هل أستمر مع خطيبي؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 822 - عددالزوار : 203816 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 101 - عددالزوار : 93981 )           »          اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ الفلسطيني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          غُول الرِّبا وفكّه المفترس وسمومه الفتّاكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف ارتمت الشعوب في غـرام العربية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          العفة في التراث الأدبي العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          معركة بين أدوات مشروع واحد! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدود وخلفيات الإلحاح الأوروبي على الدولة الفلسطينية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مراتب صيام عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-09-2021, 04:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,909
الدولة : Egypt
افتراضي هل أستمر مع خطيبي؟

هل أستمر مع خطيبي؟


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أُرسل إليكم هذه الاستشارة، عسى أن يشرحَ الله صدري، وأتَّخذ القرار الصواب بعد ما تُشيروا عليّ.

عُقِد قراني على شاب متديِّن جدًّا، وهو يَتَّبع منهج السلف، وحَصَلت خلافات ومشاحنات كثيرة بينه وبين أهلي؛ حيث إنَّ أهلي يعتقدون أن خطيبي متشدِّد جدًّا، كما أني أشكو من شدة غَيْرة خطيبي وشَكِّه، ومن عناده وعصبيَّته، خطيبي أمرني بلبْسِ النقاب، ومنَعَني من الخروج للعمل، ومن قيادة السيارة، ومَنَعني من الخروج إلى دروس الدِّين، ومَنَعني من الخروج إلى السوق بمفردي أو مع إخوتي الأصغر مني بسنوات قليلة، ومَنَعني من أنْ أُلْقِي السلام على إخوته؛ بحجَّة أنَّ صوت المرأة عورة، أو أن أكْشِف وجهي أمامهم، كما أنه يُكَرِّر عليّ أسئلة، مثل: هل أتكلَّم مع شباب في العمل؟ هل كان لَدَي زُملاء؟ وما إلى ذلك من أسئلة تُرهقني وتُخيفني من أن يكون شكَّاكًا.
تأزَّمت الخلافات فيما بيننا بسبب هذه المشكلات، وأنا في حيرة جدًّا من أمري، خصوصًا أن أهلي باتوا يقاطعونني بسببه، ولنْ يَحضُر معظم إخوتي حفل زفافي المُفترض أن يقام بعد شهر.
أنا مستاءَة من الوضع، ولا أستمتع بهذه المرحلة التي يجب أن تكون من أجمل مراحل حياتي، مع أني أحبُّ خطيبي جدًّا، وأكنُّ له كلَّ الاحترام والود، ولكني أتمنَّى لو يتغيَّر قليلاً؛ كي أستطيع أن أتقبَّل حياتي معه دون أي شكوى.
خطيبي مُصِرٌّ على أنه غير شكَّاكٍ، وأنه ليس متشدِّدًا أبدًا، ولا يرى أيَّ مشكلة في شخصيَّته، كما أنه يعتبر أيَّ نقاشٍ معه فرضًا مني لشخصيَّتي عليه، وأني أكون نِدًّا له، وأني عصبيَّة ولا أتقبَّل أوامره، وأني لا ألْتَزم بما أمرَني الله به من طاعة لزوجي، وأني بهذا أتعدَّى على حقِّه من القوامة واتِّخاذ القرارات، ماذا أفعل؟

أشيروا عليّ، جزاكم الله كلَّ خيرٍ.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تختلف الغَيْرة عن الشكِّ اختلافًا بيِّنًا، فالأولى علامة محبَّة، وإن زادَت أحيانًا، وأمَّا الثانية فعلامة انعدام ثقةٍ.
والغيرة تُشعر المرأة بحرْص زوجها، ومكانتها عنده، وإن نغَّصت عليها وكَدَّرت حياتها في بعض المواقف، أمَّا الشك فلا يُشعرها إلاَّ بالنفور، ولا يُسَبِّب إلا زَرْعَ بذور الكراهية في قلبها.
الغيرة لا تحتاج إلى علاج نفسي غالبًا، بينما يحتاج الشخص الشكَّاك إلى علاجٍ نفسي سلوكي، والبحث عن أسبابِ تَرَسُّب تلك المعتقدات وتَوَلُّد هذه الأوهام لَدَيه.
قد تتحمَّل المرأة غيرة زوجها وإن زادَت عن حدِّها، وقد تستطيع التأقْلُم معها، لكن لا يُمكنها بحال أن تتأَقْلَم مع الزوج الشكَّاك، الذي لا يُشعرها إلاَّ بانعدام الثقة فيها؛ مما يولِّد شعورًا بالإحباط، ويُدخلها في دوَّامة من الأحزان لا تَكاد تنتهي!
كنتُ أودُّ لو أخبرتِني بمدة زواجكِ أو عَقْد قرانكِ، وعلى ما يبدو فأنتِ حديثة عَهْدٍ بهذا العقد، فإن كنتُ قد أصبتُ، فأُحب أن أُطَمئنكِ وأُخبركِ أنَّ بعض الشباب الملتزم في المجتمعات الفاسدة قد تَصدر منه مثل هذه الأفعال في بداية ارتباطه بفتاة لا يعرف عنها إلاَّ القليل، وتَذهب إلى عمل مُختلط، والرجل لا يرغَب إلاَّ في فتاة تكون له خاصة، هذه طبيعة في كلِّ رجل سَوي؛ لا يحب أن ينظر رجل إلى وجْه زوجه، أو يسمع صوتها، ولو كان يعلم أنه ليس بعورة، بخلاف المرأة التي لا تُواجه مشكلة كبيرة في نظر الناس - رجالاً كانوا أو نساءً - أو تعامُلِهم مع زوجها، وهذه طبيعة كلٍّ منهما.
وقد تَصدر بعض الأفعال، وتحدث بعض الصِّدامات بين الرجل وزوجه؛ حتى يتمَّ التأقْلُم من جانبها، والتفهُّم من جانبه.

تأمَّلي معي الأمور التي تُخيفكِ من زوجكِ، وتُسَبِّب بُعْد أهلكِ عنكِ:
1- رغبته في أن ترتدي حجابًا كاملاً بما فيه حجاب الوجه.
2- رَفْضه عملكِ المختلط مع الشباب.
3- رَفْضه أن تقودي السيارة.
4- مَنْعكِ من الخروج إلى الدروس الدينيَّة.
5- منعكِ من الخروج إلى الأسواق بمفردكِ، أو مع مَن يَصغركِ من إخوتكِ.
6- مَنْعكِ من كَشْف وجهكِ أمام إخوانه، والتحدُّث إليهم.
عذرًا! لَم أجد فيما ذكرتِ ما يدلُّ على شخصيَّة شكَّاكة أو غير طبيعيَّة!
رغبة زوجكِ في ألاَّ تُظهري وجهكِ، ورَفْضه أن تستمري في عملكِ المختلط، أو أن تُظهري وجْهكِ أمام إخوانه الذين لا يَختلف حُكمهم عن غيرهم من الرجال الأجانب، إن لَم يكن أعظم، لا يدلُّ ذلك كلُّه إلاَّ على دينه وحبِّه لكِ!
قيادة السيارة والخروج إلى الأسواق قد لا يكون فيهما ضَرَرٌ من وجهة نظركِ، لكنَّ الواقع من حولنا يُجبرنا كثيرًا على توخِّي المزيد من الحذر، والفِتن التي لا تَفتأ تعزو حياتنا، فتحوِّل الراحة إلى قلقٍ، والأمن إلى خوف، والثقة إلى شكٍّ، فقد يتولَّد لَدَيه شعور بالشك، لكن ليس في شخْصكِ، وإنما شكٌّ في المجتمع والناس من حوله، وأَصْدُقُكِ القول أني أرى هذا الخلُق أحيانًا في بعض الأزواج، ممن ليس على درجة عالية من التديُّن، فهو يفعل ذلك؛ حرصًا على زوجه، وحبًّا لها، وإن ظهَر لها بعض القسوة في تصرُّفه، فقد يتيقَّن الطفل الصغير من قسوة أُمِّه تُعطيه الدواء المُرَّ، ولا يَشعر بقلبها الذي يفيض حنانًا، ونفسها وجدًا عليه!
في الحقيقة، لا أدري لماذا تُسبِّب أفعاله كلَّ هذا الضِّيق لأهلكِ؟ ولماذا لن يَحضروا حفل زفافكِ، وأنتِ ما ذكرتِ ما يحول دون حضورهم أو لقائهم بكِ، أو تواصُلهم معكِ؟!
كل ما يرفضه زوجكِ أن تُحادثي إخوانه، وتكشفي وجهكِ أمامهم، فما علاقة إخوانكِ بهذا الأمر، وكان يَجدر بهم أن يَسعدوا أنْ رَزَقكِ الله رجلاً يصونكِ ويَحميكِ، ويَطْمَئِنُّوا عليكِ وأنت إلى جواره.
أُخَيَّتي، ما زلتِ صغيرة، وبإمكانكِ البحث عن خاطبٍ يُناسبكِ، ويَسمح لكِ بما تَشائين، لكن صدِّقيني، لا تحب المرأة إلاَّ الرجل الذي تأْمَن على نفسها معه، ولا تَرْغب إلاَّ فيمَن يحتويها ويخاف عليها حتى من الهواء، ولعلَّها تَشعر ببعض التحكُّم، لكنَّه لن يَلْبَثَ أن يزولَ وتستقرَّ الأمور، وتَهْدَأَ حِدَّة الغَيْرة، وتَبْرُدَ حرارتها.

أنصحكِ بالتعرُّف على أساليب الحوار الناجحة لتُطَبِّقيها معه، ومنها على عجالة:
- أن تتجنَّبي الصوت المرتفع، وبعض الألفاظ التي توحي بعدم الاقتناع، فألْغِي من قاموسكِ كلمة: لا، أُخالفك في ذلك، لا يُمكن، وغيرها مما يوحي بأنَّكِ لا تُنزلين هذا الشخص منزلته العالية، والتي يستحقها شرعًا وعُرفًا.
وأيضًا استخدمي كثيرًا التعبيرات العكسيَّة؛ مما توحي بالطاعة والتوافق النفسي والرُّوحي، مثل: كما تشاء، كما ترى، تحت أمرك، لا فرْقَ بيننا.
وإن لَم يَقتنع بأمرٍ ترغبين فيه، فأَمْهِليه مدَّة دون تأثيرٍ أو إلحاحٍ، أو إظهارٍ للتبرُّم والضِّيق والتشكِّي، وقد يعود ويُغيِّر رأيه من جديد، وإلاَّ فاحْتَسبي أجْرَ الصبر عند الله.

أخيرًا: تذكَّري أن المرأة العاقلة الذكيَّة، لا تنقل لأهلها صورة سيِّئة عن زوجها، ولو قاسَتْ معه بعض أنواع المشقَّة؛ فإن مَن تفعل ذلك، تُولِّد لَدَيهم شعورًا سلبيًّا، وربما تولِّد بُغضًا لهذا الزوج، في حين قد تتأَقْلم هي ويتغيَّر الزوج، وتَستقر الأمور، وتبقى في نفوس الأهل من المشاعر السيِّئة ما لا يُمكن مَحْوه، وما أرى إعراضَ بعض أهلكِ عنكِ ورغبتهم عن حضور عُرسكِ، إلاَّ نتيجة لمثل هذه الشكاوى التي تُخطئين بنَقْلها إليهم.

وَقَدْ يَنْبُتُ الْمَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى
وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفُوسِ كَمَا هِيَا


فاكْتُمي ما يَريبكِ من زوجكِ، وأظْهري الرضا به والاحترام والحبَّ له، ينعكس ذلك الشعور على مَن حولكِ، ويتقبَّلوا شخصيَّته، غير نافرين أو مُبْغِضين.

وفَّقكِ الله، وأسْعَد حالكِ، وجَعَلكِ قرَّة عينٍ له، وجَعَله لكِ كذلك، ونَسْعد بالتواصُل معكِ في كلِّ وقتٍ، فلا تتردَّدي في مُراسلتنا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]