|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم]الحمد لله الواحد والصلاة والسلام على رسوله المجاهد أما بعد:من هي حفيدة صفية ؟ إنها تلك الفتاة الصغيرة المحبوبة التي نشأت في بيئة يغلب عليها التحلل وعدم الالتزام بالأوامر الشرعية، بل كان ارتداء الحجاب الشرعي فيه شيء خارج عن المألوف، بل لا تراعى في هذا المجتمع التزام المحجبات، فإذا دخلت المحجبة بيتاً ما من بيوت أقاربها كخالتها أو عمتها يدخل عليها الزوج والأولاد بدون إذن، ومن يجلس معها من النساء يطلبون منها أن تكشف عن وجهها فيقولون لها هذا مثل أخيك وهذا مثل أبيك وما شابه ذلك من هذه العبارات. ولكن كانت تلك الأخت الصابرة مع صغر سنها لا تقبل التنازل عن دينها بل لم تكن ترى أي منكر إلا وقامت بتغيير ما استطاعت منه، فكلما دخلت منزل قريب أو بعيد ورأت فيه تلفازً أو آلة لهوٍ إلا وأطفأتها ونزعت أسلاكها ولا تبالي بسخط من حولها، وتركت دراستها عندما طُلب منها خلع جلبابها مع أنها كانت من المتفوقين. ولازالت تطلب العلم وليس لها أصدقاء سوى الأخوات المجاهدات مع أنها أصغر فتاةٍ بينهم وكانوا يثقون برأيها إن هم شاوروها عن أمر ما، وكانت هذه الأخت قد جمع الله فيها كل مواصفات الفتاة المثالية فكان لا يمر يومٌ عليها إلا ويطلبها اثنان أو ثلاثة شبان ممن تتمنى كل فتاة أن يخطبها واحد منهم، ولكنها كانت ترفضهم لأنها لا تريد زوجاً ثرياً ولا وسيماً ولا متعلماً إنما تريد زوجاً مجاهداً فحسب، حتى قدر الله وجمعها بذلك الأخ المجاهد البطل الذي ترك الدنيا بمتاعها ليلحق بركب الجهاد والمجاهدين، وبعد عودته من الجهاد من أفغانستان وبدأ التأسيس للجهاد في العراق تزوج بها ولم يكن لها شرط للموافقة عليه إلا أن يكون قد حمل السلاح في ساح الوغى، فلم تأبه تلك الأخت لمتاع الدنيا الذي خلفته وراءها بل على العكس كلما زاد الكرب عليها زاد فرحها وشكرها لله أن وفقها للهجرة في سبيل الله، وكان زوجها يقع على عاتقه الكثير من المهام على درب الجهاد فكانت لا تراه إلا قليلاً وربما يغيب عشرة أيام ولا تراه بعد هذا الغياب إلا ساعة واحدة، وربما قضى هذه الساعة وهو ساجد يبكي فلا تسأله هذه الأخت عن حق لها ولا تطلب منه أن يجالسها، ولا تزيد عن الجلوس بقربه وهو ساجد وتبكي لبكاه وعندما يفرغ من صلاته تقوم لتودعه وتلبسه حذاءه بيدها وليخبرها وهو خارج بأن أحد الأخوة قتل وآخر أسر وما أكثر هذا النوع من الأخبار، أو يقول لها أنه لن يعود لعدة أيام. لقد عاشا في بيت يحوي على القليل القليل من المتاع كالأشياء الضرورية في الحياة اليومية مثل الفراش والحصيرة وحقيبة الملابس لا غير، أما المطبخ إن دخلت عليه ترى موقداً صغيراً للطبخ، وحلة واحدة وبضعة صحون والقليل من الملاعق والسكاكين، فعندما تهم أختنا بالطبخ تبدأ الطبخ في الحلة حتى تنضج وبعدها تفرغها في وعاء بلاستيكي حتى يتسنى لها استخدام الحلة مرة أخرى، وعندما تريد وضع الطعام لزوجها تفرش كيساً وتضع فوقه الطعام، ]لقد أردت من هذه التفاصيل أن أجعلكم تعيشوا حياة المجاهدين وتعرفوا أن المجاهدين يعيشون الجهادين الأكبر والأصغر وهذا رداَ على بعض المخذلين حينما يستدلون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن جهاد النفس أفضل من جهاد العدو حيث قال صلى الله عليه وسلم (أتينا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) فالمجاهدون يعيشون بحالة نفسية لا يعلمها إلا الله، فهم مغتربون بكل ما تعنيه كلمة غربة من آلام وأشواق .......... وهم منبوذون من المجتمعات التي سيطر عليها الإعلام الغربي وشغلهم حب الدنيا وكراهية الموت ......... وهم يواجهون أعتى قوى الأرض ويصبرون على فقدان إخوانهم وأحبابهم وربما يؤسرون فيصبرون أو يُجرحون فيحتسبوا أجرهم عند الله .... هذه هي حياتهم ..... والله قد رزقهم الزهد في الدنيا وحب الآخرة. فما إن يُطلَب من هذه الأخت ترك منزلها والخروج إلى منزل آخر ترينها لا تتردد ولا تتأفف من حياة التشرد التي تعيشها، فكم اضطرت لإخلاء المنزل الذي تسكنه لوصول خبرِ بأن المخابرات قد اكتشفوا مكانه، وتخرج هذه الأخت تاركتاً كل شيء إلا ما ترتديه من حجاب شرعي، فتقضي يومها مع أخوات أخريات إما في مكان مؤقت لا يصلح للسكن أو في الشارع ريثما يجد الأخوة مكاناً آمناً لهم فيبيتوا فيه. إن أحوال المجاهدين تتباين بين سعةٍ وضيق، فإن ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بالضيق صبروا وخفضوا من مصروفهم، وإن أكرمهم الله بتبرعات المسلمين لهم يأخذون منه ما يسد حاجياتهم بكل أمانة وورع، فأحياناً يأتيهم مبالغ ضخمة فلا يزيدون من مصروف عوائلهم، بل يبقى مصروفهم على ما هو عليه يكفي لما يسد حاجياتهم الضرورية،ومصروف الأمير كمصروف أي فرد في الجماعة، فلا تمييز بين المجاهدين فكلهم سواسية. فأكرم الله هذه الأخت وزوجها في أحد الأيام بمنزلٍ راقٍ وبأجرةٍ توازي أجرة المنازل العادية، فحمدا الله على هذه النعمة، ولكن إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فقد استقبل الأخوة أخاً جريحاً فلم يجدوا له مكاناً يؤووه فيه إلا منزلاً خرباً، مظلماً، متسخاً، وجاءه أهله ليبقوا إلى جانبه فترة علاجه، فكان زوج هذه الأخت مرتبكاً يبحث عن مكانٍ مناسبٍ ليضع فيه الأخ الجريح وأهله، فلاحظت زوجته الهم على وجهه، فسألته عن الأمر، فأخبرها بأنه لم يجد منزلاً مناسباً يضع فيه أخاً جريحاً بحاجةٍ إلى مكانٍ مريح ليقضي فيه فترة نقاهته، -فما كان من هذه الأخت الصالحة إلا وطلبت من زوجها أن يسكنا ذلك البيت الخرب ويسكن الأخ وأهله بيتهما الفاخر، الذي لم يمضِ على إقامتهما فيه الأيام القلائل، فوافق زوجها لطلبها وفعلاً سكنا ذلك البيت الخرب قرابة الأسبوعين، وكأنهم نجحوا في الاختبار]ففرج الله عنهم، فاستأجر الأخوة لهما منزلاً متواضعاً أفضل من هذا المنزل، وعلمت بأنها عندما تخرج من البيت الخرب سيسكنه مجموعة من الأخوة العزب، فعملت الأخت بقول الله عز وجل (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) فرفضت الأخت أن تخرج من هذا المنزل وآثرت الأخوة على نفسها، تتذوق فيه حلاوة الإيمان لينسيها مرارة الخوف، فقد كان هذا المنزل بجانب مقر لجنود طاغوت ذلك البلد، وحراسة الجنود مشرفة على باب المنزل، وكان المنزل عبارة عن غرفة واحدة وأحد جدران المنزل عبارة عن واجهة معدنية لمحل تجاري مغلق، ويلعب الجنود كرة القدم بالقرب منه فتصطدم الكرة على هذه الواجهة المعدنية مما تصدر صوتاً مرعباً، لا يهدئ من روع هذه الأخت إلا حلاوة الجهاد والتضحية في سبيل الله، وحدثي ما شئتِ عن الأوساخ المتراكمة والمتصلبة على أثاثه وأرضيته، فأصبحت مرتعاً للفئران، وكانت الرطوبة شديدةً لدرجة أنهما قد تلثما في بداية الأمر حتى تعودا على رطوبته، وبقيت هذه الأخت طيلة فترة إقامتها فيه مرتديةً حجابها من القفازات إلى الخفين، ومع هذا كله كانت الإبتسامة لا تفارق وجهها، فكلما نظر إليها زوجها سرته وكان ذلك دافعاً له أن يخدم الدين أكثر وأكثر، وكان زوجها يذهب عنها من التاسعة صباحاً ولا يعود حتى الثانية عشرة مساءً، فتبقى هذه الأخت لوحدها تبتهل إلى الله وتتضرع إليه، فاللهُ نعم الأنيس في هذه الوحشة، حتى فرج الله عن هذه الأخت بالسكن مع أحد العوائل، ثم سافر زوجها إلى الخطوط الأمامية، وبقيت مع هذه العائلة تتشرد وتتنقل معهم/]لم أكتب لكم هذه القصة للتثبيط عن الجهاد، لا والله فهدفي من كتابتها هي تعريف الأخوات المسلمات بأن هناك من يقتدي بالصحابيات في هذا العصر، فتُحسن تبعلها لزوجها، وتصبر على ضنك العيش، فلا تتأفف أو تتسخط، فلا تقول قائلة إن زمن الصحابة ولّى، ولم يعد هناك من يصلح للإقتداء بهم. هذه هي إحدى حفيدات صفية، ادعوا لها بالشهادة والقبول، ومازال لدي نماذج مشرفة أتشرف بكتابتها لكم في القصص القادمة إن شاء الله اعجبتني هذه القصة فنقلتها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |