير عظمائنا في التاريخ، لنذكرهم دوماً بأنهم من خير أمة أخرجت للناس، ولنذكرهم أيضاً بقول الشريف الرضي: [4]
إذا عربيٌّ لم يكنْ مثلَ سيفِهِ مضاءً على الأعداءِ أنكرهُ الجدُّ


[1] شرح ابن عقيل، بتحقيق محمد نحيي الدين عبد الحميد، (1 /50).

[2] مجلة سيدتي، العدد (356)، ص (21).

[3] معاهد النصيص للعباسي، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، (2 /283)، عالم الكتب.

[4] مختارات البارودي، (2 /235).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.86 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]