|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() واقع طرق تدريس العلوم الشرعية في التعليم العام منيرة راشد المطير تشير كثير من الشَّواهد إلى أنَّ التعليم التقليدي يسير بطريقةٍ غير مقصودة نحو فئة من المتعلِّمين ومراعاتهم دون الشعور بإهمال الآخرين، وهؤلاء الآخرون هم الذين يُظهِرون عزوفًا عن الدِّراسة ويشعرون بالملَل والضِّيق فيها، فقد يجدون أنفسَهم في إخفاقاتٍ متتابعة؛ نتيجة عدم الميل لمادَّةٍ دراسيَّة معيَّنة، أو لأنَّه استُخدِم في تعليمهم أساليب تقليديَّة لم تراعِ ميولَهم أو تلبِّ احتياجاتهم بالرغم من رغبتهم في التعلُّم، ومع هذا فإنَّ أولئك الأفراد الذين تشكَّلَت لديهم اتِّجاهات سلبيَّة نحو المدرسة أو التعلُّم يُبدون نجاحًا في جوانب من حياتهم، كما يتمتَّعون بقدراتٍ عالية في جوانب من شخصيَّاتهم، ويمتلكون مهارات متعددة. وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي تواجِهه العمليَّة التعليمية، إلاَّ أنَّه من الملاحَظ أنَّ الطرائق والأساليب المعتادة (الطريقة التقليدية الإلقائية) ما زالَت هي محور تركيز المعلِّمات في تدريسهنَّ مواد العلوم الشرعيَّة، التي لم تَعُد كافيةً لتلبية متطلبات العمليَّة التعليميَّة، ولم تعد قادرةً على الاستجابة لأهداف التعليم في ضوء الرُّؤية الحديثة للتعليم، وأصبح من المهمِّ الإلمامُ بكلِّ ما هو جديد في التدريس ووضعه موضعَ التنفيذ في مجال العمل التربوي؛ (الشهري، 1434 هـ ص 2). ولتنمية مهارات وقدرات الطَّالبات وجب على معلِّمات العلوم الشرعيَّة استخدامُ طرائق التدريس الحديثة والمناسِبة لمواد الدِّين؛ لاستثمار ما لديهنَّ من طاقاتٍ كافية، فَطرائق التدريس التي ثبت نجاحُها على حدٍّ كبير هي التي تَعتمد على مواقف تثير الطَّالبات على المشارَكة والتفاعُل أثناء الدرس. ولقد أوصَت العديد من الدِّراسات والأبحاث؛ كدراسة شوري (1434 هـ)، ودراسة العتيبي (1434هـ)، ودراسةِ المطيري (1433هـ)، ودراسةِ الجهيمي (1428هـ) - بضرورة تشجيع المعلِّمات على استخدام الطَّرائق الحديثة، التي أظهرَت فاعليتها في الميدان التربوي بصورةٍ إيجابيَّة وفعَّالة. عليه يجب على معلِّمات العلوم الشرعيَّة أن تنوِّع في طرائق التدريس التي تحول دور الطالبة كعنصرٍ فاعل في تكوين المعرِفة، الذي يؤدِّي بدوره إلى تطوير ذاتها، وحماية فِكرها وعقيدتها الصَّحيحة، ومِن ثَمَّ إفادة مجتمعها وأمَّتها. وأبرز طرائق التدريس التي تَعتمد عليها معلِّمات العلوم الشرعيَّة هي: طريقة الحوار والمناقَشة، والاستنتاج والاستقصاء، والتعلُّم التعاوني والعصف الذهني، وحل المشكلات وتمثيل الأدوار، وخرائط المفاهيم والكرسي الساخن، وفكر زاوج شارك، وتتعدَّد أنواع طرائق التدريس بسبب تعدُّد فروع المواد الشرعيَّة. وبعد أن أوضحنا للقارئ الكريم بشكلٍ موجز طرائق التدريس وأهمِّيتها في العمليَّة التعليميَّة، وأهميَّة مواد العلوم الشرعيَّة، وأبرز الطرق المستخدَمة للتدريس في العلوم الشرعية - فإنَّنا بصدد توضيح بعض الملاحظات عن واقع طرائق التَّدريس المستخدَمة في العلوم الشرعيَّة في المملكة العربية السعودية في التعليم العامِّ، فمن خلال عملي في تدريس مواد العلوم الشرعيَّة قُرابة خمس السنوات، ومخالطتي لزميلات التخصُّص ومشرفاته، والنِّقاش معهنَّ حول استخدام طرائق التدريس المتنوعة في تدريسهنَّ لمواد العلوم الشرعيَّة - نلحظ أنَّ بعضًا منهنَّ تراعي التنوُّعَ في طرق التدريس؛ كطريقة التعلُّم التعاوني، دون الالتزام بأساسيات هذه الطريقة. ويمكن إيجاز هذه الملاحظات فيما يلي: ♦ عدم إمكانيَّة تطبيق بعض هذه الطُّرق داخل الفصل؛ بسبب كثرة أعداد الطَّالبات. ♦ عدم توفُّر الوسائل المساعِدة على تطبيق هذه الطرق؛ من (غرفة مصادر...). ♦ عدم توفُّر المكان المناسب؛ كأن يكون المبنى مستأجرًا، وغرفة الصفِّ صغيرة؛ فلا تستطيع المعلِّمة تقسيم الطَّالبات إلى مجموعاتٍ وتطبيق التعلُّم التعاوني. ♦ عدم إعداد المعلِّمات بدخول دورات تمكِّنهنَّ من تطبيق هذه الإستراتيجيات. ♦ صعوبة أداء الإستراتيجيات في حصَّة واحدة، وعدم كفاية وقت الحصَّة (45 دقيقة) لتطبيق طرق التدريس المتنوعة. وختامًا: لعلَّنا ذكرنا بعضًا ممَّا تمَّ ملاحظتُه في واقع الميدان التربوي ومدى تأثُّر طرق تدريس العلوم الشرعيَّة به، فالموضوع بحجمه وأهمِّيته يتعدَّى مثل هذا العمل، إلاَّ أنَّه يمكننا الإشارة إلى عدد من الاقتراحات والحلول التي قد تُسهِم في تحسين وتطوير الأداء التدريسي لهذه الطُّرق، ومنها ما يلي: ♦ فرض امتحان قياس سنويٍّ للمعلِّمات، ومعرفة مدى تطبيقهنَّ لطرق التدريس. ♦ تخصيص مكافأة سنويَّة للمعلِّمة التي تطبِّق طرق التدريس الحديثة؛ (إجازة أسبوع، أو مكافأة مادية) كحافزٍ للمعلِّمة. ♦ إقامة الدَّورات التدريبيَّة للمعلِّمات، وتكون بشكلٍ دوريٍّ عن طرائق التدريس الحديثة وكيفية الاستفادة منها في العلوم الشرعية. ♦ يتمُّ تكوين فريق عملٍ في المدرسة لتدريب المعلِّمة، مكوَّن من معلِّمة قائدة حصلَت على التميُّز في القياس، تدرِّب زميلاتها المتدنِّي مستواهن. ♦ العمل على تقييم المعلِّمات بعضهن لبعضٍ من خلال الزِّيارات الصفِّيَّة المتبادلة، وتقييم الأداء في استمارة خاصَّة. ♦ حصر المعلِّمات الآتي لم يحصل منهنَّ تغيُّر أو تطوير في طرق التدريس، وبالتالي إلزامهنَّ بالدورات التدريبية. ♦ إلزام المعلِّمات بضرورة استخدام طرائق التدريس الحديثة والمتنوعة في التدريس، ومراقبة أدائهنَّ داخل الفصل الدِّراسي بشكلٍ مستمرٍّ ومتكرِّر ومتقارب. ♦ الاهتمام بالدِّراسات والأبحاث التي أُجريَت عن طُرق تدريس العلوم الشرعيَّة، وضرورة الاستفادة من نتائجها التي أثبتَت فاعليَّتها في الميدان التربوي، وإصدار قراراتٍ بناء على تلك النتائج التي تلزم المعلِّمات والطالبات بتطبيقها علميًّا وعمليًّا. ♦ توفير مناخ صفِّي يتيح للطالبات العملَ الجماعي والتعاوني، وتحمُّل المسؤولية المشتركة، وتشجيع التفاعُل بين المعلِّمات وطالباتهنَّ ممَّا يوسع دائرةَ التفاعل بين الطالبات وعناصر الموقف التعليمي، وهذا شرط أساسيٌّ لتوفير بيئة تعليميَّة إبداعية. المراجع: ♦ بوقس، نجاة عبدالله (2008): "أثر استخدام التعلم النَّشط والتدريب المباشر على التحصيل الآجِل وتنمية مهارات التدريس لدى الطالبات المعلمات"؛ مجلة رسالة الخليج العربي (110)؛ (103 - 148). ♦ الجهيمي، أحمد عبدالرحمن (١٤٢٨ هـ): "فاعليَّة استخدام خرائط المفاهيم في تدريس مقرَّر الفقه وأثرها على التحصيل والاتجاه لدى طلاب الصفِّ الأول الثانوي"؛ أطروحة دكتوراه غير منشورة، قسم المناهج وطرق التدريس - كلية العلوم الاجتماعية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض. ♦ الشهري، نورة محمد (1434هـ): "أثر استخدام إستراتيجيَّة العصف الذِّهني في تدريس مادة التربية الأسرية على تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى طالبات الصفِّ السادس الابتدائي"؛ رسالة ماجستير غير منشورة، قسم المناهج وطرق التدريس - كلية العلوم الاجتماعية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض. ♦ شوري، جواهر بنت عثمان (١٤٣٤): "فاعلية إستراتيجية العصف الذِّهني في تنمية مهارات التفكير العليا والتفكير الإبداعي من خلال تدريس مقرَّر الحديث والسيرة للصف السادس الابتدائي"؛ رسالة ماجستير غير منشورة، قسم المناهج وطرق التدريس - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية العلوم الاجتماعية. ♦ العتيبي، فهد بن سعد (١٤٣٤): "أثر التدريس باستخدام إستراتيجيات التعلم النشِط على التحصيل العلمي لدى طلاب الصف الثاني الثانوي في مادة الفقه واتجاهاتهم نحوها"؛ رسالة ماجستير غير منشورة، قسم المناهج وطرق التدريس - كلية التربية - جامعة أم القرى - مكة المكرمة. ♦ المطيري، مؤمنة بنت شباب بن مسند (١٤٣٣هـ): "فاعلية إستراتيجيات التعلم النشِط في تنمية المفاهيم الفقهية لدى طالبات الصف الأول الثانوي بمدينة الرياض"؛ أطروحة دكتوراه غير منشورة، قسم المناهج وطرق التدريس - كلية التربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض. [1] باحثة دكتوراه مناهج وطرق التدريس - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |