عناد زوجتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086244 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174619 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-06-2021, 03:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي عناد زوجتي

عناد زوجتي


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
أنا متزوِّج منذ سنة تقريبًا، وزَوْجَتي مُتَحَرِّرة في لباسها، وعندما أنصحها فإنها تحاول التطاول عليَّ بالكلام، وبعض المشايخ حلَّلُوا ذلك خاصة عند النساء، فلا مانع من لبس التنورة القصيرة ونحوها، ولا مانع من لبس النِّقاب، وبعد 5 شهور من زواجنا خَيَّرْتُها بين الملابس هذه أو طلاقها، فحاولتْ أن تبَرِّرَ موقفها، ثم رضختْ، وقالت: إن شاء الله سأُغَيِّر لباسي، وذهبت بها إلى أهلها؛ لأن أهلها يسكنون بمنطقة أخرى، وأجلستها شهرًا كاملاً، وجنَّ جنونها، وهي تتصل عليَّ ولا أرد عليها، وبعدها رجعتها.

ولله الحمد، التزمتْ بلبس الحجاب الشرعي، ولكن ما زال لبْسها يوجد فيه من العُرْي من خروج صدرها وساقيها، وأنا ما زلْتُ أواجه المشكلة، وأنصحها، وتقول: إن شاء الله، ولكن ما تلبث إلا أن تعود للبسها، فهي الآن عندي وتفعل ذلك، فكيف إذا كانت عند أهلها؟! ماذا تفعل من عُري وفساد بعد مرور سنة على زواجنا؟

أُفَكِّر جديًّا في طلاقها، خاصة - ولله الحمد - أنه لا يوجد لدي أولاد منها حتى الآن.


الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سبحان الله! لكلِّ جوٍّ منَ الأجواء رائحته الخاصة، التي يألفها أهل ذلك الجو ويعتادونها، وإن انتقلوا إلى جوٍّ أفضل مما هم فيه، وولجوا حياة أوسع، وأكثر نعيمًا، لما رغبوا إلا في الرجوع إلى الجو الذي اعتادوه، والحياة التي ألفوها!

إِذَا أُلِفَ الشَّيْءُ اسْتَهَانَ بِهِ الفَتَى فَلَمْ يَرَهُ بُؤْسى يُعَدُّ وَلاَ نُعْمَى
كَإِنْفَاقِهِ مِنْ عُمْرِهِ وَمَسَاغِهِ مِنَ الرِّيقِ عَذْبًا لاَ يُحِسُّ لَهُ طَعْمًا



وهكذا الإنسان في الغالب، يحنُّ قلبه وتميل نفسه إلى ما كان عليه بالأمس، ويبقى يتذكر تلك الأيام الخالية، ويتحسر عليها، حتى وإن علم عِلم اليقين أن ما هو عليه الآن خير وأفضل مما كان عليه في السابق، ولكنها نزعة الهوى تحِن وتبكي على ما مضى، وتهوى الرجوع إلى ما اعتادته في ماضيها.

فيا أخي الفاضل:
تأمَّلْ في حال زوجتك، سنوات طويلة في بَيْت أهلها، على ذلك الحال من ملْبس ومأكل ومشرب، وغيرها من سُبُل العيش التي اعتادتها وألِفتها، وأقرَّها على ذلك الأهلُ والأقارب والأصدقاء، ثم يأتي زوجها (أنت)، ليُنكرَ ذلك كله، ويطلب منها أن تتخَلَّى عن كل ما كانت عليه، ولعلك قدمت لها الحجج والبراهين على خطورة ما هي عليه، وبصَرْف النظر عن صحَّة كلامك من الناحية الشرعية - فلا أدري صراحةً من الذي أفتى من العلماء بجواز لبس القصير والضيق للنساء أمام بعضهن! - ولكن أود أن أتحدث عن المشكلة من الناحية الاجتماعية؛ ليَتَيَسَّر لنا حلُّها.

هل تظن أنه بمجرد أن تأمرها ستأتمر؟ هل تعتقد أنها ستستجيب وتترك ما اعتادتْه تلك السنين؛ لمجرد أمر أو أمرين، أو عشرة؟!

يا أخي، المرأة بإمكانها أن تجاري الرجل في الذكاء والفهم، لكنها لا تقدر أن تضاهيه في الحكمة وامتلاك هوى النفس، يسير الرجلُ وراء عقله وحكمته فيهتدي إلى سواء السبيل، ويدرك حقائق الأمور، في حين تسير المرأة - في الغالب - وراء قلبها وعاطفتها، فتضلها أشد الضلال، وتذهب بها كل مذهب.

لولا أن لك من العقل والحكمة وحسن التصرُّف ما ليس لها، لما جعل الله لك القوامة عليها، ولا ملكك زمام الأمور، وجعلك المتصرِّف في شؤونها والوليَّ عليها.

تُفَكِّر جديًّا في طلاقها، لماذا؟ لِعَيْبٍ واحد فيها، حاولتَ إصلاحه ونجحت بنسبة عالية وحقَّقْتَ ما يصعب تحقيقه، ولَم يتبقَ إلا القليل، بعد أن صِرت على مقربةٍ منَ النجاح تودُّ الانسحاب؟!

تخيَّل أحد الطلاب المجتهدين، وقد حقَّقَ نجاحًا ملْمُوسًا في دراسته، حتى إذا ما وصل إلى الجامعة ونجح سنتين أو ثلاث ينسحب فجأة؛ لأنه تعب وملَّ هذه الدراسة!

يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((استوصوا بالنساء؛ فإنَّ المرأة خُلقتْ مِن ضِلَع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، فاستوصوا بالنساء))؛ متفق عليه.

ورد في "فتح الباري": "يحتمل أن يكون ضرب ذلك مثلاً لأعلى المرأة؛ لأن أعلاها رأسها".

وجاء في "شرح النووي على مسلم": "بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها خُلقت من ضلع، وفي الحديث ملاطفة النساء والإحسان إليهن، والصبر على عوَج أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن، وكراهة طلاقهن بلا سبب، وأنه لا يطمع باستقامتها، والله أعلم".

فلا تطمع - إنْ فارقتها - في زوجة بلا عيوب، ولا تطمح نفسك للحياة مع امرأة بلا مشاكل - وإن كانت صالحة ومن خيرة النساء - فهذا قدر الله، وتلك إرادته، وصدقني، لو استقامتْ لك المرأة ولو كان لها عقل كعقلك، وقلب كقلبك، لما استقامت الحياة، فسبحان من خلقها بهذا الضعف، وطبعها على ذلك العوج!

عُذرًا أخي الفاضل، ماذا فعلت لإصلاح زوجتك؟ لَم تُخبرني في رسالتك إلا أنك أخبرتها، تركتها عند أهلها، هدَّدتها بالطلاق.

بحثْتَ وفتشت عن كلمات طيبة، لاطفتَها، علَّمتها، ترَفَّقْتَ معها، فما وجدت من ذلك شيئًا؟

فلا أدري: أفعلت ولَم تخبرنا؟ أم أبت نفسك معها إلا الشدة وهوى قلبك الغلظة؟

سل زوجتك، بل سل نفسك، لماذا تفعل ذلك زوجتك؟ أو أي امرأة من أولائك النسوة؟ ما الذي يدفعها للبس تلك الألبسة أمام النساء؟


لعل غير المتزوجات يطمعن في الحصول على زوج، لكن المتزوِّجة لماذا تفعل ذلك؟

الغالبية منهن يقلْن: لا نجدُ من أزواجنا المدْح والكلام الحسن، ولا نسمع عبارات الإعجاب التي تهفو نفوسنا لسماعها، وتحنُّ قلوبنا شوقًا إليها.

المرأة تحب الثناء وتسعد بكل كلمة طيبة، بل إن كلمة واحدة قد تُغَيِّر حالها، وهي في أشد لحظات غضبها، وقمة ثوران غيظها، فتحولها من قمة الشراسة والعنف، إلى منتهى الأُلْفة واللطف، فهل تجرب قبل أن تطلق؟

لا تظن زوجتك أكثر النساء عنادًا، ولا أصلبهن فكرًا، فالقائمة تطول بشكوى الأزواج من تَمَرُّد الزوجات وعنادهن ومخالفتهن... إلخ.

وانظر إلى ميزات زوجتك، ولا شك أن لديها من الميزات ما يرغبك فيها؛ ((إنْ كره منها خُلقًا، رضي منها آخر))، رواه مسلم.

فما رأيك لوْ تتَّبع معها أسلوبًا غير الذي اتَّبَعْتَ، وتسلك مسْلكًا غير الذي سلكت؟
1- جَرِّب أن تحيطَها بعطفك وحنانك، وأن تنظرَ إليها بعين الشفَقة، فقد نشأت في بيتٍ لا ناصح فيه ولا مُعين، فلِمَ لا تكون أنت نعم الناصح وخير الصديق؟!

ولا تقلْ: لدي ما يكفيني من مشكلات، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرَ زوج، يُعامل جميع زوجاته - رضي الله عنهن - بالحسنى، يلاعبهن ويمازحهن، ويصبر عليهن، وكان ينزل إلى عمر عائشة على صغر سنها - رضي الله عنها - ويلعب معها، ويتركها تشاهد الحبشة يلعبون وهو يحملها، لا يكلُّ ولا يتبَرَّمُ، ولا يشكو أشغاله ومتاعبه، كل ذلك وهو يحمل هم المسلمين، ويقوم على حاجاتهم، ويرعى شؤون الدولة.

وأرجو ألاّ تقول: هذا رسول الله؛ فالله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، وإن لَم نتأسَّ برَسُولنا -صلى الله عليه وسلم- فبمن نتأسَّى؟!

2- لِمَ لا تسعى لتعليمها وشغل وقت فراغها، واستغلاله فيما ينفع؟! الآن وقبل مجيء الأطفال، لديك ولديها من الوقت ما يعينكما - بإذن الله - على تعلُّم العلم النافع، والاستمتاع بالقراءة، والإبحار بالعقل والفكر في شتى العلوم، ومختلف المعارف، فما رأيك بزيارة لمكتبة (جرير) أو (العبيكان)، أو غيرها من المكتبات الكُبرى؟

ستجد بها منَ الكُتُب الرائعة في مختلف الفنون ما يُرضي ذوقك، ويلَبِّي رغباتك، ورغبات زوجتك - إن شاء الله - لذا أنصحُك أن تصحبَها في زيارة إلى المكتبة؛ لتنتقي منها ما تشاء، واحرص على اقتناء بعض كتب الفقه أو الحديث مما يُعينك - بإذن الله - على تعليمها أمور دينها وتثقيفها؛ فالعلمُ سلاح في وجه الفتن.

3- جرِّب معها الحوار بالحسنى، إن كان بعض المشايخ أفتى بجواز لبس هذه الألبسة، فهل أفتى بجواز عصيان الزوج والخروج على طاعته؟!

يقول بعض من أفتى بجواز كشف الوجه، وأنه غير واجب: يصبح واجبًا، إن ألزمها الزوج به، فحاورها بالحسنى وأقنعْها بأن عليها طاعتك ما لم تأمر بمنكر، وأخبرها أنها عندك كالجمانة، لا تُحب أن يراها أحد غيرك، واعلم أن المرأة تسعد بغَيْرة زوجها، ما لم تتجاوز المعقول، فهلا دخلت إلى قلبها من هذا المدخل السهل.

4- حاول أن تجلب لها الصحبة الصالحة من زوجات أصدقائك، المعروفين بالخُلق الحسن، والاستقامة على الدين، وإن تأثر الإنسان بصديقه يكون أقوى من تأثره بمَن له عليه سلطة وحق الطاعة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخال))؛ رواه الترمذي.

فاصطحبها في زيارة لبعض الأصدقاء، دون الشكوى منها، أو غيبتها أمام إنسان، وأبشر بالخير - إن شاء الله.

5- بدلاً من أن تلعن الظلام أَوْقِدْ شمعة.

فكِّر أن تشتري لها قدرًا كافيًا من الملابس المناسبة التي ترضاها لها، واستغلَّ وقت رضاها، وقبولها أمرك، بأن تقول لها: ما دمتِ قد قبلتِ واقتنعتِ، فما رأيك أن نستبدلي تلك الملابس بما يليق؟ ثم تذهبا إلى بعض محلات الملابس، وتختارا معًا ما يرضيك ويرضيها، فيبقى عندها مخزون طيب وأنيق، حتى يرضيها، وبهذا ستتمكن من استبدال الحسن بالقبيح - إن شاء الله.

6- أكثرْ من الدعاء لنفسك ولها بصلاح الحال، والتوفيق وحسن الاستقامة، واجْعَل لها من دعائك حظًّا يوميًّا لا تتركه، فإن أبيتَ إلا الطلاق، فلا أجد ما أذكِّرك به إلا: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ} [الأحزاب: 37].

وفَّقك الله، وبارك لك في زوجك، وجعلها لك قرَّة عين في الدنيا والآخرة، ورزقك منها ذرية صالحة طيبة، ينفع الله بها الإسلام والمسلمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.64 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]