ولماذا لا نتفاءل؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 803 - عددالزوار : 118155 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40001 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366475 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2022, 06:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,179
الدولة : Egypt
افتراضي ولماذا لا نتفاءل؟!

ولماذا لا نتفاءل؟!


د. محمد إبراهيم فرحات






الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحْبه، ومَن سار على دَربه، وبعد:

فمن الظواهر التي انتشَرت في الآوِنة الأخيرة: ظاهرة الكآبة العامَّة، وعلامات اليأس والإحباط البادية على الوجوه مِن حولنا.

وأسباب هذه الظاهرة لا تخفى على أحد؛ فالتطورات والتوترات السياسية، مع تردِّي الأوضاع الاقتصادية، والمشاغل والمشاكل اليومية، كل هذا وغيره يُشكِّل عوامل ضغْط نفسي، يؤدي إلى هذه الحالة.

والسؤال: ما العلاج؟
وكيف نتعامَل مع هذا الواقع المُحبِط؟
والجواب: أن العلاج بين أيدينا، ولكننا لا نَطلبه!
1- فالإنسان المؤمن لا بد أن تكون لدية قناعة بدَهيَّة أن الحياة كلها ما هي إلا ابتلاء؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2].

ولوكان هذا هو حال الحياة بصفة عامة، فحياة المؤمن بصفة خاصة لا تنفكُّ عن البلاء أبدًا؛ قال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين ﴾ [العنكبوت: 2، 3].

فإذا وصْلنا لهذه الحقيقة، سَهُل التعامل مع الأمر، فالمؤمن يعلم أن البلاء خير له، كيف لا وهو يحفظ قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خيرٌ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابتْه سراءُ شَكَر، فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضراءُ صَبَر، فكان خيرًا له))؛ مسلم: 2999، وغيره من النصوص التي تُبيِّن فضْل البلاء والصبر عليه؟

2- إذا نظرنا إلى واقعنا الذي نشتكي منه نظرةً موضوعيَّة، وسألْنا أنفسنا: هل يَستحِقُّ هذا الواقع فعلاً كلَّ هذا التشاؤم، وكل هذا الإحباط، لوجدْنا أن الحقيقة ليست كذلك، فلسْنا في الواقع في أكثر نقاط التاريخ ظلاميةً وسوداوية، كما يبدو لنا.

فالمتأمِّل في التاريخ يجد أن الأمة مرَّت عليها أزماتٌ واضطرابات أعظمُ من ذلك بكثير، فالذي يُحبِطه الاضطرابات السياسية مثلاً، نقول له: ألم تقرأ عن القرامطة[1] وما فعَلوه من الاضطرابات؟ حتى وصَل بهم الحال أن اعتدَوا على الحُجَّاج في الحرم، وقتلوهم، وهدموا أجزاء من الكعبة، واقتَلَعوا الحجر الأسود، فمكَث عندهم لمدة 22 سنة، ولم تَستطِع الدولة بجيوشها الجرارة أن تَستعيده، ولم يقدِروا عليهم، حتى ساوَموهم عليه بالمال، فدَفعوا فيه خمسين ألف دينار.

وأما عن الغلاء وصعوبة العيش، فلقد مرَّت على أمتنا فترات بلَغ فيها الغلاء حدًّا لا يُصدَّق، ومنها ما حدَث هنا في مصر؛ كما يذكُر لنا الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في حوادث سَنة ستين وأربعمائة، حيث قال: وفيها كان غلاءٌ شديد بمصر، فأكَلَوا الجيف والميتات والكلاب، فكان يُباع الكلب بخمسة دنانير، وأُفنيتِ الدواب، فلم يبقَ لصاحب مصر سوى ثلاثة أفراس، بعد أن كان له العدد الكثير من الخيل والدواب، ونزل الوزير يومًا عن بغلته، فغفَل الغلام عنها لضعْفه من الجوع، فأخذَها ثلاثة نفر فذبَحوها وأكلوها، فأُخِذوا فصُلِبوا، فما أصبحوا إلا وعِظامهم بادية، قد أخذ الناس لحومَهم فأكلوها، وكان لا يَجسُر أحد أن يَدفِن ميِّته نهارًا؛ وإنما يدفِنه ليلاً خُفية؛ لئلا يُنبَش فيؤكل!

هل تُصدِّق هذا؟!
فإذا تأمَّلنا هذا وغيره، هان علينا - بالتأكيد - ما نحن فيه.

3- العبد المؤمن يعلم أن لله عليه في كل وقت عبوديَّة؛ فللسراء عبودية، وللضراء عبودية، ففي وقت الضراء: عليه بالصَّبر والسكينة، والإكثار من ذِكر الله تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، والإكثار من النوافل؛ فبها تَثبُت القلوب، وتَنجلي المحن؛ فعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا حَزَبه أمرٌ صلى"؛ [حسن: أبوداود: 1192]، والإكثار من الدعاء، والتسليم والاستِسلام لله تعالى.

فإذا فعَل العبد هذا، فاز بكل الخير: فيُكتَب له أجر عبادته، وقد يَستجيب الله له ويكشِف محنته، أو يدَّخر له الأجر في الآخرة، وفي كل الأحوال هو على خير، فلماذا الحزن، ولماذا اليأس؟


4- علينا الابتعاد قليلاً عن مواطن التيئيس، خاصة إعلامنا المهوِّل الذي يتعمد نشْر أخبار كاذبة، أو التضخيم من الأحداث بشكل مُبالَغ فيه، والاكتفاء بمصدر واحد موثوق، مع عدم الإغراق في تقصِّي الأخبار، وعدم الخوض كثيرًا في النِّقاشات والجِدالات العقيمة، التي تُعمِّق من حالة الإحباط، وتَزيد الطين بِلَّة، وبدلاً عن هذا، فلنستثْمِر أوقات فراغنا في ما ينفعنا في إصلاح ديننا ودنيانا؛ كما أوصانا رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: ((احْرِص على ما ينفعك))؛ [مسلم: 2664].

إخواني الكِرام:
ليس اليأس من صفات المؤمنين، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، بل هي حيلة إبليسية، ونوع من الحرب النفسية؛ للقضاء على العزيمة الإيمانية.

فأبشِروا عباد الله، وبشِّروا، وتفاءلوا، ولنكن على خير ظنٍّ بربِّنا؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله - عز وجل -: أنا عند ظَنِّ عبدي بي))؛ متفق عليه.

أسأل الله تعالى أن يكشِف عنا الهمَّ والغم، وأن يرزقنا الأمن والأمان، وأن يُنعِم على بلادنا بالسكينة والاستِقرار.


[1] القرامطة: حركة باطنية؛ أي: تُظهِر الإسلام وتُبطِن الكفر، هدَّامة تنتسِب إلى شخص اسمه حمدان بن الأشعث ويلقَّب بقرمط، ظهرت في القرن الثالث الهجري.
وقد اعتمَدت هذه الحركة التنظيم السري العسكري، وكان ظاهرها التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وحقيقتها الإلحاد والإباحية وهدْم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلاميَّة.

دامت هذه الحركة قُرابة قرن من الزمان، وقد بدأت من جنوبي فارس، وانتقَلت إلى الكوفة والبصرة، وامتدت إلى الأحساء والبحرين واليمن، وسيطرت على رُقعة واسعة من جنوبي الجزيرة العربية والصحراء الوسطى وعمان وخراسان.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]