|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صفات وأوصاف الرافضة(1) د. محمود بن أحمد الدوسري إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد: من أهم صفات وأوصاف الرافضة ما يلي: أولًا: الجهل وقِلَّة العقل: ذَكَرَ ابن تيمية رحمه الله أنَّ الرافضة[1] بلغوا الغايةَ في الجهل بدينِ الإسلام، وقلَّةِ العقل، فيقول: (والرافضةُ من أجهل الناس بدين الإسلام، وليس للإنسان منهم شيء يختص به إلاَّ ما يَسُرُّ عدوَّ الإسلام، ويسوءُ وليَّه، فأيامهم في الإسلام كلُّها سودٌ، وأعرَفُ الناس بعيوبِهم وممادحهم أهلُ السنة، لا تزال تطَّلِعَ منهم على أمور غيرها عرفتها؛ كما قال تعالى - في اليهود: ﴿ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 13]، ولو ذكرتُ بعضَ ما عرفتُه منهم بالمباشرة، ونقلِ الثقات، وما رأيته في كتبهم؛ لاحتاجَ ذلك إلى كتابٍ كبير، وهم الغايةُ في الجهل، وقِلَّةِ العقل، يُبغضون من الأمور ما لا فائدةَ لهم في بُغضِه، ويفعلون من الأمور ما لا منفعةَ لهم فيه - إذا قُدِّرَ أنهم على حَقٍّ؛ مِثلُ نَتْفِ النَّعجة، حتى كأنَّ لهم عليها ثأرًا؛ كأنهم ينتفون عائشةَ [رضي الله عنها] وشقِّ جوفِ الكبش؛ كأنهم يَشُقُّون جوفَ عمرَ [رضي الله عنه]! فهل فَعَلَ هذا أحدٌ من طوائف المسلمين بعدوِّه غيرُهم، ولو كان مِثْلُ هذا مشروعًا؛ لكان بأبي جهلٍ وأمثالِه أَولى)[2]. وقال أيضًا: (وقد اتَّفق عقلاءُ المسلمين: على أنه ليس في طائفةٍ من طوائف أهلِ القبلة أكثرُ جهلًا وضلالًا وكذبًا وبِدَعًا، وأقربُ إلى كلِّ شرٍّ، وأبعدُ عن كلِّ خيرٍ من طائفته)[3]. يعني: الرافضةَ. ثانيًا: النفاق: قال ابن تيمية رحمه الله: (والرافضةُ تجعل هذا من أصولِ دينِها، وتُسمِّيه التَّقية[4]، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت، الذين برَّأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا عن جعفرٍ الصادق، أنه قال: "التقية دِيني ودِين آبائي"، وقد نزَّه اللهُ المؤمنين من أهل البيت وغيرِهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صِدقًا وتحقيقًا للإيمان، وكان دِينُهم التقوى لا التقية)[5]. (وعامةُ علاماتِ النفاق وأسبابِه ليست في أحد من أصناف الأمة أظهرُ منها في الرافضة؛ حتى يوجد فيهم من النفاق الغليظ الظاهر ما لا يوجد في غيرهم، وشِعارُ دينِهم التقية؛ التي هي: أن يقول بلسانه ما ليس في قلبه، وهذا علامةُ النِّفاق؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾ [آل عمران: 166-167]... فهذه الآياتُ نزلت في المنافقين، وليس المنافقون في طائفةٍ أكثرَ منهم في الرافضة؛ حتى أنه ليس في الروافض إلاَّ مَنْ فيه شُعبةٌ من شُعَبِ النِّفاق؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»[6] أخرجاه في الصحيحين)[7]. وقال أيضًا: (فإنَّ النفاق كثيرٌ ظاهرٌ في الرافضة إخوانِ اليهود، ولا يوجد في الطوائف أكثرُ وأظهرُ نفاقًا منهم؛ حتى يوجد فيهم النصيرية[8]، والإسماعيلية[9]، وأمثالُهم مِمَّنْ هو من أعظم الطوائفِ نفاقًا وزندقةً، وعداوةً لله ولرسوله)[10]. وبيَّن أن الرافضة يعاشرون الناس بالتقية والنفاق والغش، فقال: (وأمَّا الرافضي فلا يُعاشِرُ أحدًا إلاَّ استعمل معه النفاق؛ فإن دينه الذي في قلبه دينٌ فاسد، يحمله على الكذب، والخيانة، وغشِّ الناس، وإرادة السوء بهم، فهو لا يألوهم خبالًا، ولا يترك شرًا يقدر عليه إلاَّ فَعَلَه بهم، وهو ممقوتٌ عند مَنْ لا يعرفه، وإنْ لم يعرِفْ أنه رافضي، تظهر على وجهه سيما النفاق، وفي لحن القول، ولهذا تجده ينافق ضعفاءَ الناس، ومَنْ لا حاجة به إليه؛ لما في قلبه من النفاق الذي يُضعِفُ قلبَه)[11]. وقد ذكر رحمه الله بأنه ليس في علماء الأُمَّة أحدٌ من الإمامية لا ظاهرًا ولا باطنًا؛ كما قال ابن تيمية رحمه الله: (واللهُ يعلم أني مع كثرةِ بحثي، وتطلُّعي إلى معرفة أقوال الناس ومذاهبهم، ما علمتُ رجلًا له في الأُمَّة لِسان صدق يُتَّهم بمذهب الإمامية، فضلًا عن أنْ يُقال: إنه يعتقده في الباطن)[12]. (وصِفَةُ التَّقية "النفاق" - عند الرافضة تدل على أمرين: الأمر الأول: أنهم أهل ضعفٍ وجُبن، فلا يستطيعون مواجهة الناس بمعتقداتهم الفاسدة. وهكذا النفاق: فإنه يوجد غالبًا عند قوة المسلمين وعلوِّ شأنهم، فيضطر مَنْ في قلبه مرض للمداهنة والمُسايرة في الظاهر، ثم البُغض والمعاداة في الباطن. الأمر الثاني: أنهم أهل تدليسٍ ومكرٍ وخداع، ومَنْ كانت هذه صفته فإنه لا يؤمن جانبه، ولا يوثق بحاله)[13]. وربما تدل صفة التقية على أمر ثالث، وهو أصلهم الذي انبعثوا منه وانبثقوا عنه، وهو عبد الله بن سبأ الذي أبطن الكفر وأظهر الإسلام، فتوارثوا صفته ممَّا يدل على صدق نسبتهم إليه. ثالثًا: الكذب: والرافضة هم أكذب الطوائف على الإطلاق؛ بشهادة أئمة الإسلام؛ لتقرير مذهبهم الباطل، قال ابن تيمية رحمه الله: (وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد: على أنَّ الرافضة أكذب الطوائف، والكذبُ فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. وقد سئل الإمام مالك عن الرافضة، فقال: "لا تُكلِّمهم ولا تروِ عنهم؛ فإنهم يكذبون"، وقال الإمام الشافعي: "لم أر أحدًا أشهد بالزور من الرافضة"، وقال يزيد بن هارون: "يُكْتَب عن كلِّ صاحب بدعة إذا لم يكن داعيةً إلاَّ الرافضة؛ فإنهم يكذبون"، وقال: القاضي شريك بن عبد الله: "أحملُ العلمَ عن كلِّ مَن لقيتُ إلاَّ الرافضة؛ فإنهم يضعون الحديث، ويتَّخذونه دِينًا"، وقال الأعمش: "أدركتُ الناسَ وما يُسَمُّونهم إلاَّ الكذابين")[14]. وذَكَرَ ابنُ تيمية رحمه الله - في مَوضِع آخر: (مَنْ جَرَّبَ الرافضةَ في كتابِهم وخطابِهم؛ عَلِمَ أنهم من أكذبِ خلق الله، فكيف يثِقُ القلبُ بنقل مَنْ كَثُرَ منهم الكذبُ، قبل أنْ يعرفَ صِدْقَ الناقل؟! وقد تعدَّى شرُّهم إلى غيرِهم من أهل الكوفة وأهل العراق؛ حتى كان أهلُ المدينة يَتَوَقَّونَ أحاديثَهم، وكان مالكٌ يقول: "نَزِّلوا أحاديثَ أهلِ العراق مَنزلةَ أحاديثِ أهلِ الكتاب، لا تُصدِّقوهم، ولا تكذبوهم"... ولهذا كُرِهَ لِمَنْ لا يكون له نقدٌ وتمييزٌ النظرُ في الكتب التي يكثر فيها الكذبُ في الرواية، والضلالُ في الآراء؛ ككتب أهل البدع، وكُرِهَ تلقِّي العلمَ من القُصَّاص وأمثالِهم الذين يكثر الكذبُ في كلامهم، وإنْ كانوا يقولون صِدقًا كثيرًا. فالرافضةُ أكذبُ من كلِّ طائفة باتِّفاق أهل المعرفةِ بأحوالِ الرجال)[15]. وقال أيضًا: (فإنَّ القوم من أعظم الفِرق تكذيبًا بالحق، وتصديقًا بالكذب، وليس في الأُمَّة مَنْ يُماثلهم في ذلك)[16]. (وقد قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 32-33] الآية. فقد ذمَّ اللهُ سبحانه وتعالى الكاذبَ على الله، والمُكَذِّبَ بالصِّدق، وهذا ذمٌّ عام. والرافضةُ أعظمُ أهلِ البدع دخولًا في هذا الوصف المذموم؛ فإنهم أعظمُ الطوائف افتراءً للكذب على الله، وأعظمُهم تكذيبًا بالصِّدق لَمَّا جاءهم، وأبعدُ الطوائفِ عن المجيء بالصِّدقِ والتصديق ِبه)[17]. رابعًا: البُهتان: ذَكَرَ ابن تيمية رحمه الله أنَّ الرافضة أهل بهتان – وهو أشدُّ الكذب؛ لذا شبَّههم باليهود، فقال: (ولا ريب أنَّ الرافضة فيهم شبهٌ قويٌّ من اليهود؛ فإنهم قوم بُهْتٌ؛ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى اللهُ إلاَّ أنْ يُتِمَّ نوره ولو كره الكافرون)[18]. ووَصَفَهم أيضًا بأنهم: (أهلُ الجهلِ والهوى؛ الذين لهم غرض في فتح باب الشرِّ على الصحابة بالكذب والبهتان)[19]. خامسًا: التَّعصب في الباطل: أشار ابن تيمية رحمه الله – في مواضع عديدة – إلى تعصُّب الرافضة في الباطل، وذَكَرَ شيئًا من عجائبهم في المقام، ومن ذلك قوله: (لا نعلم طائفةً أعظمَ تعصُّبًا في الباطل من الرافضة، حتى أنهم - دون سائر الطوائف - عُرِفَ منهم شهادةُ الزورِ لِمُوافِقِهم على مُخالِفِهم، وليس في التَّعصُّب أعظم من الكذب، وحتى أنهم في التَّعصُّب جعلوا للبنت جميعَ الميراث؛ ليقولوا: إنَّ فاطمة رضي الله عنها ورثتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دون عَمِّه العباس رضي الله عنه، وحتى أنَّ فيهم مَنْ حَرَّمَ لحمَ الجمل؛ لأنَّ عائشة رضي الله عنها قاتلتْ على جَمَلٍ، فخالفوا كتابَ الله، وسُنَّةَ رسولِه صلى الله عليه وسلم، وإجماعَ الصحابة، والقرابةَ لأمرٍ لا يُناسب ذلك... ومن تَعصُّبِهم: أنهم لا يذكرون اسْمَ العشرة؛ بل يقولون: تسعة وواحد، وإذا بنوا أعمدةً أو غيرَها لا يجعلونها عشرةً، وهم يَتَحَرَّون ذلك في كثيرٍ من أمورهم... فنفور هؤلاء الجُهَّال عن التَّكلُّم بهذه الأعداد في غاية الجهل، وإنما هو كنفورهم عن التَّكلُّم بأسماء قومٍ يُبغِضونَهم؛ كما يَنفِرون عمَّن اسمُه أبو بكر وعمر وعثمان؛ لِبُغضهم لشخصٍ كان اسمُه هذا الاسم... فلو فُرِضَ - والعياذ بالله - أنَّ هؤلاء كفار؛ كما يقول المفترون - لعنهم الله - لم يكن في ذلك ما يُوجِبُ هُجرانَ هذه الأسماء، وإنَّما ذلك مبالغةً في التَّعصُّبِ والجهل)[20]. ثم وضَّحَ أنَّ تعصُّبَهم ليس للدِّين، بل للنَّسب والآباء، فقال: (كلامُ الرافضةِ من جِنْسِ كلامِ المشركين في الجاهلية، يتعصَّبون للنَّسَب والآباء لا للدِّين، ويعيبون الإنسانَ بما لا يَنْقُص إيمانُه وتقواه، وكلُّ هذا من فِعلِ الجاهلية، ولهذا كانت الجاهلية ظاهرةً عليهم، فهم يشبهون الكفارَ من وجوهٍ، خالفوا بها أهلَ الإيمان والإسلام)[21]. سادسًا: ضعف أقوالهم؛ لأنهم ليس لهم أسانيدُ مُتَّصلة: وذكر ابن تيمية رحمه الله بأنَّ الرافضة (لا يوجد لهم أسانيدُ مُتَّصِلة صحيحة قطُّ، بل كلُّ إسنادٍ مُتَّصلٍ لهم فلا بد من أن يكون فيه مَنْ هو معروف بالكذب، أو كثرة الغلط. وهم في ذلك شبيهٌ باليهود والنصارى؛ فإنه ليس لهم إسناد، والإسناد من خصائص هذه الأمة، وهو من خصائص الإسلام، ثم هو في الإسلام من خصائص أهلِ السنة، والرافضةُ من أقلِّ الناس عنايةً... ثم إنَّ أوَّلَهم كانوا كثيري الكذب، فانتقلت أحاديثُهم إلى قوم لا يعرفون الصَّحيحَ من السَّقيم، فلم يمكنهم التمييز إلاَّ بتصديق الجميع، أو تكذيب الجميع، والاستدلال على ذلك بدليلٍ مُنفصلٍ غير الإسناد)[22]. وأضاف أيضًا: (والحقُّ أنَّ أهل السنة لم يتَّفقوا قطُّ على خطأ، ولم تنفرد الشيعةُ عنهم قطُّ بصوابٍ، بل كل ما خالفت فيه الشيعةُ جميعَ أهلِ السنة فالشيعة فيه مُخطئون، كما أنَّ ما خالفت فيه اليهودُ والنصارى لجميع المسلمين فهم فيه ضالون)[23]. وبيَّن رحمه الله أنَّ أهلَ السنة (لا يتفقون على ضلالة، وأنَّ كلَّ مسألة اختلف فيها أهلُ السنةِ والجماعة والرافضةُ؛ فالصوابُ فيها مع أهلِ السنة... وليس للرافضة مسألةٌ واحدةٌ لا يوافقهم فيها أحدٌ انفردوا بها عن جميع أهل السنة والجماعة؛ إلاَّ وهم مخطئون فيها؛ كإمامةِ الاثني عشر وعصمتِهم)[24]. (ولا يُتَصوَّر أنْ يوجد للشيعة قولٌ قوي لم يقله أحدٌ من أهل السنة، فثَبَتَ أنَّ أهل السنة أَولى بكلِّ خيرٍ منهم، كما أنَّ المسلمين أَولى بكلِّ خير من اليهود والنصارى)[25]. (فقولُ أهلِ السنة خبرٌ صادق، وقولٌ حكيم، وقولُ الرافضةِ خبرٌ كاذبٌ، وقولٌ سفيه)[26]. سابعًا: كلُّ أقوالِهم التي انفردوا بها في غاية الفساد: وقد بيَّن ابن تيمية رحمه الله أنَّ الرافضة من أبعد الطوائف عن السُّنة والآثار؛ لذا كان ما انفردوا به في غاية الفساد، بقوله: (والمقصود أن كل طائفة - سوى أهلِ السنة والحديث، المُتَّبعين آثارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم - فلا ينفردون عن سائر طوائف الأمة إلاَّ بقول فاسد، فهم لا ينفردون قطُّ بقولٍ صحيح، وكلُّ مَنْ كان عن السُّنة أبعد؛ كان انفرادُه بالأقوالِ والأفعال الباطلة أكثر، وليس في الطوائف المنتسبين إلى السُّنة أبعد عن آثارِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرافضة. فلهذا تجدُ فيما انفردوا به عن الجماعة أقوالًا في غاية الفساد؛ مِثلَ تأخيرِهم صلاة المغرب حتى يطلع الكوكبُ؛ مضاهاةً لليهود، وقد تواترت النصوصُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بتعجيل المغرب، ومِثلَ صومِهم قبل الناس بيومين، وفِطرِهم قبل الناس بيومين؛ مُضاهاةً لمبتدعة أهل الكتاب الذين عَدَلوا عن الصوم بالهلال إلى الاجتماع، وجعلوا الصومَ بالحساب... ومِثلَ تحريمِهم بعض أنواع السمك؛ مضاهاةً لليهود في تحريم الطيبات... ومفاريدُ الرافضةِ التي تدلُّ على غاية الجهل والضلال كثيرة، لم نقصد ذِكْرَها هنا، لكن المقصود أنَّ كلَّ طائفة - سوى أهل السنة والحديث المتبعين لآثار النبي صلى الله عليه وسلم - لا ينفردون عن سائر الطوائف بحقٍّ، والرافضةُ أبلغُ في ذلك من غيرهم)[27]. (وما انفردوا به فلا يُساوِي مِدادَه؛ فإنَّ المِدادَ ينفع ولا يضر، وهذا يضرُّ، ولا ينفع)[28]. ثامنًا: ليس لهم عقلٌ صريح، ولا نقلٌ صحيح: قال ابن تيمية رحمه الله: (فإنَّ الرافضة ليس لهم عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا يقيمون حقًّا، ولا يهدمون باطلًا، لا بِحُجَّةٍ وبيانٍ، ولا بيدٍ وسِنان). وقال أيضًا: (وهذه الأمور مَنْ تدبَّرها؛ تبيَّن له: أنَّ الإمامية لا يرجعون في شيء مما ينفردون به عن الجمهور إلى الحُجَّةِ أصلًا؛ لا عقليةٍ، ولا سمعيةٍ، ولا نصٍّ، ولا إجماعٍ، وإنما عُمدتهم دعوى نَقْلٍ مَكذوبٍ يُعلم أنه كَذِب، أو دعوى نَصٍّ، أو قياسٍ، يُعلم أنه لا دلالةَ له... وأيضًا فإنَّ سائر أهل البدع أعلمُ بالحديثِ والآثارِ منهم، والرافضةُ أجهلُ الطوائف بالأحاديثِ والآثار وأحوال النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا يوجد في كتبهم وكلامهم من الجهل والكذب في المنقولات؛ ما لا يوجد في سائر الطوائف، وكذلك لهم في العقليات مقاييس هي - مع ضعفِها وفسادِها - أجودُ من مقاييس الرافضة)[29]. (ولهذا يقال فيهم: ليس لهم عقلٌ، ولا نقلٌ، ولا دينٌ صحيح، ولا دُنيا منصورة)[30]. يُتبع. [1] انظر: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الرافضة، (1/ 61) وما بعدها. [2] منهاج السنة النبوية، (7/ 297، 298). [3] منهاج السنة النبوية، (2/ 365). [4] (التَّقية): هي أن يُظهِرَ الإنسانُ خلاف ما يُبطِن. انظر: تهذيب اللغة، (9/ 255). [5] منهاج السنة النبوية، (2/ 25). [6] رواه البخاري، (1/ 12)، (ح 35)؛ ومسلم، (1/ 45)، (ح 27). [7] منهاج السنة النبوية، (7/ 108). [8] (النصيرية): هم أتباع محمد بن نصير النُّميري، وهو من غلاة الرافضة، ادَّعى النبوة، ثم الربوبية، ويزعم أتباعُه: أن الله يَحِلُّ في عليٍّ، ويعتقدون: إباحة المحارِم، إلى غير ذلك من حماقاتهم وجهالاتهم وضلالاتهم. انظر: الفَرق بين الفِرق، (ص 230). [9] (الإسماعيلية): هم المنتسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وهم من الباطنية، ويزعمون: أنَّ لكلِّ ركنٍ من أركان الشريعة تأويلًا، فيزعمون: أنَّ معنى الصلاة موالاةُ إمامهم، والحجِّ زيارتُه وإدمانُ خِدمته، والمراد بالصوم الإمساك عن إفشاء سِرِّ الإمام، دون الإمساك عن الطعام، وهكذا. وهم زنادقةٌ دهريون، يقولون بِقِدَم ِالعالَم، وإنكارِ الإله، إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة. انظر: الفَرق بين الفِرق، (ص 280). [10] منهاج السنة النبوية، (7/ 350). [11] منهاج السنة النبوية، (6/ 299). [12] منهاج السنة النبوية، (4/ 65). [13] أصول وقواعد منهجية، (ص 48). [14] منهاج السنة النبوية، (1/ 26، 27) بتصرف. [15] منهاج السنة النبوية، (2/ 284-285). [16] منهاج السنة النبوية، (8/ 260). [17] منهاج السنة النبوية، (7/ 134). [18] منهاج السنة النبوية، (8/ 260). [19] منهاج السنة النبوية، (6/ 230). [20] منهاج السنة النبوية، (4/ 69-71). [21] منهاج السنة النبوية، (8/ 396). [22] منهاج السنة النبوية، (7/ 24). [23] منهاج السنة النبوية، (3/ 59). [24] منهاج السنة النبوية، (3/ 205). [25] منهاج السنة النبوية، (1/ 336). [26] منهاج السنة النبوية، (1/ 379). [27] منهاج السنة النبوية، (5/ 117، 119). [28] منهاج السنة النبوية، (6/ 258). [29] منهاج السنة النبوية، (8/ 243). [30] منهاج السنة النبوية، (7/ 122).
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() صفات وأوصاف الرافضة(2) د. محمود بن أحمد الدوسري إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد: سبق الحديثُ عن صفات وأوصاف الرافضة، ومن أبرز صفاتهم وأوصافهم كذلك: تاسعًا: دخولُ الملاحدةِ من بابهم لإفساد الإسلام: وضَّح ابن تيمية رحمه الله أنَّ التشيُّع بابٌ يدخل منه الملاحدة لهدم الإسلام، فقال: (الملاحدةُ؛ من الباطنيةِ الإسماعيليةِ وغيرِهم، والغلاةِ النصيرية وغيرِ النصيرية؛ إنما يُظهِرون التَّشيعَ، وهم في الباطن أكفرُ من اليهود والنصارى، فدلَّ ذلك على أنَّ التشيع دِهليزُ[1] الكفر والنفاق)[2]. (والعلماء دائمًا يذكرون أنَّ الذي ابتدع الرَّفضَ كان زِنديقًا مُلحِدًا، مقصودُه إفسادَ دين الإسلام، ولهذا صار الرفضُ مأوى الزنادقة الملحدين من الغالية والمعطلة؛ كالنصيرية، والإسماعيلية، ونحوهم... وهذا معروفٌ عن ابن سبأ[3] وأتباعِه، وهو الذي ابتدعَ النصَّ في عليٍّ رضي الله عنه، وابتدعَ أنه معصوم، فالرافضة الإمامية هم أتباع المرتدين، وغِلمان المُلحدين، ووَرَثةُ المنافقين، إن لم يكونوا أعيانَ المرتدين المُلحدين)[4]. (ولا ريبَ أنَّ المجوس[5]، والصابئة[6]، شَرٌّ من اليهود والنصارى، ولكن تظاهروا بالتَّشيُّع، قالوا: لأنَّ الشيعة أسرعُ الطوائفِ استجابةً لنا؛ لِمَا فيهم من الخروج عن الشريعة، ولِمَا فيهم من الجهلِ، وتصديقِ المجهولات)[7]. (وكان من أعظم ما به دخل هؤلاء [أي: الملاحدة] على المسلمين، وأفسدوا الدِّينَ؛ هو طريق الشيعة؛ لِفَرْطِ جهلِهم وأهوائِهم وبُعدِهم من دين الإسلام، وبهذا وصُّوا دعاتهم؛ أن يدخلوا على المسلمين من باب التشيع، وصاروا يستعينون بما عند الشيعة من الأكاذيب والأهواء، ويزيدون هم على ذلك ما ناسَبَهم من الافتراء؛ حتى فعلوا في أهل الإيمان ما لم يفعله عبدةُ الأوثان والصُّلبان، وكان حقيقةُ أمرِهم دِينَ فرعونَ الذي هو شَرٌّ من دين اليهودِ والنصارى وعبادِ الأصنام، وأوَّلُ دعوتهم التشيع، وآخِرُها الانسلاخُ من الإسلام، بل من المللِ كلِّها)[8]. عاشرًا: موالاتُهم للكفار، وإعانتُهم على حرب الإسلام: وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله عداء الرافضة للمسلمين، وبيَّن أنَّ ليس لهم سعيٌ إلاَّ في هدمِ الإسلام، ونَقْضِ عُراه، فقال: (الرافضة يُوَالون أعداءَ الدِّينالذين يَعرف كلُّ أحدٍ معاداتِهم؛ من اليهود، والنصارى، والمشركين مشركي الترك، ويُعادون أولياءَ اللهِالذين هم خيار أهل الدِّين، وسادات المتقين، وهم الذين أقاموه، وبلَّغوه، ونصروه، ولهذا كان الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام، وأما قصة الوزير ابن العلقمي وغيرِه؛ كالنصير الطوسي مع الكفار، وممالأتهم على المسلمين، فقد عرفها الخاصة والعامة، وكذلك مَنْ كان منهم بالشام ظاهروا المشركين على المسلمين، وعاونوهم معاونةً عرفها الناس، [9] وكذلك لَمَّا انكسر عسكرُ المسلمين- لَمَّا قدم غازان - ظاهروا الكفارَ النصارى، وغيرَهم من أعداء المسلمين، وباعوهم أولادَ المسلمين بيع العبيد، وأموالَهم، وحاربوا المسلمين محاربةً ظاهرة، وحَمَل بعضُهم رايةَ الصَّليب، وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديمًا على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم، وقد دخل فيهم أعظمُ الناس نفاقًا؛ من النصيرية والإسماعيلية ونحوِهم - مِمَّنْ هو أعظمُ كفرًا في الباطن، ومعاداةً لله ورسوله من اليهود والنصارى)[10]. وقال أيضًا: (وهذا حال أهل البدع المخالفة للكتاب والسُّنة؛ فإنهم إنْ يتَّبعون إلاَّ الظنَّ وما تهوى الأنفسُ، ففيهم جهلٌ وظلمٌ، لا سيما الرافضة؛ فإنهم أعظم ذوي الأهواء جهلًا وظلمًا، يُعادون خيارَ أولياءِ الله تعالى من بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضي اللهُ عنهم ورضوا عنه، ويُوالون الكفارَ والمنافقين؛ من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف المُلحدين... تجِدُهم يُعاونون المشركين وأهلَ الكتاب على المسلمين أهلِ القرآن؛ كما قد جَرَّبَه الناسُ منهم غيرَ مرةٍ؛ في مِثلِ إعانتِهم للمشركين من التُّرك وغيرِهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك، وإعانتِهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر، وغير ذلك في وقائع متعدِّدة، من أعظمها: الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة[11]، والسابعة[12]. فإنه لَمَّا قَدِمَ كفار الترك [أي: التتار] إلى بلاد الإسلام؛ وقُتِل من المسلمين ما لا يُحْصِي عددَه إلاَّ ربُّ الأنام، كانوا من أعظم الناس عداوةً للمسلمين، ومعاونةً للكافرين، وهكذا معاونتُهم لليهود أمرٌ شهيرٌ حتى جعلهم الناسُ لهم كالحمير)[13]. (وكثيرٌ منهم يُوادُّ الكفار من وسطِ قلبِه أكثرَ من موادَّتِه للمسلمين... والنصارى - الذين قاتلهم المسلمون بالشام - كانت الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك إذا صار لليهود دولةٌ بالعراقِ وغيرِه تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فَهُم دائمًا يوالون الكفار؛ من المشركين واليهود والنصارى، ويُعاونونهم على قتال المسلمين، ومعاداتِهم)[14]. (فهذه الأمورُ وأمثالُهامما هي ظاهرةٌ مشهورة، يعرِفُها الخاصة والعامة، توجب ظهورَ مباينتِهم للمسلمين، ومفارقتَهم للدِّين، ودخولَهم في زمرة الكفار والمنافقين؛ حتى يَعُدَّهم مَنْ رأى أحوالهم جِنسًا آخَرَ غيرَ جِنسِ المسلمين، فإن المسلمين الذين يُقيمون دِينَ الإسلام - في الشرق والغرب قديمًا وحديثًا - هم الجمهور، والرافضةُ ليس لهم سعيٌّ إلاَّ في هدمِ الإسلام، ونقْضِ عُراه، وإفسادِ قواعدِه، والقَدْرُ الذي عندهم من الإسلام إنما قام بسببِ قيامِ الجمهورِ به)[15]. الحادي عشر: أهل السنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى: قال ابن تيمية رحمه الله: (أهل السنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى؛ فإنَّ المسلمين يؤمنون بأنَّ المسيحَ عبدٌ لله ورسولُه، ولا يَغلون فيه غُلُوَّ النصارى، ولا يَجفون جفاءَ اليهود، والنصارى تدَّعي فيه الإلهيةَ، وتريد أنْ تُفَضِّلَه على محمدٍ وإبراهيمَ وموسى، بل تُفَضِّل الحواريين على هؤلاء الرسل، كما تريد الروافض أنْ تُفَضِّلَ مَنْ قاتل مع عليٍّ؛ كمحمدِ بنِ أبي بكر[16]، والأشتر النخعي[17]، على أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وجمهورِ الصحابة؛ من المهاجرين والأنصار)[18]. وقال أيضًا: (ولهذا كانت الرافضةُ من أجهلِ الناس وأضَلِّهم؛ كما أنَّ النصارى من أجهل الناس، والرافضةُ من أخبثِ الناس؛ كما أنَّ اليهود من أخبثِ الناس، ففيهم نوعٌ من ضلالِ النصارى، ونوعٌ من خبث اليهود)[19]. الثاني عشر: تكفيرهم للصحابة رضي الله عنهم والافتراء عليهم: ومن افتراءِ الرافضةِ الكذبُ على الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وتكفيرُهم واتِّهامُهم بالرِّدة، وفي ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: (الرافضةُ أو أكثرُهم - لِفَرْطِ جهلِهم وضلالِهم - يقولون: إنهم [أي: أبو بكر وعمر وعثمان] ومَن اتَّبعهم كانوا كفَّارًا مُرتدِّين، وأنَّ اليهود والنصارى كانوا خيرًا منهم؛ لأنَّ الكافرَ الأصلي خيرٌ من المرتد، وقد رأيتُ هذا في عِدَّة من كتبهم، وهذا القول من أعظمِ الأقوالِ افتراءً على أولياءِ الله المتقين، وحزبِ الله المفلحين، وجندِ الله الغالبين)[20]. (ومن أعظم خبث القلوب: أن يكون في قلب العبد غِلٌّ لخيار المؤمنين، وسادات أولياء الله بعد النبيين)[21]. (وقد تدبَّرتُهم؛ فوَجَدتُّهم لا يُضيفون إلى الصحابة عيبًا إلاَّ وهم أعظمُ الناس اتِّصافًا به، والصحابةُ أبعدُ الناس عنه، فهُمْ أكذبُ الناس بِلا ريب؛ كمسيلمة الكذَّاب، إذْ قال: "أنا نبي صادق، ومحمد كذاب"، ولهذا يَصِفون أنفسهم بالإيمان، ويصفون الصحابة بالنفاق، وهم أعظم الطوائف نفاقًا، والصحابةُ أعظمُ الخلقِ إيمانًا)[22]. (ولا يطعن على أبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما إلاَّ أحدُ رجلين: إمَّا رجلٌ منافقٌ زنديقٌ مُلحدٌ عدوٌّ للإسلام، يتوصَّل بالطعن فيهما إلى الطعن في الرسولِ ودين الإسلامِ، وهذا حالُ المُعلِّمِ الأَوَّلِ للرافضة؛ أَوَّلِ مَن ابتدعَ الرفضَ، وحالُ أئمةِ الباطنية، وإمَّا جاهلٌ مُفْرِطٌ في الجَهلِ والهوى، وهو الغالب على عامة الشيعة، إذا كانوا مسلمين في الباطن)[23]. الثالث عشر: يدَّعون محبَّةَ آلِ البيت، وهم يُحاربونهم ويقتلونهم: (ومن العَجَب من هؤلاء الرافضة: أنهم يدَّعون تعظيمَ آلِ محمدٍ - عليه أفضل الصلاة والسلام - وهم سَعَوا في مجيء التتار الكفار إلى بغداد دارِ الخلافة؛ حتى قَتلت الكفارُ من المسلمين ما لا يُحصيه إلاَّ اللهُ تعالى، من بني هاشمٍ وغيرِهم، وقتلوا بجهاتِ بغداد ألف ألف وثمانمائة ألف ونيفًا وسبعين ألفًا [أي: مليون وثمانمائة وسبعون ألفًا] وقتلوا الخليفةَ العباسي، وسَبَوا النِّساءَ الهاشميات، وصبيان الهاشميين، فهذا هو البُغْضُ لآل محمدٍ صلى الله عليه وسلم بلا ريب، وكان ذلك من فِعْلِ الكفارِ بمعاونة الرافضة)[24]. (فقَاتَلَ اللهُ الرافضةَ، وانْتَصَفَ لأهل البيت منهم؛ فإنهم ألصقوا بهم من العيوب والشَّين ما لا يخفى على ذي عين)[25]. (فإنَّ منتهى أمرِهم تكفيرُ عليٍّ رضي الله عنه وأهلِ بيته، بعد أنْ كفَّروا الصحابةَ والجمهور)[26]. (فتبيَّنَ أنَّ الرافضة من أعظم الناس قدحًا وطعنًا في أهل البيت، وأنهم هم الذين عادَوا أهلَ البيت في نفس الأمر، ونسبوهم إلى أعظم المنكرات، التي مَنْ فَعَلَها كان من الكفار، وليس هذا بِبِدْعٍ من جهل الرافضة وحماقاتهم)[27]. الرابع عشر: طعنُهم في رسالةِ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه رضي الله عنهم: ومِنْ تطاول الرافضة على مقام النبوة أنْ طعنوا في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وطعنوا في صاحب رسول الله أبي بكر رضي الله عنه واتَّهموه بأنه يُظهِر موالاة النبي صلى الله عليه وسلم ويُبطِن معاداته، ولا ريب أنَّ الطعن في الصحابة طعنٌ في النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ردَّ ابن تيمية هذه الفِرية بقوله: (فكيف يشهدُ [أي: النبي صلى الله عليه وسلم] لأبي بكر: بأنَّ اللهَ معهما، وهو لا يعلم ذلك، والكلامُ بلا علمٍ لا يجوز، وأيضًا فإنَّ الله أخبرَ بهذا عن الرسول إخبارَ مُقَرِّرٍ له، لا إخبارَ مُنْكِرٍ له، فَعُلِمَ أنَّ قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، من الخَبَر الصِّدق الذي أمَرَ الله به، ورَضِيَه، لا مِمَّا أنكرَه وعابَه. وأيضًا فمعلوم أنَّ أضعفَ الناس عقلًا لا يخفى عليه حالُ مَنْ يصحبه في مِثلِ هذا السفر، الذي يُعاديه فيه الملأُ الذين هم بين أظهرِهم، ويطلبون قتْلَه، وأولياؤه هناك لا يستطيعون نَصْرَه، فكيف يصحبُ واحدًا مِمَّنْ يُظهِر له موالاته دون غيره، وقد أظهرَ له هذا حزنه، وهو مع ذلك عدوٌّ له في الباطن، والمصحوب يعتقد أنه ولِيُّه، وهذا لا يفعله إلاَّ أحمق الناس وأجهلهم. فقَبَّحَ اللهُ مَنْ نَسَبَ رسولَه - الذي هو أكمل الخَلق عقلًا وعِلمًا وخِبرةً - إلى مِثلِ هذه الجهالة والغباوة)[28]. وقال أيضًا: (وقد بَرَّأَ اللهُ رسولَه وصِدِّيقَه من كَذِبهم، وتبيَّن أنَّ قولَهم يستلزم القَدْحَ في الرسول)[29]. وبيَّن أنهم (مُخالفون للقرآن، والسُّنة المتواترة، ولإجماع السابقين الأوَّلين والتابعين لهم بإحسانٍ)[30]. وبيَّن أنَّ باطن أمرِهم الطعنُ في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (وأمَّا الرافضة فيطعنون في الصحابة ونَقْلِهِم، وباطنُ أمرِهم الطعنُ في الرسالة)[31]. (ومَنْ وُعِدَ أنْ يَظهر دينُه على الدِّين كلِّه، فكيف يكون أكابر خواصِّه مرتدين؟! فهذا ونحوه من أعظم ما يقدح به الرافضةُ في الرسول، كما قال مالك وغيره: إنما أراد هؤلاء الرافضة الطعن في الرسول؛ ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين، ولهذا قال أهل العلم: إنَّ الرافضة دسيسة الزندقة، وإنه وضع عليها)[32]. وقد بلغ من حقد الرافضة على الإسلام أنهم يؤذون اللهَ تعالى ورسولَهصلى الله عليه وسلم، قال ابن تيمية رحمه الله: (كما يُذكر عن بعض الرافضة؛ أنه آذى اللهَ ورسولَه؛ بسبب تقديم اللهِ ورسولِه لأبي بكر وعمر، وعن بعضهم: أنهم كانوا يقرؤون شيئًا من الحديث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فأتوا على فضائل أبي بكر رضي الله عنه، فلما سمعها قال لأصحابه: "تعلمون - واللهِ - بلاءكم من صاحب هذا القبر، يقول: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتَّخذت أبا بكر خليلًا، يأبى اللهُ والمسلمون إلاَّ أبا بكر")[33]. وبيَّن رحمه الله غلوَّهم في الأئمة الاثني عشر، وجعلوهم في مرتبةٍ أعلى من مرتبة الأنبياء، فقال: (والرافضة تجعل الأئمةَ الاثني عَشَرَ أفضلَ من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وغاليتُهم يقولون: إنهم أفضل من الأنبياء؛ لأنهم يعتقدون فيهم الإلهية كما اعتقدته النصارى في المسيح)[34]. وقال أيضًا: (ولهذا لا يوجد الغلو في طائفة أكثر مما يوجد فيهم. ومنهم مَن ادَّعى إلهيةَ البشر، وادَّعى النبوة في غير النبي صلى الله عليه وسلم، وادَّعى العصمة في الأئمة، ونحو ذلك مما هو أعظم مما يوجد في سائر الطوائف)[35]. الخلاصة: نخلص مما سبق ذكره من أوصاف الرافضة إلى أنهم مزيج وخليط من عقائد شتَّى: من اليهودية والنصرانية والمجوسية والملحدة وأخيرًا الإسلام، فمزجو بينها، وخلطوا جميعَها؛ فخرجوا على الدنيا بدينٍ ليس بينه وبين الإسلام الحق صلة إلاَّ الاسم الظاهر؛ فأحدثوا في الإسلام وسَنُّوا السنن السيئة، وأخفوا السُّنن الحسنة، وزيَّفوا الحق، وقلبوا الحقائق، وكفَّروا المسلمين، وأعانوا الكافرين، وهجروا سُنَّةَ سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم إلى أقوالٍ باطلة، وفلسفاتٍ كاذبة، وحكاياتٍ وأقاصيصَ واهية، فكانوا من أشد الفِرق وأعظم المذاهب هجرًا للسُّنة، وعداوةً لها. [1] (الدِّهليز): بالكسر، لفظٌ فارسي معرَّب، وهو ما بين الباب والدار. انظر: (لسان العرب، (5/ 150). [2] منهاج السنة النبوية، (8/ 347). [3] هو عبدُ اللهِ بن سبأ اليمني، من غُلاة الزنادقة، ضالٌّ مُضِل، وقد نفاه عليٌّ رضي الله عنه بعد ما همَّ به، ليس له روايةٌ ولله الحمد، أتباعه يسمون السَّبئية، ويعتقدون إلهيةَ عليٍّ، هلك في حدود (40 هـ). انظر: ميزان الاعتدال، (2/ 268). [4] منهاج السنة النبوية، (7/ 159). [5] (المجوس): قوم يعبدون النار، وقد أثبتوا إلهين: النور والظلمة، ويستحلون نكاح المحارم، ويتطهَّرون بأبوال البقر تديُّنًا. انظر: الملل والنحل، (1/ 122). [6] (الصابئة): هم قوم يعبدون الكواكب. انظر: الملل والنحل، (2/ 16). [7] منهاج السنة النبوية، (3/ 262). [8] منهاج السنة النبوية، (8/ 7). [9] سبحان الله! ما أشبه الليلة بالبارحة، والتاريخ يُعيد نفسَه، في حرب الرافضة للمسلمين في سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان... [10] منهاج السنة النبوية، (7/ 296، 297). [11] من أشد ما فعلوه بالمسلمين في " المائة الرابعة ": أنهم قتلوا الحُجَّاج عند الكعبة المشرفة، وسرقوا الحجر الأسود، وقد مكث عندهم (22 سنة) من (عام 317 هـ) حتى (عام 339 هـ). [12] من أشد ما فعلوه بالمسلمين في " المائة السابعة ": ما فعلوه في بغداد من عظائم (سنة 656 هـ)؛ حيث أعانوا المغول على المسلمين، وقتلوا الخليفة العباسي في خيانةٍ دبَّرها ابن العلقمي الرافضي، وقتلوا العلماء، وأغرقوا الكتب في النهر حتى تغيَّر لونه. انظر: البداية والنهاية، (13/ 215). [13] منهاج السنة النبوية، (1/ 8). [14] منهاج السنة النبوية، (3/ 224-225). [15] منهاج السنة النبوية، (7/ 297). [16] هو محمد بن أبي بكر الصديق، وُلِد (سنة 10 هـ) في حجة الوداع، وقد انضم إلى عليٍّ، فكان من أُمرائه، فسيَّره على إِمرةِ مصرَ، توفي (سنة 38 هـ). انظر: شذرات الذهب، (1/ 60). [17] هو مالك بن الحارث النخعي، الملقب (بالأشتر)، مخضرم، نزيل الكوفة، ولاَّه عليٌّ مصرَ، وتوفي قبل أن يدخلها (سنة 37 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، (4/ 48). [18] منهاج السنة النبوية، (2/ 29). [19] منهاج السنة النبوية، (2/ 34). [20] منهاج السنة النبوية، (7/ 349). [21] منهاج السنة النبوية، (1/ 9). [22] منهاج السنة النبوية، (2/ 43). [23] منهاج السنة النبوية، (6/ 69). [24] منهاج السنة النبوية، (4/ 358). [25] منهاج السنة النبوية، (4/ 142). [26] منهاج السنة النبوية، (7/ 291. [27] منهاج السنة النبوية، (7/ 290). [28] منهاج السنة النبوية، (8/ 301). [29] منهاج السنة النبوية، (8/ 302). [30] منهاج السنة النبوية، (4/ 90). [31] منهاج السنة النبوية، (3/ 268). [32] منهاج السنة النبوية، (7/ 334). [33] منهاج السنة النبوية، (5/ 137، 138). [34] منهاج السنة النبوية، (1/ 481-482). [35] منهاج السنة النبوية، (2/ 34).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |