|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أقبل بمن يقصرني في القامة كزوج؟ أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، عاجل رجاءً، أريد رأيكم في مسألة أرَّقتني كثيرًا، وهي مسألة زواجي. أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة، ولله الحمد من قبل ومن بعد؛ فقد وهبَني كل الصفات التي يتمنَّاها أيُّ رجل؛ فالحمد لله أنا ذاتُ دين، أحسب نفسي كذلك، ولا أزكِّيها على الله؛ فقد درستُ علومَ الشريعة، وكذا ذات جَمال في الخَلق والخُلق، ولله الحمد، أمَّا طموحاتي فهي أكبر منِّي بكثير، ومنذ أن ولجت للجامعة، والخُطَّاب يَطْرقون كلَّ الأبواب في أعوام الجامعة، وكان أبي يرفض بحجَّة الدِّراسة، أمَّا بعد ذلك فأصبحتُ أرفض أنا في بعض الأحيان؛ للفارق الرهيب في السن؛ حيث كان يتعدَّى 15 سنة، أو في المستوى الاجتماعيِّ أو العِلمي، أو حتى الدِّين أحيانًا، وتارة أبي يرفض، أو أمي. المهم تقدَّم لي في الفترة الأخيرة العديدُ من الخُطَّاب، والله بعض صديقاتي يحسدْنَنِي، لكن لو علموا كمَّ التخبُّط الذي أعيش فيه، والاضطراب النفسي؛ خصوصًا عندما يأتون دفعة واحدة، وبعدما ضربتُ أخماسًا في أسداس، هذه المرَّة اخترتُ منهم مَن أظنُّه أكثرَهم التزامًا بالشرع، وأكثرهم توافقًا مع حالتي الاجتماعيَّة، فوالدي رجل ميسور الحال، وهذا الشخص لا يكبرني كثيرًا في السنِّ، ومستواه جامعي، ومن عائلة محترمة جدًّا، قيل لي: إنَّه ملتزم ومحافظٌ على الصلوات، وإنسان حيِيٌّ ومتخلِّق. أمَّا النقطة التي أنا متخوِّفة منها، فقد قلتُ لكم أنَّ الله وهبني جمالاً وقوامًا، لكن الخاطب قصير القامة مقارنةً بقامتي. في الحقيقة أعلم أنَّ هذا الأمر نفسي؛ لأنَّ مشكلة القامة عاملٌ يشغلني كثيرًا، أخاف أن أندم على اختياري؛ خصوصًا وقد خطبني الكثير، ومن الآن بدأتُ أسمع تعليقات أهلي الاستفزازيَّة، والله لا أُبالغ، لكن الأمر ضروري، وعليَّ اتِّخاذ القرار؛ خصوصًا أن الزواج صار واجبًا في مجتمعاتنا المنفتحة، أرجو رأيًا يُساعدني على اتِّخاذ القرار. الجواب وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته. آمُل ألاَّ نكون قد تأخَّرنا عليكِ كثيرًا، وفات وقت القرار. مشكلتُكِ ليست مشكلةً كبيرة، ولا شكَّ تُدْرِكين ذلك، لكنَّك فقط بحاجة إلى أنْ تَضَعي بعض النِّقاط في ذهنك، وتُراعيها عند اتِّخاذك للقرار: 1- الطُّول أو القِصَر لا يُعدَّان مشكلةً في ذاتيهما أبدًا، لكن فقط يؤثِّران حسب ما يترتَّب عليهما، وحسب نفسيَّة الطَّرفين. 2- لذلك من المهمِّ جدًّا أن تعرفي بدايةً ما تأثيرُ ذلك على شخصيَّة الخاطب؟ وهل يَراه نقصًا يؤثِّر عليه، أم أنَّه شخصٌ واثق بنفسه، وله قدرته على التكيُّف مع الأمر؟ إذْ إنَّ بعض الرجال يؤثِّر عليهم ذلك، وعلى تعامُلِهم بعدها. 3- أيضًا بالنسبة لك: من المهمِّ أن تُدْرِكي ما تأثيره عليك، وما درجة اهتمامِك بالأمر؟ هل هو تخوُّف طبيعي في البداية، سرعان ما يزول لو وثقت بالأمور الأخرى، أو أنه سيؤثِّر على حياتك مستقبلاً، وسيجعلك تشعرين بتفضُّل عليه، وأنَّك الأفضل؟! 4- لا تجعلي نظرة الناس تؤثِّر عليك أو على قرارك؛ فهي حياتُك أنت، ليس سواك، لكن في نفس الوقت انتَبِهي ألاَّ تكوني من النوع الذي يتأثَّر كثيرًا بكلام الناس، فتتجاهلينه مؤقتًا، ثم سرعان ما تتغيَّرين بسببه بعد الزَّواج! 5- قارِني بين الإيجابيَّات والسلبيات، وثقي أنَّ الكمال لله فقط، وكلٌّ منَّا له أولويَّاته؛ سواء في الشكل، أو في الطَّبع، أو في البيئة، اكتُبِي في ورقةٍ جدولاً، ضَعي فيه أولوياتك، وضعي ما لا يُمكنك الاستغناء عنه في خانة وَحْده. 6- اسألي نفسك بصدق: هل له من الإيجابيَّات ما يغفر له هذه السلبيَّة؟ وما يجعلك تنظرين له بتقديرٍ بعد الزواج، وينسيك التَّركيز على طوله أو قِصَره؟ 7- تذكَّري أنَّ لك عيوبًا أيضًا، ولا يخلو حيٌّ من عيب؛ فهل تجدين تكافُؤًا بينك وبينه، أو تعتقدين أنَّك الأفضلُ في كل الأحوال؟ لو وجدتِ نفسك الأفضل وستتنازلين بزواجك منه، فتوقَّفي، وراجعي نفسك ثانية! 8- أهمُّ من كلِّ ذلك: لا تنسي الاستخارة بعد الاستشارة، وثقي أنَّ الله هو الأعلم بالخيرِ لنا، المهمُّ أن تركِّزي بطريقة إيجابيَّة على حياتك المستقبليَّة. وفَّقكِ الله، ويسَّر لك الخير حيث كان، وأسعدَك في دينكِ ودُنياك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |