|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أعود لمطلقي ؟ أو أتزوج بالمسيار ؟! أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسأل الله أن أجدَ لديكم ما يُعِينني في حلِّ مشكلتي. أنا سيِّدة في أوائل الأربعينيات، مُطَلَّقة منذ سنين، ولديِّ بنات - والحمدُ لله. انفصلتُ عن والدهنَّ بسبب سُوء مُعاملته، وبُخله الشديد في كلِّ شيء ماديًّا وعاطفيًّا، صبرتُ عليه كثيرًا، ورغم الاختلاف الكبير الواضح بيني وبينه، فإنني كنتُ أصبرُ عليه لأجل بناتي، وكنتُ أدعو الله كثيرًا حتى تمَّ الطلاق، وارتحتُ كثيرًا بعد الانفصال، وظهر أثرُ ذلك عليَّ وعلى بناتي - والحمد لله - من راحةٍ واطمئنانٍ! اشتريتُ بيتًا وسكنتُ فيه أنا وبناتي، ونظرًا لأني - ولله الحمد - ما زلتُ شابَّة وجميلة؛ تقدَّم لي الكثير طلبًا للزواج، ولكني في البداية كنتُ أرفض لصغر البنات وحاجتهن لي، وخوفي مِن عودتهنَّ لوالدهنَّ؛ فيجدن مِنَ التَّعَب والإرهاق ما وجدتُه على يده، وكلما تقدَّم لي رجلٌ تعود إليَّ المخاوف مِن الزواج مرة أخرى، وربما يكون كالرجل السابق، أخاف كثيرًا مِن ذلك وأخشاه، مع أنَّ الذين تقدَّموا لي يختلفون عنه، إلا أني بتُّ أكره كلَّ الرِّجال، رغم حاجتي لزوج يكون بالقرب مني ويهتم بأمري، وتخشى بناتي زواجي وبُعْدِي عنهنَّ، وأنا أخاف الوحدة بعد أن تَتَيَسَّر كل واحدة منهنَّ لبيت زوجها. لا ينقصني شيءٌ - ولله الحمد والمنة - لا جمال، ولا مال، ولا دين، ولا ثقافة؛ لأبدأ حياةً زوجيةً جديدةً، لكني ربما تعقَّدتُ وتَعِبتُ، وما دفعني للكتابة لكم الآن هو أنه تقدَّم لي شابٌ من بلد غير بلدي، فيه مِن المواصفات التي أريدُها، ولكنه يريد أن يكونَ زواجنا مِسْيَارًا! فلا ينفق عليَّ، ولا يوفِّر لي سكنًا، فقط يأتيني كل أسبوع أو شهر مرة أو مرتين، وبينما كنتُ أستخير الله تعالى إذ بوالد بناتي يطلب أن أعود إليه مجددًا. المشكلة أني إن عدتُ إلى والد بناتي - كما ينصحني الجميع - فسأعود للموت مرة أخرى، وهذا يعني أني سأحيا مع رجلٍ لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، فقط لأجل بناتي؛ أي: إني سأموت ببطء! وهذا ما تعنيه العودة إليه، ناهيكم عن البُخلِ الشديد حتى على نفسه هو، أظن أن به عقدةً أو مرضًا! لو قبلتُ الزواج مِن الرجل الآخر، ففي هذه الحالة سأخسر وجود بناتي حولي؛ لأنَّ والدهم يرفض أن يتركهنَّ معي إذا تزوَّجتُ، وقد صرَّح أكثر مِن مرة بذلك، ولا أستطيع أن أحيا وحيدةً في منزلي، وخاصة أن هذا الرجل لن يأتي إليَّ إلا قليلًا في الشهر. قد تقولون لي: انتظري غيره، ولكني فضَّلتُ أن أرتبطَ بشخصٍ مِنْ بلدٍ آخر؛ حتى أتمكَّن مِنَ العيش مع بناتي، دون أن أُدخِل عليهنَّ رجلًا غريبًا؛ لأنهن شابَّات! باختصار أخاف على بناتي، وأكره العودة لوالدهنَّ، وأخاف أن أتزوَّج مِن الرجل الخليجي الذي به مُواصفات أريدُها، ولكني وقتها سأُعاني مِن الوحدة والفراغ؛ فبمَ تنصحونني؟ هل أبقى مع بناتي، وأرفض الزواج نهائيًّا؟ أو ماذا أفعل؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا بكِ - أختي - في قسم استشارات. بدايةً أسأل الله تعالى أن يباركَ لكِ في بناتكِ، ويجعلهنَّ قرةَ عينٍ لكِ، ويُفرحكِ بهن؛ فالأولادُ زينةُ الحياة، وزرع للأهل، يَجنُون زرعَهم في كبرهم، فإن ربوا على الخير والدين والحب أثمروا حبًّا ورحمة وبرًّا بالوالدين، وإن ربوا عكس ذلك فلن يثمروا إلا العقوق والكره والقسوة. وأنت - حبيبتي - ولله الحمد ضحَّيتِ بشبابكِ لأجْل تربية بناتكِ، وإن شاء الله تعالى ستجنين ثمرةَ زرعكِ وتضحياتكِ وانصرافكِ إلى تربيتهن وتعليمهن، وسيَكُنَّ - بإذنه تعالى - خيرَ مُعِين لكِ؛ فأنتِ ضحَّيتِ بسنوات شبابكِ، وقضيتِ على نفسكِ أن تعيشي بلا زوجٍ وأنت شابة ولكِ متطلباتك، وبلا ونيسٍ يخفِّف مِن وحشة الليل، كلُّ هذا كيلا تُدخِلي على بناتكِ رجلًا غريبًا، مع أنَّ الشرعَ حلَّل هذا، وجعل زوجكِ محرَّمًا عليهنَّ، ولكن ولخوفكِ عليهن - وهذا من شدَّة حبكِ لهن - صرفتِ النظر عن حقٍّ مشروعٍ لكِ. والآن - وبعد أن اقتربتِ من جَنْي الثمار، وبعد أنْ مرَّت السنون - لا أظنكِ ستتراجعين عن تضحياتكِ ومسيرتك في العطاء، رغم المخاوف التي تنتابكِ من البقاء وحيدة، وكيف ستكونين وحيدةً وعائلتك في نموٍّ؟! فالبناتُ سيتزوَّجن ويكوِّنَّ عائلات، هي فرعٌ من عائلتكِ، وبهذا عائلتكِ ستكبر، ووقتكِ سيمتلئ. لا تفهمي مِن كلامي أني ضدُّ زواجكِ مِن جديد، فأنت إن قررتِ الزواج فإنكِ تستخدمين حقَّكِ الشرعي، ولكن لنفكِّر معًا: أنتِ، وكما فهمتُ مِن رسالتِكِ أنك موظَّفة لها راتب، وتملكين بيتًا، مما يعني أنكِ لستِ بحاجة إلى زوج يُنْفِق عليكِ، ويُؤويكِ في بيته، وأنتِ بعد سنوات مِن التحرر من ضغوط الحياة الزوجية، لن يكون سهلًا عليكِ العودة إليها. وكما فهمتُ أيضًا من رسالتِكِ أنكِ بقيتِ لمدة سنوات مطلَّقة، ترفضين الزواج لأجل بناتكِ، وأنكِ في هذه المدة كنتِ أصغر سنًّا، وأكثر رغبة في زوج يُشبِعكِ عاطفيًّا، ورغم ذلك تحمَّلتِ الحرمان وقبلتِه؛ خوفًا على فلذات كبدكِ. ولا أظنكِ - أختي - ستتزوَّجين للإنجاب، فإن كنتِ تريدين هذا ما كنت لترفضي الزواج وأنت أصغر سنًّا. فيا أختي، لا أنصحكِ بالعودة إلى الشخص الذي فررتِ منه سابقًا، وبناتكِ كنَّ في حاجة إليه أكثر مِن حاجتهنَّ إليه الآن، فعودتكِ إليه تعني وَأْدكِ حيَّة، وضياع ثمرات تعبكِ قبل جَنْيها. وأمَّا عن زواج المِسْيَار، فهل أنتِ تضمنين هذا الزوج؟ وكيف سيُعاملكِ؟ وكيف سيُعامل بناتكِ؟ وماذا لو عقد عليكِ وأمضى معكِ أشهرًا ثم غاب ولم يَعُدْ؟ حبيبتي، استمرِّي في صبركِ، وانتظري فَرَجَ ربكِ، واستعيني بالباقيات الصالحات، واسأليه تعالى في صلاتكِ أن يُرشدكِ لما فيه مصلحتكِ ومصلحة بناتكِ، وألَّا يجعلكِ فردًا، وأنتِ - بإذنه تعالى - لستِ فردًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |