|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الزواج من فتاة أكبر مني سنًّا أ. خالد محمد السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ سوري في منتصف العشرينيات من العمر، تخرَّجتُ في معهد هندسيٍّ، وأعمل الآن في دولة عربيةٍ، ولم أتزوَّج بعدُ، وراتبي قليل، وأخاف أن أقعَ فيما لا يُرضي الله - عز وجل، وأرغب في الزواج من طبيبةٍ في الثلاثينيات، لكني لا أعرف ما يترتَّب على هذا الزواج من مشاكل. فماذا أفعل؟ الجواب أخي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرأتُ رسالتكَ عدَّة مرَّات؛ لمحاوَلة استشفاف ما وراء الكلمات. بدايةً أحبُّ أن أهنئكَ على اهتمامك وبحثك عن الحلال؛ فالحرامُ ظلمٌ لنفسك ولغيرك، وله عقوبة في الدنيا والآخرة، وهو أحد أسباب تناقص وزوال النِّعم، ولكن في رأيي هناك صُعوبات كثيرة فهمتُها مِن خلال كلماتك، واسمح لي أن نفكِّر معًا لتذكيرك ببعضها: أولًا: السن لن تكون مانعةً من السعادة، والشواهدُ كثيرةٌ في الحياة، لكن المشكلة ليستْ هنا، فهناك أمورٌ أخرى يجدر بكَ التفكير فيها مليًّا؛ مثل التكافؤ بينكَ وبينها؛ التكافؤ الاجتماعي والثقافي، وأيضًا المادي، والتكافؤ - أخي الكريم - من أهمِّ ركائز الزواج، طبعًا بعد الدِّين والالتزام، فأنت لم تتكلَّم عن دينها والتزامها، ولا عن جنسيتها. أخي الكريم، هي طبيبةٌ كما ذكرتَ، وأنت أنهيتَ معهدًا هندسيًّا، فهل تظنُّ أنَّ هناك تكافؤًا ثقافيًّا بينكما؟ وهل الفارق العلمي بينكما لن يسبِّب لكما في المستقبل مشاكل أنتَ في غنًى عنها، كأن تخجل في تقديمك لأهلِها ومعارفها؟ أو أن يكون سببًا في تعالِيها عليك؟ أو شعورك أنت بالنقص؟ ففي هذا العصر - أخي - الكلُّ يسأل عن المستوى الدراسيِّ، والورقةُ الجامعيةُ التي نحملها تجعلنا نرتقي في أعْيُن الناس، أو ربما ينظرون إلينا بشكلٍ مختلف. أخي، أنا لا أُحاول الانتقاص منك - والعياذ بالله - لكن هذه هي الحقيقة، ونحن لم نصلْ لإيمان الصحابة - رضوان الله عليهم - ولسنا ملائكة. وثاني نقطة: أنكَ سُوريُّ الجنسية، وهذا يعني أنكَ ستُغادر يومًا ما إلى بلدك، فهل ستقبلُ هذه الإنسانةُ أن تتركَ بلدها وأهلَها في حالةِ ما إذا كانتْ غيرَ سورية الجنسية، وتنتقل معكَ إلى سورية. ثالث نقطة: هي التكافؤ المالي، فأنت قلتَ في رسالتك: إن راتبكَ قليل، وهنا علينا أن نتوقَّف قليلًا، نعم تُنكح المرأة لمالها، وتُنكح لنسَبِها، ولجمالها، ولدينها، كما ذكَر رسولنا الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - لكنه حضَّ على الظفر بذات الدِّين، ويا أخي إن كان المال هو السببَ من وراء رغبتكَ في الزواج بالطبيبة، فأنصحكَ أن تفكِّر مليًّا؛ فالإنفاق - أخي الحبيب - هو مِن مسؤولية الرجل، فهل أنتَ قادرٌ على الإنفاق عليها بالمستوى الذي اعتادتْ عليه؟ أو أنكَ تفكِّر في طلب المساعدة منها؟ وهل هي مستعدَّة لهذا؟ هنا - أخي - علينا التوقُّف قليلًا، فالرجل الذي يعتمد على زوجته في الإنفاق يخسر من رجولته الكثير؛ فالقوامة أخي جعلَها الله - تعالى - للرجل بتوفر شرطين؛ فقد قال - تعالى - في سورة النساء: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34]، والإنفاق شرطٌ مِن شروط القوامة. لنَقُلْ: إنكما استطعتما تخطِّي فكرة الإنفاق، واتفقتما على كيفيته، أو إنها رضيتْ أن تعيش معكَ على راتبكَ المتواضِع؛ فهناك نقطةٌ أخيرة أتمنى أن تفكِّر فيها، وهي مسألة السن، فأنتَ في العشرينيات وهي في الثلاثينيات؛ أي: إن هناك فارقَ عقدٍ بينكما، وهنا أحب أن أفكركَ بمسألة مهمة، وهي التفاوت في مستوى التفكير، فضلًا عن عقدة الغَيرة الموجودة عند النساء، فالغَيرةُ عندها قد تكون شديدة وستتفاقَم بعد الزواج، لتشعرَ بعد سنوات أن كل بنت أصغر منها ستخطفك، وأيضًا عمرها سيحد مِن فُرَصها في الإنجاب، فمَن تخطَّت الخامسة والثلاثين تقلُّ فرصتها في الإنجاب، فالدراسةُ تقول: إن النساء هنَّ أكثر خصوبة بين الثامنة عشرة والرابعة والعشرين من العمر، ومع تقدُّمهنَّ في العمر، ينخفض احتمال الحمل، فيما يرتفع احتمال العقم بشكلٍ كبيرٍ. أخيرًا أذكِّرك - أخي الحبيب - بأن الله - تعالى - تكفَّل بعَوْن طالب الزواج يبغي العفاف؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثةٌ حقٌّ على الله عونُهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتِب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)). فلا تستعجل، وعليك بالاستخارة، والله الموفِّق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |