سر اليقين بين الحسيات والإيمان بالغيب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024213 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301472 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119090 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40243 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367088 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-11-2021, 09:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي سر اليقين بين الحسيات والإيمان بالغيب

سر اليقين بين الحسيات والإيمان بالغيب
خالد محمد شيت الحيالي



منذ أن يولد الإنسان وهو يحس بما حوله مشاهدة وسماعًا ولمسًا؛ فما حوله يقين لا يطرأ عليه الشك، وعلى هذا يكون يقين الإنسان بالحسيات مسألة لا يرتاب في حقيقتها، ما خلا حالة السراب، وتقليد الأصوات، ولكن الذي يعاني منه الإنسان هو الإيمان بالغيب، والذي هو سر نجاح المسلم وسعادته وفلاحه، وسر قوة الأمة الإسلامية، التي أسس بنيانها الفكري والعقائدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مما نزل عليه من القرآن الكريم والذكر الحكيم.

إذا تصفحت آي القرآن تجد مباشرة بعد سورة الفاتحة المباركة سورة البقرة؛ قال تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 1 - 5].

فتأمل وانظر إلى التأكيدات لهذه الآيات المباركات، ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾، ﴿ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ ﴿ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾.

تجد أن الله يؤكد فيها أهمية الإيمان في مطلع السورة المباركة وعالم الغيب، وهو عالم موجود لا يرى حسًّا، ولكن يحتاج من المسلم للإيمان بهذا العالم الغيبي إلى آليات غير الآليات الحسية التي لا يطرأ عليها ريب؛ مثل: الإيمان بذات الله المقدسة المنزه عن العيوب والنقائص، والملائكة الكرام، وما خلق الله من عالم الجن واليوم الآخر بما فيها من جنة ونار، ونعيم وعذاب، والوقوف في يوم الحساب، وما يصاحبه من أهوال وشدائد، وهو يحتاج إلى زخم من الإيمان العميق عن طريق الدليل النقلي من القرآن الكريم والسنة المطهرة، فكيف السبيل إلى تحقيق ذلك في النفس، وترسيخه في العقل؟ نقول وبالله التوفيق:

إثبات ذلك يكون بالدليل العقلي وذلك:
أولًا: الإيمان بوجود الله سبحانه من خلاله خلقه وآياته، والنظر في هذا الكون الواسع العريض، وما اشتمل عليه من أجرام سماوية وسنن كونية، تدل على حكمة الله وقدرته، وأنه خلق الخلق لغاية عظيمة، وحكمة باهرة، وأن جميع الخلق يسبح بحمده ويكبره تكبيرًا.

ثانيًا: الإيمان بالقرآن الكريم إيمانًا راسخًا، ويقينًا جازمًا بأنه منزل من عند الله، وهنا بالدليل العقلي يكون من خلال احتمالين:
إما أن يكون من محمد صلى الله عليه وسلم أو من عند الخالق العليم الذي نزل الكتاب والميزان بالحق، فأما كونه من عند محمد صلى الله عليه وسلم، فقد بيَّن الله في كتابه أنه النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، ولم يشهد عليه أنه تلقاه من أحد، أو درس عند من يلقنه؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].

ورد الله سبحانه على من قال: إنه هو من كتبه أو أنشأه، ودحض فريتهم وبيَّن كذبهم؛ فقال سبحانه: ﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ *إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ *نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 1 - 3].

وكيف لرجل أميٍّ لا يحسن القراءة ولا الكتابة، ولم يعهد عنه أن تلقى تعليمًا أو تدريسًا من أحد أن يأتي بكتاب معجز، اشتمل على الأسرار البلاغية، والعلوم المختلفة، والنظم الفريد، والأسلوب العجيب، والذي تحدى جميع البلغاء والفصحاء، والشعراء والأدباء من أقطار الأرض أن يأتوا ولو بسورة من مثله أو آيات من جملته؟ أليس ذلك من الأدلة على أن هذا القرآن إنما هو منزل من عند الله على أطهر خلقه، وأفضل رسله؟ قال تعالى: ﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [يونس: 38]، وكذلك فإن هناك فروقًا واضحة بين الأسلوب القرآني، والنظم البياني في آيات القرآن، وبين الأسلوب النبوي مما لا يدع مجالًا للشك في أن القرآن هو كلام الباري، وقول ربنا المتعالي، وأن هذا القرآن هو دستور المسلمين، ومنهج الحياة الذي تكفل لهم بالسعادة الحقة، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، من سار عليه وطبقه في حياته، أوصله إلى النجاة، والصراط المستقيم على مستوى الأفراد أو الأمم.


وإذا آمنَّا إيمانًا جازمًا بأن القرآن من عند الله، فسنؤمن حتمًا بكل ما جاء به الرسل من البينات، والكتب السماوية التي أوحى الله بها إلى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، ومن أمور الغيب التي استأثر الله بها، ومن شأن ذلك أن يصحح سلوكنا، ويرشدنا إلى ما فيه الخير في هذه الدنيا وبعد الممات.

وهنا يأتي الإيمان بالغيب بشكل انسيابي؛ لأنه إيمان يستند على الدليل النقلي القطعي الذي يستند على الدليل العقلي المنطقي بالبرهان والحجة والدليل؛ قال تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ *والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 1 – 5].

والحمد لله أولًا وآخرًا، وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]