|
|||||||
| ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
أعيش في بيتي وحيدة مسجونة أ. أسماء حما السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تزوجتُ منذ (8) سنوات، ومنذ ذلك الوقت وأنا حبيسةٌ لا أخرج، ولا يرضَى زوجي بخروجي، جَرَّبْتُ كلَّ الوسائل التي يُمكن أن تفعلَها الزوجةُ مع زوجِها؛ كي يسمحَ لي بالخروج، لكنها فشلتْ! تحاورتُ معه كثيرًا، لكن دائمًا ما يُقابل كلامي بالرفض؛ فهو مُتَعَنِّتٌ لدرجة أنَّ الكلمات لا تُسعفني لِوَصْفه! جئتُه بأمثلةٍ لزوجات الرسول اللاتي كُنَّ يخرُجْنَ لقضاء حوائجهنَّ, جئتُه بزوجات الصحابة، بأمِّه، بأخواته، لكن دون جَدْوى، تأتي عليَّ مَواقفُ كمرضٍ شديدٍ، أحتاج فيها للذهاب للمستشفى، أو حتى الصيدلية التي تبعد عنَّا بضع خطوات، وأحيانًا يمرض ابني - وما أكثر مَرَضَ الأطفال الصغار! - فأتصل بزوجي لكي أذهب للصيدلية، وأحضر الدواء؛ فيرفض، حتى يأتي هو مِن عمله ويذهب بنفسه! إضافةً لبعضِ الأُمور الأخرى والتي يحتاجُها كلُّ بيتٍ، فلا أجِد مَن يخدمني فيها، أو يحضرها لي. زوجي ليس مُلتزمًا لأقول عنه: إنه يفعل ذلك عن اعتقاد دينيٍّ، بل هو شخصٌ غير متدين، وأنا ألتزم بالحجاب الشرعي الذي أَمَرَني به ربي، وأعلم جيدًا واجباتي التي فرَضَها عليَّ ربي تُجاهه. لم أعدْ أتحمَّل مُعاناتي معه، فليس لي أحدٌ؛ لا صديقات، ولا أهلٌ، ولا شيء، لا أستطيع تطوير نفسي، يمُرُّ عليَّ اليوم وأنا وحيدة في المنزل! أحس بأني سجينة! نعم سجينة، أدركتُ معنى السِّجن في بيتي، أدركتُ قيمةَ الحرية في حياة الإنسان، أدركتُ معنى أن تعيشَ بين الناس وحيدًا، تُكَلِّم نفسك. كلما قررتُ الطلاق أفَكِّر في ابني، وكيف سيكون وقْعُ ذلك عليه؛ لأنه مُتعلِّق بوالده كثيرًا، أفكِّر في واقع ابني، كيف سيستقبل الأمر؟ كيف سأَعُوله وحدي وأسرتي فقيرةٌ؟ استشرتُ أحد الشيوخ على الإنترنت، فقال لي: يُمكن أن تخرجي للضرورة الملحَّة، التي تقدَّر بوقتِها، لكن لم أستطعْ، فكلما جاءتْ ضرورةٌ لخروجي أقف محتارةً؛ هل هذه ضرورة أو لا؟ أخاف أن أعصي ربي إن خرجتُ ولم تكنْ ضرورةً! أشيروا عليَّ: هل أطلُب الطلاق أو لا؟ وماذا أفعل معه؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: أختي الكريمة/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، ونسأل الله لك السداد. ابتداءً أحسنتِ بتقديم مَصلحة ابنك وعدم تهوُّرك في التعامُل مع زوجك لأجل هذا الولد؛ لأنَّ استقراره النفسيَّ ونموَّه السليمَ رهْنُ تربيتك السليمة واستقرار بيتك. الطلاقُ لا يُصار إليه في مِثْلِ هذه الحالات. لقد قلتِ: "إنَّ أسرتك فقيرة، ولن تستطيعي إعالةَ ابنك وحدك"، فلو طُلِّقْتِ وعُدْتِ إلى بيت أهلك، وصِرْتِ تخرجين أينما تُريدين، فهل ستكونين سعيدةً؟! أو ستكون حياتُك أكثر سوءًا؟ فكِّري في الأمر! أعرف بعضَ النساء ممن هنَّ في مِثْل حالتك تكَيَّفْنَ مع وضْعِهِنَّ، وشغلْنَ أوقاتهن بما يعود عليهنَّ بالنَّفع داخل المنزل، وبالصبر والمُسايرة والمداراة والحكمة يلين كلُّ عسيرٍ - إن شاء الله. أصْلِحي مِن نفسِك - أختي الكريمة - وحاوِلي أن تتغيَّري أولًا لتُغَيِّري في الآخرين، ربما تربَّى زوجُكِ في بيئةٍ بهذا الطابع، ولم يعتدْ خروج أمه أو أخته بمفردهما، وهو اليوم نتيجة لهذه التربية، فلا تلوميه، بل غيِّري مِن ذاتك، وأقْنِعيه بخُلُقك ودينك وطاعتك له، وأفيضي عليه مِن حبك الرقراق؛ فهو الذي سيُغَيِّره عاجلًا أم آجلًا. تحدَّثي إلى مَن يثق بهم؛ كأخته، أو أمه، أو أحد أقاربه مِن الرجال، ولْيَكُنْ واسطةً بينكما؛ لعل الله أن يجعل في ذلك فرَجًا. لكن لا تُحاولي أن تأخذي ما تُريدينه منه بالقوة والعصبية، فالرجلُ لا يتقبَّل هذا الأسلوب، ولا يرضَخ له، ولا تُمارسي عليه دور المعلِّمة أو المرشِدة، فانتبهي لأسلوبك، وأصْلِحي مِن ذاتك لتصلحَ أحوالك. وفقك الله
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |