|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() انعدام الأحاسيس والمشاعر تجاه الآخرين أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: شابٌّ يشكو انعدام الأحاسيس والمشاعر، وعدم فَهْم الآخرين أو التفاعل معهم، مما جعل تصرفاته وأفعاله غريبة أمام الناس، بل أصبحتْ غبية، ويريد بعض النصائح التي تُعينه على تخطي هذه المشاعر. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في العشرين من عمري، مشكلتي هي: انعدام الأحاسيس والمشاعر، وهذه المشكلة لديَّ منذ زمنٍ بعيدٍ مِن نحو 10 سنوات؛ إذ أصبحتُ لا أفهم الآخرين ولا أتفاعَل معهم، وأتعامل معهم وكأنني حجر! أعيش حياةً جامدةً، حتى وصلتُ لدرجة أني لا أستطيع أن أُفَكِّر بما يُفَكِّر فيه الآخرون، أو أن أفهمَ ما يقصدون أو ما يشعرون به. تصرفاتي وأفعالي أصبحتْ غريبةً أمام الناس، بل أصبحتْ غبيةً، بل وصلتْ إلى درجة الغباء المفرِط التي تجاوَزَتْ حدود الغباء البشري. أتمنى أن تساعدوني بنصائحكم بارك الله فيكم الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الأخ الكريم حياك الله. لقد اختزلتَ مشكلةً مُتشعِّبةً عُمرها عشر سنوات في أقل مِن عشرة أسطر! ولقد بالغتَ في اختصارك حتى إنك لم تذكُرْ موقفًا واحدًا يُعينني على تحديد طبيعة المشكلة التي لا أحسبها تبلُّدًا في المشاعر بقَدْرِ ما هي إحباطٌ نفسي نتيجة نوعٍ مِن الرُّهاب الاجتماعي، أو الخجل الزائد، أو الخوف مِن ردود أفعال الناس، فاتسعت الفجوةُ بينك وبين مَن حولك بتجنُّب التحدُّث إليهم، أو الاهتمام بأمورِهم حتى خِلتَ نفسك وخالوك متجردَ المشاعر، خالي الوفاض مِن كل إحساس! وأتمنى للتأكد مِن صحة كلامي أن تُجيبني عن تساؤلي: لو كنتَ منعدمَ الأحاسيس متحجِّر المشاعر، لماذا تجد في نفسك كلَّ هذا الحزن على حالك؟! يا بُني، الغبيُّ لا يَعرف أنه غبي، ولو عرف لم يكن غبيًّا، والبخيلُ يُسمي نفسه: حريصًا، وسيئُ الخُلق يرى نفسه مُحقًّا وغيره مُخطئًا! كل ما في الأمر - كما يبدو لي - أنك بحاجةٍ لبَثِّ جرعات من الثقة في نفسك لتستعيدَ علاقاتك الطيبة مع الأهل والأصدقاء والمعارف، ولستَ بحاجة لتشعر بالشوق واللهفة على رؤية والديكِ حتى تلقاهم بوجهٍ طلقٍ، أو أن تسأل عن حالهما. لست بحاجةٍ لأن تحبَّ أصدقاءك حتى تُمازحهم بطرفةٍ أو مزحة قرأتها! لستَ بحاجة لأن تثيرَ مشاعر الحزن في قلبك لتسأل عن غائبٍ أو تعود مريضًا؛ فالناسُ لن يستطيعوا أن يروا ما في داخل نفسك، ويكفيهم الظاهر مِن الأفعال الحسنة ليرضوا عنك، ويمتدحوا أخلاقك. لقد وضَع اللهُ المشاعر وأودعها القلوب، ولم يجعل لبشَرٍ عليها من سبيل، وربُّك - جل وعلا - لم يأمُرنا أن نحبَّ والدينا أو أزواجنا، بل أمرنا ببِرِّهم والإحسان إليهم، فما أرحم الله الذي لا يحمل نفسًا ما لا تطيق، ولم يكلف امْرَأً ما لا يحتمل! عليك بمجاهَدة نفسك دون تعذيبها بأمرٍ لا تستطيع أن تشعرَ به، جاهِدْ نفسك في السؤال عن الأهل والأصدقاء، وكَرِّرْ على نفسك أنك بخيرٍ، وأنك لستَ شاذًّا عن سائر الخلْقِ، وأن المشاعر لا يُحاسَب المرء عليها، فلا تُرْهِقْ نفسك وتوهمها بالغباء. وإن رأيتَ أن تُعيد مراسلتنا بتوضيح لحالتك مع ضرب عِدة أمثلة، فحياك الله في كل وقت. وفقك الله وهداك، وأصلح حالك، ويسَّر أمرك، وجعَل لك مِن كلِّ ضيقٍ فرَجًا، ومِن كلِّ هَمٍّ مَخْرجًا. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |