فما ظنكم برب العالمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          جوجل: جيمينى ليس فقط للمتحدثين باللغة الإنجليزية ويدعم 45 لغة فى 200 دولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2022, 02:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,320
الدولة : Egypt
افتراضي فما ظنكم برب العالمين







فما ظنكم برب العالمين





حين نتأمل قصة أصحاب الكهف، نتعجب من تقدير الله لهم، كيف أنه جعل لهم الكهف المظلم الوعر رحمةً ونورًا وسكينة، كيف غيَّر لهم نواميس الكون، فجعل الشمس تبتعد عن كهفهم وقت الشروق والغروب لئلا تؤذيهم بحرِّها، كيف ضرب على آذانهم لئلا يستمعوا إلى شيء يوقظهم من نومتهم، كيف حفظ لهم أبدانهم كل هذه المدة دون قرحٍ أو أذى! كيف جعل الكلب يجلس في مقدمة الكهف ليُرهب مَن يقترب منهم، كل هذه الكرامات والرحمات والرشد والتهيئة التي امتن الله عليهم بها، جعل لهم لسان صدق فيمن جاء بعدهم، ولكن يزول كل هذا العجب عندما نقرأ هذه الآية: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا} [الكهف: 16].

قال بعضهم لبعض: بما إننا سنعتزل قومنا لئلا يفتنونا في ديننا، فهيَّا بنا لندخل الكهف ونأوي إليه، يبسط لنا ربنا رحمة من عنده، ويهيئ لنا أمرَ رشدٍ ورفقٍ.

ما هذه الثقة بالله! من أين تعلَّموها؟ ما هذا اليقين بقدرته! متى عرفوه؟ وما هذا الرجاء في رحمته! كيف تشرَّبته قلوبهم؟ وما هذا التوكل الذي يغشى قلوبَهم رغم انعدام الأسباب الظاهرة؟

هنا يزول العجب، فأعمالُ القلوب هذه وقوتها هي التي وصلت بهم لهذه الكرامات، فإن الله لا ينظر إلى أعمالنا إنما ينظر إلى قلوبنا، كيف لا وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3].

من يعتمد بقلبه على الله مع الأخذ بالأسباب في أمره نجاته من أي شرٍّ يتوقعه أو مكروه يحيق به، فإن الله يكفيه ما أهمَّه ويفرِج عنه، كيف لا وقد قال الله في الحديث القدسي: «أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظُنَّ بي ما شاء».

فهم قد ظنوا أن ربَّهم سينجيهم ويفيض عليهم من رحماته، ويجعل لهم الكهف مكان أمن يسكنون فيه، وسيكون به مرافقُ تُحقق لهم السلامة والاستقرار، وهذا ما حدث بالفعل، فقد هيَّأه الله لهم أفضل مما ظنوا.

وإذا نظرنا لقصة هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هو وصاحبه الصديق، سنجد نفس هذا الملمح، ها هو رسول الله وصاحبه يخرجه قومه فارًّا بدعوته إلى أرض أخرى، يستطيع فيها نشر دعوته، يأمن فيها على نفسه وأصحابه من اضطهاد قريش.

أخذ بالأسباب فمشى في طريق غير معتاد، لجأ إلى غار ومكث فيه ثلاث ليال ليستخفي عن عيون قريش، فإذا بقريش تقترب من الغار كثيرًا، فخاف أبو بكر قائلًا لرسول الله: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فماذا كان رد النبي عليه الصلاة والسلام المتوكل على ربه؟ ما ظنُّك باثنين الله ثالثهما.

هكذا استشعر معيَّة الله وولايته له، فهو ربُّه القادرُ على صرف قلوبهم عن النظر للغار، فهو مقلب القلوب والأبصار؛ قال تعالى: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].

فماذا حدث لهم بعد هذه المقولة الخالدة؟
{فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى} [التوبة: 40].

أنزل الله سكينة منه سبحانه ورحمة واطمئنانًا، ملأت الغار، وجعل له ولصاحبه جنودًا تحميهما وتحفظهما من حيث لا يرون ولا يعلمون، وما يعلم جنود ربك إلا هو!

ونتجول بقلوبنا لنرى مثلًا آخر لحسن الظن والثقة بالله في أشد المواقف وأصعبها.

امرأة وحيدة وطفلها تسكن في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، فلم تجزع ولم تفزَع؛ لأنها علمت أن رب السماوات والأرض لن يضيِّعها ولن يضيِّع وليدها، نعم هي السيدة هاجر زوجة خليل الله، وما أجمل ما ربَّاها عليه زوجها الكريم من معاني المعية والتوكل وحسن الظن بربه سبحانه...

فما كان جزاؤها؟ بئرًا مباركة يشرب منها الناس إلى يوم القيامة كرامةً لها ولثقتها بالله، بل أصبحت خطواتها بين الصفا والمروة شعيرة من شعائر العمرة والحج إلى يوم الدين، هكذا هو عطاء رب العالمين لمن يثق به ويوكِّله في أمره ويلجأ إليه، فهو خير مستعان به سبحانه.

وهكذا ينصر الله رسله وأولياءه، ويفيض عليهم من معجزاته وكراماته، فما علينا إلا إحسان الظن به والثقة بوعده، والتوكل عليه ورجاء فضله، وكلها أعمال قلبية تحتاج لتطهير القلب والعناية به وتغذيته بمواد الإيمان والتوحيد الخالص لله، واستشعار أسمائه وصفاته الحسنى.

ونحن لابد لنا أن نراقب قوة توكُّلنا وحسن ظننا بالله في المواقف، هل إذا أصابنا ابتلاء أحسنَّا الظن بالله، أم ظننا أنه أمر شرًّا أحاط بنا؟

هل إذا تعرَّضنا لخوف شديد أيقنَّا أن الله سينجينا أم ظننا به ظنَّ السوء: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12].

هل إذا أصابنا قلة في الرزق أو الولد، توكَّلنا على الله ليعطينا من فضله أم كنَّا: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: 154]؟


فلنعتنِ بقلوبنا ونطهِّرها ونجعلها محلًّا لكرامات الله وآياته، فما ظنُّكم برب العالمين؟
__________________________________________________ ____
الكاتب: سمر سمير
















__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.12 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]