|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() جاوزت الأربعين، فهل أقبله زوجًا؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال تقدَّم لخطبتي شخصٌ عمرُه قارب الخمسين عامًا، وأنا جاوزت الأربعين، وله سابقتا زواجٍ، وهو الآن مطلِّقٌ، وله أولاد، ولا يريدُ أن يتقيدَ بأيِّ قيودٍ مادية؛ من قائمةِ الأثاث؛ حيثُ يريد كتابةَ مؤخَّرِ صداق قليلٍ جدًّا، و(شبكة) متواضعة؛ وسأعيشُ معه في نفسِ الشَّقةِ التي بها أولادُه، وسأكون لهم كأمِّهم، وهو لا يعملُ ولديه أموالٌ بالبنكِ يصرف من أرباحِها، فهل أقبله زوجًا، علمًا بأنّي لم يسبقْ لي الزَّواجُ، وأيضًا فأنا أعمل. الجواب الأخت الكريمة، سلامُ الله عليكِ ورحمته وبركاته. في الحقيقةِ نتردَّدُ كثيرًا عندما تتجاوزُ الفتاةُ الأربعين من عمرِها، ونميلُ إلى القبولِ وإن تطلَّب الأمرُ تقديمَ بعض التنازلاتِ التي ما كان للفتاة أن تقدِّمَها وهي في العشرين أو الثلاثين. وعند اتخاذِ مثل هذه القرارات المصيرية، فعلينا أن نقيسَ المصالحَ والمفاسد، فحاجةُ الفتياتِ للزَّواج تختلف كثيرًا من واحدةٍ لأخرى وإن تساوتِ الأعمار، ويُنظرُ بعد ذلك إلى إيجابياتِ المتقدِّم للزَّواجِ وعيوبِه، أو صفاتِه بشكل عام؛ فيأتي الخلقُ والدِّين على رأس ما ننظرُ إليه ونفكر فيه، ثم بعد ذلك مدى تناسُبِه من حيث العمر، ومن حيث الحالة الاجتماعية والمادية وبقية الصِّفات. ذكرتِ أنَّ له أموالاً بالبنك وتعتبر مصدر رزقِه الرئيس، واعتمادُه الأساسي في الإنفاقِ عليها، فهل تقصدين أنَّه يتعاملُ بالرِّبا، وينفقُ من الدَّخلِ الربوي الشهري الذي يدرُّه عليه عائدُه في البنك؟ إن كان الأمرُ كذلك، فلا أنصحكِ أبدًا بالنظرِ في بقية صفاتِه، ومناقشة إقامتِكِ مع أولادِه وغيرها من الأمور التي لسنا في حاجة إليها؛ فعن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنَّه قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رأيتُ الليلةَ رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرضٍ مقدسة، فانطلقنا حتَّى أتينا على نهرٍ من دمٍ فيه رجلٌ قائم، وعلى وسطِ النهر رجلٌ بين يديه حجارة، فأقبلَ الرَّجلُ الذي في النهرِ، فإذا أراد الرَّجلُ أن يخرجَ رمى الرَّجلُ بحجرٍ في فِيهِ فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرجَ رمى في فيه بحجرٍ فيرجع كما كان، فقلتُ: ما هذا؟ فقال: الذي رأيتَه في النهر آكلُ الرِّبا))؛ رواه البخاري. وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((اجتنبوا السَّبعَ الموبقات))، قيل يا رسول الله، وما هنَّ؟ قال: ((الشِّركُ بالله والسحر، وقتل النفس التي حرَّم اللهُ إلا بالحقِّ، وأكل مالِ اليتيم وأكل الرِّبا...))؛ رواه مسلم. فلا يُقبَلُ مَنْ يتعامل بالرِّبا أيًّا ما كانت صفاتُه ووضعه، ولتحتسبي أجرَ الصَّبرِ على تأخرِ الزواج على الله. أعلمُ كم هو مؤلم أن تبقى الفتاةُ أو الشَّاب بلا زواجٍ لهذا العمر، لكن صدِّقيني - أُخيتي - كثيرًا ما ينتابنا شعورٌ بأنَّ حاضرَنا سيء، وأنَّ السعادةَ في أمورٍ معينة، الخير فيها بيِّن، فإذا ما حلَّت علينا وأشرق نورُها في صدورِنا تبيَّن لنا أنَّها منبعُ الأحزان ومصدر الآلام!! أمَّا عن بقيةِ الصِّفات، والوضع الذي ذكرتِ من إقامة أبنائه معكم، وعدم رغبتِه في التقيد بالماديات، فلا أخفي عليكِ أن ملامحَ الشُحِّ واضحة فيمن يفعل ذلك، وإن كانت غيرَ مؤكَّدة، لكن - كما أسلفنا - على الفتاةِ أن تقيسَ المصالح والمفاسد، وفي رأيي فإنَّ البحثَ عن زوجٍ أقرب للكمال - بصرف النَّظرِ عن عمر الفتاة - بعيدٌ عن الواقع، فلا ينظر إلى ذلك متى ما حسن خلقُه ودينه، وعليكِ أن تستخيري قبل الإقدامِ على تلك الخطوة، وأن تسألي الله العونَ والسَّداد؛ فهو - تعالى - أعلمُ بما يصلح لنا، وأعلم بالغيبِ وما تخبئهُ الأيامُ في جعبتِها؛ ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [النمل : 65]، ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ﴾ [آل عمران : 179]، فلنتوكل عليه - سبحانه - ولنفوض الأمرَ إليه وحده، ولنوقن أنه لن يصيبَنا إلا ما كتب لنا، وفقكِ الله وأعانكِ، وجعل لكِ من كلِّ عسر يسرًا، ومن كلِّ همٍّ مخرجًا، ومن كلِّ ضيق فرجًا، ونسعدُ بالتواصل معكِ في كلِّ وقت، فلا تترددي في مراسلتنا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |