حياة محمود سامي البارودي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121235 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-08-2022, 05:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي حياة محمود سامي البارودي

حياة محمود سامي البارودي


د. إيمان بقاعي





حياة محمود سامي البارودي

1938م - 1904م


مدخل

انتهت دولة سلاطين الشّراكسة مع انتهاء حكم الملك الأشرف طومان باي (92 - 923هـ أو 1517 - 1517م) الّذي خلف السّلطان الغوري السّاقط قتيلاً تحت أرجل الخيل في 5 رجب سنة 932هـ"[1] في مرج دابق - بالقرب من حلب - حيث اشتبك السّلطان العثماني سليم بن بايزيد وجيشه مع الغوري وجيشه، فكانت النّتيجة مقتل السّلطان المسالم في الحرب على يد العثمانيين. كذلك كانت نهاية الملك الأشرف طومان باي على يد السّلطان سليم ذاته الّذي أمر بشنقه في (19 ربيع الأول سنة 923هـ - 1517م) بعد أن اقتحم القاهرة وأنزل بها الخراب والدَّمار[2].

نقل الحكم العثماني عاصمة الخلافة مِن القاهرة إلى الآستانة تاركًا في مصر نظام الباشوات والبكوات وشيوخ البلد، وكان معظم البكوات مِن الشّراكسة الّذين حاولوا الاستئثار بالحكم، لكن أعداءهم من الأتراك تمكنوا مِن دعوتهم إلى القلعة وقتلهم[3]. وهذا ما فعله أيضًا محمد علي باشا الّذي ولي على مصر سنة (1220هـ - 1805م)[4] في مذبحة القلعة سنة (1224هـ - 1811م)[5] إذ قتل أكثر الشّراكسة و"وزع محمد علي باشا نساء القتلى على رجاله، بينما هرب مَن بقي إلى بلدة دنقلة جنوبي السُّودان[6]، هذا إذا لم نغفل أيضًا عمَّا حدث للشَّراكسة أثناء حملة نابليون على مصر والّتي قامت أثناءها حرب قاسية انتصر فيها سلاح الفرنسيين أيضًا.

أما حال الشّراكسة بعد مذبحة القلعة، فقد هاجر إلى مصر عدد قليل ممن فرَّ مِن وجه الرّوس عام (1869هـ - 1875م) إذ رحب بهم إسماعيل وانخرط بعضهم في صفوف الجيش.

كذلك في عهد الخديوي توفيق ضم الجيش عددًا مِن الشّراكسة ذوي المراتب الرَّفيعة[7]، ومنهم محمود سامي البارودي.

لكن الشّراكسة عادوا ليُنَكَّل بهم حين قرر الضّباط المصريون التَّخلص مِن "الحزب الشّركسي" بإحالة أفراد هذا الحزب إلى التّقاعد أو نفيهم إلى السّودان أو إيداعهم سجن قشلاق - قصر النّيل لمحاكمتهم ثم نفيهم بأمر مِن الخديوي إسماعيل عام (1882)[8].

وكان عرابي باشا الّذي قرر هذا التَّغيير في الجيش واحدًا مِن المنفيين خارج مصر مع البارودي الشّركسي - المصري. ولا بد من الإشارة إلى أن الشّراكسة شاركوا في الحركات الوطنية المصرية كما في الثَّورة العربية وشاركوا في ساحات القتال والفتوح والسِّياسة والإدارة[9].

كما ظهر منهم أسماء أدبية لامعة كالبارودي وأحمد محرم والشّاعر إسماعيل صبري والشّاعر عزيز أباظة، والشّاعر الأديب علي الجارم وولي الدّين يكن، وأحمد ذو الفقار الكاشف وفكري أباظة وثروة أباظة والدّسوقي أباظة ويوسف السّباعي ومحمد فريد وجدي ومحمد طاهر لاشين وإسماعيل مظهر ويحيى حقي والمؤرخ السِّياسي أحمد رمزي بك جانبك والصَّحافي صلاح الدّين وهبي ومحمد السِّباعي والأديب راسم رشدي صاحب كتاب (مصر والشّراكسة) و(شركسي يتحدث عن قومه)[10] و(قصة جان)[11]؛ وقد اخترت البارودي نموذجًا؛ لأنه كان متمسكًا بشركسيته تمسكه بمصريته إذ جمع الاثنين في نموذج فريد مميز.

أ- حياته:
شغل البارودي النّاس كما شغلهم المتنبي؛ فقد ولد محمود سامي البارودي بمصر لأبوين من الشّراكسة في السَّابع والعشرين من شهر رجب سنة 1255هـ - 1839 ميلادية. وكان أبوه (حسن حسني بك) مِن أمراء المدفعية، ثم صار مديرًا لبربر ودنقلة في عهد المغفور له محمد علي (باشا) والي مصر. وكان عبد الله (بك) الشّركسي جده لأبيه. أما لقبه: "البارودي"، فنسبة إلى بلدة (إيتاي البارود) إحدى بلاد مديرية البحيرة، وذلك أن أحد أجداده الأمير مراد البارودي بن يوسف شاويش كان ملتزمًا لها، وكان كل ملتزم ينسب في ذلك العهد إلى التزامه.

وكان أجداد البارودي يرقون بنسبهم إلى حكام مصر مِن المماليك، وكان الشّاعر شديد الاعتداد بهذا النّسب في شعره وفي كل أعماله، فكان له فيه أثر قوي في جميع أدوار حياته وفي المصير الّذي انتهى إليه. وقد توفي والده بدنقلة وهو في السَّابعة من عمره فحُرم مِن العطف الأبوي منذ نعومة أظفاره، فكفله بعض أهله وضمّوه إليهم فتلقّى في بيتهم دراسته الأولى من الثّامنة حتى الثّانية عشرة من عمره، ثمَّ التحق بالمدرسة الحربية وقتَ كانت الجندية مظهر السِّيادة والعزة، ومِن ثمَّ كان لزامًا على أبناء هذه الطّبقة أن يتعلموا فنونها لينهضوا بالمناصب الرئيسة للدولة عندما كانت مصر في أوج النّشاط الّذي بثَّهُ فيها محمد علي، والّذي كان الجيش أسّه وقوامه.

بيد أن البارودي خرج مِن المدرسة الحربية في أخريات سنة 1271 هـ - 1854م وهو في السّادسة عشرة مِن عمره. ولسوء حظّه وحُسْنِ حظِّ الأدب، كانت ولاية مصر وقتها قد آلت إلى عباس الأول ثم سعيد. وكان عباس قد عدل عن الخطة التي بدأها محمد علي حين رأى الدّولة العثمانية تنظر إلى جيش مصر بعين الرّيبة والقلق، فتعطّلت النَّهضة التي كانت متّصلة بالجيش في الصّناعة والتّعليم، وبدأ يخيّم جو مِن الركود على مصر، فَسُرح الجيش، وأقفرت ميادين القتال مِن ألوية مصر، وقسر هو وأمثاله مِن رجال السّيف على عيش الخمول والدّعة فغادر شابًّا إلى الآستانة - عاصمة الدّولة آنذاك - والتحق بوزارة الخارجية وتكلم التركية والفارسية وقال شعرًا بهما. وعاد شاعرنا في الرّابعة والعشرين من عمره سنة 1279هـ - 1863م مع إسماعيل باشا[12] الّذي كان في زيارة شكر للآستانة، والّذي توسم في الشَّاب النَّجابة والطّموح، فألحقه بحاشيته أثناء مقامه بدار الخلافة ثم أعاده معه إلى مصر حيث عاش النّهضة وشارك فيها ونال المراتب العالية، فعين مديرًا للشَّرقية، فمحافظًا للعاصمة بعد أن كوفئ على مشاركته الفعالة أثناء حرب روسيا سنة 1294هـ - 1878م ضد تركيا برتبة أمير اللواء وبنيشان الشّرف (الميداليا)، وبالوسام المجيدي من الدّرجة الثّالثة[13]. بعد ذلك تولى توفيق[14] الحكم فتولى البارودي وزارة الأوقاف وأصلح فيها ما وسعه الإصلاح، فوزارة الحربية، فرئاسة الوزارة، وحدث جفاء بين حركة الضّباط بقيادة عرابي وبين الخديوي فقاد البارودي الثورة ضد الخديوي شعرًا ودعا إليها جهارًا واقفًا مع الشّعب لا الحُكمِ:
أرى أرؤسًا قد أينعَتْ لِحصادِها
فأينَ ولا أينَ السّيوفُ القَواطعُ؟

فكونوا حصيدًا خامِدينَ أو افزعوا
إلى الحربِ حتَّى يدفعَ الضَّيمَ دافعُ



لكن دعوته فشلت إذ فشلت الثَّورة الّتي قادها ضد الفساد وتدخل إنكلترا وفرنسا السّافر في شؤون الوطن. فشلت الثورة، وانهزم العرابيون[15]، وعاد محمود سامي البارودي بالصَّدى:
أهبْتُ فعادَ الصَّوتُ لم يقضِ حاجةً
إليَّ ولبَّاني الصَّدى وهو طائعُ

فلمْ أدرِ أنَ اللهَ صوَّرَ قبلَكمْ
تماثيلَ لم يُخلَقْ لهنَّ مسامعُ[16]



أكلت الثّورة أبناءها إذ تخاذل الثّوار وتفرقوا وجبنوا عند المواجهة الحقيقية، فإذا بالبارودي يستلّ قلمه ويعرّض برؤساء الجند الّذين تخاذلوا في الثَّورةِ العرابية بعد أن اتّجهوا إلى إقامةِ بعض الاستحكاماتِ وخطوط الدّفاع في الميدان الشّرقي في التّل الكبير والصّالحية ونقط أخرى بعد أن سقطت الاسكندرية في قبضة الاحتلال الإنكليزي. وكان البارودي وقتها يقود قوات غير نظامية في مواقع الصّالحية، ثم استدعيَ للمشاركةِ في موقعة (القصّاصين) بتاريخ: 28 أغسطس سنة 1882، فضلَّ الطريقَ وتأخر عن موعده، لكن العدوّ فاجأهُ بنيران مدافعه، فتخاذل الجند وجدّوا في الفرار، ولقي الأمرّين من الخيانةِ والجهل والجبن. وكانت له في السّياسة والحرب خطط وآراء لم يؤخذ بها[17]، فقال في قصيدته التي مطلعها:
لأيِّ خليلٍ في الزَّمانِ أرافِقُ
وأكثرُ مَن لاقيْتُ خِبٌّ منافِقُ



ثم يقول فيهم:
ظننْتُ بهم خيرًا فأبْتُ بحسرةٍ
لها شجنٌ بين الجوانحِ لاصِقُ

فيا ليتني راجعْتُ حِلمي ولم أكنْ
زعيمًا وعاقَتْني لذاكَ العوائقُ

ويا ليتني أصبحْتُ في رأسِ شاهقٍ
ولم أرَ ما آلَتْ إليه الوثائقُ

أُسودٌ لدى الأبياتِ بينَ نسائهم
ولكنّهم عندَ الهِياجِ نَقانِقُ[18]

إذا المرءُ لم ينهضْ بقائمِ سيفِهِ
فياليتَ شِعري كيفَ تُحمى الحقائقُ؟[19]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 90.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 89.25 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.89%)]