اختيار شريك الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 755 - عددالزوار : 202730 )           »          ابن عمي يتحرش بي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وسواس يتعلق بالذات الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          وسوسة لا تضر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الوسواس القهري وحادثة على الطريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          زوجي شاذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          هل هذا الوسواس يخرج من الملة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          هل يجوز ترديد الوسواس الكفري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          اضطراب الفتشية الجنسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          زوجتي ومقاطع الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2021, 02:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,793
الدولة : Egypt
افتراضي اختيار شريك الحياة

اختيار شريك الحياة


أ. شريفة السديري




السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما واجب الأهل تجاه أبنائهم فيما يتعلق بالإعداد للزواج؟


الجواب
بسم الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشْرف المرسلين، ومرحبًا بكم في الألوكة.
الأهل لهم دور كبير وواجب عظيم في إعداد الأبناء للزواج، وهذا الدور لا يبدأ عندما يخطب الشاب أو الفتاة؛ بل يبدأ من طفولتهما.

ففي العادة نجد الكثير يهتمون بشراء جميع مستلزمات الزوجين من أثاث وملبس وخلافهما، ويحرصون على تعليم الفتاة أصول الطبخ والتنظيف والعناية بالمنزل، ويعلمون الفتى كيف يكون رجلاً، ذا شخصية قوية؛ ولكن قلة هم الذين يهتمون بتعليم الفتى والفتاة قواعد الحياة الزَّوجيَّة، وأُصُول التعامُل مع الزوج أو الزوجة، والحوار والتعامُل معهما، وأهمية احترام كلٍّ منهما للآخر؛ لذلك يجب على الأهل كما يعلِّمون أبناءهم وَصَفات الأكل والشُّرب المختلفة، أن يعلموهم أيضًا أُصُول الحوار الناجح، واحترام كل من الزوجين للآخر، وأُصُول التعامُل، وقواعد الحياة الزوجية السعيدة، وذلك لا يكون بالتلقين فقط؛ بل بالمشاهَدة والمعايَشة، فالإنسانُ يَتَعَلَّم مما يراه ويعيشه، أكثر مما يقرؤه أو يحفظه، فالعلاقةُ الجيدة بين الوالدين، ورؤية الابن والابنة لكيفيَّة تعامُل والديهما مع بعضهما بعضًا، ومع المشكلات التي تواجههما - لها دورٌ كبير في نجاح زواجِ الأبناء، كما أن التربية العطوفة الحنونة المبنيَّة على الثِّقة المتبادَلة بين الوالدين، والأبناء، والحوار، والمصارَحة، والاحترام، والعدل - تساهِم في نموِّ شخص سويٍّ متزنٍ نفسيًّا، وبالتالي يكون قادرًا على مواجَهة ضغوط ومشاكل الحياة بحكمة وعقل؛ حتى يصلَ إلى الحلِّ المناسَب لها، وبالتالي يصبح قادرًا على أن يصل بزواجه إلى برِّ الأمان؛ لأنه حين يبدأ الزواج، تَتَلاعَب به أمواج الاختلافات الكثيرة الموجودة بين الزوجين، والتي تتلاشَى أو تخفُّ حدَّتها إذا ما تَمَّ التعامل معها بحكمةٍ وصبر، فالأهْل - كما ذكَرْنا في البداية - دورهم يبدأ من الولادة، وليس عند اتخاذ قرار الزواج.

• كيف تستطيع الأسْرة أن تقوم بدور المرْشد والموجِّه والحاضن لأي مشروع زواج؟

كما ذكرنا سابقًا، إذا ربَّت الأسرةُ الأبناء بالطريقة الصحيحة المبنيَّة على الحبِّ والتفاهم، فإنَّ الابن والابنة سيعتادان استشارتهما، وطلب نصحهما عند كلِّ مشكلة، ومن باب أولى استشارتهما عند الزواج، ولأن علاقتهما ستكون متناغمة متفاهمة، فإنهم سيتقبلان نصيحة أهلهما ويعملان بها، وفي الغالب لن يكونَ هناك تصادم وصِراع بينهم.
• ما هو قدْر المساحة المسموح بها للأهل للتدخُّل في تحديد مواصفات شريك حياة ابنهم أو بنتهم؟

قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ))؛ رواه البخاري ومسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: ((إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تَكُن فتنة في الأرض وفساد كبير))؛ رواه الترمذي.

فالمرأة في ديننا تُنكح لهذه الأربع، والرجل لهاتين الاثنتين، وأعتقد أنَّ هذه هي المساحة التي يستطيع الأهل التدخُّل في تحديدها، ولكن بِحُدود أيضًا، فالأهم هنا هو راحة الابن أو الابنة لشريك الحياة، ورضاهم عن مُواصفاته التي قد تختلف من شخص لآخر، فما قد يراه أو تراه جميلاً يراه غيرهم عاديًّا، أو حتى قبيحًا.

والابن والابنة هما اللذان سيعيشان مع الشريك؛ لذلك هما الأساس في تحديد المواصفات التي يريدانِها على أن تَتَضَمَّنَ التي ذكرها - عليه الصلاة والسلام - وذلك حماية للدين والخلق والنفس، ولو لم يكن رضا الابن والابنة مهمًّا، لَمَا قال - عليه الصلاة والسلام - ذلك وأكده حين قال: ((لا تُنكح البكر حتى تُستأذَن))، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: ((أن تسكت))؛ أخرجه البخاري، وفي رواية أخرى للبخاري: ((لا تنكح الأَيّم حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن))، قالوا: يا رسول الله، كيف إذنها؟ قال: ((أن تسكت)).

فالنبي - عليه أفضل الصلاة والسلام - حثَّ وأمَرَ على التأكُّد من موافقة الابنة ثيبًا كانت أم بكرًا على الزواج من هذا الشخص، ويدل على ذلك أيضًا أنَّ جماعة جاؤوا للنبي - عليه الصلاة والسلام - وقالوا: لدينا ابنة تقدَّم لها اثنان: رجل معسر، ولكنه شاب، ورجل موسر، ولكنه شيخ، وابنتنا تحب الشاب، وإن كان معسرًا، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: ((لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح))؛ أي: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقَرَّ رغبة ابنتهم مع أنها خالفتْ رغبتهم، وهذا يدل على أنَّ الأهل ليس لهم الحق الكامل في تحديد واختيار الشريك.

وعلى الأهل أن يتذكروا أنهم يزوجون أولادهم لا أنفسهم، وأنهم في زمن غير الزمن الذي تزوَّجوا فيه؛ لذلك فليعطوا الابن أو الابنة الحرية لتحديد شريك حياتهم، مع مراقبة عطوفة، وتوجيه حكيم من الأهل؛ حتى ينعم الجميع بالسعادة.

• في حال إصرار الشاب أو الفتاة على الارتباط بشخص غير موافَق عليه من قِبَل الأهل، بِمَ تنصحون كلا الطرفين؟

بداية، فإنني لا أنصح الشباب والفتيات بمعانَدة الأهْل في مسألة الزواج، فالمعاندة قد تجرُّ ما لا يُحْمَد عقباه مِن قطيعة وشِقاق وغضب الوالدين على الابن أو الابنة؛ لذلك أنصحهم بالآتي:

- أن يُقَدِّمُوا العقل على العاطِفة، فكما قالوا: "حبُّك الشيءَ يعمي ويصم"، فيعودون غير قادرين على رؤية العُيُوب والمساوئ الموجودة في الطرف الآخر، وبالتالي لا يستطيعون اتِّخاذ قرار منطقي بالارتباط.

- عدم التمادِي في علاقة لا يُعرف مصيرها.

- وإذا كان الشاب - أو الشابة - صاحبَ دين وخلق، ووَجَدَ في نفسه ميلاً إليه، فنحن ندعوه إلى تكرار المحاولات، وسوف يكون منَ المفيد الإفصاح عن مشاعره لأقرب الناس إليه؛ مثل: الوالدة، أو الخالة، أو العمة، حتى يَتَكَلَّمُوا بلسانه، وندعوه إلى حَسْم أمْرِه قبل إعادة المحاولات، وقد يصعب على الابن أو الابنة العَيْش مع شريكٍ أهلُه رافضون لزواجِه.
أما بالنسبة للأهل، فندعوهم إلى:
- التأكُّد من أنَّ سبَبَ الرفض سببٌ يؤدي إلى ضرر حقيقي، وليس سببًا راجعًا إلى العادات والتقاليد التي لا أساس لها.
- معرفة سبب رغبة الابن أو الابنة في الارتباط بهذا الشخص بالذات.
- يتذكرون حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أقَرَّ وقَدَّم رغبة الابنة على رغبة الأهل، حين جاء جماعة للنبي - عليه الصلاة والسلام - وقالوا: تقدم لابنتنا اثنان رجل معسر ولكنه شاب، ورجل موسر ولكنه شيخ، وابنتنا تحب الشاب وإن كان معسرًا، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لم ير للمتحابين مثل النكاح)).

إصرارهم على الرفض قد يؤدِّي إلى مشاكل أكبر وأكثر ضررًا من التي حدثتْ، أو المتوقَّع حدوثها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]