اضطراب علاقتي مع زوجي الثالث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127202 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-11-2021, 04:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي اضطراب علاقتي مع زوجي الثالث

اضطراب علاقتي مع زوجي الثالث
أ. عائشة الحكمي

السؤال
أنا تزوَّجتُ مرَّتين، وطُلِّقت، والآن أنا مع الزَّوج الثالث، ولَم يُكْمل زواجنا شهرًا، لكن لا نستطيع التفاهم، الكلّ يدَّعي أن العيب منِّي، وأنَّني عصبيَّة، ولا أعرف كيف أتفاهم، وأنني لا أعطيه حقَّه في المعاشرة، وأنني مُضْطربة، وأحيانًا عصبيَّة من نفسي، وأحيانًا أبكي من نفسي، وأحيانًا أضحك.
أنا لَم أَعُد أعرف من أنا، ولي ماضٍ سيِّئ مع طليقي الثاني؛ لأنه عذَّبني نفسيًّا، وكان مريضًا، أنا الآنَ في حيرة؛ أحبُّ زوجي، وأريد أن أُسْعده، لكن لا أعرف لماذا صار بيننا هذا البُعْد والصَّد، لا نستطيع أن نتكلَّم، وكلانا على أعصابه، وأنا لَم أعد أعرف أن أتكلَّم، أو أتواصل معه، أو حتَّى أريحه، وأرتاح، كل حياتي معه همٌّ ومشاكل، وصار لا يقعد بالبيت، أنا أريد أن أعرف كيف أتحكَّم بعصبيتي؟ وأنا كَتُوم، وللعلم تعرضتُ في الطُّفولة للتحرُّش، وأهلي لا يساندونني، وأحيانًا يضايقونني؛ لأنَّ الطَّلاق عيب، وقد تعبت نفسيَّتي، ولا أعرف أن أحلَّ شيئًا، أو مَنْ أُكلِّم، أنا لا أحبُّ أن أَفُضفِض، أو أتكلم، ولا أدري ما الحل؟


الجواب
بِسْمِ اللهِ الهادي للحق
وهو المُستعان

"أشجعُ النُّفوسِ وأحكمُها هي أقلُّها انفعالاً واضطرابًا؛ بفِعْل الأحْدَاث الخارجيَّة"؛ "الجمهوريَّة"، أفلاطون.
أيَّتُها العَزيزة:
ليس في الطَّلاق عيْبٌ، ولو طُلِّقتِ عَشْر مرَّاتٍ، ولكن مِن أَعْيب العَيْب تَزوُّج شَخْصٍ مُضْطرِب نفسيًّا على أمَل أنْ يشْفِيَه الزَّواج؛ فالزَّواج ليس عيادةً نَفْسيَّة حتَّى تُخاطِري بهذه النَّفْس المُتْعبة والمُضْطرِبة في دُخُولها!
أنْ تتزوَّجي ثلاثَ مرَّاتٍ، وأنتِ في بداية العقد الثالث، مِن بعد تَجْربتَيْن ليس بَيْنهُما حالة تَرمُّل، مع ظُهورِ مُشْكلاتٍ في شَهْر العَسَل، فهذا يَعْني أنَّكِ لا تتعلَّمين مِن أخْطائكِ، والمُؤمِن لا يقعُ في الخَطأ مرَّتيْن؛ ((لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ))؛ مُتَّفق عليه.
كما يَعني أنَّ مِن الواجبِ عليكِ شرعًا وعقْلاً أنْ تُعالِجي نفسَكِ، وهذا العِلاج لا يتأتَّى مِن مُجرَّد اسْتِشارة؛ فالاستِشَارة ليستْ سوى إمْحَاض النَّصِيحة، ونَصِيحتي لكِ: أنْ تتوجَّهي من فَوْرِك للعِلاج النَّفْسيِّ عندَ طبيبةٍ نَفْسيَّة، وتَشْرحي لها بتَفْصيلٍ أَسْبابَ طلاقِكِ الأوَّل، والثَّاني، وأسبابَ مُشْكلاتِكِ الحاليَّة مع الثَّالِث؛ فدَوْرنا هُنا إرشاديٌّ وليس عِلاجيًّا، وأنتِ بحاجةٍ إلى عِلاجٍ دَوائِيٍّ كما يبدُو.
ما تفعلينَه أنتِ وأهلُكِ هو جَاهِليَّة فِكْريَّة، وتَدْليس على الخَاطِبين، وظُلْم للنَّفْس؛ ففي "صَحِيح البُخاريّ" مِن قَوْل سَلْمَان الفارسي لأَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنهما وأَرْضَاهُما -: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّه"، ومِن حقِّ نفسِك حين تَمْرضُ وتَضْطرِب أنْ تَلْتمِسي لها العِلاج قبلَ الزَّواج!
ماذا عليكِ - أيَّتُها العزيزة - إنْ أنتِ شعرتِ بالاضْطِراب النَّفْسيّ أنْ تَذْهبي للعيادةِ النَّفْسيَّة؟! وماذا على أهلِكِ لو بقيتِ في البَيْت بلا زواجٍ حتَّى تَتَعافَيْ وتَصِحّي؟!
أمَّا عصبيُّتكِ، فثمَّة اسِتْشارات تُعالِج مظنَّة سُؤالكِ، تجدينها في قِسْم الاستِشَارات وَاضِحةً من عَناوينها، فابحثي عنها إنْ شئتِ، هذا بشأنِ الشِّقِّ النَّفْسيّ مِن استشارتكِ، أمَّا الشِّقُّ الاجْتِماعيّ المُتعلِّق بحياتِكِ الزَّوجيَّة، فلدَيْكِ مُشْكلتان: إحداهُما: فَقْد الحِوار بينكِ وبين زوجِكِ، والأُخْرى: عصبيَّة زوجِكِ ونُفُوره منكِ، فأمَّا فَقْد الحِوار فلقد توسَّعْتُ في شَرْح هذا المَوْضُوع في استْشارة "الحِوار مَفْقود بيني وبين زوجي"، فانظُري فيها لأهميَّتها.
وأمَّا عصبيَّة زَوْجكِ ونُفُوره منكِ، فالسَّبب واضِح جدًّا؛ وهو عدمَ ارْتياحِه في العَلاقة الحَمِيميَّة، ولعلَّه قد وضعَ في تصوُّره أنَّكِ خَبِيرة في الأمورِ الجنسيَّة بعد أنْ جرَّبتِ الزَّواجَ مرَّتيْن، فتبيَّن لهُ العَكْس، فما مُشكلتكِ أنتِ في الفِراش؟! وماذا يُريد زوجُكِ مِن قوله: إنَّكِ غير مُريحة في الجِنْس؟!

ثَمَّة أَسْباب يمكنُكِ النَّظَر فيها لمَعْرفة سببِ نفورِ زَوْجكِ من فراشِ الزَّوجيَّة، مِن ذلك:
أوَّلاً: حَياء المَرأة: والحَياء مَمْدوحٌ في أمور الدُّنيا إلاَّ مع الزَّوْج عَلى فِراشِه، واعْلَمي - بُوركتِ - أنَّ صلاحَ المَرْأة وعَفافَها إنَّما يكونُ في حِفْظ نفسِها من كلِّ الرِّجَال قبلَ الزَّواج، فإذا تزوَّجَتْ حفِظَت نفسَها من الرِّجال إلا زَوْجها، فلا تمنعُه ما أحلَّه اللهُ وشرعَه لهُما، ثِقي أنَّكِ ستُسْعِدين زوجَكِ وتفوزين بقلبِه إنْ أنتِ طاوعتِه على الجِمَاع، وتجاوبتِ معه حِسيًّا وعَاطِفيًّا، و"لعليِّ بن أبِي طَالبٍ في خَيْر النِّساء، عن جَعْفر بن مُحمَّد، عن أبيه عن عليّ بن أبِي طَالِب - رضي الله عنه- قال: خيرُ نِسَائكم العَفِيفة في فَرْجها، الغَلِمة لزَوْجِها"؛ "عُيون الأخبار"، لابن قُتيبة.
وفي "الِّلسان": الغلْمةُ: هَيَجان شَهْوة النِّكاح من المَرأَة والرَّجُل وغيرهما.
وفي "العِقْد الفريد" لابن عبد ربِّه، "قالتْ امْرَأةٌ كُوفيَّة: دخلتُ على عَائِشَة بنتِ طَلْحة، فسألتُ عنها، فقِيل: هي مَع زوجِها فِي القَيْطون، فسمعتُ زَفيرًا ونخيرًا لم يُسمعْ قط مثله، ثم خرجتْ وجبينُها يتفصَّد عرقًا، فقلتُ لها: ما ظننتُ أنَّ حُرَّةً تفعلُ مثل هذا؟ فقالتْ: إنَّ الخَيْل العِتاق تشربُ بالصَّفير!"، والقَيْطون: المِخْدع "غرفة النَّوْم"، والنَّخير صوتُ الأنْف، وامرأَةٌ مِنْخار تَنْخِرُ عند الجِماع، كأَنَّها مَجْنونة، ومن الرِّجال من يَنْخِرُ عند الجِمَاع حتى يُسمع نَخِيره، كما في "لسان العرب"، لابن مَنْظور.

ثانيًا: الجَهْل الجِنْسيّ: والجَهْل يُداوى بالعِلْم والمَعْرفة، وهذه المَعْرفة لا تَعْني أنْ نقرأَ مِن مَواقِع إباحيَّة أو نُشاهِد أفلامًا جِنْسيَّة، فكما تَقْرئين من الأخْبار هاهُنا هي أخبارٌ مَنْثُورة في الكُتب والمَعاجم العَربيَّة المُحْكمة الَّتي تُباع في المَكْتبات، كما قد تجدينها مَنْشورةً على الإنترنت، وأمَّا الكُتب المُتخصِّصة في التَّثْقيف الجنسيّ فنادرةٌ معَ الأسَف، ولعلَّ أَشْهرها وأَفْضلها كِتاب "تُحفة العروس"، كما يُمكنكِ سُؤال مَن تَثِقين برأيها وخِبْرتها من النِّساء الوَاعِيات؛ كإحْدى شقيقاتِكِ المُتزوِّجات، أو مُستشارة ثِقَة، أو طَبِيبة نِسائيَّة، فهذا بابٌ من أبْوابِ المَعْرفة الجِنسيَّة للنِّساء مَعْروف قديمًا، وقد كانتْ فيما مَضَى امْرأة تُسمَّى "حُبَّى" يُضرب بها المَثَل في الغُلْمة، فيُقال: "أَشْبَقُ مِنْ حُبَّى"، وقد قالَ الزَّمخشريّ في "المُستقصى" عندَ ذِكْر هذا المَثل: "وكانتْ نساءُ المَدينة يُسمُّونها حوَّاء أمَّ البَشَر؛ لأنَّها علَّمتهنَّ ضُروبَ الجِمَاع"؛ أيْ: أَوْضاعه.

ثالثًا: عدَم التهيُّؤ للِّقاءِ الحَمِيم بالتَّعطُّر والتَّزيُّن والتَّجمُّل، وعدَم اسْتِعمال لُغةِ الجَسَد في التَّعْبير عن ذلِك؛ فالزِّينة والعُطور والشُّفوف وحدها لا تَكْفي، بل لا بُدَّ من الغُنْج البادِي في الحَواس والصَّوت والكَلام، وقد قالَ أبو شِبْل البغداديّ في زوجتِه:

وَيُعْجِبُنِي مِنْكِ عِنْدَ الْجِمَاعِ
حَيَاةُ الكَلامِ وَمَوْتُ النَّظَرْ



رابعًا: مُشْكلات تختصُّ بالفَرْج، من ذلك:
- المُشْكلات الطَّبيعيَّة؛ كالسَّعَة والرُّطُوبة.
- مُشْكلات مرَضيَّة؛ كالالتِهاباتِ المهْبليَّة أو التَّقرُّحات.
- عدَم النَّظافة الشَّخْصيَّة؛ كالرَّائِحة الكَريهَة، أو عدَم إزالَة الشَّعَر، ونَحْوهما.
فإنْ كُنتِ تُعانين إحدى هذه المُشْكِلات، فَراجِعي طبيبةً نسائيَّة لِعلاجها، ولا تتَهاوني في المَسْألة؛ فقد تكُون هذه مِن أسبابِ طَلاقِكِ، ففي إحدى الأخْبَار الظَّريفة المَنْثُورة في كتبِ الأدِب كـ"العقد الفريد" و"الرَّسائل" و"أخبار النِّساء"

خامسًا: ضَعْف البِنْية الجَسديَّة؛ فالجِمَاع بما فِيه من حَرَكات بحاجَة إلى صِحَّة وقُوَّة بدنيَّة، فاهتمِّي بتناوُلِ الأطْعِمة الصِّحيَّة المُغذيَّة، ومُزاولة الرِّياضة الَّتي تُعْنى بشدِّ الجِسْم، مع الحِرْص على التَّنفُّس العَمِيق خِلال العَلاقة الحَمِيمة.

سادسًا: شَراهة الزَّوْج بالجِمَاع واستكثارِه منه، مع ضَعْف الرَّغْبة لدى المَرْأة، أو العَكْس، وما دُمْتِ أنتِ الزَّوْجة فلتُراعي حاجةَ زَوْجكِ، ولتتحامَلي على نَفْسِكِ، واصْبِري - عُوفيتِ - حتَّى يَفْرغ ولا تتأفَّفي؛ لأنَّكِ إنْ لم تَصْبري تزوَّج عليكِ أو طلَّقكِ، فقلَّما يَصْبر الرِّجَال على مِثْل هذه الأُمُور.

سابعًا: نَقْص الحُب؛ فالحبُّ ممَّا يزيد في الرَّغْبةَ الجِنْسيَّة، وممَّا يُصبِّر الأزواجَ بَعْضهُم على بَعْض لتحمُّل الأذَى والألَم في الحَياة الزوجيَّة.
فإنْ رأيتِ أنَّ أحدَ هذه الأسْبَاب موجودٌ لديكِ فبادري بعلاجِه؛ فأنتِ عَروسٌ، وما زال الوقتُ باكرًا للشُّعور بالتَّعاسة الزَّوْجيَّة!
وعسَى الله أنْ يُقِرَّ عينكَ بزوجِكِ، ويقرَّ عينَ زوجِكِ بكِ، ويشفيكِ ويُعافيكِ، ويَهديكِ لِمَا فيه صَلاح أَمْركِ، ورَاحة بالِكِ، وهناءة بيتِكِ، آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصَّواب، وكفى بالله عليمًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.41 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.38%)]