المنهج الوصفي (مدخل وتعريف) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127130 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-08-2021, 10:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي المنهج الوصفي (مدخل وتعريف)

المنهج الوصفي (مدخل وتعريف)


أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن





هو منهج يحاول أن يخلص العلوم اللغوية من الوجهة التاريخية من جهة، ومن الوجهة المعيارية من جهة أخرى، ويهتم هذا المنهج بوصف النصوص اللغوية، وصفاً واقعياً للنصوص؛ دون تدخل من الباحث بفرض اجتهادات من ذاته أو فرض قوالب معيارية موضوعة سلفاً، من خلال ملاحظات سابقة لا تصدق على ما هو أمام الباحث.

والمنهج الوصفي لا يتوقف ليسأل: هل يجوز أن يقال كذا أو لا يقال، بل يهتم بالموجود فعلاً دون إلقاء أية أهمية للمقبول أو المردود. كما أن المنهج الوصفي أيضًا لا يتدخل ليفرض قوالب معينة لا تتفق مع طبيعته، ودون محاولة - أيضاً - لتقدير صيغ لإكمال نص، أو تأويل لنص يتفق مع قواعد مستنبطة سلفاً من نصوص أخرى مخالفة للنصوص الموجودة أمام الباحث، كما أنه أيضاً لا يلجأ إلى مظاهر التعليل أو إخراج النص عن ظاهره ليتمشى مع القواعد التقليدية.

ويعتبر فردينان دي سوسير المؤسس الحقيقي للمنهج الوصفي ـ في القرن العشرين ـ بعد مجهوداته التي كانت علامة بارزة في تحويل البحث اللغوي من المناهج السابقة عليه وبخاصة المنهج التاريخي، الذي كان يدرس المادة اللغوية في فترات متعاقبة ليدل على أصلها، وصورها حتى وصلت إلى ماهي عليه، وهو أمر قد يكون ضروريًا للبحث التاريخي، لكنه لا يغني عن دراسة الظواهر اللغوية في فترة معينة للتعرف على خصائصها الحاضرة[1]. ويعتبر العالـم الاجتماعـي (دور كهايم) هـو المؤثر الحقيقـي فـي أعمال دي سوسير، فاتجاه دي سوسير إلى المنهج العلمي نرى أنه كان بفضل دور كهايم، حيث تأثر دوسوسير بدور كهايم في ميدان العلوم الاجتماعية؛ فذهب إلى اعتبار اللغة أيضًا واقعة اجتماعية، وجعلته يختص ما أسماه ميدان البحث اللغوي. وأيضًا تركه طريق المنهج التاريخي إلى المنهج الوصفي؛ لأنه الأساس الصحيح لبحث اللغة على أساس علمي. واقتراحه دراسة اللغة على اعتبارها نظامًا من العلامات؛ ليتسنى تطبيق مبادئ البحث العلمي عليها. وأيضًا جعل علم اللغة علمًا مستقلاً بذاته؛ على اعتبار أن الدراسة الحقيقية لعلم اللغة هي دراسة اللغة لذاتها، ومن أجل ذاتها[2].

وسبق أن أشرت إلى أن دي سوسير يرى أن أفضل منهج لدراسة اللغة هو أن تحاول وصفها كما هي في فترة زمنية معينة، ومن هذا الوصف نصل إلى القواعد أو القوانين التي تحكم اللغة ونعرف بنيتها الداخلية والخارجية. وقد اشتهر لدى اللغويين المحدثين البنيويين غربًا وشرقًا ارتباط المدرسة البنيوية التقليدية بالمنهج الوصفي، ومجانبة المنهج التاريخي والمعياري، وقد ذكرت ذلك عند دراسة أهم الآراء اللغوية لدى المدرسة البنيوية؛ ومنها: أن دوسوسير قد ميز بين محورين لدراسة اللغة؛ المحور التزامني (Synchronic) والتتابعي (Diachronic): "السنكرونية" أو (الو صفية) في مقابل "الديكرونية" أو (التاريخية) [3].

ودوسوسير يختلف عن اللغويين القدماء اختلافًا كبيرًا، فقد دعا إلى دراسة وصفية موضوعية للغة مجردةً عن الاعتبارات المعيارية التي نجدها عند القدماء في تمييزهم بين الصحيح والخاطئ من التراكيب، وميز بين الدراسة الآنية السنكرونية للغة والدراسة التطورية الدياكورنية؛ أي: إن الدارس اللساني لكي يدرك التسلسل أو التعاقب الزمانـي فـي اللغة عليه أن ينظر إلى الظواهر اللغوية من جهتين: جهة الثبات والسكون أو السانكرونية وجهة الحركة، والتغير في الزمان أو الدياكرونية، وهـذه ثنائية متمكنة من الظاهرة اللغوية [4].


[1] ينظر في ذلك: أحمد مختار عمر، محاضرات في علم اللغة الحديث (مرجع سابق).

[2] ينظر في ذلك: عبده الراجحي، فقه اللغة في الكتب العربية (مرجع سابق).


[3] ينظر: رشيد عبد الرحمن العبيدي، البحث اللغوي وصلته بالبنيوية في اللسانيات، (ص55). وينظر: المبحث الثاني من الفصل الأول.

[4] ينظر في ذلك: عبد الرحمن بو درع، دوسوسير والريادة اللسانية، موقع (منتدى اللسانيات) على شبكة المعلومات الدولية، بتاريخ 31/10/2008م.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.53 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]