قريبتي المتزوِّجة على علاقة بشاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 664 - عددالزوار : 138790 )           »          تقرير معهد رويترز للأخبار الرقمية 2025 : عصر الذكاء الاصطناعي والمؤثرين وما بعد المؤس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          اتباع الحق موجب معرفته والإقرار به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          لماذا أصبح الطفل هو من يربي والديه؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فقدان الهوية عند الشباب .. المستقبل الغامض وتحديات الانتماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          فهم الشخصية جزء كبير من حل المشكلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام الملاذ الآمن لنا وللإنسانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نداء إلى ورثة الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف أثّر الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2021, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,554
الدولة : Egypt
افتراضي قريبتي المتزوِّجة على علاقة بشاب

قريبتي المتزوِّجة على علاقة بشاب


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
السَّلام عليْكم،
لي ابنة عمَّة متزوِّجة ولم ترزق بأطْفال "بسبب زوْجِها"، وهي دائمًا على خلافات متكرِّرة معه ثُمَّ يعودان إلى الصُّلح، وأصْبح هذا هو نَمط حياتهما، يَعيشان في الغربة ولا يوجد أحدٌ من أهلِهما سوى أبي "خالها" في مدينة أخرى.

سافر زوجُها إلى بلدِه في إجازة شهْر وتركَها وحْدها، ولكن أُختي أقامتْ معها في بيتِها وتردَّدنا نحنُ عليهِما بين الحين والآخر.

شكَّ أبي في كونِها على اتِّصال برَجُل أجْنبي بسبب بعْض المُكالمات الَّتي كانت ترتبِك فيها إذا دخلْنا عليها، ثم تتظاهر بأنَّها تكلِّم زوجَها.

المهمّ أنَّنا حصلْنا على هذا الرَّقم وتأكَّدْنا أنَّه رجل أجنبي، وأصبح هذا الشَّيء مؤكَّدًا لا محالة، وعلى حدِّ عِلْمنا فهي تُقابِله في الشَّارع أو على الأقلِّ تُحادِثه هاتفيًّا وهو إلى جانبِها أو قريبًا منها بسيَّارته، وكلّ ذلك وهي متظاهِرة بأنَّها "تذهب لتتمشَّى" في مكان تعوَّدت النّساء أن تتمشَّى فيه.

لَم نعلم ذلك إلاَّ قبل عوْدة زوجِها بعدَّة أيَّام، الآن قد عاد زوجُها من السَّفر وهي تفتعِل معه الخلاف كلَّ فترةٍ كمَن تُريد الطَّلاق لا الصّلْح.

نحنُ لَم نواجِهها بعدُ بأنَّنا نعلم عن ذلك شيئًا حتَّى نعلم كيف سنتصرَّف، ولا نعلم منذ متى هذه العلاقة، وهل بدأت بعد سفر زوجِها أم قبل ذلك؟

مع العلم بأنَّها ليست متديِّنة وكذلِك زوْجها، ماذا نفعل؟


الجواب
وعليْكم السَّلام ورحْمة الله وبركاته،
حيَّاك الله أُختي الكريمة، ومرحبًا بك في موقع (الألوكة).

تبدو رسالتك وشكواك مكرَّرة للأسف الشَّديد، في زمنٍ عمَّت فيه البلايا، وانتشرت فيه الفِتن، حتَّى أصبحت تُعرض عليْنا ليلَ نَهارَ، وأصبح من العسير التخلُّص منها، والله المستعان.

عن أبي هُريرة - رضِي الله عنْه -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((بدأَ الإسلام غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ، فطوبَى للغُرباء))؛ رواه مسلم.

لا شكَّ أنَّ ابنة عمِّك أخطأت بفعلِها - مادمتم تأكدتُم ممَّا حدث - وعندما نبحث عن علاج لمشكلةٍ ما، فإنَّنا نحاول قدر المستطاع اتِّباع خطوات الحلّ السليمة؛ حتَّى لا نسلك سبُلاً معقَّدة لا تزيد المشكلة إلاَّ صعوبة، والأسلوب العِلْمي الأمثل لحلِّ أيِّ مشكلة، والَّذي درسْناه في المواد العلميَّة هو:

أوَّلاً: تحديد المشكلة:
المشكلة الآن هي علاقة قريبتِك غير الشرعيَّة بهذا الشَّاب.

ثانيًا: تحديد البدائل المقترحة للحلّ:
لنستطيع تَحديد بدائل الحلّ، علينا أن نتأمَّل جيِّدًا في أسباب حدوث المشكِلة، فكيف تقع فتاة متزوِّجة في شراك العلاقات غير الشَّرعيَّة؟ وما الَّذي دفعها للبحث عن تلك العلاقة؟ وما الَّذي وجدتَه عند هذا الرَّجُل وفقدتْه مع زوجها؟ وهل عدم الإنجاب من الأسباب التي أدَّت لذلك؟

وهل ترغب بالفعل في الانفِصال عن زوجها، أم تودُّ الاستمرار معه، مع الاستمرار في تلك العلاقة؟

وهل رغبتها في الانفِصال لأجل الإنجاب أم لحبِّها لرجُلٍ آخَر، ورغبتها في الارتباط به؟


لن يتيسَّر لنا الإجابة عن تلك الأسئلة إلاَّ عن طريقها هي فقط!

ولذلك أقترح هذه البدائل (الحلول):
(بديل) الحل الأول:
ألاَّ يُفاتِحها في الأمر إلاَّ أختك التي كانت تقيم معها في غياب زوجِها، وقد يبدو الأمر متقبَّلاً بالنسبة لها أكثر ممَّا لو فاتحها فيه خالُها (والدك)، وأن تستفسر منها عن سبب إقامة تلك العلاقة وتبيّن لها خطورة ما هي عليه ومدى حرْمته وشناعته، حتَّى لو لم يصل الأمر لفعل الفاحِشة فمجرَّد علاقة مع رجل أجنبي - وبالأخص إن كانت الفتاة متزوِّجة - من أشنع الذّنوب وأقبحها.

(بديل) الحل الثاني: أن يُحادثها خالها في الأمر، وبصفته كبير من العائلة، ويقوم مقام وليّ أمرِها في هذه البلد، فعليه أن يقوِّمها وأن يصلح شأنها، وأن يبيِّن لها كيف أنَّ تلك العلاقة من الممكن أن تؤثِّر عليها وعلى سمعتِها، وبخبرته في الحياة بإمْكانه أن ينصحها كأبٍ لها نصحًا ليِّنًا متودِّدًا إليْها، وأن يُعطيها الأمان بعدم فضح أمرِها؛ فرسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - رغَّب في الستر على المؤمنين في قولِه: ((ومَن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة))؛ متَّفق عليه.

وأنَّ نصحه لها لم يكن إلاَّ بدافع الشَّفقة والحرص عليها وعلى مستقبلها.

(بديل) الحل الثالث: التَّواصل مع زوجِها ومناقشة الأمر معه بِخصوص تطليقها إن كانت ترغَب في الطَّلاق لأجل الحصول على الذرّية، وهذا من حقِّها شرعًا، وقد يكون الفراغ العاطفي والحرمان من الأولاد مع غياب الوازِع الديني أدَّى إلى وقوعها فريسةً سهلة المنال لذلك الذِّئْب.

قد تكون هناك بدائل أخرى أنتم أعلم بها، لكن هذه مجرَّد توقُّعات منّي، وإن فكرتم جيِّدًا ستتجلَّى لكم - إن شاء الله - بدائل أخرى وحلول أكثر.

ثالثًا: اختبار صحة البدائل:
عليْكم أن تفكِّروا في الحلول جيِّدًا قبل الإقدام على تطبيقها عمليًّا، وأن تضعوا في أذهانِكم ردودَ الأفعال المتوقَّعة من جانب جَميع أطراف المشكلة، وبالأخص الزَّوج.

رابعًا: التوصُّل للبديل أو الحل المناسب:
وأنتم أعلم به، لكنّي أرى أنَّه من المناسب أن تبدأ أختُك بالحديث معها، ثمَّ تعرض عليها إمكانيَّة طلب الطلاق من زوجِها الذي لا ينجب إن كانت رغبتها في الإنجاب حقيقيَّة؛ فالرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((أيّما امرأة سألت زوجَها الطَّلاق في غير ما بأس، فحرامٌ عليْها رائحة الجنَّة))؛ سنن ابن ماجه.

وليس لأجل الزَّواج من رجل لا تعرف عنه شيئًا، وأكبر الأدلَّة على خبثه أنَّه سمح وأباح لنفسِه إقامة علاقة مع امرأة متزوِّجة.

فإن تبيَّن لكم رغْبتها في الإنجاب، فعلى خالِها أن يتحدَّث إلى زوجها بلطف وأن يبيِّن له رغبتَها في ذلك، وأنَّه حقّ شرْعي لها؛ فكثير من العلماء عَدَّ الإنجاب من أعظم مقاصِد النكاح، ومنهُم من عَدَّه عيبًا يلْزم الفسْخ به، وعليه أن يبدي له استعدادًا للتَّعاون معه حتَّى يتمَّ الانفصال بمودَّة ودون مشاحنات، والله تعالى يقول: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} [النساء: 130].

وأنصح أختك إن عزمت على التحدُّث إليْها أن تجعل نيَّتها الأولى الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فابنة عمَّتك - كما أخبرت - ليست متديِّنة، وإن كانت هذه الجملة غير دقيقة بالنسبة لي؛ فبعْض المجتمعات تَعُدّ غير المتديّن على صورة تَختلف عن المجتمعات الأخرى، حيث إنَّ بعضَهم لا يعدّ الإنسان غير متدين إلاَّ إذا كان تاركًا للصَّلاة.

وعلى كل حال، لم لا تُحاوِلون إصلاحَها؟! ولِم تتركونَها فريسة للشَّيطان، ولا تُولونَها عنايتَكم، إلاَّ إذا وقعت في علاقة غير شرعيَّة؟!

أهانت كل المصائب وغفلتُم عنها حتَّى وقعت في تلك العلاقة؟!

يقول رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدين النصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسولِه، ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتهم))؛ متَّفق عليه.

فمن حقِّها عليكم أن تناصحوها، وأن تبيِّنوا لها الحرام والحلال، وأن تذكروها بالله وهي في بلاد غُربة لا صاحبَ لها فيها ولا أنيس، فمَن غيرُكم يدلُّها على الخير ويعينها عليه؟!

فلتجعل أختك - حفِظها الله - ذلك السَّبيل إلى قلبها، ولتتَّبع الأسلوب الربَّاني الصَّحيح في الدَّعوة إلى الله؛ فالله - تعالى - يقول: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

ويقول: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

وللتحلِّى بالرِّفْق واللِّين متجنِّبة تمامًا الغلظة والحدَّة في الكلام، وملاحقتها بالأسئلة وكأنَّها محقّق؛ فالله تعالى يقول: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].

والرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((ما كان الرِّفْق في شيء إلاَّ زانه، وما نُزِع من شيء إلاَّ شانَه))؛ صحَّحه الألباني.

وهذه - يا أختي - من أقاربِك، لها عليْكم حقّ الأخوَّة في الإسلام وحقّ القرابة، فلِم لا تكونين أنت وأُخْتك كأخواتِها؟! لِم لا تكونان مصدرًا للحبِّ والحنان وتقومان بتعْويضها عن بُعدها عن أهلِها وحرمانها من الذّرّيَّة؛ فتتركانها فريسة للوحدة والفراغ؟!

لِم لا تُحاولان ملء فراغِها وشغلها بما ينفعُها في الدنيا والآخرة؟!

لِم لا تذهب واحدةٌ منكما معها مثلاً إن رغِبَتْ في المشي، على ألاَّ تكون كالوصيّ عليْها، ولكن مرافقة وصداقة ومحبَّة؟!


أشكر لك حِرْصَك عليها ورغبتك في إصلاحها، وأرجو من الله أن تكوني خيرَ مُعين لها على طاعة الله، وخير أخت ناصحة بصدق وبرغبة حقيقيَّة في إصلاحها، وتذكَّري أثناء محادثتِك ونصحك لها أنَّ الكلام عندما يَخرج من القلب - في الغالب - يدخُل القلب بكل سهولة ويُسْر، فجدِّدي النّيَّة، واستعيني بالله ولا تنسَيْها من صالح دعواتِك بِظَهْر الغيب.

ومن اليوم أتَمنَّى أن تَعدّيها كأخت لك تمامًا، فقد اتَّضح لي من شخصيَّتك التي بدا عليْها الحرص وروح الإخاء أنَّها ستكون قادرة - بإذن الله - على انتشالها من يَمِّ العشق والحيرة.

وأسأل الله أن يوفِّقك لكل ما فيه الخير، وأن يَجعلك هاديةً مهديَّة وأن ينفع بك، وفَّقك الله لكلِّ خير وفلاح.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.16 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]