|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أريد بناء نفسي من جديد أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة متزوجةٌ تشكو مِن عدم استطاعتها تكوين صداقاتٍ، مما جعلها مُنطويةً، وسبَّب لها كثيرًا من الضغط النفسيِّ وأثر على حياتها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في السنتين الماضيتين شرعتُ في دراسة الماجستير في تخصص (الرياضيات)، ولستُ ذكيةً كما يظن الناس، لكنني أبذُل جهدًا مضاعفًا لأنجح وأتخرج وأرفع رأس أهلي كما يُقال. لكن نظرًا لصُعوبة المواد، وكَوْني درستُ هذه المرحلة في جامعة إنجليزيةٍ بعيدة عن أهلي، وكنتُ أسْكُن في سكن الطالبات مع مجموعة من الزميلات - كان كلُّ وقتي مُسخرًا للدراسة، واجهتُ كثيرًا مِن المشاكل الدراسية لضَعْف خِبرتي في بعض المواد، وكنتُ أرسب وأعيدها، وأضْغَطُ على نفسي، وأغضب وتهتز صورتي الداخلية حينما أرى الطالب الأجنبي يُحرز الدرجات العالية مُستوعبًا كمًّا هائلاً من المعلومات. حاولتُ التعرُّف إلى رُفقةٍ مِن نفس جنسيتي، لكني فُوجئتُ بكمية الأنانية والمكر بداخلهنَّ، وكأننا في صراعٍ على مَن سيتخرج؟! ومن سيبقى؟! كان هَمُّهنَّ الوحيد الإعطاء والمساعدة في الواجبات، وحينها تصبحين صديقتي، وإذا كان غير ذلك فسأستغلك أو أتَجاهلك؛ مما جعلني أقضي سنوات دراستي بدون صداقات حقيقيةٍ، مما أثَّر على نفسيتي! مررتُ بفترات كنتُ فيها انطوائية وحيدة، بالرغم مِن أنني كنتُ فتاةً مَرِحَةً تُحِبُّ الناس، وكنتُ مِن وقتٍ لآخر أُحاول الترْفيه عن نفسي. بعد تخرُّجي تزوَّجتُ، وانتقلتُ إلى بلدٍ آخر مع زوجي، واكتشفتُ أني فقدتُ كلَّ هواياتي السابقة؛ كالكتابة، والرياضة، وإسعاد الآخرين، وعقد صداقات جديدة، والتصميم الرقمي، وجدتُ نفسي غريبةً، وكأنني شخصٌ آخر، وحاولتُ أن أنغمسَ في إحدى هذه الهوايات من جديد، لكن يُراودني إحساسُ اللامُبالاة كلما شرعتُ في إحداها. فقدتُ الرغبة والحماس والطاقة في عمل أي شيء، وكأنني أنتظر أحدًا ليقولَ لي: افعلي كذا فأفعل، وإلا لجلستُ مُسْتَلْقِيَة على الكنبة أتابع المسلسلات طوال اليوم. انضممتُ لمعهد لدراسة اللغة، وتكوين صداقات جديدة، لكنني فوجئتُ بشعور الخوف عندما أفكِّر بالتعرُّف على إحداهنَّ، وأتوقف عن الكلام ولا أدري لِمَ؟ ربما لأني لا أجد ما أتحدث فيه مع الآخرين. حاولتُ جاهدةً البحث في الإنترنت عن مواضيع لأتحدَّث فيها مع الآخرين، لكن مُحاولاتي باءتْ بالفشل، وليس هذا مع الآخرين فقط، لكن مع زوجي أيضًا. حاول زوجي مساعدتي فعرَّفني على مجموعةٍ مِن زوجات أصدقائه، لكنني شعرتُ بأنني كالغريبة بينهنَّ! أخبروني ماذا أفعل فليستْ لديَّ صديقة مقربة مني ولم أتكلَّمْ مع صديقة من الصديقات منذ أشهر طويلة؟! الجواب أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نرحِّب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسددنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. أختي العزيزة، أستشفُّ مِن سياق رسالتك وأسلوبِ وصْفك للمعاناة التي واجهتِها خلال رحلتك في استكمال دراسة الماجستير - أنَّ حساسيتك الشديدة للمواقف السلبية التي تصْدُر عن بعض المحيطين بك أسهمتْ بشكلٍ كبيرٍ في مشاعر الإحباط والانسحاب التي تعتريك الآن، فهذا النوعُ مِن المشاعر السلبية هو الذي يُؤدي إلى انخفاض الشعور بمتعة الأشياء، وقلَّة الرغبة في إجراء الفعاليات الاجتماعية، والتي من بينها التعرُّف إلى أشخاصٍ جددٍ، أو الرغبة في كسْب اهتمامهم. ولِتجاوُز هذه المشكلة وغيرها مما قد يُواجهك لا بد لك يا عزيزتي مِن إعادة ترتيب طريقة نظرتك وتفكيرك بما يَدور حولك، ومنها المواقف التي تمرين بها، وأهمُّ ركيزةٍ فكرية لا بد مِن تبنِّيها هي اهتمامك فكريًّا وعاطفيًّا بالمُعْطيات الإيجابية التي يُفْرِزُها أيُّ موقفٍ، وتقليل شأن ما نجم عنه من سلبيات، فبهذا الأسلوب ستتولَّد لديك مهارةُ استنباط الجوانب إلإيجابية لكلِّ ما هو حولك، وكذلك لما هو فيك شخصيًّا، وهو ما يُسهم في تدعيم نظرتك الإيجابية لذاتك ولقدراتك، ويرفع مستوى دافعيتك وأملك في المستقبل. وتأمَّلي يا عزيزتي لو أنك فكرتِ في النتائج المهمة التي خلصتِ إليها في تلك الفترة التي عانيتِ فيها مِن كل ما ذكرت، والمتمثِّلة في اجتيازك للامتحانات وتمكنك من اللغة، ثم حصولك على شهادة الماجستير رغم صُعوبة كل ذلك، وقسْوة الظروف المحيطة بك آنذاك، فكلما زادت الصعوبات والتحديات زادتْ معها قيمةُ النجاح، وهو ما يعني أن نجاحك وحصولك على الماجستير - رغم كل تلك الظروف - ذو قيمة كبيرةٍ تعكس قدراتك وإمكاناتك الشخصية العالية، والتي أجد أنك ظلمتِها بتجاهُلك لها. لذا أتمنى منك يا عزيزتي أن تأخُذي بهذا النَّهْج الإيجابي في تقْييم الأمور، وتكتشفي المزيد مِن القُدرات الكامنة في شخصيتك، والتي لا شك أنها كثيرةٌ لو أحسنتِ استثمارها. وأخيرًا أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصْلِحَ كلَّ أمرك وينفع بك، وسنكون سُعداء بسَماع أخبارك الطَّيِّبة
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |