أرجوزة الجوهر في نظم ألقاب علوم الأثر من "النقاية" للعلامة السيوطي

[ابوالوليد المسلم]

أرجوزة الجوهر في نظم ألقاب علوم الأثر من "النقاية" للعلامة السيوطي
محمد آل رحاب

1. حمدًا لِمَنْ خيرَ الحديثِ نزَّلا

وجعَل السُّنَّةَ نورًا للمَلَا




2. ثم الصلاةُ دونَما انقطاعِ

للمصطفى والصَّحبِ والأَتباعِ




3. وبعدُ هاكَ نظميَ المسهَّلا

أرجُو به النفعَ لكلِّ مَنْ تَلا




4. سَمَّيتُهُ - يا صاحبي - ب(الجوهرِ

في نظمِ ألقابِ علومِ الأثرِ)




5. سرَدْتُها سردًا بلا تفصيلِ

مُوجزةً مِن غيرِ ما تطويلِ




6. لكي تكونَ بُلغةً وتذكِرَةْ

لطالبي الحديثِ ثم تبصِرةْ




7. جرَّدْتُ ما جاء لدى "النقايةِ"

للحَبرِ الاسيوطيِّ[1] ذي الدرايةِ




8. وراجعنَّ شرحَهُ ال"إِتْمَام"ـا[2]

فإنَّهُ قد جوَّد الكلاما

فصل

في بيان منهجي في سردِ تلك الألقاب، على وجه الإيجاز والاقتضاب

9. أورَدْتُها كالأصلِ في الترتيبِ

دونَ زياداتٍ، بلا تعقيبِ




10. ومَن أنا حتى أكونَ ناقِدَا

لمِثْلِ هذا الحَبْرِ[3] فيما أَوردا؟!




11. فإنَّني مُقصِّرٌ ومعتَرِفْ

بالعجزِ، لكنْ أشتَهِي أن أغتَرِفْ




12. مِن نهرهِم ما أَرتوي به هُنَا

وما به أنالُ في الأُخرى الهَنَا

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

أرجوزة الجوهر في نظم ألقاب علوم الأثر من "النقاية" للعلامة السيوطي
محمد آل رحاب



فصل











في سردِ تلك الألقاب، تذكرةً للأصحابِ، وتسهيلًا على الطلاب

13. تواترٌ ثُمَّتَ آحادٌ يَلِي

مشهورُها ثُمَّ العزيزُ يَنجَلِي




14. وقُلْ: غريبٌ وصحيحٌ وَحَسَنْ

والشاذُ[4] والمحكمُ في القولِ الحَسَنْ




15. مختلفُ الحديثِ ثم النَّاسِخُ

كذلك المنسوخُ قال الراسخُ




16. متابعٌ وشاهدٌ قد فصَّلُوا

مُعلَّقٌ ومُرسَلٌ ومُعضَلُ




17. منقطعٌ وبعدَهُ المُدلَّسُ

وبعدَه الموضوعُ ما قد دسَّسُوا




18. كذلك المتروكُ ثم المُنكرُ

مُعلَّلٌ والمُدرَجاتُ تُذكرُ




19. وَهِيَ قِسْمانِ لديهم ثبَتَا

مُدرَجُ الاسنادِ ومَتنٍ يا فتى




20. وبعد ذا المقلوبُ ثُمَّ المضطَرِبْ

مُصحَّفٌ ثم المحرَّفُ اكتُتِبْ




21. منها روايةٌ أتتْ بالمعنى

ثُمَّ الغريبُ، مُشكِلٌ قد عَنَّا[5]




22. ومُبهَمٌ وبعدَهُ المجهولُ

وَهُوَ قِسْمانِ كما يَقُولُ




23. الجهلُ للعينِ وجهلُ الحالِ

وبعدَه مختلطُ الرجالِ




24. كذلك المرفوعُ والموقوفُ

معرفةُ المقطوعِ ذا مألوفُ

[ابوالوليد المسلم]

25. معرفةُ العالي معَ الموافقةْ

كذلك البدلُ يا مَنْ حقَّقهْ




26. ثُمَّ المساواةُ مع المصافحهْ

ثم النُّزولُ كلُّها قُلْ: واضِحَهْ




27. روايةُ الأقرانِ كالمدبَّجِ

يا فوزَ مَن كان صحيحَ المنهجِ




28. ثم روايةُ الأكابرِ اعلَمِ

عَنِ الأصاغرِ اسمَعَنْ ولْتفهمِ




29. روايةُ الآبا عَنِ الأبناءِ

والسابقُ، اللاحقُ في الأنباءِ




30. ثم مسلسلٌ يلي المتفقُ

وبعده مفترقٌ قد أطلقوا




31. مؤتلفٌ وبعدَهُ المختلِفُ

وبعد ذاك المتشابهُ اعرِفوا




32. وصيغةُ الأداء قُلْ: سمِعتُ

حدَّثني، أخبَرني، قرأتُ




33. وبعدَها قُرِئ حينَ أسمعُ[6]

أنبأَ، شافهَ، الكتابةُ، فَعُوا




34. عَنْ للإجازةِ تلي المُكاتبةْ

ثُمَّ المناولةُ فاشكُرْ كاتِبَهْ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

أرجوزة الجوهر في نظم ألقاب علوم الأثر من "النقاية" للعلامة السيوطي
محمد آل رحاب

35. مَعْها إجازةٌ، وذا التَّمامُ[7]

وجادةٌ، وَصيةٌ، إِعلامُ




36. ثُمَّ الطِّباقُ للرواةِ يلزمُ

معرِفَة بها وبُلْدانِهمُ




37. أحوالُهم في الجرحِ والتعديلِ

مع المراتبِ اعلَمَنْ خَلِيلي




38. معرفةُ الأسماءِ للرواةِ

ليحصلَ التمييزُ في الذَّواتِ




39. ثم الكُنى، الألقابُ، والأنسابُ

لا بدَّ أن يتقنَها الطلابُ




40. ومَنْ إلى غير أبيه قد نُسِبْ

مَن وافقَ اسمُه أباه قد كُتِب




41. مَن وافقَ اسمُه اسمَ جدِّه كذا

مَنْ وافق اسمُه اسمَ شيخِه خذا[8]




42. أو وافَقَ اسمُه اسمَ راويهِ اعلَمِ

ومثله معَ اسمِ شيخِهِ افهمِ




43. وبعدَها معرفةُ الموالي

وإخوةٍ، آدابُ شيخٍ تنجلي




44. آدابُ طالبٍ، معَ التحَمُّلِ

وسِنِّهِ المذكورِ في التأهُّلِ




45. كتابةُ الحديثِ والأداءُ

ثُمَّ السماعُ كم به ضِياءُ




46. وبعدَها طرائقُ التصنيفِ

أسبابُه[9] أيضًا لدى الحَصيفِ

[ابوالوليد المسلم]

47. وكلُّها مرجعُها بلا مِرَا

للنقلِ، والتفصيلُ في بَسْطٍ يُرى




48. فراجعِ (التدريبَ)[10] للسيوطي

فكَمْ به مِن جوهرٍ لَقيطِ




49. ثمتَ فتحٌ للمغيثِ زاخرُ

سِفْرُ السَّخاويِّ ونِعْمَ الماهرُ




50. وكلُّ ما ألَّفهُ الخطيبُ

خطيبُ بغدادَ، فذا يطيبُ




51. وغيرها مِن كُتُبٍ لا تُحصى

مِن كثرةِ العدِّ ولا تُستقصَى




52. وكلُّ مَن وُفِّقَ يا خليلي

فربُّنا يَهديهِ بالقليلِ




53. فيُتقِن العلمَ مِن الأصولِ

وضبطُه السبيلُ للوصولِ




54. ومَنْ يَضِلُّ لا تزيدُهُ الكُتُبْ

إلَّا تحيُّرا كبيرًا كالحُجُبْ




55. ونسألُ اللهَ لنا التوفيقا

وصرفَ ما كان لنا مُعِيقا




56. هنا تمامُ (الجوهرِ) المنضَّدِ

فاقبَلْه وادعُ ليْ بِلا ترَدُّدِ




57. نظمتُه برحلتي للهندِ

والحمدُ لله وليِّ الحمدِ




58. سِوى زياداتٍ أتَتْ يسيرةْ

ألحقتُها بطَيبةَ المُنيرةْ

[ابوالوليد المسلم]

59. اللهُ يا اللهُ يا اللهُ

يا سامعًا مِن عبدِه دُعاهُ




60. اغفِرْ له الذنبَ الذي أتاهُ

واجعَلْه هاديًا لِمَن قد تاهوا




61. ربَّاهُ يا ربَّاهُ يا ربَّاهُ

ارحَمْه وَاعْفُ عنهُ ما جَناهُ




62. وفِّقْهُ يا ربُّ لِمَا ترضاهُ

حقِّقْ له يا ربَّنا مُناهُ




63. حصِّنْهُ مِن أذى الذي آذاهُ

واحفظْهُ مِن جميع مَن عاداهُ




64. واسلُكْ به سبيلَ مَن أنابوا

واقبَلْه معْ كلِّ الذين تابوا




65. واجعَلْ جهودَه جميعًا رابِحَةْ

واختمْ له بالباقيَاتِ الصَّالِحةْ

حيدر آباد - الهند



المدينة النبوية 4 جمادى الأول 1438 هـ

[1] بالنقل لأجل الوزن.



[2] "إتمام الدراية لقراء النقاية"، وقد يسَّر الله تعالى لي الوقوف على نسخة نفيسة مقروءة على العلامة السيوطي وعليها خطه، فلله الحمد والمنة.



[3] بفتح الحاء وكسرها لغتان، وهو العالم.



[4] بتخفيف الذال لعدم جواز اجتماع الساكنين في الشعر، وله نظائر كثيرة في أنظام الأكابر.



[5] عنَّ: ظهر، ومنه: عنان السماء: ما ظهر منها للناظرين.



[6] ونص الصيغة: قرئ وأنا أسمع.



[7] أي إن المناولة المقرونة بالإجازة أتم وأقوى من المناولة المجردة والإجازة المجردة.



[8] أصلها: خُذَنْ.



[9] أي: أسباب ورود الحديث على نمط أسباب نزول القرآن، وللعلامة السيوطي في الأول: اللمع، وفي الثاني: لباب النقول في أسباب النزول.



[10] تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي.