|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من أختار من الخطاب؟ أ. شريفة السديري السؤال تقَدَّم لي ثلاثة خُطاب، الأول: رفضتُه؛ لأنه يُدَخِّن، مع أنه طيِّبٌ، ووالدُه قوي الشخصية. والثاني: تقدَّم أبوه سرًّا - وهو ابنُ عمِّ الأول - ولا يُريد نشر الأمر حتى لا تحدُثَ بعضُ الخلافات مع الأهل، ولكنه جاء وفسخ الخطبة واتَّهَمنا بأننا أفشينا السر، وهذا أريده ويريدني. والثالث ابن عمَّتِه ولا أريده، أخْبِرُوني ماذا أفعل؟ الجواب أهلاً بكِ عزيزتي في الألوكة. الموضوع محيِّر فعلاً، لأنَّه يُحَدِّد مصير حياتك وعمرك كله. تعالي نضع معًا مَحاور المشكلة؛ حتى نعرف ما الذي نحله بالضبط؟ تقدَّم لكِ ثلاثة من أقاربك، رفضتِ اثنين منهما، وواحدٌ تميلين إليه وهو كذلك، ونحن نتحدث هنا عن رغبتك أنتِ، بعيدًا عن رغبة أهلك. لكن يا عزيزتي لاحظتُ مِن كلامك أنَّ معاييرَ قَبولك ورَفْضك ليستْ واضحةً تمامًا؛ فالأولُ كان طيبًا لكنَّك رفضتِه لأنه يُدَخِّن، والثاني تُريدينه رغم أنَّ والدَه فَسَخ الخطبة، واتَّهَمَكُم بأمر لم تفعلوه، ولَم يصدُر منكم! الزواجُ يا عزيزتي في مُجتمعاتنا الإسلامية والعربية ليس زواجَ شخصين فقط، ولكنَّه ارتباط أسرتَيْن كاملتَيْن ببعضهما البعض، فعند الزواج نحن لا نسأل عن الرجل فقط، ولكنَّنا نسأل عن أمه وأبيه، وإخوانه وعائلته؛ لأنَّه نِتاج هذه الأسرة، ومُتَطَبِّع بطباعهم، وهذه الأسرة سيكون لها أثرٌ كبير جدًّا في حياتك وحياة أبنائك وأهلك؛ لذا ما فَعَلَهُ والدُ الخاطب الذي تَميلينَ له مُهم جدًّا أن نأخُذَه بعَيْن الاعتِبار؛ فإنْ كان اتَّهم أختَك بدون إثبات أو دليل، وفَسَخ الخطبة لهذا السبب، فذلك يُعطينا ضوءًا أحمرَ للْحَذَر وإعادة التفكير، فإن كان لكِ نصيبٌ مع ابنه وتَمَّ الأمر، فما الذي يَضْمَن لكِ ألا يفعلَ هذا الأمر مُجَدَّدًا، وقد تكون عواقبُه أكبر؟! الشعورُ بالارتياح للخاطب أمرٌ مهم جدًّا، وعدمُ ارتياحك للخاطبين الآخرين لا يُمكننا تَجاهُله، ولكن حتى تكوني أكثر ثِقةً في قَرارك؛ اتَّخِذي قرارك بناءً على القلب والعقل معًا، فقلبُك ليس مرتاحًا، ولكن ماذا يقول عَقْلُك؟ العقلُ سيتحدث بناءً على الصِّفات والمقاييس التي وضَعْتِها لتكونَ في زوجِك وشريك حياتك، فهل تملكين قائمةً بهذه الصفات، أو فكَّرْتِ بها مِن قَبْل؟ إن لَم تكوني فعلتِ فابدئي بها اليوم، واكتُبي في قائمةِ الصفات التي تُريدينها في زوجك، وقسِّميها لثلاثة أقسام: الأول: للصفات الجيدة المهمة، والتي لا تستطيعين العيش بدونها. الثاني: للصفات السيئة التي لا تقبلينها. والثالث: للصفات التي يسعدك وُجودُها فيه، ولكن لا يهم إن غابتْ! بعد ذلك أعيدي مراجعة صفات كلِّ خاطب من الخطاب الثلاثة وقارنيها بقائمتك، وأعطي لكلِّ واحد منهم نسبة مئوية لِمُوافقته لهذه القائمة. وحينها ستكونين أكثر ارتياحًا وثِقةً في قَرارك. أمَّا بالنسبة لأهلك؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام – قال: ((لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قيل: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت))؛ متفق عليه. فمُوافقتكِ حَقٌّ لكِ، ويمكنكِ أن تقنعي أهلك بما تُريدينه عن طريق الأسلوب الذي يُناسبهم ويُؤَثِّر عليهم، وأنتِ أدْرَى بالوقت الذي يُناسبهم، والأسلوب الذي يقنعهم، وإن لم تكن لديكِ الدِّراية الكافية، فراقبي وتأمَّلي حتى تعرفي المناسب لهم من الوقت والطريقة، لكي تضمني حقكِ بدون مُشكلات بينكم. وأخيرًا: لا تنسي أنَّ الاستخارة لها أثرٌ كبير وعظيمٌ في تيسير الأمور وتَسْهيلها، فلا تَتْرُكيها كلما احترتِ في أمر وشغَلكِ، فإن كان فيه خيرٌ لكِ يسَّرَهُ اللهُ وسَهَّلَهُ، وإن كان فيه شرٌّ لكِ صَرَفَه وأبْعَدَهُ عنكِ. وفقكِ الله عزيزتي، ويسَّرَ لكِ الزوج الصالح الذي يسعدك. وتابعينا بأخبارك، ولا تَتَرَدَّدِي في مُراسلتنا إن أردتِ المتابعة والتوضيح.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |