|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أقبل خاطبي المدخن؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة تقدَّم لخِطبتي أحدُ أقاربي، وبعد السؤال عنه وجَدْنا أنَّ فيه بعضَ الصفات الحسنة، مثلاً أنه يصلي، وأخلاقه طيِّبة، وقلبه أبيض، ويعمل فنِّيًّا صيدليًّا، وتنقَّل في أكثر من منطقه للدراسة والعمل، وشخصيته قوية، ومقبول الشكل، وأنه خلال دراسته في الخارج كان محافظًا على نفسه، ولكن يعيبه أنَّه مدخِّن، ووالداه منفصِلان منذ صغره، وأنه من قريتنا، وأحد جيرانهم يقول: إنَّه لم يرَه هو ولا إخوته في المسجد، ولكن سألنا أكثر من شخصٍ ممن يختلط به كثيرًا، وأجمعوا أنه يصلِّي أحيانًا بالمسجد، وأحيانًا في البيت، وأنه لا يتركها، وأخلاقه عالية. أنا محتارة في أمري، هل أقبل به بناءً على رغبة أبي وأهلي، وقد يتغيَّر بعد الزواج؟ أم أرفضه بناءً على رغبتي في الزواج من رجلٍ طبيبٍ ويكون ملتزمًا، كما أتمنَّى دائمًا ذلك؟ وأنا على قدرٍ كبير من الجَمال والعلم، وتقدَّم لخِطبتي أناسٌ من خارج العائلة، ولكن من الصعب أن أقنع أهلي أن أتزوَّج من شخصٍ خارج العائلة، أو لا يعرفونه، وأنا خائفة من كلمة "فاتني القطار"! مع العلم أنِّي صليت الاستخارة، وأشعر بأنه لا يوجد سببٌ مقنِع لرفضه، ولكن عندي هاجس بأنِّي لو تركتُه فمن المُمكن أن يأتيني أفضل منه، وأطلب منكم الدعاء لي بالزَّوج الصالح، جزيتم خيرًا. الدولة: أذربيجان الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حيَّاكم الله أهل أذربيجان وبيَّاكم, وكم سعدتُ عندما علمت أنَّ لشبكة الألوكة زوَّارًا من هذا البلد الطيِّب, والحمد لله أنْ كسبنا ثقتَكم ورضاكم. في بداية العشرين لا تَشعر الفتاةُ بقلقٍ - غالبًا - حيال الزَّواج, ولا تخشى على نفسها فوت القطار, وتزداد الطُّمأنينة، وتعلو الثِّقة بزيادة رصيد الفتاة من الجمال, فلا ينتابها شعور فتاة الثَّلاثين أو الأربعين, ولا يعتريها ما قد يعتريهنَّ من قلقٍ أو تفكير يتَّسم بالعقلانية حيال فكرة الزواج واختيار الزوج, فقد ترفض أحدَ الشباب، لا لسببٍ إلا لأنَّه لا يطابق الصورة المكوَّنة في ذهنها منذ سنوات, أو لأنه ليس على درجة كافية من الوسامة, ولا زلتُ أذكر إحدى صديقاتي - وكانت دون العشرين - وهي تردِّد: صعب عليَّ ألا أتزوج برجلٍ لا يشبه فلانًا "أحد الممثِّلين"!! وغيرها وهي تقول: المهمُّ أن يكون على درجة كافية من الوسامة والغِنَى! وغيرها: شَرْطي الأساسيُّ المَسْكن الفاخر والسيارة الفارهة, وكلهنَّ بلا شكٍّ دون العشرين، أو تجاوَزْنَها بقدر يسير, ثم لم تلبث العقول أن تغيَّرَت، والقلوب استقرَّت، والمشاعر هدأَت مع اقترابهن جميعًا من الثلاثين. فرِضاكِ الآن عن عمركِ وجمالك ما هو إلاَّ شعورٌ وقْتي لن يثبت على درجته, سينقص مع مطلع كلِّ عام بقدرٍ يَسمح بتقديم بعض التَّنازلات, تخيَّلي حالكِ العام القادم وأنتِ في الرابعة والعشرين، عمركِ مناسب, لكن هل أنتِ صغيرة؟ بعد عامٍ آخر وعامين وثلاثة... في السابعة والعشرين، لقد بدأ ناقوس الخطر بالدقِّ الخفيف, وستزداد دقاته تدريجيًّا بمرور الأيام. لا أبثُّ الرعب إلى قلبكِ بهذا الحديث, ولا أعلم الغيب, ولا أتمنَّى لكِ ولكلِّ فتاة مسلمة إلاَّ كل خير وسعادة وهناء, لكن أنتِ وكلُّ فتاة في عمرك بحاجة إلى مزيدٍ من التفكير العقلاني وتجنُّب الخيالات, لم يعد وقتها الآن! ما صفات خاطبكِ؟ • من عائلتكِ، وتعرفون عنه ما يصعب أن يُعرف عن الغريب. • عمره مناسب. • يُحافظ على الصلاة. • قلبه أبيض, كما يَرى مَن حوله, وإلاَّ فالقلوب لا يطَّلِع عليها إلا خالقها! • عمَلُه مناسب. • على درجةٍ عالية من الأخلاق. • شكله مقبول. بخصوص التَّدخين, فقد صدمَني هذا الخبر، ولا أدري إن كان قد أقلع عنه أم لا؟! والذي يبدو من حديثكِ أنه لم يفعل. على كلِّ حال, لا أنصح بقبول المدخِّن, إلا أن تخشى الفتاةُ على نفسها وعلى دينها؛ فأضرار التدخين وإثمه لا يخفى على عاقلةٍ مثلكِ, وإن أعلنتِ رفضَكِ لهذا السبب فلا ملامة عليكِ، ولا يحقُّ لوليِّكِ إجبارُك. وأمَّا إن كان قد أقلع عنه, فالحمد لله، وعليكِ أن تَطْردي تلك الهواجس، وتحمدي الله أنْ منَّ عليكِ، ورزَقكِ برجل تَرضينه، ويَرضاه أهلُكِ، ويناسبكِ في الكثير من الأمور. ولا أدري لماذا وضعتِ الشابَّ من قريتكم عيبًا؛ "ولكن يعيبه أنَّه مدخِّن، ووالداه منفصِلان منذ صغره، وأنه من قريتنا"؟ فقد كنت همَمْتُ بوضعها مع الميزات التي ذكرت؛ فالبيئة الواحدة تقرِّب وجهات النَّظر، وتحول دون حدوث الكثير من المشكلات بين الأزواج؛ ولعلَّه خطأٌ غير مقصود منكِ. واعلمي - أيَّتُها الكريمة - أنَّ تلك الهواجس كثيرًا ما تصيب الفتاةَ بُعَيد قبولها أحدَ الخُطَّاب وهي طبيعيَّة، ما لم تتجاوز حدَّ الهاجس إلى الوسوسة, فلا تُعيريها اهتمامًا، ولا توليها تفكيرًا, فهي لن تلبث أن تزول مع انشغالكِ في إعدادات الزَّواج، واستقبال الحياة الجديدة بروحٍ مُفعَمةٍ بالأمل، ونفسٍ راضية، وصدر منشرح. ونصيحتي الأخيرة لكِ: أن تُكثري من الدُّعاء أن يلهمكِ الله رشدكِ، وأن يوفقكِ إلى ما فيه الخير والفلاح, فلا نحن ولا أنتِ ولا بشر يعلم أين يكون الخير، أو يطَّلِع على غيبٍ قضى الله أن يَستره عن العالَمين, وقد ورد في القرآن الكريم: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188], هذا وهو رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكيف بمثلنا؟! إنْ غلبَكِ التردُّد فكرِّري الاستخارة، وكرري الدعاء والذِّكر والاستغفار، والله لن يرُدَّكِ خائبة, وإن بدا لكِ الرفض فلا تقرري إلاَّ بعد الاستخارة، ثم توكَّلي على الله، وثقي أنَّ من يتوكل عليه لا يخذله, ونسأل الله أن يوفِّقكِ وكلَّ مسلمةٍ، وأن يرزقكِ الزوج الصالح الطيِّب صاحب الخلق والدين, ونرحِّب بكِ وبكل مستشيرٍ في أيِّ وقت؛ فلا تتردَّدوا في مراسلتِنا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |