من أكبر الكبائر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 15 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 559 - عددالزوار : 134475 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1020 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5505 )           »          الجميع يعلِّق زينات النصر.. فمن تلقَّى الهزائم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1320 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1715 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1423 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 19052 )           »          يوم القيامة: نفسي.. نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2021, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,317
الدولة : Egypt
افتراضي من أكبر الكبائر

من أكبر الكبائر


الشيخ د. علي ونيس



السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

أنا فتاة عمري 29 عامًا، تقدم لخطبتي ابن عمي، وهو شابٌّ هادئ وطيِّب، ولكن المشكلة أنه يقضي حكمًا بالسجن 25 عامًا في قضية قتل، لكن معروف للجميع أنه مظلوم في هذه القضية.

ولكني أعلم أن هناك قضية أخرى قد ارتكبها فعلاً، فقد أقام علاقة غير شرعية مع إحدى النساء عندما كان عمره حوالي 18 عامًا.

فأنا حائرة: ماذا أفعل؟ لقد أصبح سنِّي 29 عامًا، وكلما تقدَّم أحدٌ لى يخرج دون عودة؛ فهل هذا الحكم رحمة من ربي به؟

فهو قد تاب وندم على ما فعل، وهو قد أوشك على الخروج وإتمام الزواج، هل أوافق أو أنتظر من هو دون كبائر؟


الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
نسأل الله أن ييسِّر لكِ الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على الخير ويحضُّك عليه، وأن يفرِّج همَّكِ ويزيل كربَكِ.

ونذكِّرُكِ - أيتها الأخت الكريمة - بأن هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، لابد أن يمرَّ فيها الإنسان بأنواع البلايا والاختبارات؛ فهذا يُبتلى بالفقر، وهذا يُبتلى بالمرض، وهذا يُبتلى بموت القريب والحبيب، ومنهم مَنْ هو في مثل حالِكِ؛ يُبتلى بتأخُّر الزَّواج وإعراض الخُطَّاب لأي سببٍ يُنفِذ الله به قَدَرَه.


والعاقل مَنْ عرف قيمة الدنيا، وأيقن أنها دار عبور وممرٍّ، ومهما كثرت منغِّصاتها وعظمت مصائبها؛ فإنها مع ذلك لا تستحقُّ أن يتألَّم الإنسان من أجلها، وعلى العاقل أن ينظر إلى حال غيره ممَّن هو أشدُّ بلاءً منه، فإذا فعل ذلك؛ فلا شكَّ أنه سيحمد الله على حاله.


وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى مَنْ هو فوقكم؛ فإنه أَجْدَرُ أَلاَّ تزدروا نعمة الله عليكم))؛ رواه ابن ماجه وغيره؛ وهو صحيحٌ.


فإذا عملتِ بهذا الحديث؛ ستجدين نفسك - يقينًا - أحسن حالاً من غيرك، وأن كثيرًا من الناس أسوأ حالاً منكِ.

ولذا؛ فإن وصيتنا لكِ:
أن تصبري وتحتسبي، وأن تعلمي أن الأمور بيد الله - عزَّ وجلَّ - وأنَّ تأخُّر الزواج كغيره من الابتلاءات، ربما يكون خيرًا أعدَّه الله لمَنِ ابتلاه به؛ فإن العبد لا يدري أيُّ الأمور خيرٌ: ما يحبُّ، أم ما يكره؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].

فلربَّما أحبَّ المرءُ شيئًا وكان فيه هلاكه وعطبه، ولربَّما كره شيئًا وكان فيه نجاته وفوزه؛ لأننا نحكم بمجرَّد علمنا القاصر، والله يقضي بعلمه المحيط الواسع.


وإذا كان عندكِ همٌّ أو وساوس؛ فأكثري من ذكر الله - عزَّ وجلَّ - واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأقبلي على العبادة والأعمال الصالحة الأخرى قدرَ وسعك وطاقتك؛ حتى يزيل الله همَّكِ بقدرته ورحمته.


ومما ورد في ذلك؛ الدعاء المشهور المزيل للهمِّ والغمِّ، وهو: ((اللهم إني أَمَتُكَ بنت عبدكَ بنت أَمَتِكَ، ناصيتي بيدكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤكَ. أسألك اللهم بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيْتَ به نفسكَ، أو أنزلته في كتابكَ، أو علَّمته أحدًا من خلقكَ، أو استأثرت به في علم الغيب عندكَ - أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي وغمِّي))؛ رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وصحَّحه الألباني في (السلسلة الصحيحة: 199).


وغير ذلك من الأدعية المأثورة المبثوثة في كثيرٍ من كتب الأذكار الصحيحة المطبوعة، فذلك يزيل عنكِ ما تجدين من الهموم والغموم - إن شاء الله.


أما بالنسبة للشخص الذي ذكرتِه؛ فلا نستطيع الحكم عليه إلا من خلال كلامكِ عنه، وأنت أدْرَى به منَّا، وإن كان ظاهر حاله لا يجعل القلب يطمئنُّ إليه!!


فقد وقع في جريمتين من أعظم الجرائم التي حرَّمها الله تعالى؛ فكلتاهما مما يتعلق به حقُّ الغَيْر، وعقوبتهما المقرَّرة شرعًا من أغلظ العقوبات.


أما الزِّنا؛ فقد نهى الله عن قرب أسبابه ودواعيه، فضلاً عن الوقوع فيه؛ فقال: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 32].


قال ابن كثير - رحمه الله -: "يقول تعالى ناهيًا عباده عن الزِّنا، وعن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً}؛ أي: ذنبًا عظيمًا، {وَسَاءَ سَبِيلاً}؛ أي: وبئس طريقًا ومسلكًا".


وجاء القرآن الكريم بالوعيد الشديد لفاعلها؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: 68 - 69].


وأوجب العقوبة في الدنيا على الزاني، فقال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}[النور: 2]، وجاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خذوا عنِّي، خذوا عنِّي؛ قد جعل الله لهنَّ سبيلاً: البِكْرُ بالبِكْر؛ جَلْدُ مائةٍ ونفيُ سنةٍ، والثَّيِّبُ بالثَّيِّب؛ جَلْدُ مائةٍ والرَّجْمُ))؛ رواه مسلم.


وحرم الله - عزَّ وجلَّ - زواج الزَّاني - سواء كان رجلاً أم امرأةً - على المؤمنين؛ فقال تعالى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[النور: 3].


وأما القتل؛ فيكفي فيه قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: 93].


هذا إذا كان قد قَتَل فعلاً، أما إذا كان ذلك مما نُسِب إليه كذبًا وزورًا؛ فالأمر يهون، ويجب عليه في هذه الحالة - إذا أردت أن تقبليه زوجًا - أن يتوب إلى الله تعالى؛ فإن الزاني إذا تاب إلى الله توبةً نصوحًا صادقًة، فإن الله - عزَّ وجلَّ - يتوب عليه، ويتجاوز عنه؛ قال الله تعالى بعد ذكر الوعيد لأهل الزِّنا: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}[الفرقان: 70 - 71].


فإذا حصلت له التوبة الصادقة، وتيقَّنْتِ منها؛ جاز الزواج منه بعد الإقلاع عن هذه الكبيرة، والندم على ما فات منها، والعزم على عدم العودة إليها.


فمن المعلوم أن الله - جلَّ وعلا - قد شرع لعباده التوبة والإنابة إليه، وحثَّهم عليها، ورغَّبهم فيها، ووعد التائب بالرحمة والغفران، مهما بلغت ذنوبه؛ ومن جملة ذلك قوله - جلَّ وعلا -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر: 53 - 54]، وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].


وإذا غفر الله للعبد، وقَبِلَ توبته، مع قدرته عليه وعلمه به - فينبغي علينا كذلك نحن - المكلَّفين - أن نعين عباد الله على التوبة والتخلُّص من الذنوب والمعاصي؛ بفَتْح أبواب الخير أمام وجوههم، وتحفيزهم على العمل الصالح، وتثبيتهم على سبيل التوبة.


لكننا ننبِّهُكِ إلى أن التأكُّد من توبته وحسن سلوكه أمرٌ لا بدَّ منه؛ وذلك بالسؤال عنه، وتفقُّد أحواله، والاطِّلاع على سلوكه، ويمكن كل ذلك عن طريق قرنائه أو بعض أقاربه؛ لتتيقَّني من صدق توبته.


أما سؤالكِ عن كون انصراف الخطَّاب عنكِ من رحمة الله بهذا الشخص الذي تحدِّثت عنه؛ فلا نستطيع أن نقول ذلك؛ بل مرجع الأمر إلى علم الله تعالى - كما سبق وبيَّنا في صدر الجواب - والله الموفِّق والهادي إلى سواء السبيل،، والله أعلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]