|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أتزوج فتاة تحب شابا آخر؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: شابٌّ يبحث عن زوجة صالحة، وبعدما أعجب بفتاة وتقدَّم لها أخبره شخص أنها تحبُّ شخصًا آخر، ويسأل: هل أتقدم لخطبتها أو لا؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ أبحث عن فتاةٍ ذات دين منذ عدة أشهر، وسمعتُ عن فتاة محبَّة للدين، وإن كانتْ ليست ملتزمةً به كما ينبغي، لكن الأصل موجود وهو حب الالتزام والحمد لله. علمتُ أنها خُطبت مِن قبلُ ثم فسخت خطبتها، والسبب كما قال أحد المقربين منها والعهدة عليه: عدم التزام خطيبها بالدين، مما دفعني إلى التفكير فيها. سألتُ عنها فأثنى الناس عليها، لكن عرفتُ مِن أحدهم أن سبب انفصالها عن خطيبها أنها تحبُّ شابًّا آخر، ثمَّ عرفت منه أن الذي أخبره بذلك هو خطيبها المذكور! كنتُ قد أرسلتُ إلى أهلها رسالة أخبرتهم فيها بنيتي في الذهاب إليهم لرؤيتها قبل أن أعلم بهذا الخبر، واستشرتُ بعض الناس في هذا الأمر، فوجدتُ أن نصائحهم فيها تفصيلات مبنية على أمور أنا لا أملك معرفتها، فاعتمدتُ على وجوب التبيُّن والتثبُّت. ذهبت إلى أهل الفتاة لرؤيتها الرؤية الشرعية، فوجدتُ قبولًا مِن حيث الشكل، لكنني أشعر أني في حيرة مِن أمر محبتها لشاب آخر. استخرتُ الله كثيرًا، وأنا الآن أحتاج أن يَمُنَّ الله عليَّ بمشورةٍ أستبين بها أمري، فأنا أختار حياتي المستقبلية، وأخشى أن أقعَ في خطأ أندم عليه بقية حياتي. فدلوني على الصواب، وجزاكم الله خيرًا الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أخي الكريم، حياك الله. فارَقَ أحدُ الصالحين زوجته وهمَّ بطلاقها، فسأله الناس عن سبب ذلك، فأخبرهم أن أخلاقه ودينه يمنعانه أن يتحدَّث عنها وهي امرأته، فلما طلَّقها أعادوا عليه السؤال، فأخبرهم أنه ليس له أن يتكلم فيمَن لا تحلُّ له! والآن يتفنَّن الناس - إلا مَن رحم الله - في الحديث عمن يَعرفون ومَن لا يعرفون، ويُبالغون في سرد أقاويل ليس لهم بها علم ولا دراية بحقيقتها؛ فمَن أراد أن يستقْصي خبرًا يتعلق بحياته ويَعتمد عليه مستقبله كأمور الزواج فعليه أن يتحرى الدقة، ولا يُعطي أذنه لكل صاحب قيل وقال، وأن يسعى بنفسه للتحقُّق مِن الأخبار التي تُعرض عليه. قد تكون تلك الفتاة أحبَّت رجلًا قبل خاطبها وقبلك، وقد يكون لها ارتباط عاطفيٌّ بغيرك، وهذا واردٌ في كل فتاة ستتقدم إليها؛ مع شدة الاختلاط المتفشِّي في المجتمع، والذي يعجز معه الشباب والفتيات في كثير مِن الأحيان عن غضِّ البصر وتجنُّب التعامل مع الجنس الآخر، ومن ثم يعجز عن منع قلبه مِن الميل لأحد الذين يتعامل معهم، فهل ستتراجع بمجرد أن تعرفَ ذلك؟ أنصحك أن تُحسن اختيار المسؤول، وألا توحِّد مصدر معلوماتك، فإن كذب بعضهم فلعلَّ البعض أن ينأى عن ذلك. كما أنصحك أن تَسبق عقد الزواج بوقتٍ كافٍ من الخطبة التي يتبيَّن فيها الكثير مِن الأمور، رغم أنك لن تكون محرمًا لها، ولكن سيكفي تعامل العائلتين مع بعضهما، ورؤيتها أكثر مِن مرة بأن تعلم عنها ما يُرجِّح كفة الزواج منها، أو يخبرك بما تقرِّر به مفارقتها واختيار غيرها. يا بُني، اعلم أن الإنسان أضعف مِن أن يَختار لنفسه الاختيار الأمثل، ويتجنَّب الشر في شتى جوانب حياته، ولا حيلة له إلا أن يُفوِّض أمره إلى الله، ويَصدُق في التوكل عليه، ولو أُتيح ذلك لأحدٍ لكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بذلك؛ ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾ [الأعراف: 188]. فتوكَّل على الله إن رغبت بها ورضيت خُلقها وخِلقتها، واسْعَ وقت الخطبة لاستيضاح ما يؤرِّق فِكرَك ويُحيِّر قلبك، وراقب تصرُّفاتها وسلوكها، ولن تستطيع الفتاة في الغالب أن تتظاهَر بمحبة لا تجد لها في قلبها صدى، ولا تحس في رُوحها لها أثرًا، فإن تبيَّن لك أنها تحبك فقد انتهى ذلك الحب القديم ونفد وقوده - هذا إن كان ذلك الادعاء صادقًا - وإن استشعرت منها الملل أو الضيق، فأمامك الوقت لتُقرِّر أمرك وتهرب من زواج حُكم عليه بالفشل. ولكن احذر أن تُخاطبها بلغة الاتهام والشك التي تَهدم العلاقة قبل أن تُبنى، وتصدع أركان المحبة قبل أن تشتدَّ وتقوى. وفَّقك الله وكل شباب المسلمين، ورزقكم العفاف والغِنى، وأصلحكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |