|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أبي تركني وأنا صغير أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: شابٌّ لَم يَرَ والده إلا مرتين في حياته، بسبب انفصالِه عن أمِّه، حاوَل الأب التواصُل معه لكن الابن يرفض بسبب تأثُّره النفسي بوالدِه. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 22 سنة، أبي وأمي انفَصَلا وأنا صغير، وأنا أعيش حاليًّا مع والدتي، ولم أُقابِلْ والدي سِوى مرتينِ فقط في حياتي! فقد حصلتْ مشكلاتٌ كثيرة بينه وبين أمي، وعليها عشتُ مع أمي، ولم يَبْذُلْ هو أي مجهود للحنوِّ عليَّ أو رؤيتي، إلا بعض المحاولات اليسيرة، مثل: حضور زفاف أحد الأقارب، وطلب السلام عليَّ لكنني رفضتُ، ومثل: طلب الصداقة عبر (الفيس بوك) لكنني رفضتُ. لم أنسَ أنه تركني وأنا صغيرٌ، ونتج عن ذلك تشوُّهات نفسية لي طوال حياتي، أخبِروني وأشيروا عليَّ هل أنا على صواب أو خطأ؟! الجواب أيها الابن الكريم، حياك الله. الحمدُ الله الذي لم يُحمِّلنا ما لا نُطيق، ولم يَفرِضْ علينا ما يُخالف ما فُطرنا عليه مِن حبِّ مَن يُحْسِن إلينا، والنفور ممن يُسيء إلينا بقولٍ أو فعلٍ، وهذه المشاعرُ مما فُطِرَ عليها الإنسانُ، ولا حيلة له في دفْعِها ولا قدرة له على استجلابها؛ ففي الحقيقةِ أنت لا تحتاج إلى نسيانِ ما حدث لتتمكَّنَ من بِرِّه، ولستَ مضطرًّا أن تحبَّه لتُحسنَ إليه. ولعلك لا تعجز أن تتبسَم في وجوه بعض الزملاء أو المعلمين أو غيرهم، مع عدم ارتياحك لهم، أو نفورك منهم، ولكنك تجد نفسك مضطرًّا لذلك؛ لأنهم مَفْرُوضون عليك في مجال الدراسة، أو الجيرة، أو القرابة، فلن تجدَ بُدًّا مِن التعامل معهم. الحياةُ يا بُني لم ولن تكونَ في كل شؤونها على ما نُحب، ولن تستقيمَ لك على حالٍ؛ فتارة سعادة وهناء، وتارة أحزان وهموم، والوالدُ والوالدة ممن أوصانا الله ببِرهم، ولو لم يحسنوا إلينا ولو لم يُعامِلُونا معاملةً حسنةً، أو يغدقوا علينا مِن عطفهم وحنانهم، ولا يغرنك ما تجد أو تسمع مِن قصص تفاني الوالدين في التضحية مِن أجل أبنائهم، والحرص على إسعادهم؛ فالعاقلُ لا يُصدِّق كل ما يُقال، ولا يقارن حالات مختلفة لا يعلم كافة جوانبها؛ فقد يفعل الوالدُ أكثر مما فَعَل والدك إن تعرَّض لمواقفَ أخرى، وقد يخفى عليك ما لو علمته لنظرتَ للأمر بصورةٍ مغايرةٍ تمامًا عما تكوَّن لديك من اعتقادٍ تسبَّب في تشويه صورة الوالد في طفولتك التي مَضَتْ. أيها الابن الكريم، قد جَعَل الله للوالدين ما ليس لغيرهم حيث إنه لا يجوز لنا بحالٍ أن نُعامِلَهم معاملة النِد فنقسو عليهم إن قسوا علينا، ونحسن إليهم إن أحسنوا إلينا؛ لأنَّ الله مَنَحَهُم ذلك، وأوجب علينا برَّهم ولو لم يبرونا؛ فعن سعد بن أبي وقاص أن أمَّه حَلَفَتْ ألا تُكَلِّمه أبدًا حتى يكفرَ بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالتْ: زعمتَ أن الله وصاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمُرُك بهذا، قال: مكثت ثلاثًا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابنٌ لها يقال له: عمارة، فسقاها فجعلتْ تدعو على سعد، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ﴾ [العنكبوت: 8]، فقد دَعَتْ على ولَدِها، وبالَغَتْ في القسوة عليه، وأَمَرَتْهُ أن يَكْفُر بدينه، ولم يُؤمَر إلا ببِرِّها! يا بني، هذا ديننا، وهذه أوامرُ ربنا التي لم تكتبْ علينا لتعذبنا، ولا لتخالف ما فُطرنا عليه، فراجِعْ وضعك، وتواصَلْ مع والدك قبل أن يُحال بينك وبين ذلك، ولن ينفعَ حينها مَندم. أسأل الله أن يُعَوِّضك في شبابك ما فقدتَ في صِباك، وأن يخلفَ عليك خيرًا وأن يرزقك راحة في الدنيا ونعيمًا في الآخرة، وتذَكَّرْ أن أجرَك على قدر نصبك، والله تعالى لا يُضيع أجرَ مَن أحسن عملًا. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |