اختيار الزوجة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 480 - عددالزوار : 131185 )           »          أصول الاستدلال في تفسير الأحلام (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شموع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 8321 )           »          إيذاء موسى عليه السلام: قراءة تفسيرية وتحليلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حين يجمع الله ما تفرَّق بالدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات ودروس من سورة آل عمران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2512 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1956 )           »          حديث: أدركت بضعة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يقفون المولي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أهمية وثمرات الإيمان باليوم الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2021, 02:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,171
الدولة : Egypt
افتراضي اختيار الزوجة

اختيار الزوجة


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي



السؤال
السلام عليْكم،
برجاء أَفْتني بِمعنى ذات الدِّين في الحديث، فأمامي امرأة على قدْرٍ من الجمال وحسن الخلق والنسب، وقدْرٍ قليل نسبيًّا من التديُّن، فهي محجَّبة حجابًا عاديًّا، وتَحفظ بعض القرآن وتصلِّي؛ ولكن تَحتاج لتقويم نسبي في انتِقاء ملابِسِها، وهي تُعْجِبني؛ ولكنِّي أخْشى أن أكون قد فضَّلت الجمال على الدِّين، فقد أتمكَّن مع بعض الجهْد من إيجاد مَن هي أكثر تديُّنًا وأقلُّ جمالاً، فأنا - بفضْل الله - أحفَظُ ما يزيد عن ثلُثِ القُرآن الكريم، وأسعى للمزيد.

فهلاَّ نصحتموني أثابكم الله، جزاكم الله خيرًا.


الجواب
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فشكر الله لك - أيُّها الأخ الكريم - حِرْصَك على تطبيق وصيَّة النَّبيِّ في مصاحبة ذات الدين؛ فإنَّ من أعْظم مقاصِد النِّكاح: التعاوُنَ على الدِّين، وتَكْثيرَ أمَّة خاتم النَّبيِّين - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أمَّا المال، فظِلٌّ زائل، وسحابٌ حائل، وأمَّا الفضل، فباقٍ إلى يوم التلاقِ؛ ومن أجْل هذا وغيرِه حثَّ النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - على التَّمسُّك بصاحبة الدِّين، فقال - فيما رواه الشَّيخان عن أبي هُرَيرة، رضي الله عنه -: ((فاظْفَر بذات الدِّين ترِبَتْ يداك))، وقال: ((المَرْأة تُنْكَح على دينِها ومالِها وجَمالها، فعليْك بذات الدين ترِبت يداك))؛ رواه مسلم عن جابر.

والظَّفر في اللغة: هو نِهاية المطْلوب وغاية البُغْية؛ قال الحافِظ ابنُ حجر: "والمعنى: أنَّ اللاَّئق بذي الدين والمروءة أن يكون الدِّين مطمح نظرِه في كلِّ شيْءٍ، لاسيَّما فيما تطول صحبتُه، فأمره النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بتحْصيل صاحبةِ الدِّين، الذي هو غاية البغية".

وقال الشَّوكاني في "النيل": "ولهذا قيل: إنَّ معنى حديث الباب الإخْبار منه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بِما يفعلُه النَّاس في العادة، فإنَّهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدِّين، فاظفر - أيُّها المسترشِد - بذات الدين".

وقد أحسَنْتَ صنعًا لمَّا بدأتَ بالاستِشارة قبل الإقدام على أمْر الزَّواج، وهذا هو شأن المسلِم: أنَّه دائمًا هيَّابٌ، إلى أن يعرف حُكْمَ الشَّرع، وقد ذكرتَ – رعاك الله - أنَّ تلك المرأةَ حسنة الخلُق، وعلى قدْرٍ من التديُّن، وتصلِّي، وتحفظ بعض القرآن - فلا مانع من الزَّواج بها.

أما قولك: "إنَّ حجابها عادي"، فإنْ كانت تُوافق مواصفاتِ اللِّباس الشَّرعي للمرأة، المبين في الفتويين: "صفة الحجاب الشرعي"، "فرضية الحجاب وأهميته" على موقعنا، فالحمد لله، وإن كانت لا تتوافق مع تلك الضَّوابط الشرعيَّة، فلا يَجوز لها ارتِداؤها، وينبغي لك مناصحتها بالحُسنى، لتستبدله حجابًا شرعيًّا.

وإن كنتَ تَعيبُ عليْها بعض أوجُه التقصير الأخرى في جنْب الله؛ كترْكِ بعض الواجِبات، أو فِعْل بعض المحرَّمات؛ كاستِعْمال أدوات الزِّينة مثلاً عند خروجها من المنزِل، أو اختِلاطها بالرِّجال، أو استِماع الأغاني الماجنة، أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات، أو غيْر ذلك - فيجبُ عليْك نُصْحُها، وأمرُها بالمعروف ونهيُها عن المنكر، دعوتها إلى لبس الحجاب الشرعي، ومحاولة حمْلها على الالتِزام بالدين، وليكن ذلك وفق ضوابط شرعية؛ لأنها لازالت أجنبية عنك، أو عن طريق أهلها أو بعض صديقاتها ونحو ذلك، وأعْلِمْها أنَّ هذا من الواجِبات المحتَّمات عليْكَ تِجاهَهَا بعد الزَّواج؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيَّته، والرَّجل في أهله راعٍ، وهو مسؤول عن رعيَّته))؛ رواه البخاري.

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استَرْعاه: حفظ أم ضيَّع؟ حتَّى يسأل الرَّجُل عن أهل بيته))؛ رواه ابن حبَّان، وراجع فتوى: "الحياة الزوجية السعيدة".

فاحرِصْ على ذلك، واستعِنْ بالله، وأكثر من الدُّعاء لها بالهداية، ولتصبِرْ عليْها، محتسبًا الأجْر من الله - تعالى - كما قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فوالله، لأن يُهْدى بك رجلٌ واحدٌ خيرٌ لك من حمر النَّعَم))؛ متَّفق عليه.

فإن آنسْتَ منْها رشدًا وهدايةً، أو حتَّى استِعْدادًا لِلهداية، ولو بعد عدة محاولات، فحسن، ولا تتردَّد في الارتِباط بها، ولتَبْذُل وسْعَك في تعليمِها ما يجب عليْها من أمورِ العقيدة والعبادات والواجبة والأخْلاق الإسلاميَّة وغيرها، وقد أصبح ذلك في عصرنا سهْلاً ميسورًا، سواء عن طريق الأشرِطة، أو الحاسوب، أو الفضائيَّات الإسلاميَّة الهادِفة، وغيرها، ولتبحثْ لها عن بدائلَ مباحة لما قد تراه منها من مخالفات، وعسى أن تكون تلك المرْأة كنزًا من الحسنات سِيق إليْك، فتكون معها كمِثْل أم موسى، تُرْضِع ولدَها، وتأخُذ أجْرَها، وأنت كذلك، نرْجو لك الأجْر الجزيل - إن شاء الله - على جهدك، وتسبُّبك في هدايتها، وتتزوَّج بمن أعجبتْك.

ولكن إن لم تستجب - لا قدر الله - للنصح، أو رفضت الالتزام بالحجاب الصحيح، أو الكف عن فعل المحرمات، أو لم تجد عندها رغبة واستعدادًا للتدين أصلاً - فابحث عمن هي أكثر تمسكًا منها بالدين، والخير لك أن تتركها؛ ومن ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه.

واللهَ نسأل أن يقدِّر لكُما الخير حيثُما كان، وأن يُلْهِمكما رشدكما، ويعيذكما من شرَّ نفسيكما،، آمين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]