|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وجدت فيه صفات زوج المستقبل أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: فتاة أُعجبتْ بأخي صديقتها مِن خلال حديثها الدائم عنه، وتفكِّر فيه باستمرار، وتسأل: هل ما أعيش فيه قصة حقيقية أو وهم؟ وهل أصرح له أو لا؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري 21 عامًا، تربيتُ في عائلة متدينةٍ، تُقيدها العاداتُ والتقاليدُ، والآن أكمل مرحلتي الدراسية الجامعية، والحمدُ لله تبقى فيها القليل. كنتُ مِن اللواتي لا يُفَكِّرْنَ في الزواج بتاتًا، وكان كلُّ همي أن أكملَ دراستي، وأبحر في العلم الذي كان محورَ شغفي، وكنتُ دائمًا أنصح أخواتي اللواتي يسيطر عليهنَّ الإحباط بألا يجعلْنَ محور حياتهنَّ الشاغل الزواجَ، وبأنهنَّ في طريقهنَّ في الحياة سيلتقينَ بالشخص المناسب. بالرغم من ذلك كنتُ دائمًا أدعو ربي بأن يدلني بمَن سيكون مِن نصيبي، ولا أنسى كيف تضرعتُ بالدعاء إلى الله عندما كنتُ أُؤَدِّي العمرة. لي صديقة مُقرَّبة كانتْ تتحدَّث دائمًا عن أخيها الذي يبحث عن زوجةٍ صالحة، وقد وجدتُ فيه - مِن خلال كلامها - كل الصفات التي تَمنيتُها في زوج المستقبل؛ مِن صفاتٍ علميةٍ، وفكريةٍ، وجسَديةٍ. دون شعورٍ مني وجدتُ نفسي أنجذب تدريجيًّا لكلامها عندما تتحدث عنه، وأنتظر اللحظة التي تتحدَّث فيها عنه، وكنتُ كلما تكلمتُ عن شيءٍ أحبُّه، ردتْ: وأخي أيضًا يحبه! وأنا بطَبعي أنجَذِب للأشخاص الذين أشعُر بأنني أشترك معهم في نفس الميول والتفكير. جلستُ أفكِّر في حيرة من أمري: هل هو الشخص الذي أنتظره؟ أو إنني متوهمة؟! لكن تفكيري لم يتوقفْ، وكم تمنيتُ سرًّا أن يكونَ هذا الشابُّ شريك حياتي. لا أعرف ماذا أفعل؟ وأنا بالفعل تائهة، ومجتمعنا العربيُّ لا يسمح للفتاة بأن تخطبَ لنفسها، وسأشعر بالإحراج إذا ما صرحتُ بذلك لصديقتي، وأفكر كثيرًا في أنه ربما لا تنال مواصفاتي إعجابه، وأكون قد وضعتُ نفسي في موقفٍ أنا في غِنًى عنه. كم تمنيتُ أن يأتيَ الطلَبُ منها، وما زلتُ أفكِّر هل أعيش قصة حقيقية أو وهمًا؟ الجواب بُنيتي العزيزة، حياكِ الله. الأمرُ لا يتعلَّق بحقكِ في التفكير بقَدْر ما يتعلق بالضرر الذي سيقع عليكِ جرَّاء الانسياق وراء التفكير في أمرٍ قدَّره الله عليكِ، وسيأتي وقته الذي ستعرفين فيه زوجكِ الذي اختاره الله لكِ مِن بين الرجال بإذن الله، فما حاجتكِ في التمادي في التفكير في ذلك؟ لنفترض أنَّ فيه مِن الصفات ما أعجبكِ، ورأيتِ في الزواج منه راحتكِ، فما الداعي للخوض في مشاعرَ تُثير الحيرة، وتُفجِّر الشوق لشخصٍ لم يتبينْ لكِ بعدُ أهليته للزواج أو العكس؟ فلنفترضْ أن صديقتكِ تتعمَّد الحديث عنه؛ لأنها رأتْ ما رأيتِ، هل تعتقدين أنَّ مِن الفائدة أن تزيدي مِن تعلقكِ به بتفكيرٍ لن يُقدمَ ولن يُؤخرَ في أمرِ زواجكِ؟ بصرف النظر عن الشخص، أنصحكِ أن تجعلي دعاءكِ ينحصر فيما ينفعكِ، وأن تُعممي دعاءكِ بما لا يدع لخاطركِ مجالًا أن يسبح في أمور غيبية لا عِلْمَ لكِ بها، ولا حيلة لكِ فيها؛ إذ تعلمين أن المجتمع لا يَقْبَل مثلَ هذه الأمور، وأن أول مَن يُنكر ذلك الزوج، وقد تظهر في بعض الممازحات لا تقبلها الفتاة وتشعر أنها تجرحها بعد الزواج، وهذا يحدُث في كثير مِن البيوت وتنجم عنه مشاحناتٌ، وتكبر الأمور دون إدراكٍ مِن الزوجين. لهذا لا أنصح أبدًا بعَرْضِ مِثْل هذا الطلب على صديقتك؛ سواء بالتلميح أو التصريح. فتوكَّلي على اللهِ، واعلمي أنه سيختار لكِ الأصلح والأنفع متى ما فوضتِ أمركِ إليه، وتوقفتِ عن توقع الأحداث والتفكير في الغد الذي اختص سبحانه نفسه بعِلمه، وحجب الكثير منه عن عباده. وخيرٌ مِن ذلك فكِّري كيف تكونينَ بإذن الله زوجةً صالحةً، وأمًّا نافعة، وكيف تتغلَّبين على بعضِ المشكلات التي تعوق الحياة السعيدة، وتتعلمين كيف تتفادينها لتستمتعي بحياةٍ طيبةٍ وهادئةٍ بإذن الله. وأنصحكِ بشغل نفسكِ بالدراسة الآن، والعمل على تحصيل أعلى الدرَجات؛ لتسعدي ويسعد أهلكِ، ولتتغلبي على كلِّ فكرة مِن شأنها أن تؤثرَ عليكِ سلبًا. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |