
16-06-2021, 03:26 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة :
|
|
ثوران الشفق (قصة)
ثوران الشفق (قصة)
محمد صادق عبدالعال
وبينما الرَّاعي بعينٍ شاخصة يترقَّب ثوران الشَّفق وانتشاره، كان الذِّئب يَصول ويَجول بين أبقاره مبديًا له ولهنَّ بعضًا من وِئام، ومشاركة في الحِراسة والنِّظام، فلمَّا أُذِن لشمس اليوم أن تَرحل، وللسَّماء أن ترفل في ثوبها الأرجواني، لوَّحَ الرَّاعي لأبقاره بالتهيُّؤ للخروج من المرعى؛ استعدادًا لورود البحيرة ثمَّ المبيت.
تثاقلَت إحداهنَّ وتباطأَت حتى اختفى الرَّاعي ومثيلاتُها عن عينَيها؛ فراحَت ترعى وترعى وترتَع، تغشى كلَّ محجوب، تستبيح كلَّ ممنوع، تتمنَّى لو لم تَشبع؛ دعاها داعي النَّوم فلم تُلَبِّ، فألحَّ فما استجابَت إلَّا بعدما أرسَل إليها سلطانَه فصرعَها، فانزوَت جثَّةً بين الكلأ، ما زال بها روح وقلبٌ ينبض.
عَوت الذِّئاب بعد خرس؛ في الصُّبح كانت البُحيرة مخضبة بلون الشَّفق حين ثورانه، فقال الراعي وهو يشرب:
هل امتدَّ ثوران الشَّفق حتى الصَّباح؟!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|