|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ضرب الزوجة لزوجها أ. فيصل العشاري السؤال ♦ الملخص: رجل متزوج يشكو مِن ضَرْبِ زوجته له، وهو يَضربها في المقابل، ويُريد حلًّا لذلك؛ لأنَّ ذلك يُؤثِّر على قوامته كرجلٍ! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. زوجتي تضربني ضربًا مبرحًا بسبب خلافاتٍ صغيرة بيني وبينها، وعندما أرُدُّ لها الضربَ بالمِثْل يُطالبني أخوها برد الضرب غير المبرح فقط، فأقول له: إذا ضَرَبَتْنِي ضربًا غير مُبرحٍ فسأضربها ضربًا غير مُبرح، وإذا ضَرَبَتْني ضربًا مبرحًا فسأضربها بالمِثْل! لكنه يُصِرُّ على أنها تضربني ضربًا غير مبرحٍ وأنا أرُدُّ بضرب مُبرحٍ! أنا لا أريد ضربَها، لكن ضربها لي مخالفٌ لفِطرتي كرجلٍ، وينقص مِن كرامتي وقوامتي، فماذا أفعل؟ وهل مِن حقي أن أمنعَ أهل زوجتي مِن دُخول بيتي، وفي المقابل لن أمنعَها مِن زيارتهم؟ وهل مِن حقي أن أشتمَ والدَ زوجتي بالمِثْل إذا شتَمني، وأن أضربَه إذا ضربني؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا. يُقال: إنَّ الخلافات بين الزوجين هي مِلحُ الحياة الزوجية؛ لكن إذا زاد الملحُ عن حدِّه وتَحوَّل إلى ضربٍ مُتبادلٍ بين الزوجين، فقد يُؤدِّي ذلك إلى فساد الطبخة نفسها! مسألةُ الضرب لا علاقة لها بالقوامة؛ فليس مِن متطلبات القوامة أن يضربَ الزوجُ زوجته، بل القوامة مجرد إدارة إشرافية شرَفية، لا تُبيح للزوج ظُلم المرأة أو ضربها، والقوامةُ سببُها أمران: • التفضيل الإداري، ﴿ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 34]. • النفَقة، ﴿ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34]. قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34]. والضربُ الوارد في الآية تكلَّم الفقهاءُ عنه كثيرًا مِن حيثُ حَجمُه وكيفيته، فقالوا: • لا يتم اللجوء إليه إلا بعد الوعظ والهَجْر. • وألا يكون مبرحًا. • وأن يكونَ بطرف السِّواك مثلًا. • وأن يَتجنَّب الوجه. • وأن يقصدَ به التأديب لا الانتقام. • وتَرْكُ هذا الضرب خيرٌ مِن فِعلِه. وألا يُؤدِّي الضربُ إلى مفسدةٍ أكبر؛ كطلاق ونحوه، وذلك يكون إذا تغيَّر عُرف الناس في مسألة الضرب، كما قرَّر ذلك الطاهرُ بن عاشور في تفسيره، فبعضُ المجتَمعات زمانًا ومكانًا يكون الضربُ عندهم أمرًا اعتياديًّا، بينما يكون في مجتمعاتٍ أخرى أمرًا مُستَنْكَرًا، ويُعَدُّ إهانةً عظيمةً قد تُؤدِّي إلى الطلاق، لذلك لا يتم اللجوءُ إليه في هذه الحالة. ما يَحصُل بينكما مِن شجارٍ وضربٍ أساسُه عدمُ التفاهم في الحياة الزوجية، وعدم الالتزام بالقانون الاخلاقي بينكما. وليست القضية قضية الاختلاف على (كمية) الضرب بينكما، بل القضية هي: (لماذا) هذا الضَّربُ بينكما؟ لذلك أرجو أن تُعيدَا طرحَ الدستور الأخلاقي الزوجي بينكما، والذي يقوم على الاحترامِ المُتبادَل بينكما، ومعرفة الحقوق والواجبات، وليس هذا مَوضعَ تَفصيلها. مِن حقك كزوجٍ أن تكونَ دفةُ القيادة بيدك، لكن هذا لا يتمُّ فَرضُه بالقوة، وإنما بالاحترام، فنرجو أنْ تبتعدَ عن ضَربِ زوجتك، حتى لو مَدَّتْ يدَها عليك، فيُمكنك اللجوء إلى وسائلَ احتجاجيةٍ أخرى غير الضرب؛ بحيث تجعلها هي في موضع المُتَّهَم، أما لو قابلتَ ضربَها لك بالضرب أيضًا فهنا تكونان قد استويتما في الإساءة، بغَضِّ النظر عن (كمية) الضرب بينكما! قد تكون هناك مشكلةُ عدم احترام وتقدير بينك وبين أخيها، فحاوِلْ أن تحلَّ هذه المشكلة بالجلوس معه، والتفاهم حول هذا الأمر، أو اللجوء لشخص آخر؛ كوالدها، أو أخيها الآخر إن كان لها أكثرُ مِن أخٍ. مِن حقك مَنْعُ أيِّ شخص مِن دخول بيتك، حتى لو كان إخوة الزوجة، لكن لا يتم اللجوء إلى هذا الخيار إلا في حالاتٍ استثنائيةٍ؛ لأنه قد يُفاقم المشكلة. كما أن السبَّ لا يُقابَل بالسَّبِّ، بل على العكس، يُقابَل بالصبر والإحسان؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، فمُقابَلة السيئة بالحسنة تُؤدِّي إلى هذه النتيجة الإيجابية. وفقكم الله لما يُحبُّه ويرضاه
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |