|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي وأخواتي أ. محمد الشهراني السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصَّلاة والسلامُ على رسول الله محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين. أنا متزوج، وزوجتي حساسة، وتكتم في نفسها، أحيانًا كلام أخواتي لها في بيت عائلتي تأخذه باعتباره إهانة، وهو في واقع الحال إما أن يكون كلامًا عاديًّا، أو مزاحًا غير مباشر، أو غيرة نساءٍ لا تغني ولا تسمن من جوع. أكثر من مرةٍ تشتكي لي وتبكي، وأنا أستمع لها، وأهدِّؤها وأشرح لها أنه بإمكانها أن ترد على الكلام الموجه لها بطريقة لبقة، لا أن تسكت، فيتم التَّمادي عليها. وأخيرًا أصبحت زوجتي تَغار من ذهابي إلى بيت أهلي بشكل مستمر؛ للبِرِّ بوالدي ووالدتي، وعندما أذهب بأختي إلى السوق تغار إلى درجة أنها ذهبَتْ معي إلى العمرة، وكانت ترى أنها هي المتفضِّلة على أخواتي، وهي في الحقيقة لم تتفوَّه بهذا الشيء، ولكنِّي رأيته في ردَّة فعلها الحركي. عُدْنا من العمرة، قالت لي: إنني أسكَتُّها وأهنتُها أمام أخواتي، وشرحت لها ما حصل، وأنها حاولَتْ أن تفرض سيطرتها على الرِّحلة بشكلٍ تدريجي، وغير مباشر، وأنني قلت: "اسكتي أنتِ ما لك علاقة؟". أخيرًا - بعد نقاشٍ طويل - بدأت تشرح لي مواقِفَ حصلت لها مع أخواتي، وأنهنَّ دائمًا يحاوِلْن مضايقتها، مع أني لم أجد في العمرة لها مضايقةً، بل كانوا يَمْزحون معها، وهي لا تُعيرهم أيَّ اهتمام، وكأنهم لا شيء. استمرت تشرح لي مواقف عادية، لا تستحقُّ الشرح، أو الخوض فيها، وأنهن، وأنهنَّ... وأنها هي تحبُّ والدتي، ودائمًا تذكر والدتي بالخير في كلِّ مناسبة، وأن والدتي إنسانة فاضلة، وإحدى أخواتي دائمًا تتهجَّم على زوجتي، وهي للعِلْم متزوِّجة، ولكن تتهجَّم عليها، وتقول: إنَّها تتعمد ضياع مالي، وتشتكي زوجتي من شدَّة لهجتها معها، وأنَّها ترميها بالتُّهم جزافًا، بدون إثباتات، ودائمًا أختي تثير المشكلة مع زوجتي. أتمنى أن أجد حلاًّ سريعًا وفعَّالاً؛ للتَّعامل مع هذه المشكلة؛ ماذا أفعل مع أختي التي دائمًا تسبِّب المشاكل؟ ماذا أفعل مع زوجتي التي تتحسس من أخَواتي بشكلٍ واضح؟ هل الزَّواج من زوجة ثانية حلٌّ لِهذه المشكلة؟ هل زوجتي تحاول أن تشغلني بموضوع أهلي حتى لا أتزوَّج عليها؟ الجواب أخي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أقول مستعينًا بالله: لا، ليس الزواج من زوجة ثانية حلاًّ للمشكلة، ولم يكن التَّعدُّد يومًا من الأيام حلاًّ لمشاكلنا الزوجية، شُرِع التعدُّد لحِكْمة، ولكنَّه ليس من المعقول أن نَجري وراء التعدُّد كلَّما حصلَتْ مشكلة مع زوجتك، ثم إذا عادت الأمور لمجاريها رميتَ الزوجة الثانية بعدما خُيِّل إليك أن زواجك منها كان حلاًّ لمشكلتك. أما جواب سؤالك الثاني، فالله أعلم به، ولا يستطيع أحدٌ الإجابة عليه غيرك؛ فأنت مَن تعيش معها، وتَعْرف طباعها وشخصيَّتَها، ولكن إن كنتَ ممن يهدِّد زوجته بالزواج من زوجةٍ أخرى دائمًا وفي كلِّ حين، فالأمر غير مستبعَد، وإن كان من شخصٍ يقع عليه اللَّوم، فهو – بالتأكيد - يقع عليك؛ فليس من المعقول أن تهدِّدها أو تمزح معها بهذا الكلام، ثم تنتظر منها أن تَطْرَب فرحًا؛ بل انتظر منها مزيدًا من المكر والحيلة. وكما قلت لك بدايةً: أنت الملوم؛ فلا تَعْتب على أحد. ما يظهر - والله أعلم - أنَّ زوجتك ذاتُ شخصيَّة حساسة بعض الشيء، ومما زاد الطين بلَّة تهجُّم أختك عليها - كما ذكرت أنت. عِلمك بشخصيَّة زوجتك يتطلَّب منك نوعًا خاصًّا من التعامل، ولا تظنَّ أنَّ وصف الشخصية الحساسة هو انتقاصٌ أو مؤشِّر سلبي؛ بل على العكس من ذلك؛ الشخصيَّة الحساسة تحمل العديد من الصفات الإيجابيَّة؛ كحُبِّ الآخرين، والعطف عليهم، ومراعاة مشاعرهم، والحرص على عدم خَدْشِها من قريبٍ أو بعيد، وهُم - أيْ: أصحاب هذه الخصائص - ينتظرون من الناس مثل هذا التعامل، وهذا ما يوقِعُهم في مشاكل وحزازيَّات مع الآخرين. لذا؛ فإنَّ معرفتك بهذه الصِّفات سيجعل من السَّهل عليك التعاملَ مع زوجتك، وتفَهُّمَ نفسيَّتِها مما تُلاقيه من أخواتك. بالإضافة إلى ذلك تحتاجُ زوجتك إلى الدَّعم المعنوي، ثم الدعم المعنوي، ثم الدعم المعنوي، مع تذكيرها بفضيلة الصبر على مُعاشرة الناس، وأَجْرِ الصابرين، وأن الله تعالى يرشدنا إلى الصبر والتعامل الحسن؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، وقد يكون من المناسب قراءةُ كتابٍ في فنِّ التعامل مع الناس، أو حضور دورة تدريبيَّة في هذا المجال. فعندما تأتي زوجتُك شاكيةً لك احتضنها، وتفهَّمْ مشاعرها، مع توضيح وجهة نظرك في الموضوع، وأنك تنتظر منها أن تُدافع عن نفسها بحزمٍ ولُطف في آنٍ واحد. بقي أمران أخيران: أوَّلُهما: أن توضِّح لزوجتك أن بِرَّك بوالديك، وصلتك لهما أولويَّةٌ عُليا في حياتك، وأنك لن تَرضى لأيِّ كائنٍ مَن كان أن يَصْرِفك عن ذلك. وثانيهما: أن توجِّه أختك إلى أن تُحْسِن التعامل مع زوجتك، وأن يكون هذا التوجيه بلطفٍ وسلاسة دون تهجُّم أو غضب، وأن تحبِّب لها زوجتك وأُمَّ أبنائك، وأنَّك لا ترضى أن يخطئ في حقِّها أيُّ شخص آخر؛ سواءٌ بالأقوال، أو بالأفعال. ودمتَ في حفظ الله ورعايته.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |