|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطيبي جرحني في قلبي، فجرحته في شخصيته! الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال أنا فتاةٌ في بداية العشرينيات؛ تقدَّم شابٌّ لخِطبتي، وعندما سألْنا عنه، علِمْنا أنه شابٌّ من عائلةٍ معروفةٍ، ومحافظٌ على الصلاة، وخَلُوق، لاحظتُ كثيرًا من الفروق بيننا، والتي جعلتني أتردد - كثيرًا - قبل النظرة الشرعيَّة، ولكنْ أهلي هم الذين يريدون تزويجي بأي طريقة! أقنعوني بالموافقة، وعندما رأيتُه زاد تردُّدي كثيرًا، فشكلُه لم يتناسبْ مع الصورة التي رسمتُها لفارس أحلامي، لكنني - أيضًا - بعد إقناع أهلي، رضيتُ به؛ وذلك لأنهم خوَّفوني من أن يحل بي غضب ربي؛ لأنني تكبَّرتُ على هذا الشاب. خُطِبتُ لهذا الشابِّ، وأردتُ التأكد من أن تنازلاتي كانتْ في محلها؛ تكلمتُ مع خطيبي على (الإيميل)؛ ومن خلال محادثات كتابية، كنتُ أريد معرفة من هو ذلك الإنسان، لكن - للأسف الشديد - خُدِعت بشخصيته المزيفة التي عرَضَها عليَّ في ذلك الوقت؛ وكذب عليَّ؛ مثل: أنه مُستعد للزواج، ولديه كافة تكاليف الفرح، وأنه يعمل ليل نهار من أجل أن يتم موضوعُنا؛ مما جعلني أشعر أن تنازلاتي كانتْ في محلها، فأحببتُه، واستمر حديثنا قرب السنة، وبطبيعة الحال - وأقولها وأنا نادمة جدًّا - خرج كلامُنا عن إطار التعارف إلى أمورٍ أخرى! جعلني أقطع له عهدًا بأنني لن أتخلى عنه، وسأنتظرُه طول عمري، قطعتُ له هذا الوعد بناءً على الحقيقة المزيفة التي عرضها لي، لكنه لم يتعدَّ التعبير عن المشاعر والعواطف، وعندما قَرُبَ موعِدُ فرحنا، فوجئت به يقول لي: إنه قد كذب علي، وإنه ليس مستعدًّا للزواج، ولا يملك شيئًا لنتزوَّج به، وإنه لم يكن إنسانًا جديًّا في عمله؛ وإنه إنسان سلبيٌّ في الحياة، عندها علمتُ حقيقة شخصيته، وتأكدتْ ش**** فيه، فهو إنسانٌ معدوم الثقة في النفس. فكرتُ مليًّا، وحكَّمتُ عقلي، ورأيتُ أنني لا أستطيعُ أن أُكمِل مع هذا الإنسان مطلقًا؛ وعزمتُ على الفسخ، وأخْبَرتُ والدِي بالأمر، وشرحتُ أسبابي لوالدي، ولم أُخْفِ عنه شيئًا! اتَّصل والدي بوالد خطيبي، ونقل له الكلام الذي قاله خطيبي كاملًا؛ تأذَّى خطيبي من الفسخ، وكلام والدي، وعلمتُ أن حالته النفسية تدهورت جدًّا. أشعر أنني ظلمتُه، وأخشى أن يعاقبني ربي على ما فعلتُ، موافقتي عليه - في البداية - كانت لخوفي من ربي، والآن فسخت الخطبة ولم أفكر في عواقب فعلتي، وأنا نادمةٌ جدًّا؛ لأنني تحدثتُ معه، وانحرف مسار كلامنا؛ لأمور كان ينبغي لنا ألَّا نتحدثَ فيها في تلك الفترة! فهل أخطأتُ في قراري؟ مضى عليَّ عام ولم يطرق باب بيتي عريس، فهل هذا عقابُ ربي لي؟ وإن كان كذلك، فكيف أتوب؟ أصبحتُ لا أفرِّطُ في أي صلاة؛ وأصلي السنن الرواتب، وأستغفر، وأسبح، وأدعو كلَّما أكون متفرغة، وحتى وأنا مشغولةٌ؛ ليغفر لي ربي، ويعوضه بخير مني، ويعوضني خيرًا. أخبروني كيف أكفر عن ذنبي، وأريح ضميري المعذب؟ جزاكم الله عنا وعن كل المسلمين خيرًا. الجواب الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلهِ وصَحبه ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فهوِّني عليكِ؛ فإنَّ الأُمُورَ بيد الله مَقاديرُها، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ودعي عنكِ الإكثار مِنْ لَوْم النفس، وتوبي إلى الله من انحراف كلامكِ مع ذلك الشخص، أما فَسْخك للخِطبة، فالأمر فيه يَسيرٌ - إن شاء الله؛ فالخِطْبَة غايتُها أنَّها وعدٌ بالزواج، ولا يترتَّب عليها شيءٌ من آثار العَقْد، وهي وَعْدٌ غيرُ مُلْزِمٍ عند عامَّة العلماء؛ فيحقُّ لكلِّ واحدٍ منهما العُدولُ عن الخِطْبَة متى شاء، والوعودُ التي قطعتِها على نفسِكِ غيرُ مُلزِمةٍ، ولا عِبرةَ لها؛ لما ذكرنا، ولأن الرضا قد حدَث نتيجةً للكذبِ، والتدليس؛ كالشخص الذي يُدلَّسُ عليه، ويُخدَع في البيع، فيرضاهُ، ويشتريه، ثم يتبيَّن كذبُ البائع، وغشُّه له، فيسخَط البيع، ويردُّهُ، وقد أَذِنَ له الشارعُ في هذا. وقد أحسنتِ بتركِكِ لهذا الخاطبِ؛ لما ذكرتِه من أسباب؛ فالزواج لا يُبْنَى عَلَى الكذبِ، ولا عَلَى الخديعةِ، وإنما يُبْنَى عَلَى الحُبِّ، وحُسنِ العِشْرة، أو على تَبادُل الحقوق والواجبات، فبهذا يحصُل الوِفاقُ، واطِّلاعكِ على ما ذكرتِ من أشياءَ في هذا الشخصِ يَدعُو إلى فسْخ الخِطبة قبل الزواج، ولو تمَّ الزواجُ مع تبايُن الطِّباع، ربما كان سببًا لوقوع الطلاق، أو ظهور الشِّقاق، ونقض العهدِ يَحرُم إذا كان بدون مسوِّغٍ ومبرِّرٍ شرعيٍّ. ونسألُ الله - تعالى - لكِ التوفيقَ والسدادَ، وأن يعوِّضَكِ خيرًا
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |