تربية الأطفال والتواصل الجيد معهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118522 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40123 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366768 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2021, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي تربية الأطفال والتواصل الجيد معهم

تربية الأطفال والتواصل الجيد معهم


أ. عائشة الحكمي




السؤال

ملخص السؤال:
سيدة مُطَلَّقة ولديها طفلتان، لديها عدة أسئلة لتربِّي بناتها تربيةً سليمةً؛ مثل: كيف أكون أمًّا صالحة لهما؟ وما هي الأمومة وما حنان الأم؟ وكيف أمنح صغيراتي أكبر قدْرٍ مِن هذا الحنان بما لا يفسدهما؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذه الشبكة الرائعة، جزاكم الله خيرًا على ما تُقَدِّمون.


إلى الأستاذة/ عائشة الحكمي، قدَّرَ اللهُ تعالى لي الطلاقَ قبل سنتين، ولديَّ طفلتان، طلبْتُ مِن والدهما أن يتركهما في رعايتي؛ لأنهما شمسُ حياتي وقمرها، فقَبِل جزاه الله خيرًا، وهو يَراهما كل أسبوعين مرةً، وهذا الحالُ مُستقر منذ سنتين والحمد لله.


أنا امرأةٌ نذرتُ حياتي لبناتي، وأرفُض كلَّ عُروض التَّزويج، وعمري 30 سنة، والحالةُ المادِّيَّةُ جيدة جدًّا بحمد الله، وأدرِّس في الجامعة، وأحاوِل تنفيذ جميع طلباتهما.


المشكلةُ أنَّني في كثيرٍ مِن الأحيان أفْقِد صَبري أمام بُكائهما، فأجدهما يبكيان فأضطرُّ لاستعمال التوبيخ والشِّدَّة في القول، ثم أجلس فأبكي لأنني أدخلتُ الحزن إلى قلبيهما!


لا تتخيَّلون مدى لومي لنفسي في كلِّ مرةٍ أكون فيها شبه قاسية معهما، خاصَّة أنهما يَعيشان معي بلا أب، وأعيش في الغربة بلا أهل.. وعندما نقضي الوقت معًا ألعب معهما وأسليهما.


سؤالي: هل أنا أُمٌّ مُعَقَّدَة؟ وهل أنا أحرِم بناتي مِن حَنان الأمِّ الذي يَحتاجونه حين أبعدهما عني؟ علمًا بأنني أموت ولا أقبل أن يأخذَهم أحدٌ مني.


فما هي الأمومة؟ وما هو حنان الأم؟

وكيف أمنح صغيراتي أكبر قدْرٍ من هذا الحنان بما لا يفسدهما؟

الجواب

بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان


سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فجزاك الله مِن أمٍّ تتعهَّد تربية أبنائها خيرًا، ومرحبًا بك وأهلاً صديقةً للألوكة.


تسألين عن الأمومة!
أمُّ موسى - عليهما الصلاة والسلام - هي أفضلُ مَنْ يَشْرَحُ لنا معنى الأمومة!


حين وُلِدَ مُوسى - عليه الصلاة والسلام - في العام الذي كان يُقتل فيه الولدان، وجَدَتْ أمُّ موسى نفسها بين خيارَين؛ إما أن تُسَلِّمَ موسى إلى جنود فرعون ليَقتلوه، وإما أن تُلقيه في اليَمِّ، حيث تتشعَّب الاحتمالات؛ فمنها أنه مِن المحتمَل أن يموتَ موسى غرَقًا، ويحتمل أيضًا أن يُلقيه اليمُّ بالساحل فيأخذه أحدُهم ويُرَبِّيه في بيته، أو يَختطفه أحدُهم أو يجده جنود فرعون فيقتلونه!


أُلْهِمت أمُّ موسى - عليه الصلاة والسلام - أن تُلْقِيَ موسى في اليمِّ؛ حيث من المحتمل جدًّا أن يعيشَ، فكان!


تُعَلِّمنا أمُّ موسى العظيمة المدلول الحقيقي لمَفهوم الأمومة، وهو مُراعاة مصلحة الطِّفل، هذه المصلحةُ لا تعني بالضرورة أن تضمَّ الأمُّ طفلها إلى نفسها تحت رعايتها وعنايتها، فاليَمُّ مثلاً كان أفضلَ حضنٍ لموسى لكي (يعيش)، ثم تلقَّى موسى أفضلَ تربية ملَكية في حضن امرأة أخرى هي امرأة فرعون، أما أُمُّ موسى فقد اكتَفَتْ بلعب دور "المرضعة" كَرْمى لحياةِ موسى، وتلك هي الأُمُومة!


تَستمرئ بعضُ الزَّوجات التَّعيسات العيش في بيوتٍ غير سعيدة، مُدَّعيات أنهنَّ بذلك يُراعين مصلحةَ أبنائهنَّ، والحقُّ أنهنَّ يُضَحِّين بمصلحة أبنائهنَّ مِن أجْلِ مَصالحهنَّ الذاتيَّة، فهُنَّ يُشفقْنَ على أنفسهنَّ مِن وصمة الطلاق، والأصلُ أن يعيشَ الطِّفلُ في بيتٍ آمنٍ عاطفيًّا وجسَديًّا وذهنيًّا، في بيئةٍ صالحةٍ للتربية والتأديب، لا أن يعيشَ في بيت مَشحونٍ عصبيًّا مع والدين منفصلين عاطفيًّا، يُفَرِّغان شحناتهما السلبية في تلك الوُجوه الصغيرة البريئة!


تربيتُك - أستاذتنا الفاضلة - جيدةٌ كما تَصْفين، ولكن السؤال الأهم: هل تَكْفي هذه الساعات التي تقضينها مع أطفالك لتربيتهم التربية الصالحة؟!


وفقًا لأول دراسة طُولية واسعة النِّطاق نشرتْ في مجلة "الزواج والأسرة" حول أهميَّة الوقت الذي يَقضيه الوالدان بصُحبة الأبناء الذين تتراوَح أعمارُهم ما بين ثلاث إلى أحد عشر عامًا، كشفتْ هذه الدِّراسة الفريدةُ عن تضاعف عدد الساعات الذي تقضيه الأمهات مع أبنائهم ثلاث مرات من العام 1965 وحتى عام 2010م، وهو ما دعا الباحثات لطرح السؤال التالي: "هل أحدثتْ هذه الزيادة فارقًا في تربية الأطفال سلوكيًّا وعاطفيًّا وأكاديميًّا"؟ وقد كان الجوابُ غير متوقَّع؛ حيث لم تُحدثْ هذه الزيادةُ أي فارق على الإطلاق.


معظمُ الدِّراسات الحديثة تربط بين "جودة الوقت" الذي يقضيه الوالدان مع الأطفال - مثل: جودة الاتصال بين الوالدين والأبناء، ومحادثتهم، والقراءة لهم - وبين تحقيق نتائج إيجابية في التربية والتأديب، ما يعني أن (نوعيَّة) الوقت الذي تَقضيه الأمُّ بصُحبة أبنائها أهم تربويًّا مِن (مِقْدار) الوقت الذي ينبغي أن تقضيه معهم.


كما تؤكِّد الأكاديميةُ الأمريكيةُ لطبِّ الأطفال (aap) حاجة الأطفال إلى بعض الوقت غير المنظَّم للبقاء مع أنفسهم بمنأى عن مشاركة والديهم؛ من أجل تطوُّر نموِّهم الاجتماعي والمعرفي.


وإلى الله الدعاء في توفيقك، وتَسْديدك، وإعانتك على التربية وبلوغ أهدافك السامية


والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.49 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]