|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أوفق بين أبنائي ؟ أ. يمنى زكريا السؤال ♦ الملخص: سيدة لديها ابن وابنة بينهما مشكلات أدَّتْ إلى عدم احترام الفتاة للشاب، وتريد الأم التوفيق بينهما مع وجود الاحترام المتبادَل بينهما. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ ابنٌ عمره 19 عامًا، وابنة عمرُها 15 عامًا، أعاني مِن الخلاف بيني وبين ابنتي، بسبب شعور الابن بأنه الأخ الأكبر الذي يَجب أن يُحْتَرَمَ ويقدَّر في الأسرة. للأسف زاد الخلاف بينه وبين أخته، وأدى إلى الضرب، فهي تُشاهد المسلسلات والأفلام والمسرحيات، وهو يَراها فاسدة، لكن أسلوبه في الإصلاح للأسف خطأ! ساءت العلاقة بينهما جدًّا، وأدى ذلك إلى عدم احترام الفتاة لأخيها، وأما الولدُ فإنه يرى الأمور بوجهة نظرٍ مختلفة، ويَظل مُصممًا على رأيه، فما الطريقة المناسِبة للتعامُل السليم بين الأخ وأخته والأم وأولادها كأسسٍ عامة في التربية؟ الجواب أهلًا بك سيدتي الفاضلة في شبكة الألوكة، ونسأل الله أن نكون عند حسن ثقتك. نعلم جميعًا أنَّ تربية الأبناء ليستْ بالأمر الهينِ، بل هي مَسؤولية كبيرةٌ وخطيرةٌ تَقع على عاتق الأسرة (الوالدين)؛ حيث يتطلب الأمرُ الكثير والكثير مِن الجهد والتخطيط. ذكَر أحدُ المختصين عدة طرُق للتربية، منها: • التربية بالقدوة: فالابنُ حين يجد مِن والديه القدوةَ الصالحة، فإنه يتَشَرَّب مبادئَ الخير، ويتطبَّع بأخلاق الإسلام، والتربية بالقدوة تكون بقُدوة الأبوين، وقدوة الرُّفقة الصالحة، وربط الولد بصاحب القدوة العظيم رسولنا صلى الله عليه وسلم، يقول عليُّ بنُ الحسين: كنا نُعلَّم مغازي رسول الله كما نُعلَّم السورة من القرآن؛ رواه الخطيب في الجامع. • التربية بالعادة: إذا توفر للابن عاملُ التربية، وعامل البيئة، مع الفطرة السليمة المولود بها، فإنَّ ذلك له أثره الطيب ونشأته النشأة الصحيحة، والتربيةُ بالعادة تكون بالتقليدِ والتعويدِ؛ كما في حديث الرسولِ صلى الله عليه وسلم: ((مُروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر))، وفي ذلك يقول الإمامُ الغزالي رحمه الله في إحيائه: في تعويد الولد خصال الخير: "والصبيُّ أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإنَّ عُوِّد الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وإن عود الشر وأُهْمِل إهمال البهائم شقي وهلك، وصيانته بأن يُؤدبه ويهذبه، ويُعلمه محاسن الأخلاق". • التربية بالموعظة: ففي القرآن الكريم الكثيرُ مِن الآيات التي تتخذ أسلوب الوعظ أساسًا لمنهج الدعوة، وطريقًا إلى الوصول لإصلاح الأفراد، وفي سورة لقمان خيرُ شاهدٍ على ذلك؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، ويتجدد أسلوبُ الوعظ على حسب الظروف ومقتضيات الأحوال، فمرة يذكر الوالد الولد بالتقوى، ومرة يحض على النصح، وأحيانًا بالترغيب، وفي موطنٍ آخر يلجأ إلى أسلوب التهديد، وهكذا حسب الأحوال. • التربية بالملاحظة: ويُقصد بها أن يلحظ الأب ولده، ويُلاحقه ويلزم أدبه، ويراقب حركاته وسكناته، فإذا أَهْمَل حقًّا أَرْشَدَهُ إليه، وإذا رأى منه منكرًا نهاه عنه، وإذا فعَل مَعروفًا شكر له صنيعه؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((والرجلُ راعٍ في أهله ومَسؤول عن رعيته، والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها ومَسؤولة عن رعيتها))، فالملاحظةُ ستُرشدك إلى أحسن الطرُق في التعامل مع الأبناء وفي تربيتهم. • التربية بالعقوبة: اللين والرحمة والرفقُ هي الأصلُ في معامَلة الابن، وفي سيرة الرسولِ صلى الله عليه وسلم ما يُؤكد مُلاطَفة الأولاد، ولكن في حال أخطأ الولد فلا بد مِن استعمال العقوبة ليكونَ الولدُ متزنًا نفسيًّا وانفعاليًّا، ولا بد أيضًا مِن التدرُّج في العقوبة. وتأتي حكمةُ المربِّي في استعمال أساليب العقوبة، واختيار الأصلح منها، فهذه الوسائلُ تتفاوت بتفاوت الأولاد ذكاءً وثقافةً وحساسيةً ومزاجًا، فمنهم مَن تكفيه الإشارة البعيدة ويرتجف لها قلبُه، ومنهم مَن لا يردعه ذلك، ومنهم مَن يصلحه الهجرُ، ومنهم مَن يَنفعه التأنيب، والضربُ له شروطٌ، ولا يُلجأ إليه إلا بعد استنفاد جميع الوسائل التأديبية، ولا يَضرب المربي ولدَه في حالة الغضب الشديد مخافةَ إلحاق الضرر بالولد، ولا يضرب الوجه أو الصدر أو البطن، والتدرُّج أيضًا في شدة الضرب مِن الأقل شدةً إلى الأكثر، والتدرُّج في عدد مرات الضرب على اليدين أو الرجلين، ولا يُضرب الولد قبل عشر سنوات؛ ((واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)). وإذا رأى الوالدُ صلاح حال ولده بعد العقوبة، فعليه أن يَنبسط له، ويَتلطَّف معه، ويبش في وجهِه، ويُشعره بأنه ما قصد مِن العقوبة إلا صلاحه في الدنيا والآخرة، فهكذا كان نهجُ النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا يتمادى الولدُ في المَفاسد والأخطاء. تعمدتُ أختي الفاضلة البدء بهذه المقدمة، وهي نقلٌ بتصرف عن أحد المختصين في التربية بارك الله فيه؛ لأنها ستُساعدك حتمًا في كيفية التعامل مع أبنائك، وهنا أريد أن نوضحَ معًا أنهما يَمران بمرحلة المراهقة التي تتميَّز مِن الناحية الاجتماعية بالاعتزاز بالنفس، ويغلب على السلوك محاولة الانتصار، وتأكيد الذات والمنافسة، وأحيانًا العدوانية، كما أن المراهق في هذه المرحلة يحبُّ أن يخالفَ الآراء، ويبحث عن مثلٍ يحتذي به، وهنا تكمُن أهمية وجود قدوة صالحة حتى لا يبحثَ عن قدوةٍ غير صالحة؛ لذا عليك أن تكوني أنتِ بقدر المستطاع هذه القدوة، فمثلًا مِن الأفضل عند مشاهدة التلفاز مع ابنتك أن تنتقي معها البرامج المفيدة باختلاف أنواعها (ثقافية، دينية، فنية، منزلية)، لا أن تشاهدي معها الأفلام والمسلسلات، فكلنا يَعلم كم هي ضارة ومضيعة للوقت، وستجعل البنت لديها رغبة في التقليد، أو تعجب ببعض الممثلات ويكنَّ قدوةً لها، ويكون هذا بالتدريج وبشكل غير مباشر، حتى تتقبل هذا التغيير. بالنسبة لأخيها: اشكريه على حسن اهتمامه بأخته، ولكن نَبِّهيه أن الطريقة إذا كانتْ فظةً فلن تتقبل منه النصيحة، وأخبريه أنك تعلمين جيدًا أنه يريد المصلحة، ولكن الطريقة مِن الممكن أن تكونَ أفضل، وذكِّريه بأن أختَه أمانة، وعليه أن يظهرَ لها المحبة والمودة ويعطيها الأمان، ويجعلها تشعُر بأن خوفه عليها ومعزته لها هي دافعه في معاملته لها، وأن الرفق ما كان في شيءٍ إلا زانه، ولكن هذا الحوارُ يكون فيما بينكما بدون وجود أخته؛ لأنه من المهم أن تُكِنَّ لأخيها الاحترام، وتستشعر أنه سندها ومرجعها وتظهر محبتها له، ولا تُقلِّل مِن شأنه أمام الآخرين. وأخيرًا نسأل الله أن يُعينك، وأن يُبارك لك فيهما، ويَجعلهما مِن الصالحين
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |