|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التقويم في ضوء المستجدات التربوية إيمان صبحي دلول (التقويم: رؤى وتجارِب علمية) إن الرتابة ما إن تخالط الأشياء إلا تئد الجِدة، فتَخلَق سرابيلها بكثرة الرد، وما هذه المناهج التربوية بمنأى عنها، إلا من حمل نفسه على الحب والتفاني في أداء هذه الرسالة التلقينية التعليمية العظيمة؛إذ هما الكفيلان بالإبداع والمهارة، وإذ هما يضخان في سحرها نفسًا منعشًا يدفعان به عجلتها بتؤدة، مراعين هالة المتلقي النفسية والاجتماعية. يعد التقويم عماد العملية التعليمية، لا يمكن أن يفصل عنها بأية حال، إنه العملية التربوية التي ترمي إلى معرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج، فيتم من خلالها التعرف على نقاط القوة وتعزيزها، ونقاط الضعف ومعالجتها،إن إنجاز مثل هذه المهمة بحاجةٍ إلى إلمامٍ كبير بكل ما يستجد في الميدان التعليمي، سواء كانت هذه المستجدات علمية عملية وأساليب تربوية أو وسائل تكنولوجية،إن إحداث التطوير في عملية التقويم يستلزم متابعة مستمرة، وتجارِبَ عملية من وحي الواقع، يكون ذلك عن طريق ربط الواقع بالعملية التعليمية عمليًّا من كافة النواحي؛إذ قمنا بتوظيف عدة تقنيات اشتملت على التقويم المتنوع من خلال مسرحية شاركت فيها طالبات الصف السابع دورًا وتمثيلًا، صوتًا وصورةً، شرحًا وتقويمًا. تعريف التقويم: هو عملية منظمة لجمع البيانات وتحليلها؛ من أجل تحديد درجة تحقيق الأهداف التربوية، واتخاذ القرارات بشأنها في معالجة نقاط الضعف وتوفير النمو السليم المتكامل من خلال إعادة تنظيم البيئة التربوية وإثرائها. التقويم، والتقييم: عملية التقويم أعم وأشمل من التقييم؛ فإن كان التقييم هو إعطاء قيمة أو إيجادها، فإن التقويم هو طبيعة هذه القيمة، كما يشتمل التقويم على كل من: القياس والتقييم. وظائف التقويم: تتلخص وظائف التقويم في ثلاث عمليات؛ حيث يكون التقويم التشخيصي للمكتسبات التعليمية مقدمات العمليات الثلاث، وهي: التوجيه والإرشاد، التحكم بالتعلم، وإعطاء الشهادة. أنواع التقويم[1]: اتفق غالبية علماء التربية على نوعين من التقويم من خلال الحديث عن وظائف العملية التقويمية، هما: التقويم التكويني، والتقويم التقريري. • التقويم التكويني (المرحلي، البنائي): وهو كما جاء في تعريف دولاند سير، ما يكون في نهاية كل نشاط تعلمي، يكون موضوعه إعلام المتعلم والمعلم عن مستوى التمكن المحصل، كما يساهم في معرفة ما يعاني منه المتعلم من صعوبات أثناء العملية التعليمية، مما يعمل على اكتشاف المتعلم نفسه الإستراتيجية التي تسمح له بالتقدم،وهو جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية بوتيرة مستمرة؛ لأنه يحصل خلال عملية التعليم وحتى ما قبل انتهائها،إن الأخطاء التي تنتج خلال هذه المرحلة عن التقويم التكويني تعد تعلمًا مرنًا دونما النظر إلى نقاط الضعف في الطالب نفسه؛ إذ لا يلام إن أخطأ؛ لأن عملية تصحيح الخطأ آنية لا يعاقب عليه، بل تعطى له الفرصة لتصحيح الخطأ في حينه. • وظيفة التقويم التكويني: وظيفته الأساسية تكوين معارف وقدرات ومهارات ومواقف المتعلم،وقد عدد جنتن ثلاث وظائف أساسية للتقويم التكويني، وهي[2]: ♦ التثمين: وهو ما يعني توليد المعلم القناعة عند المتعلم أنه قادر وحده على ضبط نشاطه التعلمي من خلال وعي مسارات تفكيره وتصحيحها. ♦ التصحيح: ويشمل التصحيح الذاتي للأخطاء عند المتعلم، وتصحيح الثغرات التعلمية - إن وجدت - وذلك خلال ملاحظة المعلم لها وكشفها خلال العملية التعليمية، ويتم ذلك عبر النشاطات المقومة، النقاشات والحوارات العلمية، وحل التمارين، والاختبارات المصححة. ♦ الضبط: ويتمثل في الضبط الخارجي (من قِبَل المعلم) لإستراتيجيات التعلم لدى المتعلم، والضبط الذاتي (من قبل المتعلم)، حيث لا يتمكن المعلم من إجراء ضبط مباشر استباقي للعمليات القائمة لدى المتعلم ولا الضبط التفاعلي للعمليات خلال قيام المتعلم بالعمل إلا من خلال التأثير غير المباشر في المتعلم بعملية الضبط الذاتي، وبالتالي يكون المعلم قد حفظ معنى العملية التعليمية (ملاءمتها للأهداف)، وقام بتطويرها إلى الأفضل. • التقويم التقريري (الختامي، النهائي): ويحصل في نهاية عملية التعليم، ويتم فيه قياس النتائج المحصلة من قبل المتعلم وإصدار الحكم عليه بالرجوع إلى هذه النتائج. ♦ وظيفة التقويم التقريري: وظيفته الأساسية الحكم على المتعلم بالرجوع إلى مكتسباته في نهاية العملية التعليمية. مما سبق نستنتج أن التقويم بمختلف أنواعه جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، وما يحققه التقويم التكويني من أهداف تعليمية، فمن الضروري بمكان ذكر أهداف التقويم التكويني في التعليم[3]: ♦ تنمية الثقة المتبادلة بين المعلم والمتعلم. ♦ تعزيز ثقة المتعلم بنفسه وبقدراته. ♦ تعزيز الدافعية الداخلية لدى المتعلم. ♦ تشجيع وجود جو إنساني هدفه الأساس نجاح المتعلمين في أدائهم. بناءً على ما سبق ذكره يمكن تمثيل دور التقويم التكويني في العملية التعليمية بالنظر إلى الشكل الآتي[4]: ![]() المستجدات التربوية: للتقويم أدوات غير ثابتة من حيث تجددها وتنوع وسائلها؛ وذلك لارتباطها بالواقع التربوي والبيئة التربوية التي تتغير بوجود التقنيات التكنولوجية المستحدثة. مستوى الاستيعاب: يرتبط مستوى استيعاب الطلبة للأهداف التربوية بالفئة العمرية التي ينتمون إليها،وبناءً على ذلك، وجب اختيار نوع التقويم المناسب لكل فئة عمرية، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى تجاوب الطلبة مع الأدوات التقويمية التي يحبونها، ومثل هذه الأدوات: البطاقات الإثرائية، أوراق العمل، المسابقات الصفية التنافسية، الألعاب التربوية، الدراما التعليمية، العروض التمثيلية (ما يعرض من مواقف تمثيلية يليها أسئلة تقويمية، ويكون الطالب على علم بها)، التمارين المحوسبة، الاختبارات بأنواعها الشفوية والتحريرية. وقد عَنَّ لنا ونحن نحضر درس أنواع الفعل المعتل أن نخرج عن الرتابة إلى الحيوية، وأن يكون المتعلم معلمًا، والمعلم شاهدًا مرشدًا ومشرفًا، نظرًا إلى حساسية الدرس وتشعباته، وأملًا منا أن نرسي قاعدة صلبة لن تخبو في أذهان المتلقين، فكان التمثيل المسرحي هو الوسيلة المثلى لتحقيق ذلك. الموقف التمثيلي وأثره على المستوى الاستيعابي لطلبة الصف السابع: إن ولوج الدراما متمثلة في المقاطع التمثيلية للفئة العمرية التي تتراوح ما بين (12 - 14) عامًا، له الأثر البالغ في نفس الطالب المتعلم،وتبقى عملية مسرحة المنهاج الشغل الشاغل للعاملين في مجال التربية والتعليم وإدارة المناهج؛ للارتقاء بالعملية التعليمية، والعمل على تطويرها والنهوض بها؛ فالدراما هي الوسيلة المثلى لإعادة تأصيل المنهاج الإنساني الذي نبع منه. مسرحية أنواع الفعل المعتل للصف السابع الأساسي (تجربة عملية): جاءت فكرة مسرحية أنواع الفعل المعتل من واقع التجربة العملية في ضوء استثمار قدرات الطالبات المختلفة في هذه المرحلة العمرية، باعتبار ميلهن وحبهن الشديد لهذه الموهبة؛ إذ تم اختيار هذا الدرس دون غيره؛ نظرًا لطوله وكثافته بالأنواع المختلفة بعدما مر عليهن دراسة أنواع الفعل الصحيح. شخوص المسرحية: اشتملت المسرحية على إحدى عشرة طالبة من نفس الصف، بالإضافة إلى دور المعلمة،حيث وردت الأسماء في المسرحية حقيقية كما هي: سهام جبريل، سارة أبو شريعة، سلمى الخيري، منة سنونو، رؤى شملخ، آلاء الشوا، جمانة قزعاط، وئام كحيل، نغم كحيل، دعاء السويسي، شذى قديح،إن مشاركة هذا العدد في أداء الأدوار التمثيلية لهو مؤشر واضح في مشاركة وصقل مواهب وميول أكبر عدد من الطالبات بمختلف مستوياتهن التحصيلية. كما أن ذكر الأسماء الحقيقية غير المستعارة يساعد على الانسجام في أداء الأدوار، ويضمن السيرورة الدرامية مع صيرورتها، فيتم التفاعل بين الطالبات الممثلات بعفوية كبيرة بعيدًا عن التكلف والتصنع. زمان ومكان المسرحية: تم تنفيذ المسرحية يوم الخميس، الموافق 6 نوفمبر 2014م، في مكتبة المدرسة، حيث حضرت الحصة مجموعة من المعلمات؛ إذ كن في زيارة تبادلية للمعلمة. مشاهد المسرحية: إن المشهد المسرحي أو الدرامي في الدرس النحوي لهو خطوة عملاقة ونوعية في ترسيخ قواعده في أذهان الناشئة لا ينفك عن الاستيعاب، بل تزداد وضوحًا لتتربع في مخيلتهم فلا تتآكل بالسنين، ولا يضفي عليها الزمن ثوب النسيان،واللسان العربي الذي احتضن الفكر البشري منذ بدء الخليقة كان أداته الأنسب والأوفى لبيانه، والتواصل مع غيره، فأرسى أسس تعليمه عبر نحوه وصرفه؛ لتجنيبه اللحن، وتبليغ مراد من خاطب وحاضر. تتكون مسرحية أنواع الفعل المعتل من سبعة مشاهد، متقطعة، حيث كان يتخللها دور المعلمة تمثيلًا وتنسيقًا فربطًا بين المشاهد السابقة بالمشاهد اللاحقة، حيث جاءت المشاهد متسلسلة تسلسلًا شائقًا ومشوقًا؛ فقد اشتملت على مشهدين مسجلين (المشهد الثاني، والخامس)، تم عرضهما على شاشة العرض نظرًا لطبيعتهما التي تقتضي ذلك، وخمسة مشاهد أخرى مباشرة،وقد وردت المشاهد على النحو الآتي: • المشهد الأول: لقاء بين طالبتين (سهام، سارة)، ويدور بينهما حوار حول الفعل وأحرف العلة،في هذا المشهد نرى طاقة خامة تتفتق من وجدان الطالبتين يمكن صقلها بقواعد الفن المسرحي؛ وذلك باتباع التدريب على الإلقاء حتى نصل إلى أداء مميز ومتفاعل مع الدور والمشهد المسرحي،اشتمل هذا المشهد - وكذلك المشهد السابع - على دور المعلم الصغير وأسلوب التعلم بالأقران،وقد أثري المشهد بالحوار والمناقشة المستمرة إلى أن تحقق الهدف التعليمي. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |