هل استحب قومي العمى على الهدى .. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122849 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77567 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48990 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61481 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42859 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2022, 12:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي هل استحب قومي العمى على الهدى ..

هل استحب قومي العمى على الهدى ..


إيهاب برهم

قال تعالى ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ . وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) فصلت : 17 – 18 .
يخبر الحق سبحانه عن قوم ثمود المجرمين المتعنتين ، الذين سيطرعليهم الغي واستزلهم الشيطان لكل فسق وساقهم الهوى نحو كل مهلك حتى أعماهم عن الحق والصواب !.
فكانت العاقبة المؤلمة : صاعقة من السماء أخذتهم جميعا إلا من آمن واتقى .
والمتدبر للنظم القرآني يجد ما يلي :
– التعبير بالعمى عجيب وملفت – مستعار للضلال والانحراف عن الحق ورفضه – فهو يوحي بظلال كثيرة معتمة ومزعجة للنفس البشرية ، ومثيرة للعقل والمنطق السليم ، فذو الفطرة السوية يأبى العمى بكل مفرداته ويشمئز منه ، فالأولى بمن جاءته الرسالة السماوية و رسولها الكريم مع معجزة قمة في الوضوح والظهور ( الناقة ) ، أن يتبصر الحق فلا يعمى عنه ، أما أن يفضل الكفر ويختاره على الحق . فهذا العمى بعينه والغطاء الثقيل على القلب والروح ما لا يضاهى ؟!.
– والسؤال لم هذا الصدود عن الحق والعمى عن أنواره ؟!.الإجابة بما كانوا يكسبون ). فالكافر أو العاصي أو الفاجر من كثرة ما يرتكب من ذنوب وخطايا وكبائر وموبقات يصل لمرحلة لا يرى فيها إلا ما يريه الشيطان : الباطل والشهوة والغرائز المحرمة ، فلا يكاد يفهم لغة المنطق والفطرة الذي تدعو إليها الرسالة السماوية ، مع ما فيها من الدلائل القوية والآيات البينة المعجزة .
وهذا ما أراده الله في قوله ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين:14.
جاء في الحديث ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا هو نزع واستغفر الله وتاب صقل قلبه ، فإن عاد زيد فيها ، حتى تعلو على قلبه ، وهو الران الذي ذكر الله في كتابه : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) . الترمذي .
ألا ترون : أن ما وقع من قوم ثمود يقع من أناس ينتسبون للإسلام ويزعمون أنهم من أهله !
لا يبالون بدين أو قيم ، ولا يلتفتون لأخلاق و أعراف وحياء ،ويأتون كل ما هو مشين معيب حتى ليحتار الإنسان بم يصفهم وأين يصنفهم ؟!.
إنه هوى النفس والانصياع للشهوة ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) الجاثية : 23 .
ويسأل المرء : هل استحب قومي العمى على الهدى .وأين موقعهم من الدين والمُثل والقيم ؟!.
إنهم يرفضون الشرع جملة أو جزءً من حيث يعلمون أو لا يعلمون ويزعمون أنهم على شيء ، فما الفرق بينهم وبين غيرهم من حيث السلوك أقلها ؟!
وهل هم بمنجى من عذاب الله وعقابه وأخذه ؟!
لقد عذب الله أقواما سابقين بعقاب فيزيائي شامل ،لكن هل أمتنا بمعزل عن العذاب وهم على تلك الحال ،أقله عقاب الفرقة والتشتت والتشرذم والهم والغم والفقر و الاستخراب وتسلط الأعداء والأمراض النفسية؟!
– إن ورود كلمة ( استحبوا ) لا ( أحبوا ) فيها دلالة واضحة عظيمة : فالحرفان ( س ، ت ) يفيدان في لغة العرب المبالغة في الشيء والعمق في الوصف كما في
( استكبر ، وتكبر ) مثلا .
فهؤلاء القوم بالغوا في حب الهوى والضلال حتى استحوذ عليهم الشيطان وصيرهم عبيدا له .فهم صم بكم عمي لايعقلون ولا يهتدون !.
– المتأمل في مناسبة ( صاعقة ) للفظة ( العمى ) يلحظ نكتة بلاغية لطيفة . حيث إن الصاعقة التي ينقدح منها نارتناسب قوما عُميا في بصائرهم غُلفا في حواسهم ، فهم بحاجة لما يخطف الأبصار والحواس التي عطلوها .فهو كقول الله ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) البقرة : 20 .
فقد ذكر القرآن هنا ما يناسب وصفهم وواقع حالهم .
– في المقابل من نجّى الله ؟ لقد نجى من آمن وكان يتقي .وصياغة هذه للعبارة ملفتة ، حيث استعمل في حق الإيمان : الفعل الماضي ( آمنوا ) الذي يدل على التحقق والثبات والرسوخ ( فكما أن الفعل الماضي انتهى وثبت كذا الأمر في حق الإيمان ).

أما عند التقوى فاستعمل : المضارع ( كانوا يتقون ) والذي يفيد تجدد التقوى عند صاحبها مع حركته في الحياة ، وفي تفاعله مع واقعه والناس والأحداث فكأنها ملازمة له لا تتركه.(المضارع يفيد التجدد والحدوث المتكرر ).فتدبروا هذه الدقة في التعبير!.
على المسلم أن يكون راسخ الإيمان واليقين مستحضرا مخافة الله ومهابته في سلوكه مجددا العهد معه حيثما حل وارتحل ، ففيها العصمة من الضلال والنجاة من العذاب في الدنيا والآخرة .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.44 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]