شكرا لفصاحتك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027921 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304615 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121839 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2022, 09:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي شكرا لفصاحتك

شكرا لفصاحتك


عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه









"إليك أحنُّ، وبك أُسَرُّ، ولك أعدُّ، ومنك أخاف ".

أقولها قبل الرحيل، أبوح بها إليك، لا أخفيها عنك كما يصنع الكثير.



أُحدثك بحديثٍ لطالما كتمتُه عنك منذ سنين، لكنك الآن قد بلغتَ مبلغ الرجال الأشاوس؛ فلا بدَّ أن تعي ما أقول.



بحثت عن مستقرك كثيرًا، نقبت عن معدنٍ أصيل ذي فرعٍ نبيل؛ لأظفرَ به، ولتفتخِرَ بين الأصحاب والأحباب، فلا يعيِّرك أحدٌ بأمٍّ أو بخال.



انتظرتك أعوامًا عدة وأنت لم تكُ شيئًا مذكورًا، تمنيت أن تستقرَّ في رحم أمك، فما إن كتب الله ذلك حتى طرتُ فرحًا!



ظللتُ أُلاعبك كلما لاحت في جوفها حركاتُك، أو آلمتها ركضاتك.

مرَّ الدهرُ؛ أيامٌ معدودةٌ، وساعات محسوبة طالبًا قدومك، فما إن أهلت طَلْعتُك إلى الفانية حتى استقبلك المنتظرون والمهنِّئون بوجوهٍ باسمة، وقلوبٍ مسرورة!

كنتُ وقتها أصدَقَ المنتظِرين ابتسامةً، وأكثرَهم سرورًا!

ما إن وصلتَ حتى أخذتك بيدي لأتمتعَ برؤيتك، لِمَ لا وأنت قرة العين، وبلسم الفؤاد؟!



ترعرعت بين عيني، ونمَوْتَ بين ذراعي، فصرتُ أَحِنُّ إلى نظرة منك تزيل الهم، وتُريح البدن، أتفقَّدك كلَّ يوم، فلا تغيب شمس نهارٍ إلا واشتاقت إليك جوارحي، ولا يبزغ هلال إلا وآوي إلى قربك؛ لأشتمَّ عطرك الندي، وأروي ظمئي بفمك المبلل.

حينها يذهب الظمأ، وترتوي العروق، وتتحقق الراحة؛ فأنت بالنسبة لي إشراقة شمس، وغيث سحابٍ، بل بدرُ شهرٍ بك أَفل الظلام، وضاء المكان، وبعث الأمل.

بك أرسم الهدف المفقود الذي لم أستطع الظفر به من سنين!



يا من تتمنَّى لي الرحيل، وترجو لي الغياب، وتطلب مني البُعْدَ، تريَّث قليلًا في حُكمك، وتمهل في قرارك، لا تصدر حكمًا أنت به واثقٌ، وعليه تستند؛ فلطالما عض الأنامل غيرك، فلقد ندموا ندامة الكُسَعِيِّ!

نظروا إلى الحياة بعد ذَهاب نورهم، فرأوها مظلمةً كدرة، نظروا إلى أنفسهم فوجدوا أنهم من دون أبٍ يستندون عليه، ولا أُمٍّ يرتمون إلى حضنها، فعادوا بخُفَّيْ حنينٍ؛ فضاقت عليهم الأرض بما رَحُبتْ؛ فقبعوا خلف جدران صامتة، وصدماتٍ مؤلمة، وأجهشوا بالبكاء كأطفالٍ صرخوا عند الفطام.



ظلوا يتمنَّون لحظة من تلك لحظات اتكؤوا على أسرَّتهم، وأغمضوا أعينهم؛ ليحلموا بعودتهما، ليسارعوا إلى تقبيل أقدام باب من أبواب الجنة!



لا تظن أني أستند إليك يومًا؛ فأنت عندي لا تُسمن ولا تغني من جوع؛ لأني ما زلت بصيرًا، تحملني قدماي، وتجرَّاني إلى أي بسيطةٍ شئتُ، بها أحمل قواي، وأجلب متاعي؛ فلا تجعلني أسيرَ زوايا المنزل، أو قابعًا غرف الدُّور.



لكني أرسم هدفي فيك لا لتصبَّ جام غضبك فوق كاهلي حتى تريح مرادك، وتشبع رغباتك؛ فأنت في شِعْبٍ، وأنا في شِعْبٍ آخر.



فلا أظن نفسي إلا كمؤدِّبِ ابن الخليفة العباسي حين أرسل سوطَه صَوْبَ ظهر الصبي؛ لينهالَ عليه ضربًا، فحمل الصبي في قلبه حقدًا حتى تولى الخلافة، وعند صعوده على كرسي المملكة طلب مؤدِّبه، فلما تماثل بين يديه، قال له الخليفة: جاء اليوم الذي اقتص منك، لِمَ ضربتني ذلك اليوم؟



قال المؤدب: ضربْتُك لهذا اليوم.

الخليفة: لم أفهم بعد.

المؤدب: لتتذكَّر كلَّ مظلوم بين يديك.

حينها انكبَّ الخليفة مقبِّلًا قدَمَ معلِّمه.

"ولك أعدُّ" بكل ما أوتيت من قوة؛ لأجعلك نبراسًا تشرئبُّ حولك أعناق منافسيك ومكابريك.

فأنت في بداية المشوار، وما أراها إلا قد تجمَّعت وبدأت تحوم حولك، وقد أوصلتك إلى المكان الذي لي القدرة أن أوصلك إليه، فلا أستطيع أن أتقدم خطوة واحدة، فإذا تقدمت يحصل ما لا يُحمَد عقباه.



لقد علَّمتك السباحة في بحر الحياة، وهأنت على شاطئها، فإما أن تنطلق لتواصل المشوار، وإما أن ترسو، حينها لم يكن لي يد تصلُ لتختطفك من بين فكَّيْ مخالب الأمواج.

أعلِّمه الرماية كلَّ يومٍ ♦♦♦ فلما اشتدَّ ساعدُه رماني!



يا بن حليلتي، بعد كل هذا بدأت أتخوَّف منك، أخاف أن تجازيني (جزاء سِنِمَّار) بعد أن بلغ بي الجهد مبلغَه، ووصل بي الأمل أقصاه، وقبل أن أصل إلى نهاية المطاف تتمنى زوالي؛ لتسعد في حياة زائلة، هذا ما أراه بين عينيك، فقد غابت طفولتك؛ فغابت معها الابتسامة والحب!

صحيح أنني لم أذكر إلا مرةً بعد ثلاث، فلم أجد من الواحدة إلا سرابًا يخادع ناظريه...
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]