مشهد حب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4941 - عددالزوار : 2031599 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307824 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126384 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2022, 09:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي مشهد حب

مشهد حب
أ. شائع محمد الغبيشي
إنها أروع قصص الحب، لقد رحل عن الدنيا، ورأسه على صدرها، وقد خالط ريقُه ريقَها، لعلي قد أمَطْتُ لكم اللِّثام عن المحب والمحبوبة؟ أما المحب فهو محمد صلى الله عليه وسلم، وأما المحبوبة فهي أُمُّنا عائشة رضي الله عنها، إليكم مشهدًا من قصةِ حبٍّ فصولها كثيرةٌ كثيرةٌ.

تُحدِّثْنا الصديقة رضي الله عنها فتقول: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طيبَ نفس، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي، فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، ومَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ))، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟))، فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((وَاللهِ ‌إِنَّهَا ‌لَدَعْوَتِي ‌لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ))؛ رواه ابن حبان، وحسنه الألباني، وشعيب الأرنؤوط، وفي القصة دروس وهدايات عظيمة؛ منها:
أولًا: جميل معشر النبي صلى الله عليه وسلم، والحب العظيم الذي كان يفيضه على زوجاته رضي الله عنهن، فقد كان الحب والأنس والهناء يرفرف على تلك الحجرات، تأمَّل هذا المشهد، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِخَزِيرَةٍ[1] قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ - وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَهَا-: كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: ‌لَتَأكُلِنَّ، ‌أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ، فَطَلَيْتُ وَجْهَهَا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا وَقَالَ لَهَا: ((الْطَخِي وَجْهَهَا))، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَهَا، فَمَرَّ عُمَرُ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا عَبْدَاللهِ، يَا عَبْدَاللهِ، فَظَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَيَدْخُلُ، فَقَالَ: ((قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا))؛ رواه النسائي، وأبو يعلى، وصححه الألباني.

يا لله، ما أجمل هذا المشهد الأسري لخير البشر سيد ولد آدم وهو يملأ بيته أنسًا وحبًّا وسعدًا ومسرة! وهو درس عظيم لنا في أن نشيع الحب والوداد وساعات الأنس في جنبات بيوتنا، هذا هو بيت محمد صلى الله عليه وسلم، وفصول الحب في بيوتاته عليه السلام يطول شرحها، والحديث عنها، فما أجمل أن نملأ حياتنا بالحب والأنس والوداد، وأن نقتنص الفرص لإدخال الفرح والسرور على من نعاشر تأسيًا بحبيبنا صلى الله عليه وسلم!

ثانيًا: فطنة عائشة رضي الله عنها، وعظيم ذكائها، وجميل معشرها؛ حيث تخيرت أجمل الأوقات لطلب ما أرادت من زوجها وحبيبها، وهو درس بليغ تعلمنا إياه رضي الله عنها، أن نتحيَّن أوقات الصفاء والأنس وطيب النفس إذا أردنا طلب شيء من أحد، فإن ذلك أحرى بالإجابة، وهو فن من فنون التعامل في الحياة قل مَن يفطن له.

ثالثًا: فضل عائشة رضي الله عنها وأرضاها وعلو هدفها، وسمو غايتها، وعظيم فقهها وذكائها، فإنها لم تطلب شيئًا من عرض الدنيا؛ وإنما طلبت أن يدعو لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، تأمَّل قولها: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي) إنه قلب تعلَّق بما عند الله عز وجل، فكان ذلك هدفها الأسمى في الحياة، وهو درس بليغ تعلمته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم مرة سمعت منه: ((اللهُمَّ لا عيشَ إلا عيشَ الآخِرةِ))، فأهدته إلينا في أجمل صوره، فعلينا أن نعلق قلوبنا بالأهداف السامية التي تُحقِّق لنا الفوز في الدنيا والآخرة.

رابعًا: جواز طلب الدعاء من الغير، خاصةً من توسمنا فيه العلم والصلاح، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ خيرَ التابعين رجلٌ يقال له أويس، وله والدةٌ، وكان به بياضٌ، فمُرُوه فَلْيَسْتغفِر لكم))؛ رواه مسلم، وقد كان هذا من هدي الصحابة رضي الله عنهم، والسلف الصالح.

خامسًا: فرح عائشة بهذا الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استولى عليها الضحك فرحًا وغبطة وسرورًا حتى قالت: ((فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟))، فَقَالَتْ: (وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ؟)، وفيه درس أن يفرح المسلم بوصول الخير إليه قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

سادسًا: حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها؛ حيث دعا لها بهذا الدعاء العظيم، فعلينا أن نحبها، ونتقرب إلى الله عز وجل بذلك، وأن نبغض من يبغضها، ونُعادي مَن يعاديها، ويتعدَّى عليها، شُلَّت يمين ولسان من تعدَّى عليها.

سابعًا: فضل هذا الدعاء، وعظيم أثره؛ حيث اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم لحبيبته، واختاره لأمته في كل صلاة، فعلى المسلم أن يلهج بهذا الدعاء: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِي وَمَا تَأَخَّرَ، ومَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ".

ثامنًا: مشروعية الجهر بالدعاء للغير، وإسماعه دعاءك له، فإن ذلك يدخل السرور على قلبه، ويشعره بحبك له، وحرصك على إيصال الخير إليه، وقد كان هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جهر بالدعاء للشابِّ الذي قال له: ايذن لي بالزنا فقال: ((اللهُمَّ اهدِ قلبه، واغفِرْ ذنبَه، وحصِّن فَرْجَه))، وأسمع الحسن والحسين وهما صغيران دعاءه لهما، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين: ((اللهُمَّ، ‌إني ‌أُحِبُّهما فأَحِبَّهما))؛ رواه الإمام أحمد بسند صحيح، وهو درس عظيم للآباء والأمهات والمربين أن يكثروا من الدعاء لمن يقومون على تربيتهم، ويجهروا بذلك، فكم لذلك من الآثار العظيمة عليهم، وكم يسهم ذلك في تهذيب سلوكهم، وإشعارهم بالحب والوداد.

تاسعًا: حب النبي صلى عليه وسلم لنا، وحرصه على نجاتنا، فها هو يلهج بالدعاء لأمته في كل صلاة: ((وَاللهِ ‌إِنَّهَا ‌لَدَعْوَتِي ‌لِأُمَّتِي فِي كُلٍّ صَلَاةٍ))، نعم، يلهج - بأبي هو وأمي- لنا بالدعاء في كل صلاة قائلًا: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأمتي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، ومَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ))؛ فعلينا أن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونكثر من الصلاة والسلام عليه، ونشتاق لِلُقْياه، ونتأسَّى بهديه وسُنَّتِه، ونفتخر بها.

عاشرًا: في القصة دلالة على أن من أعظم المطالب التي ينبغي أن يحرص عليها العبد في كل يوم وليلة مغفرة الذنوب؛ ولذا عليه أن يتضرَّع إلى الله جل وعلا، ويلهج له بالدعاء أن يعفر ذنوبه ويُكفِّر سيئاته، ويلهج بكثرة الاستغفار، والمتأمل في هدي النبي صلى الله عليه وسلم يعجب من كثرة الاستغفار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((واللهِ، إنِّي لأستغفِرُ الله، وأتوبُ إليه في اليومِ أكثرَ مِن سبعينَ مرةً))؛ رواه البخاري، وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيُّها الناسُ، توبُوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوبُ في اليومِ مائةَ مرةٍ))؛ رواه مسلم، بل كان يكثر في آخر حياته من قول: ((سُبْحانَك اللهُمَّ بحمدك، اللهُمَّ اغفِرْ لي))، وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبِه وما تأخَّر، فنحن أولى بذلك.

الحادي عشر: خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أُمَّتِه من الذنوب والمعاصي؛ ولذا لهج لها في كل صلاة بطلب مغفرة الذنوب، وفي ذلك تنبيه لنا أن نحذر من الذنوب والمعاصي، وأن نفر منها، وأن نبادر بالتوبة، وطلب المغفرة عند الوقوع فيها، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِنا مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَوبنا وَمَا تَأَخَّرَ، ومَا أَسْرَرْنا وَمَا أَعْلَنَّا، بمنِّك وكرمك وجودك وإحسانك يا حي يا قيوم.

[1] وهي لحم يقطَّع صغارًا ويُصَب عليه ماءٌ كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيقُ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.36 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]