مريضة نفسيًّا فهل أستطيع الزواج؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 609 - عددالزوار : 114278 )           »          كيف نحمي أطفالنا من الآثار الضارة للألعاب الإلكترونية (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          أغض للبصر وأحصن للفرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مواعظ نبوية بشأن الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          عدسة الانتقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من معالم النصرة الواجبة بين المسلمين: استثمار العاطفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عبادة إيناس الوحشان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل بعض الآثار الخارقة موجودة قبل آدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التطرف والغلو في ميزان الشرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هل محمد عليه الصلاة والسلام لا يورَث دون غيره من الأنبياء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-09-2021, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,846
الدولة : Egypt
افتراضي مريضة نفسيًّا فهل أستطيع الزواج؟

مريضة نفسيًّا فهل أستطيع الزواج؟
أ. أريج الطباع


السؤال

السلام عليكم
أرجو منكم سرعةَ الرد قبل أنْ أتَّخذ قرارًا ربما أندمُ عليه؛ فالوقت ضيِّق.

أنا كنت مريضة نفسيَّة بأمراضٍ كثيرة؛ بالبداية اكتئاب، فرهاب، وبعدَها وساوس بالأفكار، وانتقلت آخِر الأمر للفصام، أُعالَج بشكلٍ بسيط، أتحسن قليلاً فأتوقَّف، تابعتُ مع مختص لمدَّة سنتين ولم ينفَعْ معي؛ بسبب عدم استِمراري على تناول الأدوية، شهرًا مثلاً وأتوقَّف، حاليًّا شُخِّصت بثنائي القطب، خُطِبتُ، والناس في انتظار الرد سريعًا، لست أدري هل أقبل أو لا؟ فأنا ليس عندي رغبة في الزواج ألبتَّة، مع أنَّ عُمري 22 عامًا، أمي تُذكِّرني أنَّ أحدًا من أهلي لن يدومَ لي، وأبقَى تحت سُلطة إخواني وضربهم لي بالمستقبل، وحتى لو لم تمتْ أمي أو أبي، فيكفي من هذا الحين أنهم يتعبونني بالشتم والضرب والسُّخرية، كلَّما تحسَّنتُ أنتكسُ بسبَبِهم، وأمِّي تقولُ: مواصفات الرجل المتقدِّم جيِّدة وسمعته طيِّبة، وأنِّي إذا لم أتزوَّجْه فلعلِّي لا يأتيني أحدٌ بعده، ولو أتى أحدٌ بعدَه فلن يكونَ مثلَ هذا، لست أدري ماذا أفعل؟


بكلِّ صراحةٍ أنا باردة عاطفيًّا، حتى إنِّي تعرفت على صديقة عن طريق البريد الإلكتروني منذ سنةٍ ونصف، وهي تُحاول أنْ تُنمِّي فِيَّ مشاعرَ الصداقة ولكن دُون جَدوَى، ليس عِندي مشاعرُ أبدًا، وأكرَهُ الكل، لا أستطيعُ القيام بأيِّ عملٍ من أعمال البيت، خُصوصًا أثناء نوبات الاكتئاب، ولا أتحرَّك ولا أستطيعُ الكلامَ بالصوت، ومنعزلة بشكلٍ دائم، الآن مُتوقِّعه من نفسي انتكاسةً، وفي هذا الأسبوع انتكستُ وتعبتُ بشدَّة، وعندما تتعب أعصابي تظلُّ مشدودةً وأنهارُ بسرعةٍ، وأنفجرُ وأضربُ كلَّ شيءٍ، وأجرَحُ نفسي؛ فجِسمي مُشوَّه ومليء بالجروح!


أنا حاليًّا لا أختلط بالناس إلا يوم السبت، وباقي أيَّام الأسبوع أظل وحيدةً منعزلة، اشتركتُ في دورة في وقت العصر مدَّتها صغيرة - لأنِّي أريدْ أنْ أحل مشكلة العُزلة - بنادي أعمال فنيَّة، لكنها لم تبدأ بعدُ، وأظنُّ أنِّي سأنسَحِبُ منها؛ فأبغض شيءٍ عِندي الحركة أو القيام بأيِّ عملٍ، رغم أنِّي كنتُ وأنا طفلة أعشقُ الرَّسم والقيام بأيِّ عملٍ.


خطيبي يأتيني كثيرًا وينتظر الرد بحرارة، وأنا بصراحةٍ لست أدري ماذا أقرِّر؟ وأشعر أنَّ الموضوع ليس حقيقيًّا، ولا أستطيع التفكير، سألتُ من قبلُ: هل يصحُّ أن يتزوَّج المريض النفسي؟ فقالوا لي: لا بُدَّ من التوضيح وبيان الحال للخطيب المتقدم، لكنَّ المشكلة أنَّهم يعرفون زميلةً لي بالكليَّة، وكذلك يعرفون أقاربَ لنا من بعيدٍ، فلو أخبرتهم بالمرض ورفضوا مثلاً سوف ينتشرُ خبرُ مرضي النفسي في الكلية وبين الأقارب، ولو أخبرته ووافق، بالتأكيد سيسأل ويستشير أهلَه، وأنا لا أريد أنْ يعرف أهلَه عن تعبي شيئًا، وأستطيع أنْ أُخفِي عنه الموضوعَ أثناء فترة الخطوبة؛ أُمثِّل مثلاً أنِّي أستحي وأتهرَّب من الزيارات والمكالمات؛ لكنْ بعد الزواج كلُّ شيء سيتَّضح، خُصوصًا لو تكلمت بالأصوات دُون وعي؛ فأنا عندي (هلاوس) تنتابُني بعضَ الأيَّام، وسمعت أنَّ أغلب الأدوية النفسيَّة لا تنفع للمتزوجين أو أثناء فترة الحمل.


بعد الاستخارة أشعُر بأنِّي ارتحتُ لهم، وأهلي كذلك، وسألوا عنهم، وسُمعَتُهم طيِّبة، لكن داخليًّا عندما أتذكَّر حالي وما بي أشعُر أنِّي لا أصلُح للزواج، ولم ولن أنتقل للعيش مع شخصٍ آخَر أبدًا مع زيادة المسؤوليَّات، أريدُ أنْ أعيشَ طبيعيَّةً ولا ينقصني شيء، لكن لا أستطيع تقبُّل الزواج وأخشى أنْ تنفذ أمي كلامها، قالت لي: إنْ رفضت هذا الخاطب سأقبل بأيِّ خاطب بعده حتى ولو شخصًا سيئًا، ولا أريدُ الزواج.


أخشى أنْ أرفُض فأندَم، أو أنْ أُوافق فأندم، وخائفة جدًّا من المستقبل بسبب ما تقوله أمي من فرضيات لو بقيت عانسًا للأبَد! عندها أظلُّ تحتَ سُلطة أهلي وقسوتهم، أرجو أن أتزوَّج وأرتاح منهم، خُصوصًا عندما يجبرونني على الخُروج من البيت، لكنِّي عند الانعِزال أرفُض الزواجَ بشدَّةٍ.


ملاحظة: الخاطب أكبر منِّي بـ10 سنوات، أهلي يُلِحُّون عليَّ بالموافقة، وكلَّ يوم يعقدون لي محاضرات إقناع، والمنطق يقول لي: وافِقي، لكنَّ نفسي تقول لي: لا تُوافقي.


لا نفسيًّا أرغَبُ في الزواج أو الحب أو المسؤوليَّة، ولا نفسي تسمح لي، ولا أستمتع بأيِّ شيء أبدًا، ولا أتقبَّل أيَّ مشاعر من أحدٍ حتى الصداقة، كنت سأُخطَبُ قبلَ سنوات وأجَّلت وقُلت: إلى أنْ أُعالَج، لعلِّي شُفِيتُ من النوبات الذهنيَّة، فالهذيانات الآن أصبحت لا تأتيني بشكلٍ يومي، لكنِّي أظلُّ متعبة.

ماذا أفعل والعُمر يمضي وخائفة من المستقبل؟


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


لأختصر عليك المشكلة، فهي تتلخَّص في جانبين:
شُعورك بأنَّك نفسيًّا غير قادرةٍ على الزواج، رغم أنَّك منطقيًّا مقتنعة بهذا الشخص، وكذلك تخشين من المستقبل لو رفضتِه.

قلقُك من إخْباره بمرضِك؛ حتى لا ينتشر ذلك بِمُحيطِك، سواء الكليَّة والعائلة.

ولنبدأ من النُّقطة الأولى: المريض النفسي قادرٌ على مُمارَسة حَياته بشكلٍ طبعيٍّ لو اعتَنَى بنفسه، واهتمَّ بعِلاجاته؛ ربما لأنَّك الآن بنوبةِ اكتئابٍ تَشعُرين بهذا، لكنَّك حينما تُجاوزينها سيكونُ الأمر أسهلَ، المهمُّ أنْ تكوني مستمرَّة بعِلاجك، وأنْ تُتابِعي بشكلٍ دوري عند طبيبٍ نفسي، وألا تقصري بالأدوية أبدًا، فمرَضُك يحتاجُ دومًا دواءً للوقاية لو لم يكن للعِلاج، قيسي ذلك على مريض السكري أو الضغط؛ هو نقص عضوي، ويحتاجُ إلى متابعة دوائيَّة، وقطعُ الدواء قد يكونُ له خطورةٌ عليك وعلى نفسيتك؛ فعدم الانتظام به يُعرِّضك للنكسات أكثَر! أنت أيضًا بحاجةٍ للعِلاج المعرفي مع العِلاج الدَّوائي؛ لتكوني قادرةً على استِعادة الثقة بنَفسِك والعودة للمجتمع والإنجاز.

كونُك تشعُرين بداخِلك بالمسؤوليَّة، وواعيةً لوضْعك وحالتك، وهذا ما لمستُه من أسلوبك وكتابتك، فلا تقلقي؛ أنت قادرةٌ - بإذْن الله - على تجاوُزِها.

راحتُك مهمَّة أيضًا، ليس راحتك له كشخصٍ ولأهله فحسْب، بل لدُخولك الحياةَ الزوجيَّة ككلٍّ، أكثِري من الاستِخارة والدعاء، وثِقي أنَّ الزواج رزقٌ، وأنَّ أحدًا لن يمنَعَه عنك أو يجبرك عليه.

لو وجدت أنَّك قادرةٌ على دُخول تجربة الزواج نفسيًّا، طبعًا بعد أنْ تتَّخِذي الأسبابَ وتهتمِّي بنفسك، وقتَها انتَقِلي لفِكرة إخبارِه أو لا، أمَّا لو وجدت أنَّك أبدًا غير قادرة على تقبُّل الفكرة، فلا تجعَلِي خوفك من شبح العُنوسة وتهديد والدتك سببًا أنْ تدخُلي حياةً ترفُضينها، وغير قادرةٍ على الاستمرار بها، المشكلة أنَّنا أحيانًا كثيرة نخافُ من أمرٍ مستقبلي قد لا يحدُث، فنُوقِع أنفُسَنا بمطبَّات أكبر!

أمَّا لو وجدت الراحة بنفسك وانتهيتُم من السؤال عنه، والتأكُّد من أخلاقه ودِينه، فوقتَها سيتبقَّى عليك التفكير بالطريقة المناسبة لإبْلاغه بمرضك، ويختلفُ ذلك حسَب طبيعته وطبيعة أهلِه، لكنْ يمكنكم أنْ تُركِّزوا على إبلاغِه هو فقط دُون أهله، ولا تُعطوه التفاصيل من البداية، يَكفِي أنْ تُخبِروه أنَّ لديك مرضًا يحتاجُ رعايةً مثلاً، وتُراقِبوا ردَّة فعلِه، ووفقَها يُمكِنكم المتابعة معه أو التوقُّف.

لا شَكَّ أنَّ المرض النفسيَّ من أقسى أشكالِ الابتلاء؛ ليس لشدَّته أو قَسْوته على النَّفس فحسب، لكنْ لعدَم تقبُّل الناس له وفهمهم لحقيقته، لكنَّه في الحقيقة مرضٌ كغيرِه من الأمراض العضويَّة، فمريضُ السكري والضغط تتأثَّر حياته أيضًا، وفد تأتيه أيَّامٌ يُلازِمُ الفراشَ، ولا يمكنه قطْع الدواء، وإلا عرَّض نفسه لمخاطر الانتكاس، لكن الفرق أنَّه مريض مُحاط باهتِمام الناس وتفهُّمهم، بينما المريض النفسي يُخبِّئ مرضه كمَن يُخبِّئ تهمةً يخشى أنْ تفضحه!

ثِقِي أنَّ الله الذي قدَّر عليك الابتلاء هو القادر وحدَه على أنْ يُخفِّفَه عنك؛ لذلك لا تهتمِّي كثيرًا لمواقف الناس من مرَضِك، ولا تجعَلِيها هاجسًا تقلقين منه، تعامَلِي بثقةٍ، ومع الوقت ستفرضين على مَن حولك احتِرامَك والثقة بك مهما كان مرضك.. انفُضِي عنك غُبارَ القلق، وعُودِي للحياة من جديدٍ، ومارِسي الأعمالَ التي تَشعُرين أنَّها تُساعِدُك، كونك كنت تحبِّين الرسم والأعمال الفنيَّة، ففرِّغي مشاعرك فيها، أتعرفين أنها من الأدوات العلاجيَّة أيضًا؟ ويمكنك أنْ تساعدي نفسك كثيرًا من خِلالها.

استخيري، وتابعي الأمر ثم انظُري إلامَ سيصل؟ وثقي أنَّ الخير فيما اختاره الله.

وفَّقك الله وأسعدك بالدُّنيا والآخِرة


ننتظر أنْ تُطمئِنينا بما ستتَّخِذينه من قرارٍ، وتُبشِّرينا بتجاوُزك لاكتئابك وعودتك للإنجاز - بإذن الله


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]