|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الزواج بين الفقر والغنى والتكافؤ العلمي أ. أريج الطباع السؤال أنا فتاة أبحث عن زَوْجٍ مُتَدَيِّن وعلى خُلُقٍ وذي حالةٍ مادِّيَّة متوسِّطة، وتقدَّم لي شابٌّ عمْرُه مناسبٌ لي وعلى خُلُقٍ ودين، وكلُّ هذا إلى هنا جميلٌ جدًّا، والحمد لله، ولكنَّ المشكلة الأولى في أنه حاصل على "دبلوم صناعة"، وأنا أعلم أن هذا ليس عيبًا ولا حرامًا، ولكنني حاصلة على "بكالوريوس خدمة اجتماعية"، وأخشى أن يكون هذا في يوم من الأيام سببًا في عدم تكافئي معه، والمشكلة الثانية في أنه يعمل في محلٍّ، ومرتبه قليل إلى حد ما، وأنا أعلم أيضًا أن هذا لا يعيبه في شيء، ولكنني أخاف من المستقبل، وخاصَّة في ظِلِّ الظروف الاقتصاديَّة السيِّئة الآن من غلاء الأسعار، أخشى على نفسي وأولادي من الفقر الذي من الممكن أن أتعرض له مع هذا الزواج. هذا، مع أني – والله - أطلب من الله أن أكون مستورة، ولا أحتاج إلى أحد؛ فأنا حائرة: هل أتكل على الله وأتزوج هذا الشاب، وأكتفي بأهم الشروط التي أحلم بها في زوجي من الدين والخلق، أم أنتظر حتى يأتي صاحب الدين والخلق والعلم والمال؟! مع العلم بأن هذا مستحيل، وخاصَّة في هذه الأيام. الجواب لا شك أن الكفاءة تعد مطلبًا يساعد أكثر على نجاح الزواج بالمستقبل، برغم ما نردده دومًا من صعوبة وجود وصفةٍ واضحة لزواج ناجح؛ فقد تختلف الأمور من شخص لآخر. لذلك أولاً أستطيع تقدير قلقك حول عدم التكافؤ بينكما من الناحية العلمية، وتحتاجين أن تطمئني لهذه الناحية بالتأكد من نظرتك له؛ حيث لا يجب أن تشعري أنه أقل منك أو يقل تقديرك له بسبب شهادته، ويعتمد ذلك كثيرًا على طبيعته وعلى نظرتك لشخصه، والعكس أيضًا مُهِمّ؛ فكيف ينظر هو لك؟ وهل يشعره ذلك بالنقص، أو يفتقد الثقة مما يؤثر على نظرته لنفسه ولك؟ تستطيعين معرفة ذلك من السؤال عنه، ومن طريقة بحثه للأمر عند فتح الموضوع معه قبل الزواج، هناك من الأزواج مَن يفخرون بزوجاتِهم برغم تفوقهن العلمي، ويشجعونهن دون أن يؤثر ذلك على الحياة الزوجية، وهناك من لا يستطيع تقبل ذلك! ثانياً: هل الفرق بالكفاءة فقط يكون بالمستوى العلمي، أم بالطبقة الاجتماعية عمومًا؟ أي: ما مستوى أهله وأهلك؟ وهل بينكما فارق كبير في مستوى المعيشة بحيث يؤثر ذلك أيضًا على الزواج؟ ليست القضية بغِنى أو فقر، لكنها بأسلوب حياة؛ فقد يتزوج من امرأة اعتادت العيش بطريقته، وتستطيع مشاركته حياته ومساعدته، وقد يصعب ذلك على مَن اعتادت أسلوبًا مختلفًا في الحياة، فتجد صعوبة في العيش وفق مصروفه فتتعب وتتعبه! وإن كان الرزق من الله، وقد وعدنا سبحانه وتعالى بقوله: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 32]، وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الصديق قال: "أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح يُنْجِزْ لكم ما وعدكم مِن الغنى"، وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: "التمسوا الغنى في النكاح". وكم من رجل تزوَّج معدمًا فوسع الله عليه رزقه، والعكس صحيح: كم من رجل أخذته امرأة لماله ووظيفته ففقدها وضاع عليه ماله! المهم أن تكون ثقتنا بالله، وتوكلنا عليه، وثقتنا أن الرزق منه، وأن يكون أساس الاختيار الأول هو الخلق والدين، وبعدها أنت الأعلم بما يناسبك، وبما يتوافق معك من شروط، قد تختلف من فتاة لأخرى حسب طبيعتها. إذن ننصحك بالتالي: - أمسكي ورقة وقلمًا، واكتبي بأعلاها ما تطمحين به في زوج المستقبل مرتبًا حسب أولويته، ثم اكتبي إيجابيَّات زواجك من هذا الشخص وسلبياته، طبعًا يكون ذلك بعد السؤال عنه ومعرفة طبيعته وظروفه! - تذكري أن توقُّعَك عن الزواج يؤثر عليه كثيرًا بالمستقبل، سواء كانت نظرتك مثالية أم متشائمة، وكذلك توقعه هو يؤثر كثيرًا؛ لذلك اسعَي لمعرفة توقعاتك وتوقعاته وفهمهما من البداية، لمعرفة مدى تأثيرهما مستقبلاً! - صلي ركعتي استخارةٍ، وادعِي الله سبحانه وتعالى؛ فتبقى أمورٌ غيبية لا يعلمها إلا الله! - استشيري أهل الثقة ممن حولك؛ حيث يعرفون طبيعتك وظروفك واستنيري برأيهم! - هي حياتك بالنهاية، وأنت من يملك القرار، لكن لا تجعلي قبولك لأنه الخيار الوحيد؛ فليس مستحيلاً وليس بعيدًا عن الله أن يأتيَك صاحب الخلق والدين والعلم معًا، ولو وجدت به الشخص المناسب فلا تضيعيه، المهم أن تقرري القرار الذي تثقين به وبأنه يناسبك! وفقك الله ويسر لك الخير حيث كان!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |