|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حاجتي ملحة للزواج ( 2 ) أ. شروق الجبوري السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم أتقدُّم بالشكر للأستاذة/ شروق الجبوري، وأرجو أن تكونَ بصحة وعافية.أنا شابٌّ في العشرينيات من عمري، وأرسلتُ لكم مِنْ قبلُ، ويعلم الله كيف كان أثرُ ردِّك على رسالتي في نفسي؛ فقد زادتْ عزيمتي وثقتي بنفسي، إلَّا أني وقعتُ في دوَّامة الشهوة، ولم أَعُدْ أُطِيق الصبر! أودُّ - أستاذة شروق - لو تَعْرِضين حالتي على ذَوي البر والإحسان، أو الجمعيات الخيريَّة التي تُساعد المُقبِلين على الزواج إن أمْكَنَ؛ علَّهم يُقرِضونني مبلغًا من المال أتمكن به مِنَ الزواج. يعلم اللهُ أني تردَّدتُ كثيرًا في طلَبي هذا، فلا أودُّ أن تُكَوَّن نظرةٌ سيئةٌ عني، كما أعلم أنَّ هذا الأمر ليس مِن اختصاصكِ. وأخيرًا أشكركِ على تكبُّد عناء قراءة رسالتي، بارَكَ الله فيك، وجزاك خيرًا، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكِ. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.نرحِّب بك ثانية في شبكة الألوكة، ونحمد الله تعالى الذي بنعمته تتم الصالحات، أن استخدمنا وجعلنا سببًا في ارتفاع عزيمتك وثقتك بنفسك، ومواصلة هدفك. كما أتمنَّى منكَ أن تحمدَه وتشكره - عز وجل - وتجزل في ذلك؛ أنْ هداكَ لذلك، وجعلكَ ممن يستمعون القول فيتَّبِعون أحسنه. أما عن مشاعركَ السلبيةِ التي تواجهك الآن، فهي بسبب تحوُّل مشاعر لَوْم النفس على ارتكاب الخطأ - والتي هي حالة صحية ومطلوبة - إلى مشاعر جَلْد وتوبيخ للذات، على ما قمتَ أو تقوم به، والفرق بين الحالتين كبيرٌ، وإن كانا يبدوان متشابهين، فلَوْم النفس يعني: أن يؤنِّب الإنسان ضميره على خطأٍ قام به، ويكون هذا التأنيبُ سببًا لاتخاذِه العزم على تَرْك الخطأ، أما جلدُ وتوبيخ الذات فيعني: احتقارَ الإنسان لنفسه، وكرهَه لها؛ بسبب ما قام به، ويأسه مِن القدرة على تَرْك الخطأ، وهو ما يقودُ إلى القنوط من رحمة الله تعالى، والعياذ بالله مِنْ ذلك. وعلى الإنسان أن يُبقِي نفسه في إطار لَوْم النفس فقط، مهما تكرَّرت أخطاؤُه، من خلال إيمانه بأن كلَّ ابن آدم خطَّاء، وأنَّ خير الخطَّائين التوَّابون؛ فهذا نهجُ نبينا الكريم - عليه الصلاة والسلام - وفيه ترجمةٌ واقعيَّة بحتة لعلاج المشاعر السلبية، التي تجتاح الإنسان نتيجة ارتكابه الأخطاء، ويقدِّم خطوات عمليَّة دافِعِيَّة ترفع حماس وعزيمة الإنسان نحو التصحيح. أما عن طلبكِ بتوجيهي رسالتكِ إلى مَعْنِيين بمُساعدة الشباب على الزواج، فيشهد الله تعالى أني لا أعلم منهم أحدًا، وإلا لما تردَّدتُ لحظةً في السعي في ذلك، ولكني أنصحكَ بالبحث عنْ جمعيات ومؤسَّسات تُعنَى بهذا الأمر في بلدك، عن طريق سؤال أئمة المساجد، وعن طريق الإنترنت أيضًا، كما يقوم بعض الشباب الملتزم بالبحث عن سيدة أرملة أو مطلَّقة مكتفية ماليًّا، وبحاجة إلى مَن يُعِينها على ظروفِ الحياة الأخرى، فيكسب بزواجه منها الأجر في تخفيفه معاناتها، وفي عفَّة نفسه، إن احتسب ذلك لله تعالى. وإلى أن يأمرَ الله تعالى بذلك، أنصحكَ يا أخي بالصيام؛ فإنه جُنَّة، وبممارسة الرياضة بشكلٍ كبيرٍ، كما يُمكنك الانْخِراط في الأعمال التطوعيَّة التي تسدُّ بها حاجات فئات عديدة، وبحسب المجال الذي تميل إليه نفسك؛ فإنَّ قيامك بكلِّ هذا يساعدكَ على سحب تفكيركَ إلى أمور أخرى بعيدة عن الشهوات والأهواء، وترتقي بنفسك إلى مراتبَ، أحسبك جديرًا بها - بإذن الله تعالى. واعلم - يا أخي - أنه لم تتكوَّن أيَّةُ نظرة سلبية تُجَاهك، وليس لنا ذلك، فكلنا بشرٌ نُخطِئ ونُصِيب، ونرجو مِنْ ربنا العفو والمغفرة. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح شأنكَ كلَّه، ويمنَّ عليكَ بالزوجة الصالحة، وينفع بك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |