|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() علاقة نت أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا امرأة مُطَلَّقة ولَدَي طفلٌ، من 6 سنوات تعرَّفْتُ على رجلٍ مُتزوِّج في الخمسين من خلال موقع زواج، أحبَّ كلٌّ منا الآخرَ، وتعرَّفْنا بهدف الزواج، ولكنَّه كان يؤخِّر ارتباطَنا، ودائمًا يقول أنَّ هناك ظروفًا، كان يؤجِّل بسببها الزواج، حاولتُ معرفتها، ولكنَّه كان يقول لي أنه ليس الوقت المناسب، وعندما تناقَشْنا - ليلة قال لي ذلك، وبعد سنة من علاقتنا - أنَّ زوجته مريضة، ولا تستطيع الاعتناءَ بنفسها ولا به، وأنه يَصْعُب عليه أن يَجْرحَها ويتزوَّج؛ حيث ستنظرُ له على أنه خائنٌ وبلا مشاعِر، وسيزيد ألَمها، وأنه لا يَحفظ العِشرة. أنا أتألَّم الآن، وهو ما زال على ما هو عليه ومتعلِّق بي، ولكنِّي تركتُه الآن، أنا أتعذَّب، ما هي نصيحتُكم لي؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لا بدَّ أنَّ تتألَّمي، وأنْ تستشعري العذابَ النفسي, بل وأنْ تستمرَّ معكِ تلك الحالة من الإحباط والشعور بضياع مدَّة غير هيِّنة من عُمرك دون أدْنَى فائدة. لا بدَّ أنْ تتبدَّدَ سُحبُ الأمل أمامَ دُخُان الألَم, وتتوارَى البَسمة التي كانتْ تحلمُ بتحقيق الْحُلم وصِدْق الوعْد؛ ذلك لأنكِ ولَجْتِ الباب, ومَن يَلِج هذا الباب، فحتْمًا سيتجرَّع مَرارة العذاب، ويَكتوي بنار الأحزان. إن كنتِ راسلتِني قبل سنة, أو في بداية تعرُّفكِ به, كنتُ سأشير عليك بقَطْع العلاقة وأنصحك بالابتعاد عنه؛ فهو - فضْلاً عن عُمره غير المناسب - بدَا عليه البُعدُ التامُّ عن المصداقيَّة, والتهرُّب أكثر من مرَّة, وعدم دخول البيوت من أبوابها! أما وقد أعْلَنَها الآن صريحة، وأوْضَح بكلِّ هدوءٍ رغبتَه في ردِّ الجميل وصيانة العِشرة، والوقوف إلى جوار زوجة مريضة, فلا حِيلة لنا إلا بالاعتبار والتصبُّر, أليس كذلك؟ لَم أتعجَّبْ من شيءٍ في رسالتك كتعجُّبي من تصديقكِ له، حتى هذه اللحظة التي قرَّر فيها الانسحابَ والتملُّص من الوفاء بوعْده, كلُّ هذا وتقولين: مُتعلِّق بي! أيُّ قلبٍ هذا الذي لا يستطيع أن يُنكر مما يقوله مَحبوبُه شيئًا, مَهْمَا خالَفَ الواقع؟! يقول أنَّه مُتعلِّق بكِ, لكن لا يستطيع الزواج! ماذا يَعني بذلك يا عزيزتي؟! عليكِ أن تكوني أكثر نُضجًا وأوْعَى فَهمًا, فلقد مَررتِ بتجربة سابقة، كان عليك الاستفادةُ منها! لا أظنُّه إلا يريد التلاعُبَ بكِ والاستمرار في علاقة الإنترنت التي اعتادَها، وصارتْ طريقة سهلةً للحصول على تسلية مَجَّانية ومُتاحة في كلِّ وقتٍ! وجدَ قلبًا ضعيفًا مِعْطَاءً، يُقدِّر ظروفَه مَهْمَا تعلَّل ومَهْمَا تَهرَّب, فلِمَ لا يرغب في الاستمرار؟! نصيحتي لكِ باختصار: أن تَهتمِّي بنفسكِ، وأنْ تَحْرصي على ما ينفعكِ، وتَثْبُتي على ما أنتِ عليه من قَطْع العلاقة والفِرار بنفسكِ ودينكِ, فلا سبيل لاستمرار ما فيه مخالفة لشريعتنا الإسلامية، وبُعدٌ عن المنهج القويم. وإنْ أردتِ الظَّفر بزوج صالِح، فاعلمي أنَّه لن يكونَ عن طريق تلك العلاقات ولا المراسَلات, وإنَّما بإمكانكِ الاشتراكُ في مواقع الزواج الرسميَّة التي تَتَّبِع المنهج الإسلامي الصحيح، وتَسير على دَرْبه, وفيها تُسجِّل الفتاة المعلومات الخاصة بها, ويكون التعاملُ فقط مع وَلِي الفتاة, فيظهر حينها صِدْقُ الخاطب وتجنُّب المشكلات. أنصحكِ أيضًا ألا تتقوقَعي على نفسك وتَعتزلي المجتمع؛ ففي الواقع فرصٌ أحسنُ وأكثر مما في عالَم الشبكة, ولتذهبي إلى المناسبات واللقاءات العائليَّة, ولتحرصي على زيارة الصديقات والتودُّد إلى الجميع، والاعتناء بمظهركِ وهِنْدامكِ في حدود ما أباحَ الله, وأنْ تُظهِري جمالكِ واعتناءكِ بطفْلكِ أمامَ الأهل, ولا مانع من التعريض بقَبول الرجل المتزوِّج أو المطلق أو غيرها، مما تتنازلُ عنه الفتاة من الأمور المقبولة والممْكِنة التنازُل. أنصحكِ أيضًا بشغْل نفسك بما ينفعكِ، كالقراءة وتعلُّم العلم الشرعي النافع, واستغلال هذه المدَّة من حياتكِ؛ فالفراغ نعمة عظيمة لمن أحْسَنَ استغلالَه, وكم من نساءٍ يَسَّر الله لهنَّ حِفْظ القرآن بعد الطلاق! فاحْرصي على شغْل نفسك بهدف نبيلٍ تَسْعَيْنَ إلى تحقيقه, ويُجنِّبكِ شرَّ نفسكِ، وشرَّ الوقوع في تلك الْحِيَل. أوصيكِ أخيرًا بصِدْق اللجوء إلى مَن بيده تزويجكِ وإصلاحُ حالك, وأن تُلحِّي على الله في الدعاء بأنْ يَرزقكِ بصاحب الْخُلق والدِّين، وأنْ يُعينكِ على أمرِ دينكِ ودُنياكِ, وثِقي أنه - عز وجل - لا يَخيب من دعاه ورَجَاه وتعلَّق به, وأنه يُجيب دعوة المضطر؛ ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ﴾ [النمل: 62]. ويقول - تعالى -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]. فتوجَّهي إليه - سبحانه - وأكْثري من الاستغفار والتوبة وتقرَّبي إليه بالنوافل, فمَن أحبَّه الله أحبَّه الناس؛ ورَد في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أحبَّ الله العبدَ، نادَى جبريل: إنَّ الله يحبُّ فُلانًا فأحبَّه, فيحبه جبريل, فينادي جبريل في أهل السماء: إنَّ الله يحبُّ فُلانًا فأحِبُّوه, فيحبه أهلُ السماء، ثم يُوضَع له القَبول في أهل الأرض)). وفَّقكِ الله وأعانكِ ورزَقكِ الزوجَ الصالح الطيِّبَ، التقيّ النَّقي، وأعانكِ على تربية ولَدكِ على ما يحبُّ الله ويَرْضَى, ونَسْعَد بالتواصُل معكِ في كلِّ وقتٍ, فلا تتردَّدي في مُرَاسلتنا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |