هل أترك عملي كصحفية؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 906 - عددالزوار : 119680 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-09-2021, 09:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,337
الدولة : Egypt
افتراضي هل أترك عملي كصحفية؟

هل أترك عملي كصحفية؟
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
السلام عليكم.
أنا مخطوبة، وأعمل صحفيَّة، وأحيانًا تُنشر لي كتابات على شبكة الإنترنت، فيدخل مَن يكتب أشياء سيِّئة عني، ويتَّهمني في عِرضي وشرفي.
قرأ خطيبي يومًا أحد التعليقات، فغَضِب مني، وطلَب مني عدمَ الكتابة مرَّة أخرى، وشعَرتُ أنه قد صدَّق ما كُتِب عنِّي.



الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حيَّاكِ الله أُختنا الكريمة، ومَرحبًا بكِ في شبكة (الألوكة)، سائلين الله - عزَّ وجلَّ - أن يُيَسِّر أمركِ، ويُهوِّن عليكِ، ويُلهمكِ رُشدكِ.

كُلما سَمِعتُ عن فتاة تشكو الاتهام في عِرضها، أو امرأة تقاسي حديثًا في شرَفها، لا يخطر ببالي إلاَّ أُمُّنا عائشة - رضي الله عنها - تعرَّضتْ لِما تعرَّضتِ له، وسَمِعتْ ما يؤذيها، وهي سيِّدة العفيفات، ودُرَّة الطاهرات:

عَلِمْتُكِ - وَاللهُ الحَسِيبُ - عَفِيفَةً
مِنَ المُؤْمِنَاتِ غَيْرَ ذَاتِ غَوَائِلِ


وما تَرويه عن اتِّهامها - وهي المُبرَّأة من فوق سبع سموات - يُحيِّر العقول، فكيف تحمَّلتْ تلك الآلام؟! وكيف كابدَتْ ليل الظلم، وتجرَّعت مرارة الاتِّهام؟!
تُحدِّث - رضي الله عنها - وتُخبر بحالها حين علمت بخبر الإفك:
"فازدَدت مرضًا على مرضي، فلمَّا رجَعت إلى بيتي، دخل عليّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسلَّم، ثم قال: ((كيف تِيكم؟))، فقلت له: أتأْذَن لي أن آتي أبوَيَّ؟ قالت: وأُريد أن أستيقنَ الخبر من قِبَلهما، قالت: فأَذِنَ لي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقلت لأُمي: يا أُمَّتاه، ماذا يتحدَّث الناس؟ قالت: يا بُنيَّة، هوِّني عليك، فوالله لقلَّما كانت امرأة قطُّ وضيئة عند رجل يحبُّها، لها ضرائرُ، إلاَّ أكثَرْنَ عليها، قالت: فقلتُ: سبحان الله! أَوَلقد تحدَّث الناس بهذا؟! قالت: فبكيتُ تلك الليلة، حتى أصبحتُ لا يَرْقَأ لي دمعٌ، ولا أكتحِلُ بنومٍ، ثم أصبحتُ أبكي"، وقالت في نفس الحديث: "وأصبَح أبواي عندي، قد بكيتُ ليلتين ويومًا، ولا يَرْقَأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم؛ حتى إني لأظنُّ أنَّ البكاء فالِقُ كبدي، فبَيْنا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي، فاسْتَأْذَنتْ عليّ امرأة من الأنصار، فأَذِنْتُ لها، فجلسَت تبكي معي..."، والقصة مُطوَّلة في "الصحيحين"، لا حاجة لعَرضها كاملة، ولكن أحببتُ فقط أن أنقلَ لكِ ما عانتْ أُمُّنا - رضي الله عنها - وما ذاقَتْ من ذلك الحديث الآثِم، عندما تبادَر إلى ذهني هذا السؤال:
إلى أيِّ درجة تتألَّم الفتاة الشريفة البريئة الطاهرة العفيفة عند التحدُّث في عِرضها، والنَّيْل من شرَفها؟!
دعينا نرَ أكثر؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 23 - 24].
قال السَّعدي - رحمه الله -: "واللعنة لا تكون إلاَّ على ذنبٍ كبير، وأكَّد اللعنة بأنها متواصلة عليهم في الدارين، ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾، وهذا زيادة على اللعنة، أبعدَهم عن رحمته، وأحلَّ بهم شِدَّة نِقمته، وذلك العذاب يوم القيامة: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾؛ فكل جارحة تَشهد عليهم بما عَمِلته، يُنطقها الذي أنطَق كلَّ شيء، فلا يُمكنه الإنكار، ولقد عدَل في العباد، مَن جعَل شهودَهم من أنفسهم"؛ اهـ؛ تفسير السعدي، (ج 1 / ص 563).
قد يهوِّن على نفسكِ أن يتحدَّث أحدهم عنكِ بأسوأ الكلام، قد لا تُلقين بالاً للسِّباب أو للسخرية، أو للانتقادات اللاذعة والعبارات الجارحة، بل قد تَنسى المرأة توبيخًا أو تقريعًا تَعلم أنه في غير مَحلِّه، وقد لا يؤثِّر فيها، لكنَّها لا تَملِك دمعها إذا ما تحدَّث الفُسَّاق في شرفها، وانتهكوا عِرضها بكلمة توقِن أنها تَبعدُ عن الصواب بُعدَ كوكب الأرض عن الشمس!
لهذا استحقَّ فاعلُها تلك اللعنة، ووعَده الله بالعذاب الأُخروي، وصدَق مَن قال: اللسان بلا عظام، لكنَّه يفتُّ العظام!
أقول لكِ: لا تُصغي لِمَن تحدَّث في شرفكِ، ولا تأْسفي على ما قيل في حقِّكِ؛ فقد تعرَّض أشرف الخلْق وأطهر الناس لِمثل ذلك، اتُّهِم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالسِّحر؛ ﴿ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ [ص: 4].
وقيل عن نبيِّ الله صالح - عليه السلام - أنه كذَّاب وشديد الشر؛ ﴿ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴾ [القمر: 25].
وأقَرُّوا بأنَّ نوحًا - عليه السلام - مجنون؛ ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ﴾ [المؤمنون: 25].
واحتُقِر موسى وأخوه - عليهما السلام -: ﴿ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 47].
والدلائل على ما قيل في حقِّ الأنبياء وما اتُّهِم به الصالحون من عباد الله، كثيرة، ولا حاجة بكِ إلى حصْرها والاستزادة منها، ولكنَّها تَذكرة بأنَّ هذا دأْبُ الكثير من ضعاف النفوس ومرضى القلوب، يتلذَّذون بإطلاق الكلمات كما تُطْلَق القذائف من فُوَّهات المدافع، لا يُجيدون إلاَّ ذلك السلاح الضعيف، وهذا الجلاَّد الواهن، ذلك اللسان الذي لا أراه إلاَّ حِيلةَ العاجز وسبيلَ قليلي الحِيلة من المجرمين.
مِهنتكِ شريفة وعملكِ نبيل، وأنت على ثغرة عظيمة؛ فبإمكانكِ الدفاع عن المظلوم، والذبُّ عن المسلمين؛ فتُظهرين الحقَّ، وتُنافحين عن الفضائل، وتُحاربين الرذائل، تناقشين قضيَّة الاختلاط وأثرها على الفرد والمجتمع الإسلامي، تُعَزِّزين مكانة المرأة التي شوَّه المتخاذلون صورتها، وحقَّروا مكانتها في الإسلام، تحثّين الشباب على اقتناص الخير، وتُحذِّرينهم من الوقوع في الشر، وما أكثر القضايا التي يُروِّج لها ويناقشها أهل الفجور بكلِّ مكرٍ، ويضعون بين السطور من الكلمات ما هو أشبه بالسُّم الزُّعاف، يسري في العقول كما يَسري أخطر أنواع السموم في الجسد ببُطءٍ، فيُغيِّر المعتقدات، ويُحوِّل الأفكار، ويُهدِّد المجتمع بأَسْره!
كنتُ دائمًا وأنا صغيرة أنظر لِمَن يعمل بمهنة الصحافة بعين التقدير والاحترام؛ حتى إني فكَّرتُ كغيري في أن تكون مهنتي عندما أكبَر، ولَم أكن أستوعب كم هي المخاطر والتضحيات المحيطة بتلك المهنة الشريفة! وما هي الصعوبات والعراقيل التي تواجه كلَّ مَن يَمتهنها؟
وأنتِ تعيشين الآن عذابات تلك المِهنة، وُتقاسين ألَمَها بعد أن خُضْتِ غِمار التحقيقات والتقارير، وكَتبتِ وعرَضتِ من الحقائق ما يُثير الجدَل، ويَقُضُّ مضاجع الكثيرين، فأنت بين خيار التَّرك أو الصمود.
لَم أتأكَّد من رغبتكِ الشخصية في التصدي لتلك الأقاويل والاستمرار في عملكِ؛ إذ عرَضتِ المشكلة من جهة خاطبكِ وخوفكِ من تصديقه لِما يقال، فهل أنتِ مُقتنعة بما تودِّين إقناعه به؟
هل لدَيكِ القدرة على اتِّباع سبيل المخلصين الذي يقولون الحق، ولو كان على حساب تعرُّضهم لشتى أنواع الأذى؟
هل بإمكانكِ الاستمرار متى اقتنَع خاطبكِ بذلك؟ أم أنَّ طاقة التحمُّل لديكِ قد نَفِدَتْ ووقود الصبر قد نقَص؟
إن كنتِ أنتِ على قناعة بذلك، فواجهي مَن حولكِ بشجاعة ويقين الواثقة من نفسها، العالمة بعِفَّتها، وإن لَم تتمكَّني من المواصلة وعجَزتِ عن الاستمرار، فعليكِ بالمواقع التي لا تَنشر التعليقات إلاَّ بعد مراجعتها وتنقيحها، واستبعاد ما يُسيء إلى الكُتَّاب منها، ولن تَعجِزي أن تَجِديها - إن شاء الله.
وأمَّا عن خاطبكِ وخشيتكِ أن يكون قد صدَّق ما قيل، فاعْلمي أنَّ ما أصابكِ لَم يكن ليُخطئكِ، وأنه لو أراد الله لهذا الخاطب أن يتركَكِ ويتخلَّى عنكِ، معتمدًا على بذور الشك الضعيفة، متَّبعًا لحديث الكذب الهشِّ، مُصغيًا لكل ناعقٍ - فلا تبكي عليه؛ فلا خير فيه، ولعلَّ الله أن يُبدلكِ خيرًا منه، وإن كنتُ أظنَّ أن تصديقَه إيَّاها مُجرَّد وهمٍ رسَمه خيالُك، ولا أساسَ له من الصحة، ولكن كما قيل: الطلقة التي لا تُصيب، تُزعج!
فمن حقِّه أن يَحزن وإن لَم يُصدِّق، ومن حقِّه أن يتألَّم وإن لَم يَقتنع، وليس من المنتظر أن يقف بلا أدنى شعور لكلامٍ يقال في حقِّ مَن ستكون زوجَه وأُمَّ أبنائه، ولا يُحرِّك ساكنًا أمام كلمات في شَرفها، واتِّهامات في عِرضها، مهما كذَّب ما يَقرأ.
فالْتَمِسي له العذرَ إذًا، وفكِّري في الأمر من وجهة نظره، ولتُحاولي البحث عن المواقع المعروفة بنَزاهتها وعدم قَبولها لنشْر كلِّ تعليق مهما بلغَتْ وقاحته، وعلَتْ في القُبح درجتُه.
وتذكَّري أيضًا أن كلَّ ما يقول المرء يُكتب؛ إمَّا له أو عليه، فما كان يكتب اليوم ضدَّكِ ستحصدين ثماره حسنات من فاعله يوم يكون كلٌّ منَّا في أمَسِّ الحاجة لحسنة واحدة؛ ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88 - 89].

أخيرًا:
يقول بعض الحكماء: "لسان العاقل يقف وراء قلبه، وقلب الأحمق يقف وراء لسانه".
فلا تَجعلي للحَمقى على حياتكِ تأثيرًا، ولا تَسمحي لهم بالسطو على سعادتكِ.

وفَّقكِ الله، وأصلَح حالكِ، وأنطَق بالحقِّ لسانكِ، وأعلى بالخير صوتكِ، وأظهر الصِّدق على يديكِ، وذبَّ عنكِ وأعانكِ على أمركِ كلِّه، ونَسعد بالتواصُل معكِ في كلِّ وقتٍ؛ فلا تتردَّدي في مراسلتنا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.84 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]